غالب (ميرزا اسد الله خان)
Ghalib (Mirza Assad Allah Kjan-) - Ghalib (Mirza Assad Allah Kjan-)
غالب (ميرزا أسد الله خان ـ)
(1797 ـ 1869)
ميرزا أسد الله خان غالب Mirza Asadullah Khan Ghalib هو «آخر عظماء الشعر الفارسي وأول عظماء شعر الأُردو» في الهند بحسب رأي الناقد والباحث الأدبي باوساني Bausani. ولد في مدينة آغرا Agra في منطقة البنجاب وتوفي في مدينة دلهي Delhi، سليل عائلة مسلمة أرستقراطية، قضى يفاعته في بحبوحة مرفهة، تحولت من ثم إلى فقر مدقع نتيجة ضربات القدر التي رافقت شبابه. وعلى الرغم من أن السلطة البريطانية في الهند قد أجرت له راتباً شهرياً زهيداً، كافح بمختلف الوسائل لمواجهة المصاعب والعراقيل التي اعترضت طريقه، ولم يعرف الراحة المادية والقناعة المعنوية إلاّ عندما عُيّن عام 1850 أستاذاً لآخر الأباطرة المغول بهادور شاه الثاني Bahadur Shah II، إذ كان الأمر اعترافاً بمكانته الأدبية واللغوية وتقديراً لها.
كان متفتِّح العقل بصيراً بتطورات التقانة الحديثة التي جاء بها الاستعمار البريطاني إلى الهند، وقد صرّح في أثناء إحدى زياراته في كلكوتا بأن المستقبل سيكون للبريطانيين وثقافتهم. ويظهر من نَقْد أعماله أنه كان يعيش حالاً من وحدة المتناقضات ما بين شكه العميق في إمكانات الثقافة التقليدية الموروثة مجاراة تطور العصر من جهة، وإيمانه من جهة أخرى بقدرة التطور التقاني الحديث على ابتكار ثقافة جديدة تلائم روح العصر وطموحات الإنسان للانعتاق والتفتح، بمساعدة العلوم الحديثة.
يتوزع إبداعه الشعري الغزير بين اللغة الفارسية، التي كانت آنئذ لغة النخبة المثقفة، واللغة الأُردية التي يتكلمها عامة الشعب في حياته اليومية. وقد بدأ بنظم الشعر بالأردية عام 1806، وبالفارسية عام 1808، وينقسم شعره إلى الغزل والمديح.
بعد طبعات مجتزأة نشر ديوانه الكامل باللغة الأردية عام 1862 بعنوان «الوردة الجميلة» The Lovely Flower وأغلبه في الغزل. أما شعره بالفارسية فقد نشره عام 1845 بعنوان «الديوان الفارسي» Persian Divan، في حين أن كتابه «الكلّيات» Kulliyat ت(1863) يضم كل ما كتبه بالفارسية من شعر ونثر، ومنها «يوميات الانتفاضة الهندية 1857ـ1858» Journal of the Indian Uprising و«الثمرة الفواحة» The Fragrant Fruit. ثم نشر عام 1864 بالفارسية ديوان «السحابة التي تمطر جواهر» The Jewel Raining Cloud و«منتخبات أخيرة» Last Selections ت(1867). وقد برع في نظم المثنويات والرباعيات، وكذلك في نظم القصيدة الطويلة التي يحمل كل بيت فيها معنى مستقلاً متكاملاً، ليصبح البيت حكمة أو قولاً سائراً.
تأثر في شعره الفارسي بالتجربة الصوفية الإسلامية، ومن هنا تُفهم تهمة نقده بكونه مبهماً ومستغلقاً على الفهم من حيث البنية اللغوية وانتقاء الألفاظ. أما في شعره بالأردية فقد تأثر بالشاعرين عرفي Urfi ت(1556ـ1590) وبِِديل Bedil ت(1644ـ1721). وكان من نتائج انتشار أشعاره الأردية في الأوساط المتعلمة والشعبية أن ارتقت الأردية وتطورت لتصير لغة للثقافة والعلوم وتحل محل الفارسية.
لاينحصر إبداعه في نطاق الشعر فحسب بل امتد إلى الرسائل واليوميات، فقد نشر بالأردية مجموعة كبيرة من رسائله الأدبية تحت عنوان «العود الهندي» (1868) The Hindi Lute، تبعتها مجموعة ثانية في العام التالي بعنوان «الأردية الراقية» The Sublime Urdu.
نبيل الحفار
Ghalib (Mirza Assad Allah Kjan-) - Ghalib (Mirza Assad Allah Kjan-)
غالب (ميرزا أسد الله خان ـ)
(1797 ـ 1869)
ميرزا أسد الله خان غالب Mirza Asadullah Khan Ghalib هو «آخر عظماء الشعر الفارسي وأول عظماء شعر الأُردو» في الهند بحسب رأي الناقد والباحث الأدبي باوساني Bausani. ولد في مدينة آغرا Agra في منطقة البنجاب وتوفي في مدينة دلهي Delhi، سليل عائلة مسلمة أرستقراطية، قضى يفاعته في بحبوحة مرفهة، تحولت من ثم إلى فقر مدقع نتيجة ضربات القدر التي رافقت شبابه. وعلى الرغم من أن السلطة البريطانية في الهند قد أجرت له راتباً شهرياً زهيداً، كافح بمختلف الوسائل لمواجهة المصاعب والعراقيل التي اعترضت طريقه، ولم يعرف الراحة المادية والقناعة المعنوية إلاّ عندما عُيّن عام 1850 أستاذاً لآخر الأباطرة المغول بهادور شاه الثاني Bahadur Shah II، إذ كان الأمر اعترافاً بمكانته الأدبية واللغوية وتقديراً لها.
كان متفتِّح العقل بصيراً بتطورات التقانة الحديثة التي جاء بها الاستعمار البريطاني إلى الهند، وقد صرّح في أثناء إحدى زياراته في كلكوتا بأن المستقبل سيكون للبريطانيين وثقافتهم. ويظهر من نَقْد أعماله أنه كان يعيش حالاً من وحدة المتناقضات ما بين شكه العميق في إمكانات الثقافة التقليدية الموروثة مجاراة تطور العصر من جهة، وإيمانه من جهة أخرى بقدرة التطور التقاني الحديث على ابتكار ثقافة جديدة تلائم روح العصر وطموحات الإنسان للانعتاق والتفتح، بمساعدة العلوم الحديثة.
يتوزع إبداعه الشعري الغزير بين اللغة الفارسية، التي كانت آنئذ لغة النخبة المثقفة، واللغة الأُردية التي يتكلمها عامة الشعب في حياته اليومية. وقد بدأ بنظم الشعر بالأردية عام 1806، وبالفارسية عام 1808، وينقسم شعره إلى الغزل والمديح.
بعد طبعات مجتزأة نشر ديوانه الكامل باللغة الأردية عام 1862 بعنوان «الوردة الجميلة» The Lovely Flower وأغلبه في الغزل. أما شعره بالفارسية فقد نشره عام 1845 بعنوان «الديوان الفارسي» Persian Divan، في حين أن كتابه «الكلّيات» Kulliyat ت(1863) يضم كل ما كتبه بالفارسية من شعر ونثر، ومنها «يوميات الانتفاضة الهندية 1857ـ1858» Journal of the Indian Uprising و«الثمرة الفواحة» The Fragrant Fruit. ثم نشر عام 1864 بالفارسية ديوان «السحابة التي تمطر جواهر» The Jewel Raining Cloud و«منتخبات أخيرة» Last Selections ت(1867). وقد برع في نظم المثنويات والرباعيات، وكذلك في نظم القصيدة الطويلة التي يحمل كل بيت فيها معنى مستقلاً متكاملاً، ليصبح البيت حكمة أو قولاً سائراً.
تأثر في شعره الفارسي بالتجربة الصوفية الإسلامية، ومن هنا تُفهم تهمة نقده بكونه مبهماً ومستغلقاً على الفهم من حيث البنية اللغوية وانتقاء الألفاظ. أما في شعره بالأردية فقد تأثر بالشاعرين عرفي Urfi ت(1556ـ1590) وبِِديل Bedil ت(1644ـ1721). وكان من نتائج انتشار أشعاره الأردية في الأوساط المتعلمة والشعبية أن ارتقت الأردية وتطورت لتصير لغة للثقافة والعلوم وتحل محل الفارسية.
لاينحصر إبداعه في نطاق الشعر فحسب بل امتد إلى الرسائل واليوميات، فقد نشر بالأردية مجموعة كبيرة من رسائله الأدبية تحت عنوان «العود الهندي» (1868) The Hindi Lute، تبعتها مجموعة ثانية في العام التالي بعنوان «الأردية الراقية» The Sublime Urdu.
نبيل الحفار