جمهورية غينيا Guinea في أقصى غربي إفريقيا على ساحل المحيط الأطلسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جمهورية غينيا Guinea في أقصى غربي إفريقيا على ساحل المحيط الأطلسي

    غينيا (جمهوريه)

    Republic of Guinea - République de Guinée

    غينيا (جمهورية -)

    تقع جمهورية غينيا Guinea في أقصى غربي إفريقيا على ساحل المحيط الأطلسي بين درجتي عرض 7 و12 شمال خط الاستواء، تبلغ مساحتها نحو 245856كم2، تجاورها من الشمال السنغال ومالي ومن الشرق مالي وساحل العاج، ومن الجنوب ليبيريا وسيراليون، ومن الغرب المحيط الأطلسي، ومن الشمال الغربي غينيا بيساو. تتنوع مظاهر السطح في غينيا، فعلى ساحل الأطلسي تنبسط سهول لحقية يصل عرضها في بعض الأماكن إلى 60كم، وتتدرج هذه السهول بالارتفاع باتجاه النجد الداخلي، الذي تنتهي الأراضي الغينية فوق أطرافه الشرقية والشمالية الغربية، بشكل كتل جبلية يقارب ارتفاعها 1800م عن سطح البحر. كما في جبال نمبا Nimba وفوتا جالون Fouta Djalon وتظهر الصخور القديمة القاسية في بعض أجزاء هذه المرتفعات وقد خددتها السيول وشكلت فوقها شلالات كثيرة، تستغل في توليد الكهرباء اللازمة لاستخلاص الألمنيوم من خامات البوكسيت المتوافرة بكثرة.
    يسود الأجزاء الساحلية المنخفضة من غينيا المناخ الاستوائي الرطب، الذي تظل أمطاره أكثر من ستة أشهر من السنة، ولا تقل عن 1500مم. أما في الأجزاء الداخلية الشمالية والشمالية الغربية فيسود شيء من المناخ الموسمي، الذي تخضع الحرارة فيه لتبدلات فصلية، مع ظهور فترة تقل فيها الأمطار أو تتوقف إذ يصل مجموعها إلى 7500مم في السنة.
    ويظهر تأثير هذه الصفات المناخية على واقع كل من النبات الطبيعي والذخر المائي، فهناك مناطق الغابات الرطبة في الأجزاء التي تتلقى كميات كبيرة من الأمطار، ويكون الجريان السطحي الغزير هو السائد فيها، مما يؤدي إلى تشكل المستنقعات التي تعوق الأعمال الاستثمارية في الأقسام المنخفضة التي تعجز عن التصريف الكامل للمياه.
    وبالمقابل تكوّن هذه الأجزاء من الأراضي الغينية بمياهها مصدراً مهماً من مصادر المياه الجوفية، والجارية السطحية التي تسهم في توفير المياه اللازمة للزراعة والشرب والاستعمالات المنزلية، وفي جريان الماء في الفروع الأولية التي يتكوّن منها كل من نهري النيجر والسنغال.
    منظر جوي لأراضي جمهورية غينيا
    أما في الأجزاء التي تأخذ كميات الأمطار فيها بالتناقص، فتحل السافانا محل الغابات. وهنا نشرت الزراعات الحديثة بعد اقتلاع السافانا وتجفيف أراضيها وتمهيدها.
    وغينيا من الدول الإفريقية ذات الكثافة السكانية القليلة، بسبب قسوة الظروف المناخية وانتشار الغابة الاستوائية، إضافة إلى ما عاناه الوضع السكاني فيها من مآسي تجارة الرقيق والهجرة الواسعة إلى الخارج بأعداد كبيرة، هرباً من الظلم والحياة القاسية الفقيرة، حيث كان المستعمر يمارس ضدهم سياسة القمع، وتخريب كل ما هو إفريقي واستبدال به ما هو فرنسي تحت عنوان التحضّر.
    في عام 1955 كان عدد سكان غينيا نحو 4 ملايين نسمة، يتوزعون بمعدل 16 نسمة في الكيلو متر المربع. وكان عدد سكان العاصمة كوناكري Conakry أقل من مليون نسمة، وفي عام 2005 تجاوز عدد السكان فيها 9 ملايين نسمة، وتجاوز عدد سكان العاصمة 1.366 مليون نسمة. وهنا لابد من الإشارة إلى أن العوامل التي كانت تسبب سوء أحوال السكان وقلة زيادتهم قد زال معظمها، وخف تأثير ما بقي منها، وذلك لسياسة الحكومات الوطنية، التي انصرفت إلى معالجة ما خلفه الاستعمار في المجالات الاجتماعية والسكانية والصحية والتعليمية والاقتصادية.
    ينتمي القسم الأعظم من الغينيين إلى سلالات زنوج الغابة الاستوائية لغربي إفريقيا، التي كان أفرادها يعيشون على الصيد والالتقاط، على صورة قبائل كبيرة العدد، تتفرع كل واحدة منها إلى أقسام صغيرة عدة، ولها نظم خاصة في الزعامة الدينية والسياسية، أهمها النظام الملكي المقدس.
    ولغة الهوسا الزنجية هي اللغة الأساسية التي يتكلمها معظم الغينيين، مع لغات إفريقية أخرى. وقد انتشرت اللغة العربية بين بعض الفئات بتأثير انتشار الإسلام فيها وفيما حولها (95% مسلمون). يضاف إلى ذلك اللغة الفرنسية التي كان الاستعمار في أثناء وجوده حريصاً على توسيع انتشارها وجعلها اللغة الرسمية للبلاد.
    على الرغم من أن التطور الصناعي لم يقم في غينيا بالنشاط الفعال في الوضع الاقتصادي والاجتماعي، لبقاء اعتماد غالبية السكان على الزراعة وتربية الحيوان والصيد والجمع والالتقاط، فإن الأوضاع الاقتصادية فيها بعد الاستقلال قد دخلت مرحلة جديدة، تُطبّق في جو لا يخلو من المعوقات الخارجية، السياسية والاقتصادية، والداخلية التي تستوجب مزيداً من الجهد والتخطيط وتطبيق الأساليب الحديثة، لمعالجة ما بقي عالقاً بهذه الأوضاع من صفات معيقة، وترميم ما ألحقه الاستعمار بها من أضرار. فإلى جانب الأنماط الحديثة التي بدأها المستعمرون في مجال الزراعة وصيد الأسماك والتعدين والصناعة خدمة لمصالحهم، واستمر بها الوطنيون بعد الاستقلال، والمتمثلة خاصة في:
    تتصف جمهورية غينيا بغزارة المياه الجارية السطحية
    أولاً: في زراعة المحاصيل ذات الإنتاج التجاري، ضمن مزارع كبرى، مثل الكاكاو والبن والشاي والتبغ ونخيل الزيت والرز والذرة وقصب السكر والقطن والمطاط والموز.
    ثانياً: في التوسع في استثمار الخامات المعدنية المتوافرة، من بوكسيت وحديد وألماس وذهب، حيث أُقيم فيها، وبمساعدة أمريكية، واحد من المشروعات الضخمة في العالم لاستثمار البوكسيت.
    ثالثاً: في إنشاء صناعات خفيفة للمحفوظات الغذائية وعصر الزيت وتصفية النفط لتوليد المزيد من الطاقة.
    رابعاً: في افتتاح أسواق تجارية في الكثير من البلدان الأوربية والأمريكية. وبعد الاستقلال في بعض دول المنظومة الاشتراكية وخاصة في جمهوريات الاتحاد السوڤييتي (سابقاً) والصين، إلى جانب كل هذه الأنماط الحديثة مازالت بعض الأنماط القديمة المتوارثة في النشاطات الاقتصادية ممثلة ً بصيد حيوانات الغابة وجمع منتجاتها من أخشاب وعصارات وثمار، ويمارسها قطاع مهم من السكان لتأمين مصادر ثانوية للغذاء.
    لمحة تاريخية
    سُكنت أراضي غينيا منذ أقدم العصور، وفي أوائل القرن الخامس عشر تعرضت لهجمات تجار الرقيق البرتغاليين وأصبحت هدفاً للأطماع الاستعمارية. وضعت تحت الحماية الفرنسية عام 1849، وما لبثت فرنسا أن أعلنتها جزءاً من مستعمرات غربي إفريقيا عام 1904. وكانت فرنسا تعدّ هذه المستعمرة جزءاً منها، فسعتْ إلى إنشاء طبقة غينية تتبنى الثقافة الفرنسية وتخدم مصالحها. وبعد الحرب العالمية الثانية أصبحت هذه المستعمرة جزءاً من الكيان السياسي الذي حمل في البداية اسم «فرنسا ما وراء البحار»، ثم اسم «مجموعة الشعوب الفرنسية»، التي ضعفت فيها الروابط، وبدأ قسم منها يتحول إلى دول مستقلة، وكان لغينيا السبق في ذلك، إذ كانت أول مستعمرة فرنسية على الساحل الغربي لإفريقيا تعلن استقلالها كاملاً، بزعامة أحمد سيكوتوري[ر] صاحب الكلمة الشهيرة: «لو تخلّى كل العرب عن القضية الفلسطينية ما تخلينا عنها».
    واجهت جمهورية غينيا في بداية مرحلة الاستقلال صعوبة في إزالة تأثيرات الاستعمار السياسية والاقتصادية، إلا أن الغينيين ممثلين بزعائمهم الوطنيين كانوا مصرِّين على الاستقلال التام ضمن حدود وحدة سياسية تضم الغينيين المنتشرين في غربي إفريقيا كلهم، ومن أجل ذلك قامت غينيا الفتية بمحاولات عدة لإنشاء ولايات إفريقية متحدة. وكانت المحاولة الأولى الاتحاد مع مالي وغانا، إلا أن هذه المحاولة وما أعقبها من محاولات، كانت محدودة الأهمية، للانفصال المكاني بين أعضائها، إضافة إلى أن الاستعمار الأوربي كان قد أبقى نمط الحياة في غينيا وفي غيرها من مستعمراته السابقة على حاله المتخلفة.
    كما واجهت الدولة الجديدة الوطنية، التي جاءت بعد التحرر، أوضاعاً اجتماعية واقتصادية صعبة، يحتاج التعامل معها، لوضعها في المسار المنشود، إلى كثير من الجهد، وربما كان هذا أحد أهم الأسباب لبقاء الدولة المستقلة عاجزة عن الصمود في وجه التيارات السياسية الخارجية والداخلية المعيقة والمدمرة أحياناً.
    محمود رمزي
يعمل...
X