كره قدم Football - Football
كرة القدم
تمتاز كرة القدم football بأنها رياضة مثيرة وسريعة وجذابة. تتغير فيها المواقف في مراحل المباراة مما يجعل التنبؤ بسير اللعب ونتيجة المباراة صعباً. كما أنها تمتاز ببساطة قواعدها التي ظلت مستقرة منذ عشرات السنين دون تغيير، إضافة إلى عدم تأثر اللعبة بالعوامل الجوية والجغرافية وتغيرات الطقس؛ مع إمكانية ممارستها بتكاليف قليلة وبشروط مادية غير معقدة مما أتاح للجماهير الواسعة فهمها وممارستها دونما حاجة إلى مرشد.
وقد أثبتت الكشوفات التاريخية أن الصينيين زاولوا لعبة شبيهة بكرة القدم عام 2697ق.م أطلقوا عليها اسم «تسو ـ كو» Tsu- Ghu أي ضرب الكرة بالقدم.
ثم انتقلت هذه اللعبة إلى اليابان، وأُطلق عليها اسم «كيماري» Kemari، وكانت تمارس في أثناء أداء الطقوس الدينية. أما اليونانيون فقد مارسوا ألعاباً للكرات، أبرزها «إيبيسكيروس» Episkyros؛ وهي شبيهة بلعبة الركبي الحديثة. أما الكرة فكانت مثانة حيوان مغطاة بالجلد ومحشوة بالشعر أو الريش. ولم تقتصر هذه الألعاب على أنها رياضات للتسلية؛ بل كان الأطباء يصفونها لعلاج المرضى أحياناً، وبنيت من أجل ذلك الصالات والملاعب الخاصة بها.
ونقل الرومان هذه اللعبة عن اليونانيين وأطلقوا عليها اسم «هارباستوم» Harpastum، وأصبحت عنصراً مهماً من عناصر التدريب العسكري.
وفي العصور الوسطى انتقلت اللعبة من اليونان والرومان إلى فرنسا، وفي عام 1555 انتشرت في إيطاليا، وأطلقوا عليها اسم «كالشيو» Calcio؛ وهي خليط من كرة القدم والركبي ومارسها الجنود بتشجيع من الحكام الذين كانوا يكافئون الفائز، ويعاقبون الخاسر.
مورست اللعبة في إنكلترا منذ مطلع القرن الرابع عشر؛ لكنها لم تكن بشكل لعبة كرة القدم الحالية إذ لم تكن ملاعبها محددة الأبعاد، ولم يكن قانونها واضحاً. ومعظم المباريات كانت تجري في الأسواق العامة أو في الحدائق والكنائس. وكان عدد اللاعبين يصل أحياناً إلى /500/ لاعب في المباراة الواحدة. وكان مسموحاً قذف الكرة باليد وضربها بالقدم. وكانت مباريات التحدي بين القرى في هذه اللعبة تنتهي بمشكلات ومخاطر يشارك فيها الكبار والصغار والنساء. لذا قررت السلطات المحلية في القرنين السابع عشر والثامن عشر منع مزاولة هذه اللعبة تجنباً لمشكلاتها ومخاطرها.
أما المؤرخون الإنكليز فقد ادعوا أن كرة القدم من أفكارهم وحدهم، وأرجعوا ذلك إلى حادثة تاريخية مفادها أن الدنماركيين احتلوا إنكلترا بين عامي 1016 ـ 1042م، وأن الإنكليز حاربوهم في معركة قطعوا فيها رأس القائد الدنماركي، وداسوه بأقدامهم، وأخذوا يضربونه مثل الكرة. ثم صار ذلك تقليداً قومياً علامة على الثأر والانتقام. وبعدها استبدلوا الرأس البشري بكرة مصنوعة من جلد البقر تحولت مع الأيام إلى لعبة كرة قدم، وعدوا فجر ظهور اللعبة واكتشافها هو عام 1050م، وكانوا يسمونها «ركل رأس الدنماركي»، ثم أطلقوا عليها كرة القدم، وكانوا يكتبونها fut- balle.
الصراع على الكرة في كرة القدم
كرة القدم الحديثة
وعلى هذا تعد إنكلترا مهد كرة القدم الحديثة، وهي التي أنجبتها، وأعطتها شعبيتها وشهرتها، وأسهمت في انتشارها في أنحاء العالم. ففيها وجدت أولى الأندية الكروية في العالم، ونفذ أول دوري وبطولة وكأس.
في عام 1863 انعقد في لندن أول مؤتمر لأندية كرة القدم الإنكليزية بغية توحيد قانون اللعبة الذي كان خليطاً من قانوني الركبي وكرة القدم. ووضع قانون كرة القدم؛ ليحقق المبادئ الثلاثة التي تقوم عليها الروح الرياضية (المساواة والسلامة والمتعة)، ثم جرت عليه تعديلات كثيرة.
في عام 1869 ألغي لمس اللاعبين للكرة باليد. وفي عام 1871 انفصل اتحاد كرة القدم عن اتحاد الركبي، وفي العام نفسه أقيمت أول مباراة لكأس إنكلترا، وفي عام 1882 تشكلت لجنة لدراسة قانون كرة القدم وتعديله. وفي عام 1912 حدد لحارس المرمى لمس الكرة ضمن منطقة الجزاء. وفي عام 1925 تم تعديل مادة التسلل من ثلاثة لاعبين إلى لاعبين اثنين.
نظم الإنكليز مباريات كرة القدم وأقاموا عام 1888 أول مباريات بطريقة الدوري بين الأندية، وعد هذا التاريخ بدءاً للاحتراف. وساعد ذلك كله على نشر اللعبة وزيادة جماهيريتها حيث حضر المباراة النهائية لتحديد بطل الدوري عام 1923 بين /وست هام يونيتد/ و/نادي بولتون/127 ألف متفرج.
انتقلت لعبة كرة القدم إلى الدول المجاورة عن طريق الطلاب والبحارة والتجار، وذلك على الرغم من محاولة المسؤولين عن الألعاب الأخرى ولاسيما الجمباز مقاومة انتشار كرة القدم خوفاً على ألعابهم؛ ومع هذا انتشرت أندية خاصة بكرة القدم في ألمانيا وهولندا والدنمارك وسويسرا والبلدان الأوربية الأخرى. ثم انتقلت إلى أمريكا الوسطى حيث يتسم اللاعبون هناك بالمهارات الفردية المحببة؛ مما أضفى عليها فيضاً من الجمالية. أما في آسيا وإفريقيا فقد تأخر دخول كرة القدم قياساً على الدول الأخرى، ومع هذا كان انتشار اللعبة سريعاً وطاغياً، ونجحت بعض الدول في التفوق والوصول إلى نهائيات كأس العالم، مثل كوريا والسعودية وإيران وتونس والجزائر ومصر والكاميرون والمغرب.
تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1904، ودخلت كرة القدم إلى الألعاب الأولمبية منذ الدورة الثانية التي أقيمت في باريس عام 1908. وفي عام 1930 نظمت أول بطولة للعالم في الأورغواي وأصبحت بعد ذلك تجري نظامياً مرة كل /4/ سنوات، كما نُظمت بطولة القارات وكأس الكؤوس وكأس أبطال الدوري. وأقيمت منذ عام 1930 بطولة العالم /17/ مرة.
لقطة مثيرة من كرة القدم النسائية
الملعب والأدوات والتجهيزات
ـ الملعب: يراوح طول الملعب القانوني بين 90 ـ 120م، وعرضه 45 ـ 90م. أما الملعب الذي تقام عليه المباريات الدولية فيراوح طوله بين 100 ـ 110م، وعرضه بين 64 ـ 75م.
ـ الكرة: غطاؤها الخارجي مصنوع من الجلد أو من مواد أخرى معتمدة، ويراوح محيطها بين 68 ـ 71سم، ووزنها بين 396 ـ 453غ. والضغط الداخلي يساوي/1كغ/ على السنتمتر المربع على سطح البحر.
ـ الملابس والأحذية: يستخدم اللاعبون أحذية جلدية بمواصفات محددة؛ وقميصاً وشورتاً قصيراً وجوارب، وواقيات للساقين. كما يسمح للحارس لبس القفازات والقبعة.
مخطط ملعب كرة القدم
كرة القدم
نظام اللعب
ـ اللاعبون: يتألف كل فريق من 11 لاعباً؛ أحدهم حارس للمرمى، إضافة إلى سبعة لاعبين احتياطيين يمكن استبدال ثلاثة منهم طوال المباراة.
ـ يفوز بالمباراة من يحرز أهدافاً أكثر، ويمكن تعادل الفريقين إلا في المباريات النهائية التي يتوقف عليها تحديد الفائز.
ـ يقود المباراة ثلاثة حكام؛ أحدهم للساحة، واثنان مساعدان. وحكم رابع احتياطي للمساعدة أو المشاركة حين إصابة أي حكم بأذى.
ـ مدة اللعب /90/ دقيقة، تقسم على شوطين، ويضيف الحكم على زمن كل شوط الزمن الضائع. وتمدد المباراة /30/ دقيقة مقسومة على شوطين في حال كان من الضروري تحديد الفائز، وإذا كان نظام البطولة يقتضي ذلك. وفي حال استمرار التعادل يمكن اللجوء لركلات الجزاء الترجيحية أو القرعة.
قانون اللعبة
يتكون من 17 مادة تتناول الأمور الآتية:
ميدان اللعب: أبعاد الملعب، تخطيط الملعب، منطقة المرمى، منطقة الجزاء، المنطقة الركنية، المرمى، الكرة، عدد اللاعبين، تجهيزات اللاعبين، الحكام، مراقبا الخطوط، مدة اللعب، ابتداء اللعب، الكرة في اللعب وخارج اللعب، طريقة إحراز الأهداف، التسلل، الأخطاء وسوء السلوك (الإنذار ـ الطرد)، الضربة الحرة، ضربة الجزاء، رمية التماس، ضربة المرمى، الضربة الركنية.
كأس العالم
كانت البداية عام 1904 في باريس حين تأسس الاتحاد الدولي حيث اقترح الفرنسي روبير غيران Robert Guérin أول رئيس للاتحاد الدولي إقامة بطولة للعالم على مستوى المنتخبات الوطنية، لكن دعوته لم تلق قبولاً آنذاك.
وفي عام 1928 وفي أثناء اجتماع الاتحاد الدولي في برشلونة بإسبانيا وافق المجتمعون على مقترح المحامي الفرنسي جول ريميه Jules Rimet رئيس الاتحاد الدولي من (1921 ـ 1954) بإقامة بطولة كأس عالم، وتقرر تكليف الأورغواي تنظيم أول بطولاتها عام 1934 تقديراً لفوزها مرتين باللقب الأولمبي عامي 1924 و1928. وتقرر إقامة هذه البطولة مرة كل /4/ سنوات. وقدم جول ريميه كأساً ذهبية حملت اسمه؛ ليتم التنافس عليها، وتم الاتفاق على أن يحتفظ بالكأس نهائياً الفريق الذي يحرز بطولة العالم ثلاث مرات، وهذا ما فعله المنتخب البرازيلي عام 1970 بعد فوزه ببطولة العالم التي كان قد فاز بها أيضاً عامي 1958 و1962؛ مما حدا بالاتحاد الدولي لتقديم كأس جديدة حملت اسمه تتداولها الفرق الفائزة. وأقيمت بطولة كأس العالم 18 مرة منذ انطلاقتها عام 1930 بحسب الجدول (1).
العام
الدول المنظمة
عدد الدول المشاركة في النهائي
الفائز
1930
الأورغواي
13
الأورغواي
1934
إيطاليا
16
إيطاليا
1938
فرنسا
15
إيطاليا
1942
لم تقم البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية
1946
لم تقم البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية
1950
البرازيل
13
الأورغواي
1954
سويسرا
16
ألمانيا
1958
السويد
16
البرازيل
1962
تشيلي
16
البرازيل
1966
إنكلترا
16
إنكلترا
1970
المكسيك
16
البرازيل
1974
ألمانيا
16
ألمانيا
1978
الأرجنتين
16
الأرجنتين
1982
إسبانيا
24
إيطاليا
1986
المكسيك
24
الأرجنتين
1990
إيطاليا
24
ألمانيا
1994
الولايات المتحدة
24
البرازيل
1998
فرنسا
32
فرنسا
2002
اليابان وكوريا
32
البرازيل
2006
ألمانيا
32
إيطاليا
الجدول (1)
رؤساء الاتحاد الدولي
تعاقب على رئاسة الاتحاد الدولي ثمانية رؤساء، هم:
ـ روبير غيران (فرنسا) (1904 ـ 1906).
ـ دانيال بيرلي والفول Daniel Burley Woolfall (إنكلترا) (1906 ـ 1918).
ـ جول ريميه (فرنسا) (1921 ـ 1954)، ثم أصبح رئيساً فخرياً للاتحاد.
ـ روديلف ويليم سيلدريرس Rodolphe William Seeldrayers (بلجيكا) (1954 ـ 1955).
ـ آرثر دريوري Arthur Drewry (إنكلترا) (1956 ـ 1961).
ـ ستانلي راوس Stanley Rous (إنكلترا) (1961 ـ 1974)، ثم أصبح رئيساً فخرياً للاتحاد.
ـ جو هافيلانج Joao Havelange (البرازيل) (1974 ـ 1998)، ثم أصبح رئيساً فخرياً للاتحاد.
ـ جوزيف سيب بلاتر Joseph S. Blatter (سويسرا) (1998 ـ حتى اليوم).
العرب في نهائيات كأس العالم
وصلت الفرق العربية لنهائيات كأس العالم مرات عدة، فكانت مصر أول الواصلين لنهائيات إيطاليا عام 1934، والمغرب لنهائيات المكسيك عام 1970، وتونس لنهائيات الأرجنتين عام 1978، ثم وصلت الجزائر والكويت لنهائيات إسبانيا عام 1982، وبعدها العراق والمغرب والجزائر لنهائيات المكسيك عام 1986، ثم الإمارات ومصر لنهائيات إيطاليا عام 1990، وبعدها السعودية والمغرب لنهائيات أمريكا عام 1994، ثم وصلت السعودية وتونس والمغرب لنهائيات فرنسا عام 1998، والسعودية وتونس لنهائيات اليابان عام 2002، وأخيراً السعودية وتونس لنهائيات ألمانيا 2006.
أبرز الحكام العرب
ـ شارك الحكام العرب في نهائيات كأس العالم وفي الألعاب الأولمبية، وهم:
ـ علي قنديل ومصطفى كامل محمود وجمال الغندور (من مصر)، وفاروق بوظو وجمال الشريف ومروان عرفات (من سورية)، الهادي السعودي وعلي بن ناصر وناجي الجويني (من تونس)، وإبراهيم الدوي وأحمد جاسم (من البحرين)، وبلعيد لاكارن (من الجزائر)، ويوسف الفول (من ليبيا)، وفلاح الشنار (من السعودية)، وعلي بوجسيم (من الإمارات العربية).
كرة القدم في سورية
تأسس الاتحاد السوري لكرة القدم عام 1936، وانضم إلى الاتحاد الدولي عام 1939؛ وإلى الاتحاد الآسيوي عام 1969؛ وإلى الاتحاد العربي عام 1974. وشاركت سورية في تصفيات كأس العالم للرجال والشباب، وحققت إنجازات على صعيد الشباب إذ وصل منتخب الشباب /4/ مرات لنهائيات كأس العالم أعوام 1988 و1991 و1995 و2005 وأحرزت بطولة آسيا مرة واحدة عام 1994، وتتالى على رئاسة الاتحاد السوري لكرة القدم شخصيات بارزة، أهمها: سميح الإمام، رضا أصفهاني، فاروق بوظو، مروان عرفات، فيليب الشايب.
مروان عرفات
كرة القدم
تمتاز كرة القدم football بأنها رياضة مثيرة وسريعة وجذابة. تتغير فيها المواقف في مراحل المباراة مما يجعل التنبؤ بسير اللعب ونتيجة المباراة صعباً. كما أنها تمتاز ببساطة قواعدها التي ظلت مستقرة منذ عشرات السنين دون تغيير، إضافة إلى عدم تأثر اللعبة بالعوامل الجوية والجغرافية وتغيرات الطقس؛ مع إمكانية ممارستها بتكاليف قليلة وبشروط مادية غير معقدة مما أتاح للجماهير الواسعة فهمها وممارستها دونما حاجة إلى مرشد.
وقد أثبتت الكشوفات التاريخية أن الصينيين زاولوا لعبة شبيهة بكرة القدم عام 2697ق.م أطلقوا عليها اسم «تسو ـ كو» Tsu- Ghu أي ضرب الكرة بالقدم.
ثم انتقلت هذه اللعبة إلى اليابان، وأُطلق عليها اسم «كيماري» Kemari، وكانت تمارس في أثناء أداء الطقوس الدينية. أما اليونانيون فقد مارسوا ألعاباً للكرات، أبرزها «إيبيسكيروس» Episkyros؛ وهي شبيهة بلعبة الركبي الحديثة. أما الكرة فكانت مثانة حيوان مغطاة بالجلد ومحشوة بالشعر أو الريش. ولم تقتصر هذه الألعاب على أنها رياضات للتسلية؛ بل كان الأطباء يصفونها لعلاج المرضى أحياناً، وبنيت من أجل ذلك الصالات والملاعب الخاصة بها.
ونقل الرومان هذه اللعبة عن اليونانيين وأطلقوا عليها اسم «هارباستوم» Harpastum، وأصبحت عنصراً مهماً من عناصر التدريب العسكري.
وفي العصور الوسطى انتقلت اللعبة من اليونان والرومان إلى فرنسا، وفي عام 1555 انتشرت في إيطاليا، وأطلقوا عليها اسم «كالشيو» Calcio؛ وهي خليط من كرة القدم والركبي ومارسها الجنود بتشجيع من الحكام الذين كانوا يكافئون الفائز، ويعاقبون الخاسر.
مورست اللعبة في إنكلترا منذ مطلع القرن الرابع عشر؛ لكنها لم تكن بشكل لعبة كرة القدم الحالية إذ لم تكن ملاعبها محددة الأبعاد، ولم يكن قانونها واضحاً. ومعظم المباريات كانت تجري في الأسواق العامة أو في الحدائق والكنائس. وكان عدد اللاعبين يصل أحياناً إلى /500/ لاعب في المباراة الواحدة. وكان مسموحاً قذف الكرة باليد وضربها بالقدم. وكانت مباريات التحدي بين القرى في هذه اللعبة تنتهي بمشكلات ومخاطر يشارك فيها الكبار والصغار والنساء. لذا قررت السلطات المحلية في القرنين السابع عشر والثامن عشر منع مزاولة هذه اللعبة تجنباً لمشكلاتها ومخاطرها.
أما المؤرخون الإنكليز فقد ادعوا أن كرة القدم من أفكارهم وحدهم، وأرجعوا ذلك إلى حادثة تاريخية مفادها أن الدنماركيين احتلوا إنكلترا بين عامي 1016 ـ 1042م، وأن الإنكليز حاربوهم في معركة قطعوا فيها رأس القائد الدنماركي، وداسوه بأقدامهم، وأخذوا يضربونه مثل الكرة. ثم صار ذلك تقليداً قومياً علامة على الثأر والانتقام. وبعدها استبدلوا الرأس البشري بكرة مصنوعة من جلد البقر تحولت مع الأيام إلى لعبة كرة قدم، وعدوا فجر ظهور اللعبة واكتشافها هو عام 1050م، وكانوا يسمونها «ركل رأس الدنماركي»، ثم أطلقوا عليها كرة القدم، وكانوا يكتبونها fut- balle.
الصراع على الكرة في كرة القدم
كرة القدم الحديثة
وعلى هذا تعد إنكلترا مهد كرة القدم الحديثة، وهي التي أنجبتها، وأعطتها شعبيتها وشهرتها، وأسهمت في انتشارها في أنحاء العالم. ففيها وجدت أولى الأندية الكروية في العالم، ونفذ أول دوري وبطولة وكأس.
في عام 1863 انعقد في لندن أول مؤتمر لأندية كرة القدم الإنكليزية بغية توحيد قانون اللعبة الذي كان خليطاً من قانوني الركبي وكرة القدم. ووضع قانون كرة القدم؛ ليحقق المبادئ الثلاثة التي تقوم عليها الروح الرياضية (المساواة والسلامة والمتعة)، ثم جرت عليه تعديلات كثيرة.
في عام 1869 ألغي لمس اللاعبين للكرة باليد. وفي عام 1871 انفصل اتحاد كرة القدم عن اتحاد الركبي، وفي العام نفسه أقيمت أول مباراة لكأس إنكلترا، وفي عام 1882 تشكلت لجنة لدراسة قانون كرة القدم وتعديله. وفي عام 1912 حدد لحارس المرمى لمس الكرة ضمن منطقة الجزاء. وفي عام 1925 تم تعديل مادة التسلل من ثلاثة لاعبين إلى لاعبين اثنين.
نظم الإنكليز مباريات كرة القدم وأقاموا عام 1888 أول مباريات بطريقة الدوري بين الأندية، وعد هذا التاريخ بدءاً للاحتراف. وساعد ذلك كله على نشر اللعبة وزيادة جماهيريتها حيث حضر المباراة النهائية لتحديد بطل الدوري عام 1923 بين /وست هام يونيتد/ و/نادي بولتون/127 ألف متفرج.
انتقلت لعبة كرة القدم إلى الدول المجاورة عن طريق الطلاب والبحارة والتجار، وذلك على الرغم من محاولة المسؤولين عن الألعاب الأخرى ولاسيما الجمباز مقاومة انتشار كرة القدم خوفاً على ألعابهم؛ ومع هذا انتشرت أندية خاصة بكرة القدم في ألمانيا وهولندا والدنمارك وسويسرا والبلدان الأوربية الأخرى. ثم انتقلت إلى أمريكا الوسطى حيث يتسم اللاعبون هناك بالمهارات الفردية المحببة؛ مما أضفى عليها فيضاً من الجمالية. أما في آسيا وإفريقيا فقد تأخر دخول كرة القدم قياساً على الدول الأخرى، ومع هذا كان انتشار اللعبة سريعاً وطاغياً، ونجحت بعض الدول في التفوق والوصول إلى نهائيات كأس العالم، مثل كوريا والسعودية وإيران وتونس والجزائر ومصر والكاميرون والمغرب.
تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1904، ودخلت كرة القدم إلى الألعاب الأولمبية منذ الدورة الثانية التي أقيمت في باريس عام 1908. وفي عام 1930 نظمت أول بطولة للعالم في الأورغواي وأصبحت بعد ذلك تجري نظامياً مرة كل /4/ سنوات، كما نُظمت بطولة القارات وكأس الكؤوس وكأس أبطال الدوري. وأقيمت منذ عام 1930 بطولة العالم /17/ مرة.
لقطة مثيرة من كرة القدم النسائية
الملعب والأدوات والتجهيزات
ـ الملعب: يراوح طول الملعب القانوني بين 90 ـ 120م، وعرضه 45 ـ 90م. أما الملعب الذي تقام عليه المباريات الدولية فيراوح طوله بين 100 ـ 110م، وعرضه بين 64 ـ 75م.
ـ الكرة: غطاؤها الخارجي مصنوع من الجلد أو من مواد أخرى معتمدة، ويراوح محيطها بين 68 ـ 71سم، ووزنها بين 396 ـ 453غ. والضغط الداخلي يساوي/1كغ/ على السنتمتر المربع على سطح البحر.
ـ الملابس والأحذية: يستخدم اللاعبون أحذية جلدية بمواصفات محددة؛ وقميصاً وشورتاً قصيراً وجوارب، وواقيات للساقين. كما يسمح للحارس لبس القفازات والقبعة.
مخطط ملعب كرة القدم
كرة القدم
نظام اللعب
ـ اللاعبون: يتألف كل فريق من 11 لاعباً؛ أحدهم حارس للمرمى، إضافة إلى سبعة لاعبين احتياطيين يمكن استبدال ثلاثة منهم طوال المباراة.
ـ يفوز بالمباراة من يحرز أهدافاً أكثر، ويمكن تعادل الفريقين إلا في المباريات النهائية التي يتوقف عليها تحديد الفائز.
ـ يقود المباراة ثلاثة حكام؛ أحدهم للساحة، واثنان مساعدان. وحكم رابع احتياطي للمساعدة أو المشاركة حين إصابة أي حكم بأذى.
ـ مدة اللعب /90/ دقيقة، تقسم على شوطين، ويضيف الحكم على زمن كل شوط الزمن الضائع. وتمدد المباراة /30/ دقيقة مقسومة على شوطين في حال كان من الضروري تحديد الفائز، وإذا كان نظام البطولة يقتضي ذلك. وفي حال استمرار التعادل يمكن اللجوء لركلات الجزاء الترجيحية أو القرعة.
قانون اللعبة
يتكون من 17 مادة تتناول الأمور الآتية:
ميدان اللعب: أبعاد الملعب، تخطيط الملعب، منطقة المرمى، منطقة الجزاء، المنطقة الركنية، المرمى، الكرة، عدد اللاعبين، تجهيزات اللاعبين، الحكام، مراقبا الخطوط، مدة اللعب، ابتداء اللعب، الكرة في اللعب وخارج اللعب، طريقة إحراز الأهداف، التسلل، الأخطاء وسوء السلوك (الإنذار ـ الطرد)، الضربة الحرة، ضربة الجزاء، رمية التماس، ضربة المرمى، الضربة الركنية.
كأس العالم
كانت البداية عام 1904 في باريس حين تأسس الاتحاد الدولي حيث اقترح الفرنسي روبير غيران Robert Guérin أول رئيس للاتحاد الدولي إقامة بطولة للعالم على مستوى المنتخبات الوطنية، لكن دعوته لم تلق قبولاً آنذاك.
وفي عام 1928 وفي أثناء اجتماع الاتحاد الدولي في برشلونة بإسبانيا وافق المجتمعون على مقترح المحامي الفرنسي جول ريميه Jules Rimet رئيس الاتحاد الدولي من (1921 ـ 1954) بإقامة بطولة كأس عالم، وتقرر تكليف الأورغواي تنظيم أول بطولاتها عام 1934 تقديراً لفوزها مرتين باللقب الأولمبي عامي 1924 و1928. وتقرر إقامة هذه البطولة مرة كل /4/ سنوات. وقدم جول ريميه كأساً ذهبية حملت اسمه؛ ليتم التنافس عليها، وتم الاتفاق على أن يحتفظ بالكأس نهائياً الفريق الذي يحرز بطولة العالم ثلاث مرات، وهذا ما فعله المنتخب البرازيلي عام 1970 بعد فوزه ببطولة العالم التي كان قد فاز بها أيضاً عامي 1958 و1962؛ مما حدا بالاتحاد الدولي لتقديم كأس جديدة حملت اسمه تتداولها الفرق الفائزة. وأقيمت بطولة كأس العالم 18 مرة منذ انطلاقتها عام 1930 بحسب الجدول (1).
العام
الدول المنظمة
عدد الدول المشاركة في النهائي
الفائز
1930
الأورغواي
13
الأورغواي
1934
إيطاليا
16
إيطاليا
1938
فرنسا
15
إيطاليا
1942
لم تقم البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية
1946
لم تقم البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية
1950
البرازيل
13
الأورغواي
1954
سويسرا
16
ألمانيا
1958
السويد
16
البرازيل
1962
تشيلي
16
البرازيل
1966
إنكلترا
16
إنكلترا
1970
المكسيك
16
البرازيل
1974
ألمانيا
16
ألمانيا
1978
الأرجنتين
16
الأرجنتين
1982
إسبانيا
24
إيطاليا
1986
المكسيك
24
الأرجنتين
1990
إيطاليا
24
ألمانيا
1994
الولايات المتحدة
24
البرازيل
1998
فرنسا
32
فرنسا
2002
اليابان وكوريا
32
البرازيل
2006
ألمانيا
32
إيطاليا
الجدول (1)
رؤساء الاتحاد الدولي
تعاقب على رئاسة الاتحاد الدولي ثمانية رؤساء، هم:
ـ روبير غيران (فرنسا) (1904 ـ 1906).
ـ دانيال بيرلي والفول Daniel Burley Woolfall (إنكلترا) (1906 ـ 1918).
ـ جول ريميه (فرنسا) (1921 ـ 1954)، ثم أصبح رئيساً فخرياً للاتحاد.
ـ روديلف ويليم سيلدريرس Rodolphe William Seeldrayers (بلجيكا) (1954 ـ 1955).
ـ آرثر دريوري Arthur Drewry (إنكلترا) (1956 ـ 1961).
ـ ستانلي راوس Stanley Rous (إنكلترا) (1961 ـ 1974)، ثم أصبح رئيساً فخرياً للاتحاد.
ـ جو هافيلانج Joao Havelange (البرازيل) (1974 ـ 1998)، ثم أصبح رئيساً فخرياً للاتحاد.
ـ جوزيف سيب بلاتر Joseph S. Blatter (سويسرا) (1998 ـ حتى اليوم).
العرب في نهائيات كأس العالم
وصلت الفرق العربية لنهائيات كأس العالم مرات عدة، فكانت مصر أول الواصلين لنهائيات إيطاليا عام 1934، والمغرب لنهائيات المكسيك عام 1970، وتونس لنهائيات الأرجنتين عام 1978، ثم وصلت الجزائر والكويت لنهائيات إسبانيا عام 1982، وبعدها العراق والمغرب والجزائر لنهائيات المكسيك عام 1986، ثم الإمارات ومصر لنهائيات إيطاليا عام 1990، وبعدها السعودية والمغرب لنهائيات أمريكا عام 1994، ثم وصلت السعودية وتونس والمغرب لنهائيات فرنسا عام 1998، والسعودية وتونس لنهائيات اليابان عام 2002، وأخيراً السعودية وتونس لنهائيات ألمانيا 2006.
أبرز الحكام العرب
ـ شارك الحكام العرب في نهائيات كأس العالم وفي الألعاب الأولمبية، وهم:
ـ علي قنديل ومصطفى كامل محمود وجمال الغندور (من مصر)، وفاروق بوظو وجمال الشريف ومروان عرفات (من سورية)، الهادي السعودي وعلي بن ناصر وناجي الجويني (من تونس)، وإبراهيم الدوي وأحمد جاسم (من البحرين)، وبلعيد لاكارن (من الجزائر)، ويوسف الفول (من ليبيا)، وفلاح الشنار (من السعودية)، وعلي بوجسيم (من الإمارات العربية).
كرة القدم في سورية
تأسس الاتحاد السوري لكرة القدم عام 1936، وانضم إلى الاتحاد الدولي عام 1939؛ وإلى الاتحاد الآسيوي عام 1969؛ وإلى الاتحاد العربي عام 1974. وشاركت سورية في تصفيات كأس العالم للرجال والشباب، وحققت إنجازات على صعيد الشباب إذ وصل منتخب الشباب /4/ مرات لنهائيات كأس العالم أعوام 1988 و1991 و1995 و2005 وأحرزت بطولة آسيا مرة واحدة عام 1994، وتتالى على رئاسة الاتحاد السوري لكرة القدم شخصيات بارزة، أهمها: سميح الإمام، رضا أصفهاني، فاروق بوظو، مروان عرفات، فيليب الشايب.
مروان عرفات