غولدنغ (وليم)
Golding (William-) - Golding (William-)
غولدنغ (وليم -)
(1911-1993)
وليم غولدنغ William Golding روائي وشاعر إنكليزي نال جائزة نوبل للأدب في عام 1983«على رواياته التي تلقي الضوء على الوضع الإنساني اليوم بسردها الواقعيّ واضح التعبير وتوسّلها الأسطورة في تنوّعها وكونيتها»، كما جاء في تقرير اللجنة مانحة الجائزة.
وُلِدَ غولدنغ في نيوكي Newquay، في مقاطعة كورنوول Cornwall، وتلقى تعليمه في مدرسة مارلبره الثانوية حيث كان والده مدرّساً، ثمّ في كلية بريسنوز Brasenose، التابعة لجامعة أكسفورد. كان والده يرغب في أن يصير ابنه عالماً، إلا أنّه سرعان ما أبدى اهتماماً شديداً بالأدب، وهذا ما دفعه إلى أن يحوِّل دراسته في أكسفورد إلى الأدب والفلسفة، وتخرّج في عام 1935. وبعد أن عمل فترة قصيرة مع فرق مسرحية صغيرة ممثلاً وكاتباً، غدا مدرّساً في إحدى مدارس مدينة سولزبْري Salisbury. التحق في أثناء الحرب العالمية الثانية بالبحرية الملكية وأسهم في إغراق السفينة الحربية الألمانية «بسمارك»، كما أسهم في غزو النورمندي قبل أن يعود مع نهاية الحرب إلى التدريس والكتابة.
نشر غولدنغ عام 1954 روايته الأولى «سيد الذباب» Lord of the Flies، ونقلها بيتر بروك Peter Brookإلى السينما عام 1963. وتحكي الرواية قصة مجموعة من أولاد المدارس البريطانيين تتحطم طائرتهم على جزيرة معزولة في المحيط فينحطّ سلوكهم باتجاه البربرية والتوحّش. ومع أن واحداً وعشرين ناشراً كانوا قد رفضوا في البداية نشر هذه الرواية، فإنها نجحت نجاحاً كبيراً وأثارت قَدْراً واسعاً من الاهتمام بتصويرها القاسي لحال من انحلال الروابط الأخلاقية السريع المحتوم، وما يعكسه ذلك من صراع بين البربرية الفطرية لدى البشر وما يمارسه العقل من تأثير حضاري، وهو الموضوع الذي يتكرر ظهوره في رواياته الأخرى. ففي روايته الثانية، «الوَرَثة» The Inheritors، التي نشرها في عام 1955، تناول غولدنغ موضوعات مشابهة تصوّر العنف المتأصّل في الطبيعة البشرية. تتناول هذه الرواية تراجع إنسان نياندرتال Neanderthal، وتطرح أنّ «موقدي النار» الكرومانيونيين، أو الإنسان الكروماني Cro-Magnon، قد انتصروا على إنسان نياندرتال بالعنف والخديعة بقدر ما انتصروا عليه بتفوقهم الطبيعي. ومن رواياته أيضاً «بنشر مارتن» Pincher Martin عام (1956)، وهي قصة ضابط بحار مثقل بالشعور بالذنب، تُقْصَف سفينته ويواجه ميتة أليمة، و«سقوط حر» Free Fall عام (1959)، و«البرج» The Spire عام (1964)، وكلتاهما تنمّا على قناعة غولدنغ أن الإنسان «ينتج الشر كما ينتج النحل العسل»، انطلاقاً من فساد طبيعته وانحلالها الخُلقي، حيث تدور «البرج» حول عزم بطلها الوسواسي على بناء برج كاتدرائية من دون النظر إلى ما يترتب على ذلك من عواقب.
نشر غولدنغ إضافة إلى رواياته ومجموعة شعرية مبكرة، مسرحية بعنوان «الفراشة النحاسية» The Brass Butterfly عام (1958)، ومجموعتين من المقالات؛ «البوابات الحارة» The Hot Gates عام (1965) و«هدف متحرك» A Moving Target عام (1982). أما رواياته الأخيرة فتضمُّ «عتمة واضحة» Darkness Visible عام (1979)؛ وهي قصة صبي يصاب في أثناء قصف لندن في الحرب العالمية الثانية، و«شعائر العبور» Rites of Passage عام (1980)؛ التي نالت جائزة بوكر ،Booker وألهمته جزأين آخرين هما: «أمكنة ضيقة» Close Quarters عام (1987) و«النار في الأسفل» Fire Down Below عام (1989)، وشكّلت هذه الروايات ثلاثية «نهاية الأرض» The End of the Earth، وتصور الحياة على ظهر سفينة في أثناء الحروب النابليونية.
منحت الملكة إليزابيث الثانية في 1988 وليم غولدنغ لقب فارس، وكان قبل وفاته، قرب مسقط رأسه، يعمل على مخطوطة لم تكتمل، عنوانها «اللسان المزدوج» The Double Tongue حول سقوط الحضارة الإغريقية وصعود الحضارة الرومانية، وقد نُشِر هذا العمل في عام 1995 بعد وفاته.
كثيراً ما يوجد في قصص غولدنغ المجازية إلماعات إلى الأدب الكلاسيكي والأسطورة والرمزية المسيحية. ومع أنّ ما من خيط مميز يجمع رواياته ويوحدها وأن تقاناته تتنوع وتتبدل من رواية إلى أخرى؛ إلا أن اهتمامه الأساسي هو البحث في موضوعة الشر، الذي يظهر لديه في إطار ما وُصِف بأنه نوع من التفاؤل القاتم. ولعل إنجاز غولدنغ يتمثل في أنه عاش في قرن شديد الاضطراب والبعد عن الإنسانية، وترك وراءه مجموعة من الأعمال تعكس الرعب الذي شهده هذا القرن بقدر ما تساعد على فهمه.
ثائر ديب
Golding (William-) - Golding (William-)
غولدنغ (وليم -)
(1911-1993)
وُلِدَ غولدنغ في نيوكي Newquay، في مقاطعة كورنوول Cornwall، وتلقى تعليمه في مدرسة مارلبره الثانوية حيث كان والده مدرّساً، ثمّ في كلية بريسنوز Brasenose، التابعة لجامعة أكسفورد. كان والده يرغب في أن يصير ابنه عالماً، إلا أنّه سرعان ما أبدى اهتماماً شديداً بالأدب، وهذا ما دفعه إلى أن يحوِّل دراسته في أكسفورد إلى الأدب والفلسفة، وتخرّج في عام 1935. وبعد أن عمل فترة قصيرة مع فرق مسرحية صغيرة ممثلاً وكاتباً، غدا مدرّساً في إحدى مدارس مدينة سولزبْري Salisbury. التحق في أثناء الحرب العالمية الثانية بالبحرية الملكية وأسهم في إغراق السفينة الحربية الألمانية «بسمارك»، كما أسهم في غزو النورمندي قبل أن يعود مع نهاية الحرب إلى التدريس والكتابة.
نشر غولدنغ عام 1954 روايته الأولى «سيد الذباب» Lord of the Flies، ونقلها بيتر بروك Peter Brookإلى السينما عام 1963. وتحكي الرواية قصة مجموعة من أولاد المدارس البريطانيين تتحطم طائرتهم على جزيرة معزولة في المحيط فينحطّ سلوكهم باتجاه البربرية والتوحّش. ومع أن واحداً وعشرين ناشراً كانوا قد رفضوا في البداية نشر هذه الرواية، فإنها نجحت نجاحاً كبيراً وأثارت قَدْراً واسعاً من الاهتمام بتصويرها القاسي لحال من انحلال الروابط الأخلاقية السريع المحتوم، وما يعكسه ذلك من صراع بين البربرية الفطرية لدى البشر وما يمارسه العقل من تأثير حضاري، وهو الموضوع الذي يتكرر ظهوره في رواياته الأخرى. ففي روايته الثانية، «الوَرَثة» The Inheritors، التي نشرها في عام 1955، تناول غولدنغ موضوعات مشابهة تصوّر العنف المتأصّل في الطبيعة البشرية. تتناول هذه الرواية تراجع إنسان نياندرتال Neanderthal، وتطرح أنّ «موقدي النار» الكرومانيونيين، أو الإنسان الكروماني Cro-Magnon، قد انتصروا على إنسان نياندرتال بالعنف والخديعة بقدر ما انتصروا عليه بتفوقهم الطبيعي. ومن رواياته أيضاً «بنشر مارتن» Pincher Martin عام (1956)، وهي قصة ضابط بحار مثقل بالشعور بالذنب، تُقْصَف سفينته ويواجه ميتة أليمة، و«سقوط حر» Free Fall عام (1959)، و«البرج» The Spire عام (1964)، وكلتاهما تنمّا على قناعة غولدنغ أن الإنسان «ينتج الشر كما ينتج النحل العسل»، انطلاقاً من فساد طبيعته وانحلالها الخُلقي، حيث تدور «البرج» حول عزم بطلها الوسواسي على بناء برج كاتدرائية من دون النظر إلى ما يترتب على ذلك من عواقب.
نشر غولدنغ إضافة إلى رواياته ومجموعة شعرية مبكرة، مسرحية بعنوان «الفراشة النحاسية» The Brass Butterfly عام (1958)، ومجموعتين من المقالات؛ «البوابات الحارة» The Hot Gates عام (1965) و«هدف متحرك» A Moving Target عام (1982). أما رواياته الأخيرة فتضمُّ «عتمة واضحة» Darkness Visible عام (1979)؛ وهي قصة صبي يصاب في أثناء قصف لندن في الحرب العالمية الثانية، و«شعائر العبور» Rites of Passage عام (1980)؛ التي نالت جائزة بوكر ،Booker وألهمته جزأين آخرين هما: «أمكنة ضيقة» Close Quarters عام (1987) و«النار في الأسفل» Fire Down Below عام (1989)، وشكّلت هذه الروايات ثلاثية «نهاية الأرض» The End of the Earth، وتصور الحياة على ظهر سفينة في أثناء الحروب النابليونية.
منحت الملكة إليزابيث الثانية في 1988 وليم غولدنغ لقب فارس، وكان قبل وفاته، قرب مسقط رأسه، يعمل على مخطوطة لم تكتمل، عنوانها «اللسان المزدوج» The Double Tongue حول سقوط الحضارة الإغريقية وصعود الحضارة الرومانية، وقد نُشِر هذا العمل في عام 1995 بعد وفاته.
كثيراً ما يوجد في قصص غولدنغ المجازية إلماعات إلى الأدب الكلاسيكي والأسطورة والرمزية المسيحية. ومع أنّ ما من خيط مميز يجمع رواياته ويوحدها وأن تقاناته تتنوع وتتبدل من رواية إلى أخرى؛ إلا أن اهتمامه الأساسي هو البحث في موضوعة الشر، الذي يظهر لديه في إطار ما وُصِف بأنه نوع من التفاؤل القاتم. ولعل إنجاز غولدنغ يتمثل في أنه عاش في قرن شديد الاضطراب والبعد عن الإنسانية، وترك وراءه مجموعة من الأعمال تعكس الرعب الذي شهده هذا القرن بقدر ما تساعد على فهمه.
ثائر ديب