ريبيرا (خوسيه)
Rivera (Jose-) - Rivera (Jose-)
ريبيرا (خوسيه ـ)
(1591 ـ 1652)
خوسيه ريبيرا Ribera مصور إسباني مجيد وحفار بارع ورسام ممتاز من رواد المدرسة القاتمة في التلوين، والتي ظهرت في بلنسية.
ولد ريبيرا في مدينة جاتيفا في مقاطعة بلنسية وتتلمذ على المصور فرانشيسكو ريبالتا (1565ـ1628)، وكان صديقًا وزميلًا لابنه المصور خوان، ويقول عنه مؤرخ الفن الإسباني اريان «عاش ريبيرا حياة بوهيمية متحررة، وكان مصورًا موهوبًا متميزًا».
تكونت شخصية ريبيرا اعتمادًا على مصدرين وهما: المدرسة الإسبانية، والمدرسة الإيطالية. من المدرسة الأولى استمد الواقعية في التصوير والقوة التعبيرية، والحيوية في تمثيل الموضوعات البشرية، والعاطفة الدينية التي أوصلته إلى نوع من الصوفية. ومن المدرسة الإيطالية استقى دروسًا مهمة من أعمال كبار مصوري عصر النهضة، كما أفاد جدًا من أسلوب كارافاجيو الذي امتاز بإبراز الظل والنور.
تعرف ريبيرا في أثناء زيارته لإيطاليا 1610 أعمال المصور لودفيكو كاراتشي[ر]، كما زار البندقية وأعجب بأعمال تيسيانو، على أن زيارته إلى روما كانت أكثر تأثيرًا في بناء شخصيته الفنية.
ومنذ أمد قريب، اكتشف نقاد الفن أعمال ريبيرا التي تعود إلى مرحلة نشاطه في روما، حيث كان يسمى «الإسباني الصغير» Sagnoletto نسبة لقصر قامته. ولقد أبانت هذه الأعمال مدى مقدرته التصويرية التي تنبئ عن مستقبل فني متألق.
استقر ريبيرا في مدينة نابولي وتزوج عام 1616 ابنة أحد المصورين واسمها كاتالينا أزولينو G.Azzolino، ومنها أنجب أولادًا ستة. وفي هذه المدينة التي اختارها موطنًا ثابتًا له، عمل ريبيرا تحت رعاية نائب الملك الإسباني ومن جاء بعده. واستطاع أن يصل إلى زعامة الفن في هذه المدينة. تشهد على ذلك أعماله التصويرية التي توزعت في المتاحف، والتي أنجزها في نابولي، ومن أشهرها «صلب المسيح» المحفوظة في كنيسة كونجولّودو، والتي يبدو فيها مصورًا إسبانيًا صرفًا، متابعًا طريقة سلفه ريبالتا. وفي متحف الإرميتاج نرى لوحة كبيرة رسمها ريبيرا عام 1626 وتمثل «القديس جيروم».
وبناء على طلب نائب الملك في نابولي أنجز لوحته المشهورة «المجدلية فانتورا مع زوجها وابنتها»، ويطلق عليها أحيانًا اسم «المرأة ذات اللحية» وهي محفوظة في مستشفى تافيرا في طليطلة، وتمثل أسلوبًا واقعيًا شديد الغرابة.
وثمة لوحة متميزة أنجزها ريبيرا عام 1630 هي لوحة «المجدلية» والموجودة في أكاديمية سان فرناندو.
وفي متحف برادو في مدريد مجموعة صور تمثل حواريي المسيح. إلى جانب لوحته شديدة التعبير والتي تمثل «استشهاد القديس فيليب» تعود إلى عام 1639. وفي هذه اللوحة يبدو تأثير أسلوب كارافاجيو الإيطالي واضحًا في خلفية اللوحة، كما نرى في المقدمة حلولًا تشكيلية تبدو فيها الخطوط أقل قساوة، والألوان أكثر شفافية.
وفي لوحته «عذراء الألم» المحفوظة في أكاديمية بولونية، يبدو تأثير أسلوب تيسيانو الإيطالي واضحًا.
وإلى جانب هذه الموضوعات الدينية، أنجز ريبيرا أعمالًا تصويرية ذات موضوعات أسطورية وثنية، ومثالها لوحة «فينوس وأدونيس» المحفوظة في المتحف الوطني للفنون القديمة في روما. ويحتفظ متحف اللوفر في باريس، بلوحته المعبرة عن البؤس والتي تحمل عنوان «ذو القدم المشوهة» وتعود إلى عام 1642، وهي تذكرنا بأسلوب المصور الإسباني فلاسكيز[ر] في لوحته «الأقزام والمهرجون» وهكذا يعد ريبيرا واحدًا من مصوري التعاسة والشقاء، هذه المدرسة التي انتشرت منذ بداية القرن السابع عشر.
إن أشهر عمل فني يمكن أن يمثل أسلوب ريبيرا وجدارته الفنية، هو لوحته المحفوظة في كنيسة سان مارتينو في نابولي وموضوعها «تناول قربان الحواريين» وكان قد ابتدأها عام 1638 وأنجزها بين عامي 1651 و1652 ومساحتها 400×400سم. ويبدو فيها السيد المسيح يتلقى شفاعة يهوذا الإسخريوطي (الذي باع المسيح بثلاثين قطعة من الفضة فصار رمزًا للخيانة)، وحوله الحواريون وفي مقدمتهم بطرس الرسول. لقد نفذ ريبيرا هذه اللوحة الضخمة بالألوان الزيتية وليس بالألوان المائية «الفريسك»، كما نفذ لوحة زيتية أخرى إلى جانبها تمثل «المنتحبة» كان قد أنجزها عام 1637.
ومع أن ريبيرا عاش عزيزًا وشهيرًا، إلا أن نهاية حياته لم تكن سعيدة، وذلك أن فيليب الرابع غير الشرعي قد اختطف إحدى بناته، فكانت ثمرة هذا الاختطاف ابنة غير شرعية احتجزت وترهبت في أحد أديار مدريد امتثالًا لتقاليد القرن التاسع عشر، فمات ريبيرا كمدًا عليها.
عفيف البهنسي
Rivera (Jose-) - Rivera (Jose-)
ريبيرا (خوسيه ـ)
(1591 ـ 1652)
خوسيه ريبيرا Ribera مصور إسباني مجيد وحفار بارع ورسام ممتاز من رواد المدرسة القاتمة في التلوين، والتي ظهرت في بلنسية.
ولد ريبيرا في مدينة جاتيفا في مقاطعة بلنسية وتتلمذ على المصور فرانشيسكو ريبالتا (1565ـ1628)، وكان صديقًا وزميلًا لابنه المصور خوان، ويقول عنه مؤرخ الفن الإسباني اريان «عاش ريبيرا حياة بوهيمية متحررة، وكان مصورًا موهوبًا متميزًا».
تكونت شخصية ريبيرا اعتمادًا على مصدرين وهما: المدرسة الإسبانية، والمدرسة الإيطالية. من المدرسة الأولى استمد الواقعية في التصوير والقوة التعبيرية، والحيوية في تمثيل الموضوعات البشرية، والعاطفة الدينية التي أوصلته إلى نوع من الصوفية. ومن المدرسة الإيطالية استقى دروسًا مهمة من أعمال كبار مصوري عصر النهضة، كما أفاد جدًا من أسلوب كارافاجيو الذي امتاز بإبراز الظل والنور.
تعرف ريبيرا في أثناء زيارته لإيطاليا 1610 أعمال المصور لودفيكو كاراتشي[ر]، كما زار البندقية وأعجب بأعمال تيسيانو، على أن زيارته إلى روما كانت أكثر تأثيرًا في بناء شخصيته الفنية.
خوسيه ريبيرا: «ذو القدم المشوهة» 1952م (متحف اللوفر، باريس) |
استقر ريبيرا في مدينة نابولي وتزوج عام 1616 ابنة أحد المصورين واسمها كاتالينا أزولينو G.Azzolino، ومنها أنجب أولادًا ستة. وفي هذه المدينة التي اختارها موطنًا ثابتًا له، عمل ريبيرا تحت رعاية نائب الملك الإسباني ومن جاء بعده. واستطاع أن يصل إلى زعامة الفن في هذه المدينة. تشهد على ذلك أعماله التصويرية التي توزعت في المتاحف، والتي أنجزها في نابولي، ومن أشهرها «صلب المسيح» المحفوظة في كنيسة كونجولّودو، والتي يبدو فيها مصورًا إسبانيًا صرفًا، متابعًا طريقة سلفه ريبالتا. وفي متحف الإرميتاج نرى لوحة كبيرة رسمها ريبيرا عام 1626 وتمثل «القديس جيروم».
وبناء على طلب نائب الملك في نابولي أنجز لوحته المشهورة «المجدلية فانتورا مع زوجها وابنتها»، ويطلق عليها أحيانًا اسم «المرأة ذات اللحية» وهي محفوظة في مستشفى تافيرا في طليطلة، وتمثل أسلوبًا واقعيًا شديد الغرابة.
وثمة لوحة متميزة أنجزها ريبيرا عام 1630 هي لوحة «المجدلية» والموجودة في أكاديمية سان فرناندو.
وفي متحف برادو في مدريد مجموعة صور تمثل حواريي المسيح. إلى جانب لوحته شديدة التعبير والتي تمثل «استشهاد القديس فيليب» تعود إلى عام 1639. وفي هذه اللوحة يبدو تأثير أسلوب كارافاجيو الإيطالي واضحًا في خلفية اللوحة، كما نرى في المقدمة حلولًا تشكيلية تبدو فيها الخطوط أقل قساوة، والألوان أكثر شفافية.
وفي لوحته «عذراء الألم» المحفوظة في أكاديمية بولونية، يبدو تأثير أسلوب تيسيانو الإيطالي واضحًا.
وإلى جانب هذه الموضوعات الدينية، أنجز ريبيرا أعمالًا تصويرية ذات موضوعات أسطورية وثنية، ومثالها لوحة «فينوس وأدونيس» المحفوظة في المتحف الوطني للفنون القديمة في روما. ويحتفظ متحف اللوفر في باريس، بلوحته المعبرة عن البؤس والتي تحمل عنوان «ذو القدم المشوهة» وتعود إلى عام 1642، وهي تذكرنا بأسلوب المصور الإسباني فلاسكيز[ر] في لوحته «الأقزام والمهرجون» وهكذا يعد ريبيرا واحدًا من مصوري التعاسة والشقاء، هذه المدرسة التي انتشرت منذ بداية القرن السابع عشر.
إن أشهر عمل فني يمكن أن يمثل أسلوب ريبيرا وجدارته الفنية، هو لوحته المحفوظة في كنيسة سان مارتينو في نابولي وموضوعها «تناول قربان الحواريين» وكان قد ابتدأها عام 1638 وأنجزها بين عامي 1651 و1652 ومساحتها 400×400سم. ويبدو فيها السيد المسيح يتلقى شفاعة يهوذا الإسخريوطي (الذي باع المسيح بثلاثين قطعة من الفضة فصار رمزًا للخيانة)، وحوله الحواريون وفي مقدمتهم بطرس الرسول. لقد نفذ ريبيرا هذه اللوحة الضخمة بالألوان الزيتية وليس بالألوان المائية «الفريسك»، كما نفذ لوحة زيتية أخرى إلى جانبها تمثل «المنتحبة» كان قد أنجزها عام 1637.
ومع أن ريبيرا عاش عزيزًا وشهيرًا، إلا أن نهاية حياته لم تكن سعيدة، وذلك أن فيليب الرابع غير الشرعي قد اختطف إحدى بناته، فكانت ثمرة هذا الاختطاف ابنة غير شرعية احتجزت وترهبت في أحد أديار مدريد امتثالًا لتقاليد القرن التاسع عشر، فمات ريبيرا كمدًا عليها.
عفيف البهنسي