كل التفاصيل حول كاميرا المنظر الواحد ( View Camera )
للحصول على كاميرا المنظر الواحد لن نحتاج الى مبالغ أكبر بكثير مما احتجناه سابقاً لدى شراء أي كاميرا عادية أخرى ، خصوصاً وأن هناك مغالطات عديدة شاعت حول هذه الكاميرا سنعمل على دحضها في سياق موضوعنا المفضل هذا حول الـ ( View Camera ) .
لا بد من الاعتراف بانه ومنذ أمد بعيد أعجب الناس بالطبعات التي تتميز بحدة بروز بالغة للغاية والتي شوهدت في الغاليريهات ، تلك الطبعات ذات عمق مجـال لا نهـايـة له ، والتدرجات اللونية الحريرية الناعمة التي تمتد من الألوان البيضاء التفصيلية البراقة الى الوان سوداء عميقة ونحيفة .
فخلال العين لالتقاط ذلك المظهر ، جرب الكثيرون العمل بكل فيلم متوفر كما جربوا كل مركب كيميائي متوفر ، ولكن دون أي نتيجة والسبب دائما انهم بحاجة الى كاميرا منـظر واحـد ( View Camera ) .
أساطير البنية الكبيرة :
الآن ، عدنا لنواجه الوضع بطريقة هادئة تقوم على التفكير السليم ، وذلك بالقضاء أولا على بعض المفاهيم المغلوطة حـول التصوير الفوتوغرافي ٤ × ٥ .
اول المفاهيم المغلوطة ليس باستطاعة المصور الفوتوغرافي العادي أن يدفع تكاليف كاميرا ٤ × ٥ بوصة . ونقول هنا أن المعدات الفوتوغرافية لا تتحدد أثمانها بناء على مقاييسها فكلفة معظم كاميرات المنظر الواحد هي مثل كلفة كاميرا البنية المعتدلة أو اقـل . والحقيقة اننا لو كنـا من ملتقطي ال ٣٥ ملم المتحمسين ، فـالاحتمال أن مـا تكلفنـاه على كاميرتنـا وعدساتنا يتجـاوز ما نصرفه على معدات ال ٤ × ٥ .
ثـاني المفاهيم المغلوطة : سوف تكون معدات ال ٤ × ٥ ضخمة وثقيلة الى حد أننا حتى نتنقل بها سوف نحتاج الى مساعد دائم لحمل المعدات .
والحقيقة اننا لو حاولنا التنقـل باكثر مما ينبغي من المعدات او بالكاميرا اللامناسبة ، فلسوف ننتهي مع حقيبة مليئة بالمعدات ثقيلة الوزن . أمـا اذا استعنا بشيء من التفكير المسبق واخترنا معـداتنا بحكمـة ، فالاحتمال ان جهاز ال ٤ × ٥ لن يكون أكثر وزناً وحجما من جهاز ال ٣٥ ملم ، هناك بعض اجهزة ال ٣٥ ملم مع عدسات ومحركات وفلاشات ومرشحات وما الى ذلك نستطيع اضافة الكثير الى تجهيزة ثقيلة أصلا . أمـا مع البنية الكبيرة فاختياراتنـا أخف بكثير ، حيث لا أجسام متعددة ولا محركات ، بل مجرد عدسة واحدة او اثنتين وقليل من المرشحـات والقطع .
والجدير بالذكر ان تصميم كاميرا المنظر الواحد هو العامل الحاسم الذي سيحدد مدى الحجم الذي ينبغي لجهاز ٤ × ٥ ان يكون عليه .
ثالث المفاهيم المغلوطة ، وربما الأكثر تخويفا : حـركـات كاميرا المنظر الواحـد هي من النوع الذي لا يتقنه الا قليل من المختارين . فقد شاهدنا كاميرات منظر واحد مصورة كبهلوانات فوتوغرافية واجسامها متينة لعرض العديد من حركات هذه الكاميرات . وهكذا ستنخدع الى حد الظن باننا لن نستطيع تنفيذ مثل هذه الحـركـات أبـدأ ، ومن يستطيع استعمال هذه الكاميرا بشكل مناسب سليم . أما الحقيقة من ناحية أخرى فهي ان معظم الصور الجميلة ممكنة الصنـع بمجرد اجراء تعديلات بسيطة جدا على الكاميرا او دون تعديلات على الاطلاق .
رابع المفاهيم المغلوطة : ما يتجاوز كثيراً جداً ما نصرفه على سنصـرفـه على فيلم ال ٤ × ٥ فیلم ٣٥ ملم ، صحيح هنا ان فيلم الشريحة هو أكثر ثمنـاً بكثير من فيلم ال ٣٥ ملم ، الا ان الاستهلاك في مجال الالتقاط سيكون أقـل بكثير يعود هذا الى عدد من الـعـوامـل ، منهـا الوقت الأطول الذي نحتـاجـه لإعداد كاميرا المنظر الواحد واستعمالها . ذلك اننا هنا لا نمسك ال ٤ × ٥ ونحن على مقعـد السيـارة للالتـقـاط بالجملة . بل ندرس الموضوع
ونركب الكـاميـرا على الركيزة ثلاثية الأرجل ، ونركز مبدئياً مع اية حركات ملازمة ، ثم نركز بدقة ونعيـر مـع تحـديـد التعريض الضوئي وعمق المجـال ، وفي النهاية ندخل مع الفيلم لصنع التعريض الضوئي ، انها عملية تستهلك الوقت ولكنهـا تـجـربـة فوتوغرافية ممتعة في ذات الوقت لا تقـاس بكميـة التعـريـضـات الضوئية بل بنوعيتها .
لماذا تستعمل كاميرا منظر واحد :
اول ما سنلاحظه مع كاميرا المنظر الواحد هو خبرة التطلع الى الموضوع عبـر زجـاجـهـا المبرغل ، فالتطلع من خلال كاميرا ٤ × ٥ يختلف كثيراً عن التطلع من خلال العدسة في كاميرا ال ( SLR ) ٣٥ ملم . ثـاني الصورة راسـاً عـلى عـقـب ـ مقلوبة ومعكوسة الجوانب بالفعل ـ هذه هي توليفة الصورة المعتادة التي تمررها عدسة كاميرا ودون التصحيح الذي تمارسه كاميرا ال ( SLR ) مـرآتـهـا وعـدسـتـها المنشورية وهذه هي الصورة التي نشـاهـدهـا على الزجـاج المبـرغـل وقـد تبدو الصورة المقلوبة مربكة محيرة أول الأمر . الا اننـا سـرعـان مـا نتغلب على الارتباك والحيرة هذين .
كما أن العمل يتم تحت قماش تركيز عازل - فالاصوات والناس المعيقـة تختفي كمـا يبـدو مع مشاهد الموضوع على الزجـاج الواسع المبرغل أمامنا ، وفي هذا العزل ، تتواجـد صورة الزجـاج المبرغل كشيء قائم بذاته فنتحرر لتدارسه بالفعل ، ثم بعزل ودراسة هـذه الصورة ، سوف نبدا الاحساس بها كصورة فوتوغرافية منتهية .
وحيث انك تشاهد صورة كبيرة هكذا ، تستطيع رؤية تفاصيل من الممكن ان تفـوتـك بسهولة في محدد أصغر للمنظر ، كما ان الصورة المعكوسة تسهل اجـراء دراسـة مـوضـوعـيـة للمحتوى ذلك أن مراقبة الصورة الفوتوغرافية وهي تاخذ شكلها هو تجربة ممتعة جداً .
نوعية الصورة :
نوعية الصورة هي حسنة أخرى لاستعمال كاميرا ٤ × ٥ . فمقياس سلبية ال ٤ × ٥ بوصة يبلغ تقريباً ١٥ مرة ضعف مقياس سلبية ال ٣٥ ملم ـ بل ويصل الى ۱۸ ضعف ، اذا اخـذنـا بـعيـن الاعتبـار تلك المسـاحـة ممكنـة الاستعمال بالفعل في سلبية ال 35 ملم مجـتـزاة لطبعـة ٨ × ۱۰ - لنفكـر فقط بـاننا سنكبـر سلبيته ٤ × ٥ الى طبعة ٣٢ × ٤٠ بوصة هائلة ليتساوی تکبیر تنقيطها مع تكبير تنقيط طبعات ۸ × ۱۰ من سلبية ٣٥ ملم لهـا ذات الطبقة الحساسة . ثم نضيف سلبيـة ال ٤ × ٥ الكبيرة الى الحـركـات التصحيحية في كاميرا المنظر الواحد فتتوفر لدينا امكـانيـة الحصول على صورة ذات نوعية لا تتوفر من بنيات أصغر .
هذا ، ويفسح فيلم الشريحة مجال اختيار التحميض الافرادي لسلبيـاتنـا ، وذلك سعياً وراء
تحقيق النوعية الفوتوغرافيـة الأفضل ، كما أن اعتمـاد النظام المداري ( Zone System ) الذي ابتدعه انسیل ادامز وفريد أرتشير في الثلاثينيات يـؤكـد على حسنات العمل بتعريضات ضوئية افرادية على فيلم شريحة مع ضبط افرادي للتحميض وعلى الرغم من ابتكار العديد من انظمة تطبيق مناهج النظام المداري ، على افلام اللغة , لم يثبت اي منهـا نجاحاً يوازي النجاح الذي يتحقق عندما نستطيع التحميض لمجـال التباين الضوئي الدقيق في كل لقطة ، فاذا تفـاونت تعريضاتنا الضوئيـة على فيلم اللفة بين مشـاهـد مشعـة بنـور الشمس واخرى مكللة بالسحب ، سيكون التظهير حلا وسطاً على الدوام .
التعامل مع الصورة :
تشتمل كاميرا المنظر الواحـد على لوحة واجهة تحمل العدسة ولوحة خلفية تحمل الفيلم وفي بداية الأمر ، تكون هاتان اللوحتان متوازیتین نسبـة لواحـدتـهمـا الأخرى ، والعدسة في مواجهـة منتصف الفيلم مباشرة ثم يقوم المصور الفوتوغرافي بتعـديل اللوحـتـيـن تبـعـاً لـمـتـطلبـات المشهد وحيث أن أي انحراف عن موقع الانعدام ( null ) سوف يؤثر على الصورة ، مما يدعونا للاعتياد بشكل دائم على التخلص من اي اهتزاز للكاميرا بعـدمـا نصنع تعريضاتنا الضوئية .
يمكن لتعديلات كاميرا المنظر الواحـد ان تنقسم الى مجموعتين : تعديلات متوازية ثم تدويرات وتمبيلات - ومع هذه الـحـركـات التـي تخـضـع لهـا الكاميرا ، سوف نكون قادرين على التحكم بموضوعنا من خلال طرق ثلاث : شكـل المـوضـوع او و الابـعـاد .. وحـدة بـروز الموضوع - تنضبط بعمق مجال العدسة كذلك ـ وتوقيع الموضوع على الفيلم .
تعديلات متوازية :
الشكل العادي لكاميرا المنظر الواحد هو وجود لوحة العدسة متوازية مع لوحة الفيلم ومواجهة
لمنتصف هذا الفيلم ، والآن ، اذا تركنا اللوحتين متواجهتين وزلقنا واحدتهما إلى الأعلى أو الأسفل أو اليمنى او اليسرى ، نكـون قـد مارسنا تعديلا متوازياً . يطلق على التعـديـل الأفقي الى اليمين أو اليسار اسم تحـويـل ( shift ) ويطلق على التعديل العمودي الى الأعلى أو الأسفل اسم رفع ( Vise ) أو إسقاط ( Foll ) على التوالي .
واضافة الى توقيع الصورة يمكن استعمال هذه التعديلات المتـوازيـة لتجنب العمـوديـات الناتجة عن توجيه الكاميرا الى الأعلى نحو موضوع ما فعوضاً عن تسديد الكاميرا نحو الأعلى ، نبقي هذه الكاميرا مستوية وننظر الى الأعلى برفع العدسة مقابل الفيلم ، وذلك إمـا بـرفـع لوحـة الواجـهـة أو إسـقـاط اللوحـة الخلفيـة ومن الاستـعمـالات الأخـرى ان نعمل بفعـاليـة على الالتقاط من حول عوائق . فاذا لم نستطع توقيع الكاميرا باتجـاه الموضوع مباشرة ، نستطيـع اعتمـاد تحويل لاعادة تـوقيـع الموضوع في الوسط .
تدويرات وتمييلات :
اذا تحولنا عن الوضع العادي المتـوازي للوحتي الكـاميـرا يحدث شيء عجائبي نستطيع بالفعل ان نوسع مسطح حـدة البـروز دون الاعتماد على عمق مجال العدسة ، اضف الى هذا تلك المقدرة على ضبط شكل او ابعاد الموضوع ، للمد أو التقصير أو صنع ما هو عادي بصرياً ، فيصبح لدينا اداة فوتوغرافية من الصعب التصديق أنها ممكنة الصنع .
أما الحركات التي تنح هذه الألاعيب فهي التدويرات ( Swings ) والتمييـلات ( Filts ) . فالتحـريـك حـول المـحـور الـعمـودي مـن الكاميرا هو تدوير ، وحول المحور الأفقي هو تمييل -
على عكس التعديلات الأفقية التي يمكن اجراؤها إما على لوحة الواجهـة أو اللوحـة الخلفية لتتحقق النتيجة ذاتها ، نجد أن تدوير او تمبيل لوحة الواجهـة سينتج تاثيراً يختلف عن التاثير الناتج عن تدوير أو تمييل اللوحة الخلفيـة . فاذا حدثت الحـركـة المعنية في الواجهة نستطيع ضبط حدة بروز الموضوع واذا مارسنا الحركة ذاتها في الخلف ، نستـطيـع ضبـط حـدة البـروز بالطريقة ذاتها واضافة الى ذلك ، سوف نعدل شكـل المـوضـوع بتعديل العلاقة بين مسطح الفيلم ومسطح الموضوع .
تأثير سكايمبفلاغ :
اذا نظرنا الى لوحـة العدسة ولوحة الفيلم كمسطحين ، نرى ان هذين المسطحين متوازيسان في علاقتهما العادية ، ثم حالما ندور او نميل احدى لوحتي الكاميرا هاتين ، يفقد المسطحان توازيهما وسيتلاقيان في نقطة ما . فاذا حدث لمسطح العدسة ومسطح الفيلم ومسطح الموضوع ان تلاقت جميعها في نقطة مشتركة ، سيكون مسطح الموضوع حـاد البروز من مقدمته الى مؤخرته دون الاعتماد على عمق المجال تعرف هذه العلاقة باسم ، تأثير سكايمبفلاغ .
ولتطبيق هذا المبدأ بكاميرا المنظر الواحد يجب أولا اختيار مسطح موضوع مناسب ، وذلك من اصل المسطحات متناهية العـدد التي تتخلل مـوضـوعـا نمـوذجيـا . سيكون المسطح الأفضل هو ذلك الذي يمتد على مدى الموضوع انحرافياً من قريب الى بعيد ولنكن على ثقة أن هناك عدداً من المسطحات المناسبة .
ولتحديد الزاوية الصحيحة الدقيق في التركيز يتبعه تعديل للوحة الواجهة ، علينا أن نتخايل الموضوع ونركز على النقطة البعيدة التي نريدها حادة البروز وهي شيء ما في خلفية الموضوع عموماً ـ بعد ذلك نميل العدسة الى الامام الى حين تصبح الأمامية حادة البروز هذا ، وقد تحتاج الخلفية الى شيء من التعديل دقيق في زاويـة التمييـل عـلى العدسة ، هذا هو كل ما في الأمر ! تركيز على البعيـد وتمييـل للقريب .
بعـد صـنـع زاويـة منـاسبـة للعدسة . سيكون مسطح موضوعك بحدة بروز نموذجية من مـقـدمـتـه الى مـؤخـرتـه ـ او من الطرف الى الطرف المقـابـل في حالة مسطح عمودين وحـركـة تدوير - وحيث اننا نادراً ما نصور مواضيع هي عبارة عن مسطحات منبسطة فقط ، علينا الآن أن نوجه انتباهنا نحو عمق المجال اللازم لضبط حـدة البروز في البقيـة الباقية من موضوعنا بمجملها .
عمق المجال :
مساحة حدة البروز امام ووراء نقطة التركيز هي عمق مجالك . ولزيادة استعمـال عمق مجـال عدستنا الى الحد الاقصى ، نركز على الثلث الأمامي من صورتنا تقريباً لأن القانون يقول أن عمق المجال يمتد بثلثه أمام نقطة تركيز وثلثيه وراءها .
ثم عنـدمـا نحـرك تـدويـرأ أو تمييلا في الكاميرا لضبط حـدة البـروز عـلى مـدى مـسـطح موضوع ، يمتد عمق المجال من المسطح المختار للمـوضـوع .
اذن ، ولتحقيق افضل حدة بـروز شـاملة ، نثـابـر على اخـذ هـذه العلاقة بعين الاعتبار عند اختيار مسطح الموضوع .
المشار اليها على عدستنا ونضيق بعدما ننتهي من ضبـط حـدة البروز على مدى المسطح الذي اخترناه لمـوضـوعنـا بتدوير أو تمبيل ، نتطلع الى صورة الزجاج المبرغل لدينا ونضيق العدسة ببطء الى حين نرى ان الصورة الكاملة اصبحت ذات حدة بـروز نموذجية . بعد ذلك نحدد الفتحة وقفـة كاملة اخرى للطمانينة . والآن ، نعود الى العمل بدءاً من الفتحة اثناء تحـديد تعريضنـا الضوئي لقد وقعنـا فتحتنـا المرغوبة ، حيث يصبح علينا الآن آن نختار سرعة المغلاق التي ستنتج تعريضاً ضوئياً مناسباً .
كما نرى فالعمل مع كاميرا منـظر واحـد يتم بسلسلة من الخطوات . كل خطوة منها تنجـز جزءاً واحداً من نتيجتنـا الكلية الشاملة . والحقيقة أنه مع القليل من الممارسة ، ستسير مناهـج العمل هذه بسرعة وسهولة .
الكاميرا :
الآن ، وقد أصبحنا مستعدين للخوض في مجال التصـويـر الفوتوغرافي بينية كبيرة ، لننظر في المعـدات التي سنحتـاجهـا والاختيارات التي علينا اتخاذها .
واضح اننا سنحتاج الى كاميرا منظر واحد . رهاننا الأفضل ربما سيكون على واحدة ببنية ٤×٥ بوصة ، رغم أن هناك بنيات أصغر واكبـر ، وعنـدمـا يتعلق الأمـر بكاميرا المنظر الواحد ، يوجد من الناحية الأساسيـة تصميمـان مختلفان للاختيار منهما : تصميم السـكـة الأحـاديـة ( ! monorai ) وتصميم الفراش المنبسط ( Flatbed ) . ليقم اختيارنا على ما نريد من الكاميرا ان تفعله وعلى المكان الذي نريد العمل فيه ، ذلك ان له الأهمية ذاتها .
كاميرا السكـة الأحـاديـة هي التـصـمـيـم الأكـثـر تـعـدداً للاستعمالات ، كما انهـا التصميم الذي يعتمده العديد من المنتجين المختلفين فهـي تـؤمن أكـثـر حركات الكاميرا شمولا بسبب الاستقلال النسبي للوحتيها على سكة التثبيت ، ومعظم كاميرات السكة الأحادية هي جزء من جهاز كامل بمحتويات ممكنة التبادل حتى تجعـل الـكـامـيـرا منـاسبـة لحاجاتنـا المعينة ، فمع سكك وصـل ومنافـخ اضافيـة ، تكـون كاميرا السكة الأحادية قادرة تقريباً على انجاز اية مهمة .
واذا اردنا قضاء معظم وقتنا عاملين في الاستديو على صنع لقطات قـريبـة ، يكـون رهـائـنـا الأفضل هو كاميرا جيدة من نوع السكة الأحادية ، فتكون كاميرا السكة الأحادية اثقل واضخم من اختيارنا الثاني كاميرا الفراش المنبسط - ذلك أن هذه الكاميرات تنطوي متحولة الى رزمة صغيرة للتنقل معها بسهولة . والحقيقة ان كـاميـرات الفراش المنبسط كثيراً ما يشار اليها باسم كاميرات العمل في الخارج ( Field ) . فوزن كاميرا العمـل فـي الخـارج النموذجية هذه قد يكون بسيطاً الى حد ال ١/٢ ٢ رطل انجليزي دون عدسة ، اما الوزن المعتاد مع العدسة فيتراوح بين ١/٢ ٣ و ١/٢ ٥ وجه رطل انجليزي .
کارشاد عـام ، يعتبر تصميم الفراش المنبسط هـو للمناظر الطبيعية وأعمـال التصـويـر الفـوتـوغـرافي الـعـامـة مـع الاستثناءات المحتملة للأعمال البنـائيـة ولقطات الاستديو الصغيرة . فتصميم السكة الأحادية هو الاختيار الأفضل ربما عندما يتعلق الأمر بهذه الظروف الأخيرة .
اختيار العدسة :
مثلما هي الحال مع أية عدسة توجد بعض الأمور التي ينبغي ان نـاخـذهـا بعين الاعتبـار ونحن بصدد البحث عن عدسة نبتاعها لكاميرا المنظر الواحـد . من الطبيعي اننا نريد للعدسـة ان تكون دقيقة الالتقاط ، لها تصحيح لوني جيد وادنى قدر من الوهج ولكن عندما نبحث عن عدسة لكاميرا ال ٤ × ٥ , علينا التاكد كذلك من أن لها دائرة صورة تتلاءم مع حاجاتنا فكما نرى ، مع كاميرات ال 35 ملم والأصفر . تتركب العدسة في وسط البنية وتكـون غيـر مـتـحـركـة ـ مـن الاستثناءات هنـا نجـد واجهـة الانحراف في الروللي ( 66 - SL ) - بينما مع كاميرا المنظر الواحد يمكن للعدسة أن تتحرك حـول البنية بتحريكات الكاميرا . لهذا السبب ، توجد لعدسات كاميرا المنظر الواحـد ميـزة اضـافيـة لتؤخذ بالاعتبار ؛ الا وهي زاويـة التغطية وبالتالي دائرة الصورة في العدسة .
فبالنسبة لمعظم عدسات كاميرا المنظر الواحد ، يتم حساب زاوية التغطية والعدسة مركزة على اللانهاية ، وهذا يعني ٧٠ درجة تقريباً على وجه العموم .
فاذا تخيلنـا الصورة التي تبعثهـا العدسة كشعاع ضوئي على شكل قمع ، يكون القطاع العرضي ( Cross section ) لهذا القمع على مسطح الفيلم وهو دائـرة صورة الـعـدسـة ، ثم لمـا كنـا راغبين بالتمكن من تحريك الفيلم في أرجاء دائرة الصورة هذه باستخدام حرکات کامیرتنا ، كلما كانت دائرة الصورة اكبـر ، كلمـا كـان هـذا افضل ، وباستطاعتنا تكبير دائرة الصـورة بعدد من الطرق : معتمدين التركيز بالعدسة من مكـان أقرب ، وبالتالي مبعدين العدسة أكثر عن مسطح الفيلم ، او باستعمال عدسة ذات طول بؤري أطول - معتمدين زاويـة التغـطيـة ذاتهـا ، وهي الحـالة المـعـتـادة ـ أو الحصول على عدسة بزاوية تغطية أكبر - وهو اقتراح مكلف عادة .
وحيث أنه كلما ازداد الطول البـؤري كلما ازدادت دائرة الفوتوغرافيين الى اختيار عدسة ۲۱۰ ملم كعـدستهم المعيـاريـة لكاميرا ال ٤ × ٥ لديهم . هـذا الطول البؤري في حقيقة الأمر هو الصورة يعمد معظم المصورين أطول قـلبـلا مـن . العـادي . الحقيقي ، حيث يوازي عدسة ٦٠ ملم تصویر ٣٥ ملم الفوتوغرافي على أن هذه العدسة الأطول قليلا تؤمن المصـور الفـوتـوغـرافي بازدياد في التغطية .
اما اذا احتجنا عدسة واسعة الزاوية ، فربمـا يكـون الرهـان الأفضل هو عدسة ٩٠ ملم لكاميرا ال ٤ × ٥ . وهـذه عـلى وجـه التقريب تساوي عدسة ٣٨ ملم لكاميرا ال ٣٥ ملم - راجع جدول اختبار العدسة لما يوازي أطوالا بؤرية أخرى - نشير هنا الى ان زاوية التغطية بعدسات واسعة الزاوية تبلغ حوالي ١٠٠ درجة ، ولكن رغم هذا يقل احتمال التحريك مع هذه العدسات كثيراً .
علينـا أن نتـذكـر دائمـا تلك العـلاقة بين الطول البؤري للعدسة وطول المنافخ اللازمة للكاميرا . فعـدسـة ال ۲۱۰ ملم المركزة على اللانهاية ستكون على مسافة ٢١٠ ملم من مسطح الفيلم ( الزجاج المبرغل ) وللتركيز من مسافة القرب ، سنكون قد حركنا العدسة نحو مسافـة ابعد عن مسطح الفيلم أمـا بـالنسبـة لصـورة المقياس الواقعي على فیلم تكبير ١ : ١ فستكون عدسة ال ۲۱۰ مسلم ضعف طولهـا من الفيلم - مسافة لـ١٦ - بوصة واذا اردنا استعمال هذه العـدسـة للقطات قريبة في هذا المجـال . سنحتاج الى كاميرا بمنافخ ١٦٤ بوصة على الأقل . وهذا يعني استثناء معظم كاميرات العمل في موقع الحدث ( Field Cameras ) .
ذات المنافخ التي تستطيل الی ۱۲ او ١٣ بوصة كحد اقصى .
ينطبق هذا التحذير ذاته كذلك اذا اردنا استعمال عدسات طول بؤري طويل لوجهيات . فعدسة ال ٣٠٠ ملم في ال ٤ × ٥ ستساوي عدسة ٨٥ ملم في كاميرا ال ٣٥ ملم من حيث مقياس الصورة ، سوف تحتاج هذه العدسة الى منافخ ٣٠٠ ملم لتركز على اللانهاية . والی اکثـر للوجهيـات . من هنـا تصبـح استطالة المنـافـخ ل ۲۰ بوصة على الأقل هي ما تستدعيه الحاجة .
بـاخـتصـار علينـا تحليـل متطلباتنا واختيار علبة العدسة والكاميرا الأفضل لتنفيذ ما تريد .
معدات اضافية :
اضافة الى كاميرتنا وعدستنا . سنحتاج الى بعض الملحقات لتكملة جهازنا .
نحتاج الى حـامـلات فيلم شريحة لتثبيت الفيلم ، كل من هذه الحاملات له جـانيان ويستوعب شريحتي فيلم . وسنحتاج ما لا ) يقل عن ستة حاملات ، ولنتذكر أننا لن نلتقط بمقدار ما اعتدنا التقاطه بكاميرا ال ٣٥ ملم ، مما يعني ان الحـامـلات الستـة ١٢ تعريض . ضوئي - ستكون مناسبة ليـوم التقاط جيد عادة .
هذا ، وللمساعدة في التركيز على الزجاج المبرغل ، نفكر بشراء عدسة تكبيـر معنية بالتركيز وقماشة تركيز لتلفها على مؤخرة الكاميرا مـا نعين وصول النـور الخارجي الى الزجاج المبرغل .
كذلك علينا الاستعانة بسلك الالتقاط والركيزة ثلاثية الأرجل اللذين نستعملهما مع كاميرا ال ٣٥ ملم ، على أن تكون الركيزة جيدة ، صامدة وثقيلة الوزن⏹
للحصول على كاميرا المنظر الواحد لن نحتاج الى مبالغ أكبر بكثير مما احتجناه سابقاً لدى شراء أي كاميرا عادية أخرى ، خصوصاً وأن هناك مغالطات عديدة شاعت حول هذه الكاميرا سنعمل على دحضها في سياق موضوعنا المفضل هذا حول الـ ( View Camera ) .
لا بد من الاعتراف بانه ومنذ أمد بعيد أعجب الناس بالطبعات التي تتميز بحدة بروز بالغة للغاية والتي شوهدت في الغاليريهات ، تلك الطبعات ذات عمق مجـال لا نهـايـة له ، والتدرجات اللونية الحريرية الناعمة التي تمتد من الألوان البيضاء التفصيلية البراقة الى الوان سوداء عميقة ونحيفة .
فخلال العين لالتقاط ذلك المظهر ، جرب الكثيرون العمل بكل فيلم متوفر كما جربوا كل مركب كيميائي متوفر ، ولكن دون أي نتيجة والسبب دائما انهم بحاجة الى كاميرا منـظر واحـد ( View Camera ) .
أساطير البنية الكبيرة :
الآن ، عدنا لنواجه الوضع بطريقة هادئة تقوم على التفكير السليم ، وذلك بالقضاء أولا على بعض المفاهيم المغلوطة حـول التصوير الفوتوغرافي ٤ × ٥ .
اول المفاهيم المغلوطة ليس باستطاعة المصور الفوتوغرافي العادي أن يدفع تكاليف كاميرا ٤ × ٥ بوصة . ونقول هنا أن المعدات الفوتوغرافية لا تتحدد أثمانها بناء على مقاييسها فكلفة معظم كاميرات المنظر الواحد هي مثل كلفة كاميرا البنية المعتدلة أو اقـل . والحقيقة اننا لو كنـا من ملتقطي ال ٣٥ ملم المتحمسين ، فـالاحتمال أن مـا تكلفنـاه على كاميرتنـا وعدساتنا يتجـاوز ما نصرفه على معدات ال ٤ × ٥ .
ثـاني المفاهيم المغلوطة : سوف تكون معدات ال ٤ × ٥ ضخمة وثقيلة الى حد أننا حتى نتنقل بها سوف نحتاج الى مساعد دائم لحمل المعدات .
والحقيقة اننا لو حاولنا التنقـل باكثر مما ينبغي من المعدات او بالكاميرا اللامناسبة ، فلسوف ننتهي مع حقيبة مليئة بالمعدات ثقيلة الوزن . أمـا اذا استعنا بشيء من التفكير المسبق واخترنا معـداتنا بحكمـة ، فالاحتمال ان جهاز ال ٤ × ٥ لن يكون أكثر وزناً وحجما من جهاز ال ٣٥ ملم ، هناك بعض اجهزة ال ٣٥ ملم مع عدسات ومحركات وفلاشات ومرشحات وما الى ذلك نستطيع اضافة الكثير الى تجهيزة ثقيلة أصلا . أمـا مع البنية الكبيرة فاختياراتنـا أخف بكثير ، حيث لا أجسام متعددة ولا محركات ، بل مجرد عدسة واحدة او اثنتين وقليل من المرشحـات والقطع .
والجدير بالذكر ان تصميم كاميرا المنظر الواحد هو العامل الحاسم الذي سيحدد مدى الحجم الذي ينبغي لجهاز ٤ × ٥ ان يكون عليه .
ثالث المفاهيم المغلوطة ، وربما الأكثر تخويفا : حـركـات كاميرا المنظر الواحـد هي من النوع الذي لا يتقنه الا قليل من المختارين . فقد شاهدنا كاميرات منظر واحد مصورة كبهلوانات فوتوغرافية واجسامها متينة لعرض العديد من حركات هذه الكاميرات . وهكذا ستنخدع الى حد الظن باننا لن نستطيع تنفيذ مثل هذه الحـركـات أبـدأ ، ومن يستطيع استعمال هذه الكاميرا بشكل مناسب سليم . أما الحقيقة من ناحية أخرى فهي ان معظم الصور الجميلة ممكنة الصنـع بمجرد اجراء تعديلات بسيطة جدا على الكاميرا او دون تعديلات على الاطلاق .
رابع المفاهيم المغلوطة : ما يتجاوز كثيراً جداً ما نصرفه على سنصـرفـه على فيلم ال ٤ × ٥ فیلم ٣٥ ملم ، صحيح هنا ان فيلم الشريحة هو أكثر ثمنـاً بكثير من فيلم ال ٣٥ ملم ، الا ان الاستهلاك في مجال الالتقاط سيكون أقـل بكثير يعود هذا الى عدد من الـعـوامـل ، منهـا الوقت الأطول الذي نحتـاجـه لإعداد كاميرا المنظر الواحد واستعمالها . ذلك اننا هنا لا نمسك ال ٤ × ٥ ونحن على مقعـد السيـارة للالتـقـاط بالجملة . بل ندرس الموضوع
ونركب الكـاميـرا على الركيزة ثلاثية الأرجل ، ونركز مبدئياً مع اية حركات ملازمة ، ثم نركز بدقة ونعيـر مـع تحـديـد التعريض الضوئي وعمق المجـال ، وفي النهاية ندخل مع الفيلم لصنع التعريض الضوئي ، انها عملية تستهلك الوقت ولكنهـا تـجـربـة فوتوغرافية ممتعة في ذات الوقت لا تقـاس بكميـة التعـريـضـات الضوئية بل بنوعيتها .
لماذا تستعمل كاميرا منظر واحد :
اول ما سنلاحظه مع كاميرا المنظر الواحد هو خبرة التطلع الى الموضوع عبـر زجـاجـهـا المبرغل ، فالتطلع من خلال كاميرا ٤ × ٥ يختلف كثيراً عن التطلع من خلال العدسة في كاميرا ال ( SLR ) ٣٥ ملم . ثـاني الصورة راسـاً عـلى عـقـب ـ مقلوبة ومعكوسة الجوانب بالفعل ـ هذه هي توليفة الصورة المعتادة التي تمررها عدسة كاميرا ودون التصحيح الذي تمارسه كاميرا ال ( SLR ) مـرآتـهـا وعـدسـتـها المنشورية وهذه هي الصورة التي نشـاهـدهـا على الزجـاج المبـرغـل وقـد تبدو الصورة المقلوبة مربكة محيرة أول الأمر . الا اننـا سـرعـان مـا نتغلب على الارتباك والحيرة هذين .
كما أن العمل يتم تحت قماش تركيز عازل - فالاصوات والناس المعيقـة تختفي كمـا يبـدو مع مشاهد الموضوع على الزجـاج الواسع المبرغل أمامنا ، وفي هذا العزل ، تتواجـد صورة الزجـاج المبرغل كشيء قائم بذاته فنتحرر لتدارسه بالفعل ، ثم بعزل ودراسة هـذه الصورة ، سوف نبدا الاحساس بها كصورة فوتوغرافية منتهية .
وحيث انك تشاهد صورة كبيرة هكذا ، تستطيع رؤية تفاصيل من الممكن ان تفـوتـك بسهولة في محدد أصغر للمنظر ، كما ان الصورة المعكوسة تسهل اجـراء دراسـة مـوضـوعـيـة للمحتوى ذلك أن مراقبة الصورة الفوتوغرافية وهي تاخذ شكلها هو تجربة ممتعة جداً .
نوعية الصورة :
نوعية الصورة هي حسنة أخرى لاستعمال كاميرا ٤ × ٥ . فمقياس سلبية ال ٤ × ٥ بوصة يبلغ تقريباً ١٥ مرة ضعف مقياس سلبية ال ٣٥ ملم ـ بل ويصل الى ۱۸ ضعف ، اذا اخـذنـا بـعيـن الاعتبـار تلك المسـاحـة ممكنـة الاستعمال بالفعل في سلبية ال 35 ملم مجـتـزاة لطبعـة ٨ × ۱۰ - لنفكـر فقط بـاننا سنكبـر سلبيته ٤ × ٥ الى طبعة ٣٢ × ٤٠ بوصة هائلة ليتساوی تکبیر تنقيطها مع تكبير تنقيط طبعات ۸ × ۱۰ من سلبية ٣٥ ملم لهـا ذات الطبقة الحساسة . ثم نضيف سلبيـة ال ٤ × ٥ الكبيرة الى الحـركـات التصحيحية في كاميرا المنظر الواحد فتتوفر لدينا امكـانيـة الحصول على صورة ذات نوعية لا تتوفر من بنيات أصغر .
هذا ، ويفسح فيلم الشريحة مجال اختيار التحميض الافرادي لسلبيـاتنـا ، وذلك سعياً وراء
تحقيق النوعية الفوتوغرافيـة الأفضل ، كما أن اعتمـاد النظام المداري ( Zone System ) الذي ابتدعه انسیل ادامز وفريد أرتشير في الثلاثينيات يـؤكـد على حسنات العمل بتعريضات ضوئية افرادية على فيلم شريحة مع ضبط افرادي للتحميض وعلى الرغم من ابتكار العديد من انظمة تطبيق مناهج النظام المداري ، على افلام اللغة , لم يثبت اي منهـا نجاحاً يوازي النجاح الذي يتحقق عندما نستطيع التحميض لمجـال التباين الضوئي الدقيق في كل لقطة ، فاذا تفـاونت تعريضاتنا الضوئيـة على فيلم اللفة بين مشـاهـد مشعـة بنـور الشمس واخرى مكللة بالسحب ، سيكون التظهير حلا وسطاً على الدوام .
التعامل مع الصورة :
تشتمل كاميرا المنظر الواحـد على لوحة واجهة تحمل العدسة ولوحة خلفية تحمل الفيلم وفي بداية الأمر ، تكون هاتان اللوحتان متوازیتین نسبـة لواحـدتـهمـا الأخرى ، والعدسة في مواجهـة منتصف الفيلم مباشرة ثم يقوم المصور الفوتوغرافي بتعـديل اللوحـتـيـن تبـعـاً لـمـتـطلبـات المشهد وحيث أن أي انحراف عن موقع الانعدام ( null ) سوف يؤثر على الصورة ، مما يدعونا للاعتياد بشكل دائم على التخلص من اي اهتزاز للكاميرا بعـدمـا نصنع تعريضاتنا الضوئية .
يمكن لتعديلات كاميرا المنظر الواحـد ان تنقسم الى مجموعتين : تعديلات متوازية ثم تدويرات وتمبيلات - ومع هذه الـحـركـات التـي تخـضـع لهـا الكاميرا ، سوف نكون قادرين على التحكم بموضوعنا من خلال طرق ثلاث : شكـل المـوضـوع او و الابـعـاد .. وحـدة بـروز الموضوع - تنضبط بعمق مجال العدسة كذلك ـ وتوقيع الموضوع على الفيلم .
تعديلات متوازية :
الشكل العادي لكاميرا المنظر الواحد هو وجود لوحة العدسة متوازية مع لوحة الفيلم ومواجهة
لمنتصف هذا الفيلم ، والآن ، اذا تركنا اللوحتين متواجهتين وزلقنا واحدتهما إلى الأعلى أو الأسفل أو اليمنى او اليسرى ، نكـون قـد مارسنا تعديلا متوازياً . يطلق على التعـديـل الأفقي الى اليمين أو اليسار اسم تحـويـل ( shift ) ويطلق على التعديل العمودي الى الأعلى أو الأسفل اسم رفع ( Vise ) أو إسقاط ( Foll ) على التوالي .
واضافة الى توقيع الصورة يمكن استعمال هذه التعديلات المتـوازيـة لتجنب العمـوديـات الناتجة عن توجيه الكاميرا الى الأعلى نحو موضوع ما فعوضاً عن تسديد الكاميرا نحو الأعلى ، نبقي هذه الكاميرا مستوية وننظر الى الأعلى برفع العدسة مقابل الفيلم ، وذلك إمـا بـرفـع لوحـة الواجـهـة أو إسـقـاط اللوحـة الخلفيـة ومن الاستـعمـالات الأخـرى ان نعمل بفعـاليـة على الالتقاط من حول عوائق . فاذا لم نستطع توقيع الكاميرا باتجـاه الموضوع مباشرة ، نستطيـع اعتمـاد تحويل لاعادة تـوقيـع الموضوع في الوسط .
تدويرات وتمييلات :
اذا تحولنا عن الوضع العادي المتـوازي للوحتي الكـاميـرا يحدث شيء عجائبي نستطيع بالفعل ان نوسع مسطح حـدة البـروز دون الاعتماد على عمق مجال العدسة ، اضف الى هذا تلك المقدرة على ضبط شكل او ابعاد الموضوع ، للمد أو التقصير أو صنع ما هو عادي بصرياً ، فيصبح لدينا اداة فوتوغرافية من الصعب التصديق أنها ممكنة الصنع .
أما الحركات التي تنح هذه الألاعيب فهي التدويرات ( Swings ) والتمييـلات ( Filts ) . فالتحـريـك حـول المـحـور الـعمـودي مـن الكاميرا هو تدوير ، وحول المحور الأفقي هو تمييل -
على عكس التعديلات الأفقية التي يمكن اجراؤها إما على لوحة الواجهـة أو اللوحـة الخلفية لتتحقق النتيجة ذاتها ، نجد أن تدوير او تمبيل لوحة الواجهـة سينتج تاثيراً يختلف عن التاثير الناتج عن تدوير أو تمييل اللوحة الخلفيـة . فاذا حدثت الحـركـة المعنية في الواجهة نستطيع ضبط حدة بروز الموضوع واذا مارسنا الحركة ذاتها في الخلف ، نستـطيـع ضبـط حـدة البـروز بالطريقة ذاتها واضافة الى ذلك ، سوف نعدل شكـل المـوضـوع بتعديل العلاقة بين مسطح الفيلم ومسطح الموضوع .
تأثير سكايمبفلاغ :
اذا نظرنا الى لوحـة العدسة ولوحة الفيلم كمسطحين ، نرى ان هذين المسطحين متوازيسان في علاقتهما العادية ، ثم حالما ندور او نميل احدى لوحتي الكاميرا هاتين ، يفقد المسطحان توازيهما وسيتلاقيان في نقطة ما . فاذا حدث لمسطح العدسة ومسطح الفيلم ومسطح الموضوع ان تلاقت جميعها في نقطة مشتركة ، سيكون مسطح الموضوع حـاد البروز من مقدمته الى مؤخرته دون الاعتماد على عمق المجال تعرف هذه العلاقة باسم ، تأثير سكايمبفلاغ .
ولتطبيق هذا المبدأ بكاميرا المنظر الواحد يجب أولا اختيار مسطح موضوع مناسب ، وذلك من اصل المسطحات متناهية العـدد التي تتخلل مـوضـوعـا نمـوذجيـا . سيكون المسطح الأفضل هو ذلك الذي يمتد على مدى الموضوع انحرافياً من قريب الى بعيد ولنكن على ثقة أن هناك عدداً من المسطحات المناسبة .
ولتحديد الزاوية الصحيحة الدقيق في التركيز يتبعه تعديل للوحة الواجهة ، علينا أن نتخايل الموضوع ونركز على النقطة البعيدة التي نريدها حادة البروز وهي شيء ما في خلفية الموضوع عموماً ـ بعد ذلك نميل العدسة الى الامام الى حين تصبح الأمامية حادة البروز هذا ، وقد تحتاج الخلفية الى شيء من التعديل دقيق في زاويـة التمييـل عـلى العدسة ، هذا هو كل ما في الأمر ! تركيز على البعيـد وتمييـل للقريب .
بعـد صـنـع زاويـة منـاسبـة للعدسة . سيكون مسطح موضوعك بحدة بروز نموذجية من مـقـدمـتـه الى مـؤخـرتـه ـ او من الطرف الى الطرف المقـابـل في حالة مسطح عمودين وحـركـة تدوير - وحيث اننا نادراً ما نصور مواضيع هي عبارة عن مسطحات منبسطة فقط ، علينا الآن أن نوجه انتباهنا نحو عمق المجال اللازم لضبط حـدة البروز في البقيـة الباقية من موضوعنا بمجملها .
عمق المجال :
مساحة حدة البروز امام ووراء نقطة التركيز هي عمق مجالك . ولزيادة استعمـال عمق مجـال عدستنا الى الحد الاقصى ، نركز على الثلث الأمامي من صورتنا تقريباً لأن القانون يقول أن عمق المجال يمتد بثلثه أمام نقطة تركيز وثلثيه وراءها .
ثم عنـدمـا نحـرك تـدويـرأ أو تمييلا في الكاميرا لضبط حـدة البـروز عـلى مـدى مـسـطح موضوع ، يمتد عمق المجال من المسطح المختار للمـوضـوع .
اذن ، ولتحقيق افضل حدة بـروز شـاملة ، نثـابـر على اخـذ هـذه العلاقة بعين الاعتبار عند اختيار مسطح الموضوع .
المشار اليها على عدستنا ونضيق بعدما ننتهي من ضبـط حـدة البروز على مدى المسطح الذي اخترناه لمـوضـوعنـا بتدوير أو تمبيل ، نتطلع الى صورة الزجاج المبرغل لدينا ونضيق العدسة ببطء الى حين نرى ان الصورة الكاملة اصبحت ذات حدة بـروز نموذجية . بعد ذلك نحدد الفتحة وقفـة كاملة اخرى للطمانينة . والآن ، نعود الى العمل بدءاً من الفتحة اثناء تحـديد تعريضنـا الضوئي لقد وقعنـا فتحتنـا المرغوبة ، حيث يصبح علينا الآن آن نختار سرعة المغلاق التي ستنتج تعريضاً ضوئياً مناسباً .
كما نرى فالعمل مع كاميرا منـظر واحـد يتم بسلسلة من الخطوات . كل خطوة منها تنجـز جزءاً واحداً من نتيجتنـا الكلية الشاملة . والحقيقة أنه مع القليل من الممارسة ، ستسير مناهـج العمل هذه بسرعة وسهولة .
الكاميرا :
الآن ، وقد أصبحنا مستعدين للخوض في مجال التصـويـر الفوتوغرافي بينية كبيرة ، لننظر في المعـدات التي سنحتـاجهـا والاختيارات التي علينا اتخاذها .
واضح اننا سنحتاج الى كاميرا منظر واحد . رهاننا الأفضل ربما سيكون على واحدة ببنية ٤×٥ بوصة ، رغم أن هناك بنيات أصغر واكبـر ، وعنـدمـا يتعلق الأمـر بكاميرا المنظر الواحد ، يوجد من الناحية الأساسيـة تصميمـان مختلفان للاختيار منهما : تصميم السـكـة الأحـاديـة ( ! monorai ) وتصميم الفراش المنبسط ( Flatbed ) . ليقم اختيارنا على ما نريد من الكاميرا ان تفعله وعلى المكان الذي نريد العمل فيه ، ذلك ان له الأهمية ذاتها .
كاميرا السكـة الأحـاديـة هي التـصـمـيـم الأكـثـر تـعـدداً للاستعمالات ، كما انهـا التصميم الذي يعتمده العديد من المنتجين المختلفين فهـي تـؤمن أكـثـر حركات الكاميرا شمولا بسبب الاستقلال النسبي للوحتيها على سكة التثبيت ، ومعظم كاميرات السكة الأحادية هي جزء من جهاز كامل بمحتويات ممكنة التبادل حتى تجعـل الـكـامـيـرا منـاسبـة لحاجاتنـا المعينة ، فمع سكك وصـل ومنافـخ اضافيـة ، تكـون كاميرا السكة الأحادية قادرة تقريباً على انجاز اية مهمة .
واذا اردنا قضاء معظم وقتنا عاملين في الاستديو على صنع لقطات قـريبـة ، يكـون رهـائـنـا الأفضل هو كاميرا جيدة من نوع السكة الأحادية ، فتكون كاميرا السكة الأحادية اثقل واضخم من اختيارنا الثاني كاميرا الفراش المنبسط - ذلك أن هذه الكاميرات تنطوي متحولة الى رزمة صغيرة للتنقل معها بسهولة . والحقيقة ان كـاميـرات الفراش المنبسط كثيراً ما يشار اليها باسم كاميرات العمل في الخارج ( Field ) . فوزن كاميرا العمـل فـي الخـارج النموذجية هذه قد يكون بسيطاً الى حد ال ١/٢ ٢ رطل انجليزي دون عدسة ، اما الوزن المعتاد مع العدسة فيتراوح بين ١/٢ ٣ و ١/٢ ٥ وجه رطل انجليزي .
کارشاد عـام ، يعتبر تصميم الفراش المنبسط هـو للمناظر الطبيعية وأعمـال التصـويـر الفـوتـوغـرافي الـعـامـة مـع الاستثناءات المحتملة للأعمال البنـائيـة ولقطات الاستديو الصغيرة . فتصميم السكة الأحادية هو الاختيار الأفضل ربما عندما يتعلق الأمر بهذه الظروف الأخيرة .
اختيار العدسة :
مثلما هي الحال مع أية عدسة توجد بعض الأمور التي ينبغي ان نـاخـذهـا بعين الاعتبـار ونحن بصدد البحث عن عدسة نبتاعها لكاميرا المنظر الواحـد . من الطبيعي اننا نريد للعدسـة ان تكون دقيقة الالتقاط ، لها تصحيح لوني جيد وادنى قدر من الوهج ولكن عندما نبحث عن عدسة لكاميرا ال ٤ × ٥ , علينا التاكد كذلك من أن لها دائرة صورة تتلاءم مع حاجاتنا فكما نرى ، مع كاميرات ال 35 ملم والأصفر . تتركب العدسة في وسط البنية وتكـون غيـر مـتـحـركـة ـ مـن الاستثناءات هنـا نجـد واجهـة الانحراف في الروللي ( 66 - SL ) - بينما مع كاميرا المنظر الواحد يمكن للعدسة أن تتحرك حـول البنية بتحريكات الكاميرا . لهذا السبب ، توجد لعدسات كاميرا المنظر الواحـد ميـزة اضـافيـة لتؤخذ بالاعتبار ؛ الا وهي زاويـة التغطية وبالتالي دائرة الصورة في العدسة .
فبالنسبة لمعظم عدسات كاميرا المنظر الواحد ، يتم حساب زاوية التغطية والعدسة مركزة على اللانهاية ، وهذا يعني ٧٠ درجة تقريباً على وجه العموم .
فاذا تخيلنـا الصورة التي تبعثهـا العدسة كشعاع ضوئي على شكل قمع ، يكون القطاع العرضي ( Cross section ) لهذا القمع على مسطح الفيلم وهو دائـرة صورة الـعـدسـة ، ثم لمـا كنـا راغبين بالتمكن من تحريك الفيلم في أرجاء دائرة الصورة هذه باستخدام حرکات کامیرتنا ، كلما كانت دائرة الصورة اكبـر ، كلمـا كـان هـذا افضل ، وباستطاعتنا تكبير دائرة الصـورة بعدد من الطرق : معتمدين التركيز بالعدسة من مكـان أقرب ، وبالتالي مبعدين العدسة أكثر عن مسطح الفيلم ، او باستعمال عدسة ذات طول بؤري أطول - معتمدين زاويـة التغـطيـة ذاتهـا ، وهي الحـالة المـعـتـادة ـ أو الحصول على عدسة بزاوية تغطية أكبر - وهو اقتراح مكلف عادة .
وحيث أنه كلما ازداد الطول البـؤري كلما ازدادت دائرة الفوتوغرافيين الى اختيار عدسة ۲۱۰ ملم كعـدستهم المعيـاريـة لكاميرا ال ٤ × ٥ لديهم . هـذا الطول البؤري في حقيقة الأمر هو الصورة يعمد معظم المصورين أطول قـلبـلا مـن . العـادي . الحقيقي ، حيث يوازي عدسة ٦٠ ملم تصویر ٣٥ ملم الفوتوغرافي على أن هذه العدسة الأطول قليلا تؤمن المصـور الفـوتـوغـرافي بازدياد في التغطية .
اما اذا احتجنا عدسة واسعة الزاوية ، فربمـا يكـون الرهـان الأفضل هو عدسة ٩٠ ملم لكاميرا ال ٤ × ٥ . وهـذه عـلى وجـه التقريب تساوي عدسة ٣٨ ملم لكاميرا ال ٣٥ ملم - راجع جدول اختبار العدسة لما يوازي أطوالا بؤرية أخرى - نشير هنا الى ان زاوية التغطية بعدسات واسعة الزاوية تبلغ حوالي ١٠٠ درجة ، ولكن رغم هذا يقل احتمال التحريك مع هذه العدسات كثيراً .
علينـا أن نتـذكـر دائمـا تلك العـلاقة بين الطول البؤري للعدسة وطول المنافخ اللازمة للكاميرا . فعـدسـة ال ۲۱۰ ملم المركزة على اللانهاية ستكون على مسافة ٢١٠ ملم من مسطح الفيلم ( الزجاج المبرغل ) وللتركيز من مسافة القرب ، سنكون قد حركنا العدسة نحو مسافـة ابعد عن مسطح الفيلم أمـا بـالنسبـة لصـورة المقياس الواقعي على فیلم تكبير ١ : ١ فستكون عدسة ال ۲۱۰ مسلم ضعف طولهـا من الفيلم - مسافة لـ١٦ - بوصة واذا اردنا استعمال هذه العـدسـة للقطات قريبة في هذا المجـال . سنحتاج الى كاميرا بمنافخ ١٦٤ بوصة على الأقل . وهذا يعني استثناء معظم كاميرات العمل في موقع الحدث ( Field Cameras ) .
ذات المنافخ التي تستطيل الی ۱۲ او ١٣ بوصة كحد اقصى .
ينطبق هذا التحذير ذاته كذلك اذا اردنا استعمال عدسات طول بؤري طويل لوجهيات . فعدسة ال ٣٠٠ ملم في ال ٤ × ٥ ستساوي عدسة ٨٥ ملم في كاميرا ال ٣٥ ملم من حيث مقياس الصورة ، سوف تحتاج هذه العدسة الى منافخ ٣٠٠ ملم لتركز على اللانهاية . والی اکثـر للوجهيـات . من هنـا تصبـح استطالة المنـافـخ ل ۲۰ بوصة على الأقل هي ما تستدعيه الحاجة .
بـاخـتصـار علينـا تحليـل متطلباتنا واختيار علبة العدسة والكاميرا الأفضل لتنفيذ ما تريد .
معدات اضافية :
اضافة الى كاميرتنا وعدستنا . سنحتاج الى بعض الملحقات لتكملة جهازنا .
نحتاج الى حـامـلات فيلم شريحة لتثبيت الفيلم ، كل من هذه الحاملات له جـانيان ويستوعب شريحتي فيلم . وسنحتاج ما لا ) يقل عن ستة حاملات ، ولنتذكر أننا لن نلتقط بمقدار ما اعتدنا التقاطه بكاميرا ال ٣٥ ملم ، مما يعني ان الحـامـلات الستـة ١٢ تعريض . ضوئي - ستكون مناسبة ليـوم التقاط جيد عادة .
هذا ، وللمساعدة في التركيز على الزجاج المبرغل ، نفكر بشراء عدسة تكبيـر معنية بالتركيز وقماشة تركيز لتلفها على مؤخرة الكاميرا مـا نعين وصول النـور الخارجي الى الزجاج المبرغل .
كذلك علينا الاستعانة بسلك الالتقاط والركيزة ثلاثية الأرجل اللذين نستعملهما مع كاميرا ال ٣٥ ملم ، على أن تكون الركيزة جيدة ، صامدة وثقيلة الوزن⏹
تعليق