كانت (مينا) Canth (Minna-) - Canth (Minna-)
كانْت (مينَّا -)
(1844-1897)
مينَّا كانْت Minna Canth، كاتبة مسرحية وقاصة وكاتبة مقالات صحفية رائدة في ميدان تحرير المرأة الفنلندية. ولدت في تامبِريه Tampere، وتوفيت في بلدة كووبيو Kuopio. اسمها الأصلي ألريكا ڤِلهلمينا يونسون Ulrika Wilhelmina Johnsson. تركت المدرسة في مسقط رأسها لتتزوج معلم الصف وتنتقل معه إلى كووبيو حيث عمل في الصحافة. ترملت وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها، أمّاً لسبعة أطفال. لكنها سرعان ما أخذت على عاتقها بنجاح متجر والدها للمنسوجات، فوفرت لعائلتها ولمستقبلها دخلاً محترماً، وافتتحت في بيتها صالوناً أدبياً سمي «بيت كانتّيلا» The House of Kanttila، وصار مركزاً لنشاط أدبي وفلسفي فاعل، لم تحتمله السلطات طويلاً.
إن اللافت في فعالية مينّا كانْت الأدبية هي أنها كانت من أوائل من ألفّوا أعمالهم باللغة الفنلندية وليس بالسويدية المهيمنة ثقافياً وإدارياً وكانت أيضاً لغتها الأم، وبأسلوب متين وبسيط واستفزازي حول أوضاع المرأة في مجتمع ذكوري متسلط من دون وجه حق، حسب رأيها. كما دافعت في مقالاتها عن المهمشين وناقشت القوانين الناظمة للعلاقات الاجتماعية، وتمكنت من تعديل قانون الزوجية في البرلمان إذ صار يحق للزوجة الاحتفاظ بأموالها وممتلكاتها، بعيداً عن وصاية الزوج المطلقة والآلية بمجرد عقد القران. كما وجهت نقدها الشديد إلى برجوازية المدن المرفهة والمنغمسة في حياة فاسدة مزدوجة الوجه. وطالبت بافتتاح مدارس للبنات، وبرعاية العاطلين عن العمل والمرضى العقليين. وفي سنوات حياتها الأخيرة تبنت الكاتبة مواقف ليڤ تولستوي الأخلاقية الدينية، متخلية عن أفكارها الثورية القريبة من مواقع الاشتراكيين.
كتبت مينا كانْت في القصة القصيرة والطويلة، ونشرت كثيراً منها في الصحف والمجلات الدورية، كما كانت من رواد المسرح الفنلندي، إذ أسهمت بمسرحياتها المأساوية في تأسيس المسرح الوطني باللغة الفنلندية. وقد استلهمت موضوعاتها وشخصياتها من حياة عامة الشعب، مقتدية في أسلوبها بنماذج من أعمال إبسن Ibsen وزولا Zola وموباسان Maupassant وبالأدب الإسكندنافي المعاصر، ولاسيما بيورنسون Bjørnson. ففي قصتها الطويلة «البائعة الجوالة لوپو»Kaupa-Lopo عام (1889) تعالج الكاتبة مصير امرأة بشعة المظهر، عوضتها الطبيعة بقلب طيب ولسان فكِه، تدبر أمورها ببيع البضائع المستعملة بين البلدات والقرى، لكنها لا تستطيع عندما تدخل البيوت إلا أن تسرق شيئاً ما، مما يؤدي بها غالباً إلى السجن لفترة قصيرة. أما في المرة الأخيرة فهي لم تكن مذنبة، إذ إن المحفظة كانت مرمية على الأرض في الحانة، ولم يكن فيها سوى بضعة قروش. لكن رجال الحانة اتهموها بالنشل فأدينت وسجنت مدة طويلة بسبب تكرار سرقاتها. تعدّ هذه القصة الطويلة نموذجاً عن الواقعية Realism الفنلندية في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
نشرت كانت مسرحيتها «زوجة العامل» Työmiehen vaimo في عام 1885، وعلى الرغم من ميلودرامية الحكاية ومعالجة الشخصيات بأسلوب الأسود والأبيض الباهت، من دون تلوينات إنسانية مقنعة، قامت المسرحية بدور مهم على صعيد تناولها مشكلة تأثير الإدمان الكحولي على العائلة نفسياً ومادياً. فالزوج المدمن ريستو Risto يسلب زوجته يوهانا Johanna كل ما تكسبه من حياكة الصوف ليهدره على سكره، وعندما لا يتبقى لديها أي شيء يهجرها ويهرب مع عشيقته السابقة. ولايتورع ريستو عن سرقة أموال عشيقته للسبب نفسه، وعندما تهدده هذه بالمسدس لتستعيد حقها تضبطها الشرطة وتقودها إلى السجن، أما هو فيبقى حراً طليقاً. وفي آخر أعمالها المسرحية المهمة «آنَّا ليسا» Anna Liisa يتجلّى بوضوح تأثر الكاتبة بتولستوي، ولاسيما في مسرحيته المعروفة «سلطة الظلام». فهنا أيضاً يتمحور الموضوع حول قاتلة طفلها بسبب الفقر والجهل وضيق الأفق الاجتماعي في الريف الواسع المتخلف.
نبيل الحفار
كانْت (مينَّا -)
(1844-1897)
مينَّا كانْت Minna Canth، كاتبة مسرحية وقاصة وكاتبة مقالات صحفية رائدة في ميدان تحرير المرأة الفنلندية. ولدت في تامبِريه Tampere، وتوفيت في بلدة كووبيو Kuopio. اسمها الأصلي ألريكا ڤِلهلمينا يونسون Ulrika Wilhelmina Johnsson. تركت المدرسة في مسقط رأسها لتتزوج معلم الصف وتنتقل معه إلى كووبيو حيث عمل في الصحافة. ترملت وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها، أمّاً لسبعة أطفال. لكنها سرعان ما أخذت على عاتقها بنجاح متجر والدها للمنسوجات، فوفرت لعائلتها ولمستقبلها دخلاً محترماً، وافتتحت في بيتها صالوناً أدبياً سمي «بيت كانتّيلا» The House of Kanttila، وصار مركزاً لنشاط أدبي وفلسفي فاعل، لم تحتمله السلطات طويلاً.
إن اللافت في فعالية مينّا كانْت الأدبية هي أنها كانت من أوائل من ألفّوا أعمالهم باللغة الفنلندية وليس بالسويدية المهيمنة ثقافياً وإدارياً وكانت أيضاً لغتها الأم، وبأسلوب متين وبسيط واستفزازي حول أوضاع المرأة في مجتمع ذكوري متسلط من دون وجه حق، حسب رأيها. كما دافعت في مقالاتها عن المهمشين وناقشت القوانين الناظمة للعلاقات الاجتماعية، وتمكنت من تعديل قانون الزوجية في البرلمان إذ صار يحق للزوجة الاحتفاظ بأموالها وممتلكاتها، بعيداً عن وصاية الزوج المطلقة والآلية بمجرد عقد القران. كما وجهت نقدها الشديد إلى برجوازية المدن المرفهة والمنغمسة في حياة فاسدة مزدوجة الوجه. وطالبت بافتتاح مدارس للبنات، وبرعاية العاطلين عن العمل والمرضى العقليين. وفي سنوات حياتها الأخيرة تبنت الكاتبة مواقف ليڤ تولستوي الأخلاقية الدينية، متخلية عن أفكارها الثورية القريبة من مواقع الاشتراكيين.
كتبت مينا كانْت في القصة القصيرة والطويلة، ونشرت كثيراً منها في الصحف والمجلات الدورية، كما كانت من رواد المسرح الفنلندي، إذ أسهمت بمسرحياتها المأساوية في تأسيس المسرح الوطني باللغة الفنلندية. وقد استلهمت موضوعاتها وشخصياتها من حياة عامة الشعب، مقتدية في أسلوبها بنماذج من أعمال إبسن Ibsen وزولا Zola وموباسان Maupassant وبالأدب الإسكندنافي المعاصر، ولاسيما بيورنسون Bjørnson. ففي قصتها الطويلة «البائعة الجوالة لوپو»Kaupa-Lopo عام (1889) تعالج الكاتبة مصير امرأة بشعة المظهر، عوضتها الطبيعة بقلب طيب ولسان فكِه، تدبر أمورها ببيع البضائع المستعملة بين البلدات والقرى، لكنها لا تستطيع عندما تدخل البيوت إلا أن تسرق شيئاً ما، مما يؤدي بها غالباً إلى السجن لفترة قصيرة. أما في المرة الأخيرة فهي لم تكن مذنبة، إذ إن المحفظة كانت مرمية على الأرض في الحانة، ولم يكن فيها سوى بضعة قروش. لكن رجال الحانة اتهموها بالنشل فأدينت وسجنت مدة طويلة بسبب تكرار سرقاتها. تعدّ هذه القصة الطويلة نموذجاً عن الواقعية Realism الفنلندية في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
نشرت كانت مسرحيتها «زوجة العامل» Työmiehen vaimo في عام 1885، وعلى الرغم من ميلودرامية الحكاية ومعالجة الشخصيات بأسلوب الأسود والأبيض الباهت، من دون تلوينات إنسانية مقنعة، قامت المسرحية بدور مهم على صعيد تناولها مشكلة تأثير الإدمان الكحولي على العائلة نفسياً ومادياً. فالزوج المدمن ريستو Risto يسلب زوجته يوهانا Johanna كل ما تكسبه من حياكة الصوف ليهدره على سكره، وعندما لا يتبقى لديها أي شيء يهجرها ويهرب مع عشيقته السابقة. ولايتورع ريستو عن سرقة أموال عشيقته للسبب نفسه، وعندما تهدده هذه بالمسدس لتستعيد حقها تضبطها الشرطة وتقودها إلى السجن، أما هو فيبقى حراً طليقاً. وفي آخر أعمالها المسرحية المهمة «آنَّا ليسا» Anna Liisa يتجلّى بوضوح تأثر الكاتبة بتولستوي، ولاسيما في مسرحيته المعروفة «سلطة الظلام». فهنا أيضاً يتمحور الموضوع حول قاتلة طفلها بسبب الفقر والجهل وضيق الأفق الاجتماعي في الريف الواسع المتخلف.
نبيل الحفار