عصر النهضة الحديثة
14 يونيو 2022 ·
#بـــــربـــــــر صهيــــــون : : Berbère de Sion
ملخص الحلقة الثالثة :-
المرحلة الثالثة : وضـــع أســـس الحــــركة البربريــــة
ظاهرة البربرية هي ظاهرة قبالية محضة اختلقتها فرنسا مع بعض القبايل العنصريين. ولم تظهر ضرورة توسيعها الى البلدان المغاربية إلا بعد استقلال الجزائر، وكان من الضروري لهذه الحركة العنصرية ان تجد لها وجها مقبولا لدى غالبية القبايل والعالم الخارجي. وهنا لعبت فرنسا دورا محوريا في ذلك بدأ بإنشاء الأكاديمية البربرية في باريس الذي وكلت لها وضع أسس الحركة البربرية وتبيض وجها امام الآخرين.
1) كانت البداية بتغيير مصطلح بربر لأن هذا يشير الى الهمجية والوحشية في اللغة الفرنسية وتعويضه بمصطلح آخر اكثر قبولا، فوقع اختيارهم على كلمة أمازيغ وهو اسم لم يكن موجود في التاريخ الجزائري لا القديم ولا الحديث، والذي بعني الرجل الحر، وهذا لا يعني شيء لأن البربر كانوا دائما خاضعين للقوات الأجنبية،
2) خلق لغة مشتركة : المعروف ان البربر في المغرب العربي لهم لهجات مختلفة وهذا ما يشكل عائق في وجه الخرافة الأمازيغية القائلة بأحادية البربر في كل المغرب العربي، لذلك كان من الضروري انشاء لغة مشتركة وموحدة، فاجتهدت الأكاديمية البربرية في باريس في خلق هذه اللغة، ومادام الربريست سموا انفسهم أمازيغ فليكن اسم اللغة أمازيغية. إلا ان هذه اللغة لا تملك حروفا تكتب بها، فبحثوا يمينا ويسارا فجمعوا حروفا من هنا وحروفا من هناك خاصة من التارقية ثم قالوا هذه حروف التيفيناغ التي انشأها اجدادنا منذ قرون. كان المشكل ان هذه اللغة او الكلمات المكونة منها هي القبايلية فقط ولا علاقة بالشاوية او الميزابية او التوارق على الإطلاق. والمشكل الاكبر ان هذه اللغة المصطنعة لا احد يفهمها حتى القبايل انفسهم الى درجة ان البربريست انفسهم يعترفون بذلك ويقولون انه لاحد يهفهما او يتكلم بها لأنها خلقت في المخابر وليس واقع موجود بين الجزائريين، واحد اكبر البربريست، عبد الرزاف دوراري مدير معهد البحث والتفكير حول تعليم الأمازيغية يصفها بالغول او الوحش (monstre). والمشكل انهم رغم اعترافهم بخرافة الأمازيغية وانه ليس لا وجود يصرون على فرضها في الجزائر وبالقوة، والسبب هو ما أفصح عنه البربريست العنصري الإرهابي فرحات مهني عندما قال : انه لا توجد شيء يسمى امازيغية ولكن اردنا فرضها في الجزائر حتى نحارب اللغة العربية ونبقي على اللغة الفرنسية.
3) انشاء تاريخ خاص بهم : المعروف ان البربر ليس لهم تاريخ على الإطلاق ولم يكونوا حضارة لا صغيرو ولا كبيرة وذلك باعتراف البربريست انفسهم: وهذا ما أكده مولود معمري حين قال انه لم يكن للبربر تاريخ ولا مؤلفات ولا عمران بل كانوا دائما تابعين لإحدى الحضارات الكبرى آخرها الحضارة الإسلامية. لذلك على البربريست ان يخلقوا لهم تاريخ ولو من عدم او سرقة تاريخ الآخرين، فوقع اختيارهم على يناير، في الحقيقة كان عيد يناير معروف في الغرب الجزائري باسم ناير (من نرويز) وغير موجود في البلاد القبائل او في الأوراس او في المغرب، هذا العيد وهو العام الجديد الفارسي وهو موجود إلى اليوم في ايران وبعض بلدان الشرق الأوسط، بما فيهم الأكراد. ولما جاء الأتراك الى الجزائر وكان في جيوشهم الأكراد احتفل به هؤلاء في الجزائر، فتبناه الغرب الجزائري ثم انتشر في بعض المناطق الأخرى، وفي الثمانينيات وفي خضم تنامي التيار البربري أراد البربريست ان يكون لهم تاريخ خاص بهم اخذوا تاريخ يناير (نيروز) ونسبوه اليهم وقالوا هو العام الجديد البربري واعتبروه التقويم الزراعي للبربر، ففي عام 1980 وفي احدى مكاتب باريس قام البربريست السيد نقادي عمار بتأليف المسودة الأولى للتقويم البربري والذي بدأ اول جانفي وهي احدى معارك شيشناق المصري الفرعوني. وهكذا اتخذ البربريست من العام الجديد الفارسي عيدا لهم ومن شيشناق المصري الفرعوني بداية لهذا التاريخ.
4) خلق رمز بطل : كان على البربريست ان يجدوا بطلا قوميا لهم يدافع على شعبهم المقهور والمضطهد.. فاغتنموا مقتل معطوب لوناس ليجعلوا منه هذا الرمز المنشود يتوحدوا حوله ضد النظام الجزائري رغم انهم يعلمون ان القاتل هو البربريست أمثال فرحات مهني، فأصبح بالنسبة لهم "الشهيد-الرسول للقضية البربرية" وجعلوا من قبره رمزا القبايل من كل الأعمار، ورأينا للأسف بعض السياسيين غير القبايل يزورون قبره لكي يرضوا عنهم القبايل الذين كانوا يسيطرون على مقاليد الحكم آنذاك. وهكذا أصبحت لهم ديانة جديدة تعدت حدود الجزائر بفضل الأنترنات لتصل الى ليبيا وكندا، وساعدت فرنسا هذا المشروع او هذه الخرافة (معطوب- الشهيد- الرسول) بتخصيص حصص عديدة حوله في جميع وسائل اعلامها وبتسمية بعض ازقتها (ليست شوارع) باسمه. ورغم تصريحات معطوب لوناس العنصرية في حق الجزائريين غير القبايليين (وهو ما يعاقب عليه القانون الفرنسي) اجتنبت فرنسا ووسائل اعلامها التعرض لهذا الجانب المقيت فيه وجعلته رمز قضية عادلة واقلية مضطهدة في الجزائر.
5) الأقلية القبائلية المضطهدة:
وأخيرا من الرموز ذات الأهمية الكبيرة هو اعتبار القبايل اقلية مضطهدة في الجزائر: وهذا يعني تدخل الدول الكبرى وأيضا الأمم المتحدة للدفاع عنهم وبالتالي تدويل قضيتهم، ولكن الهدف من فرنسا ليس تدويل قضيتهم ولكن لاستعمالهم كورقة ضغط على الدولة الجزائرية من اجل مصالحها في الجزائر، بالإضافة لمصالحها الاقتصادية فهناك قضية لا تتسامح فيها فرنسا وهي اللغة الفرنسية في الجزائر، فكلما ارادت الدولة استبدال اللغة الفرنسية باللغة العربية قامت فرنسا بدفع البربريست للثورة وفتح جميع وسائل اعلامها لهم "ليدافعون عن هويتهم المغتصبة"، وتدافع عنهم فرنسا لآنهم اقلية مضطهدة ومهضومة الحقوق، (طبعا عندما تتراجع الدولة عن التعريب تنسى فرنسا و البربريست حقوقهم المهضومة). وتحت شعار الأقلية القبايلية المضطهدة ضغطت فرنسا والبربريست على الدولة الجزائرية لترسيم ما يسمى باللغة الأمازيغية (رغم ان زعماء البربريست لا يعترفون بها) وهذا بدون ادنى شروط الترسيم خاصة : شرح هذه اللغة للشعب الجزائري او مشاورته فيها وماذا يقصد بها وهل تخص كل اللهجات الجزائرية الاخرى او لهجة واحدة، وكان وجود البربريست في الحكم أمثال اويحيا ومرض الرئيس بوتفليقة السبب المباشر في هذا الترسيم.
واصبح منذ ذلك الحين كل من يعارض ما يسمى بالأمازيغية يوصف بالعنصرية ضد القبايل رغم انها تعني نظريا كل الجزائريين. هكذا فرضت الأمازيغية نفسها كحقيقة هوية على الشعب الجزائري دون ان يكون له رأي فيها. ورغم ديكتاتورية طريقة فرضها على الشعب ساند ما يسمى بالديموقراطيين ووسائل الإعلام الفرنكوفونية ذلك رغم ادعاءهم انهم ديموقراطيين.
*********************
- Rida Riyad
سي خونا هذا قاع باش تخبو حكايتكم ههههههههه. أليست فرنسا من قامت بتأسيس الجامعة الياسوعية في لبنان عام 1875 عن طريق ياسوعيين والتي كانت نواة تعريب الأولى المراونة (طائفة مسيحية) وتأسيس الجمعية العربية على يد مسيحيي لبنان وسوريا هي جمعية سياسية قومية عربية سرية أنشأها مجموعة من الطلاب العرب في باريس عام 1909م. والتي أثرت على الفكر القومي العربي ومهدت للمؤتمر العربي في باريس كذلك عام 1913 وأسهمت في التمهيد للثوره العربيه التي انطلقت في الحجاز عام 1916ضد الخلافة العثامية الاسلامية ؟.
ولا احد من الذين يتهجمون على الاكاديمية البربرية يتحدث كذلك على أن مؤسسي العروبة درسوا في فرنسا ومنهم ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وزكي الأرسوزي الذين درسوا في المدارس الفرنسية تحت الإنتداب الفرنسي لسوريا واكملوا دراستهم في جامعة السوربون.
و أن فرنسا هي من دعمت العروبة في شمال إفريقياً سواء على المستوى اللغوي أو الإقتصادي أو السياسي، فمثلاً سمت مكاتب البلدية في الدزاير بالمكاتب العربية واضافت اللغة العربية (بطلب من جمعية العلماء المسلمين) كلغة إختيارية واسس مؤرخوها وباحثوها عداوة مع الأمازيغ والأمازيغية أمثال جاك بيرك الذي قال بأن "الفرنسة تتم عن طريق التعريب" و جاك بيرك الذي عمل فيما بعد مشرفاً على معهد اللغة العربية في لبنان! ويعتبر أول من ترجم القرأن إلى الفرنسية والذي عندما خرج المورسكيون في موراكوش يتهمون فرنسا بـِ "الضهير البربري" الوهمي صنعته فرنسا وطبل له العروبيين خرج جاك بيرك قائلاً بأن "فرنسا لا نية لها في بربرستان" واصفاً الأمازيغ بـِ "المتوحشين الطيبيين".
بل حتى أن المجاهد عبد الحميد مهري اعترف أن التعريب في الجزائر بعد الاستقلال فرض علينا من طرف الرئيس الفرنسي ديغول . (04)
ونشير كذلك الى أن فكرة الوطن القومي للعرب كانت فكرة فرنسية فنابليون الثالث أعلن نفسه ملكاً على العرب وكان حلمه تأسيس مملكة عربية من الدزاير إلى مصر بإدارة عبد القادر الجزائري ولكن خسارة نابليون أمام الجيش الروسي حد من أحلامه! ويمكن الإطلاع على كتاب "المملكة المستحيلة - فرنسا وتكوين العالم العربي الحديث" لـِ الكاتب هنري لورنس وكيف كان نابليون الأول من أوائل من كانوا يدعون لـِ "نزعة عربية وطنية" عند حملته على مصر ثم التدخل في الأزمة اللبنانية عام 1860 والدعوة لمملكة عربية في الشام!. (05)
وفرنسا كذلك هي نفسها من قامت عام 1980 بتأسيس معهد العالم العربي القائم على القانون الفرنسي واتفاقية بين فرنسا و18 دولة ، لمذا لا يقول أحد أن العروبة صناعة فرنسية وأن مؤسسي البعث العروبي عملاء لفرنسا وبريطانيا والغرب الذي جند العرب للمحاربة والقضاء على الخلافة العثمانية الاسلامية عن طريق فيروس القومية العربية البعثية في ايطار ما يسمى بالحرب العربية الكبرى ضد العثمانيين ؟ رغم أن هذه الحقيقة موثقة تاريخيا لايختلف فيها اثنان ؟ .