من هم إخوان الصفا وخلان الوفا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هم إخوان الصفا وخلان الوفا


    التاريخ بالعربية
    - Historia En Árabe


    ‏١٦ مارس‏، الساعة ‏٢:٠٠ م‏ ·
    إخوان الصفا - «إخوان الصفا وخلان الوفا» عبارة عن جماعة سرّية، شيعيّة، إسماعيليّة، باطنيّة ذات توجّه فلسفي تلفيقي، جمعت في نزعتها بين الإسلام –في صورته التي تأوّلوها– وبين حِكمة اليونان والفُرس والهنود، ولقد أخذوا من حِكمة اليونان مثل الأفلاطونيّة، وليس عقلانيّة المشائيّة الأرُسطيّة، فـ فيثاغورس (القرن الـ6 ق.م)، وأفلاطون (427 - 374 ق.م) أنسب لعُرفانهم الباطنيّ من أرسطو (384 - 322 قبل الميلاد)، ولنظريّة «الفيض» و «صدور العالم عن الله بالتدرّج» –العقل، فالنفس، فالمادة، فعالم الطبائع، فالأجسام، فالأفلاك، فالعناصر، ثُمّ المعادن، والنبات، والحيوان– لهذه النظريّة في الفيض شيوع في تصوّراتهم للوجود وللعلاقة بين مكوّناته ..
    -
    ولم تَقف نزعتهم التلفيقيّة عند حدود مزج الإسلام –بعد تأويله- بفلسفة اليونان والفُرس والهنود، وإنّما طمحت هذه النزعة إلى توحيد الأديان كذلك، حتّى تتّفق مع فلسفتهم ..
    -
    ولقد ظَهرت هذه الجماعة أوّل ما ظهرت في «البصرة» في النصف الثاني من القرن الرابع الهجريّ، وعرف المؤرّخون لها من علمائها خمسة فقط: أبو سُليمان محمد بن مشير البستي، (المشهور بالمقدسي)، وأبو الحسن عليّ بن هارزن الزنجاني، وأبو أحمد محمد بن أحمد النهرجوري، وأبو الحسن العوفي، وزيد بن رفاعة.
    -
    كان الفيلسوف والأديب أبو حيّان التوحيدي (القرن الرابع الهجري) عارِفاً بمذهبهم من طريق العالم زيد بن رفاعة، فنقل عنه سبب إقامتهم لهذه الجماعة، واتّجاهم هذه الوجهة، بأنّ «الشريعة قد دنست بالجهالات، واختلطت بالضلالات، ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلّا بالفلسفة، لأنّها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الإجتهادية، ومتى انتظمت الفلسفة الاجتهادية اليونانية والشريعة العربيّة فقد حصل الكمال» ..

    فالفلسفة كانت عندهم، حاوية «للحكمة الاعتقادية والمصلحة الإجتهادية»، ولقد أودعت هذه الجماعة فلسفتها في الرسائل الاثنتين والخمسين –(رسائل إخوان الصفا)– والتي عرضت للرياضيّات، والمنطق، والعلوم الطبيعيّة، وعِلم النفس، وما بعد الطبيعة، والتصوّف، والتنجيم، والسحر.
    -
    أمّا تنظيمهم السرّي، فكانت فيه أربع مراتب:

    ١) مرتبة ذوى الصنائع: وهُم الشبّان الذين أتمّوا سن الـ15، والمتميّزون بصفاء جوهر النفس، وجودة القبول، وسرعة التصوّر، ويسمّونهم «الإخوان الأبرار والرحماء».

    ٢) مرتبة الرؤساء ذوى السياسات: وهُم الذين أتمّوا سن الـ30، وتميّزوا بالحِكمة وتحكيم العقل، ويسمّونهم «الإخوان الأخيار والفضلاء».

    ٣) مرتبة الملوك ذوى السُلطان: وتكون من الذين أتمّوا سن الـ40، وعرفوا بالقيام على حِفظ الناموس –القانون الإلهي– ويسمّونهم «الإخوان الفضلاء الكِرام».

    ٤) المرتـبـة العـليـا: التي يدعون الجميع إلى بلوغها، وتتكوّن من الذين أتمّوا سن الـ50، وهُم الذين أشبهوا الملائكة بقبول التأييد، ومشاهدة الحقّ عيانا، والوقوف على أحوال الآخرة.
    -
    ولقد تركت آراء إخوان الصفا آثارها في فِرق وحركات باطنيّة وإسماعيليّة كثيرة، مثل الدروز، والحشّاشين، والأخيرة هذه أحد أشهر الجماعات والفِرق والتنظيمات السرّية في التاريخ.

    VIA: Nasser Saad
يعمل...
X