السكاكيني (خليل -)
(1878 ـ 1953)
خليل قسطندي السكاكيني أديب وشاعر ومرب، وكاتب سياسي واجتماعي، ورائد من رواد اليقظة العربية في العهد العثماني، ومن الأحرار العرب في النصف الأول من القرن العشرين.
ولد في القدس، وتلقى دراسته في مدرسة الروم الأرثوذكس والمدرسة الإنكليزية، ومدرسة صهيون، وكلية الشباب، وبعد أن تخرج مارس التعليم في القدس، ثم سافر إلى بريطانيا لمتابعة دراسته، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1907 ليعمل في الصحافة مع فرح أنطون في مجلته «الجامعة»، ولما لم يوفق في عمله قرر العودة إلى فلسطين عام 1908، حيث عمل في مجلة «الأصمعي» لحنا العيسى وجريدة «القدس» لجورج حبيب، كما عمل في الوقت نفسه بإعطاء الدروس الخاصة باللغة العربية للأجانب.
انتسب إلى جمعية «الاتحاد والترقي» وجمعية «الإخاء الأرثوذكسي»، وفي عام 1909 أسس مدرسة وطنية في القدس أسماها «المدرسة الدستورية»، وكان من مزاياها أنها جمعت بين الطلاب على اختلاف مذاهبهم، وأذكت الروح الوطنية فيهم. وفي عام 1914 عين في مجلس المعارف، فأصلح مناهج التعليم وجهاز المعلمين.
في سنة 1917 أبعدته الحكومة العثمانية إلى أريحا فالسلط فعمّان حيث أودع السجن، ثم نقل إلى دمشق حيث أودع سجن «جامع المُعَلَّق» وفي 10/1/1918 أطلق سراحه، فخرج من دمشق إلى مصر، حيث استقبله أدباؤها بالحفاوة والتكريم. وفي عام 1919 عاد إلى القدس، ثم عين مديراً لدار المعلمين، فأخذ يبث الروح الوطنية في الطلاب، ويستنهض هممهم، وأنشأ لهم جمعية للمحاضرات وإلقاء القصائد، ومجلة «الجوزاء» ليحرروها بأنفسهم، ولما ضايقته السلطات الإنكليزية قدم استقالته.
في عام 1920 دعته الجمعية الأرثوذكسية في القاهرة لتسلم إدارة «المدرسة العبيدية»، فاغتنم الفرصة لإقامة الحلقات الأدبية مع الأدباء مصطفى عبد الرزاق، ومنصور فهمي، وسليم سركيس، وأحمد زكي باشا، وأحمد ضيف، وطه حسين وعباس محمود العقاد وغيرهم. وفي عام 1922 عاد إلى القدس ليمارس الصحافة وكتابة المقالات في «المقتطف» و«الهلال» و«السياسة الأسبوعية»، واستأنف نشاطه الوطني، فتسلم أمانة سر اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الفلسطيني.
في عام 1926 غادر المندوب السامي الإنكليزي فلسطين، فعاد السكاكيني لتسلم التفتيش العام على اللغة العربية، وفي هذه السنة عين عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق.
وفي عام 1938 أسس في القدس «كلية النهضة» مع الأساتذة إبراهيم شحادة الخوري، ولبيد غلمية، وشكري حرامي، ولما توفيت زوجته أصدر عنها كتاباً أسماه «لذكراك».
وفي عام 1948 غادر القدس إلى القاهرة ليعمل في المجمع اللغوي، وبينما هو فيها فجع بوفاة وحيده «سريّ» فلم يستطع تحمل هذه الفجيعة، فمات بعد ثلاثة أشهر أمضاها في الألم والحزن والتأثر. ودفن في مقبرة كنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس بالقاهرة.
كان السكاكيني إنساناً مثالياً، ومربياً من طراز فريد، همه الأول أن يجعل التعليم وطنياً وصحيحاً، وكان غيوراً على اللغة العربية التي أحبها إلى حد التقديس، وفضلها على جميع لغات العالم، فاللغة ـ كما يقول ـ «هي العنصر الذي نقيم به أمجاد الأمة، وعلينا أن نعلم الولد كرامة أمته ومجدها في الكلمات العربية ليقرأها، ويشعر بأنه يشرف على مجده وعزته القومية من خلال الحروف والكلمات».
وكان أيضاً ثورة على الظلم والاستبداد، وعلى رجال الاكليروس اليوناني لغمطهم حقوق أكبر طائفة عربية مسيحية في فلسطين. فحرمه البطريرك اليوناني من الكنيسة. وحذَّر أبناء الطائفة من مخالطته والإصغاء إلى آرائه وأفكاره. وقد دعا السكاكيني إلى وحدة المجتمع، ومحاربة الطائفية، ونبَّه إلى أطماع الصهيونية، ودعا إلى فتح المدارس الوطنية، وتعميم الثقافة القومية، وقد عدَّه الدكتور منصور فهمي سابقاً لعصره، طليعياً في آرائه وأفكاره.
أما كتبه المشهورة فقد أحصى له يعقوب العودات أربعة عشر كتاباً أهمها: «الاحتذاء بحذاء الغير»، «فلسطين بعد الحرب الكبرى»، «مطالعات في اللغة والأدب»، «الجديد في القراءة العربية»، «الدليل في تعليم اللغة العربية»، «لذكراك».
عيسى فتوح
(1878 ـ 1953)
ولد في القدس، وتلقى دراسته في مدرسة الروم الأرثوذكس والمدرسة الإنكليزية، ومدرسة صهيون، وكلية الشباب، وبعد أن تخرج مارس التعليم في القدس، ثم سافر إلى بريطانيا لمتابعة دراسته، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1907 ليعمل في الصحافة مع فرح أنطون في مجلته «الجامعة»، ولما لم يوفق في عمله قرر العودة إلى فلسطين عام 1908، حيث عمل في مجلة «الأصمعي» لحنا العيسى وجريدة «القدس» لجورج حبيب، كما عمل في الوقت نفسه بإعطاء الدروس الخاصة باللغة العربية للأجانب.
انتسب إلى جمعية «الاتحاد والترقي» وجمعية «الإخاء الأرثوذكسي»، وفي عام 1909 أسس مدرسة وطنية في القدس أسماها «المدرسة الدستورية»، وكان من مزاياها أنها جمعت بين الطلاب على اختلاف مذاهبهم، وأذكت الروح الوطنية فيهم. وفي عام 1914 عين في مجلس المعارف، فأصلح مناهج التعليم وجهاز المعلمين.
في سنة 1917 أبعدته الحكومة العثمانية إلى أريحا فالسلط فعمّان حيث أودع السجن، ثم نقل إلى دمشق حيث أودع سجن «جامع المُعَلَّق» وفي 10/1/1918 أطلق سراحه، فخرج من دمشق إلى مصر، حيث استقبله أدباؤها بالحفاوة والتكريم. وفي عام 1919 عاد إلى القدس، ثم عين مديراً لدار المعلمين، فأخذ يبث الروح الوطنية في الطلاب، ويستنهض هممهم، وأنشأ لهم جمعية للمحاضرات وإلقاء القصائد، ومجلة «الجوزاء» ليحرروها بأنفسهم، ولما ضايقته السلطات الإنكليزية قدم استقالته.
في عام 1920 دعته الجمعية الأرثوذكسية في القاهرة لتسلم إدارة «المدرسة العبيدية»، فاغتنم الفرصة لإقامة الحلقات الأدبية مع الأدباء مصطفى عبد الرزاق، ومنصور فهمي، وسليم سركيس، وأحمد زكي باشا، وأحمد ضيف، وطه حسين وعباس محمود العقاد وغيرهم. وفي عام 1922 عاد إلى القدس ليمارس الصحافة وكتابة المقالات في «المقتطف» و«الهلال» و«السياسة الأسبوعية»، واستأنف نشاطه الوطني، فتسلم أمانة سر اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الفلسطيني.
في عام 1926 غادر المندوب السامي الإنكليزي فلسطين، فعاد السكاكيني لتسلم التفتيش العام على اللغة العربية، وفي هذه السنة عين عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق.
وفي عام 1938 أسس في القدس «كلية النهضة» مع الأساتذة إبراهيم شحادة الخوري، ولبيد غلمية، وشكري حرامي، ولما توفيت زوجته أصدر عنها كتاباً أسماه «لذكراك».
وفي عام 1948 غادر القدس إلى القاهرة ليعمل في المجمع اللغوي، وبينما هو فيها فجع بوفاة وحيده «سريّ» فلم يستطع تحمل هذه الفجيعة، فمات بعد ثلاثة أشهر أمضاها في الألم والحزن والتأثر. ودفن في مقبرة كنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس بالقاهرة.
كان السكاكيني إنساناً مثالياً، ومربياً من طراز فريد، همه الأول أن يجعل التعليم وطنياً وصحيحاً، وكان غيوراً على اللغة العربية التي أحبها إلى حد التقديس، وفضلها على جميع لغات العالم، فاللغة ـ كما يقول ـ «هي العنصر الذي نقيم به أمجاد الأمة، وعلينا أن نعلم الولد كرامة أمته ومجدها في الكلمات العربية ليقرأها، ويشعر بأنه يشرف على مجده وعزته القومية من خلال الحروف والكلمات».
وكان أيضاً ثورة على الظلم والاستبداد، وعلى رجال الاكليروس اليوناني لغمطهم حقوق أكبر طائفة عربية مسيحية في فلسطين. فحرمه البطريرك اليوناني من الكنيسة. وحذَّر أبناء الطائفة من مخالطته والإصغاء إلى آرائه وأفكاره. وقد دعا السكاكيني إلى وحدة المجتمع، ومحاربة الطائفية، ونبَّه إلى أطماع الصهيونية، ودعا إلى فتح المدارس الوطنية، وتعميم الثقافة القومية، وقد عدَّه الدكتور منصور فهمي سابقاً لعصره، طليعياً في آرائه وأفكاره.
أما كتبه المشهورة فقد أحصى له يعقوب العودات أربعة عشر كتاباً أهمها: «الاحتذاء بحذاء الغير»، «فلسطين بعد الحرب الكبرى»، «مطالعات في اللغة والأدب»، «الجديد في القراءة العربية»، «الدليل في تعليم اللغة العربية»، «لذكراك».
عيسى فتوح