التعريف بوليم شكسبير وليم شكسبير هو أحد الشخصيّات المشهورة في الأدب العالميّ، إذ يطلق عليه لقب الشاعرُ الإنجليزيُّ الوطنيُّ،
عُرِف أنّ شكسبير كان شاعراً، وممثلاً، وكاتباً للمسرحيّات، ولكنّ كتابته للمسرحيّات كانت أكثرَ ما اشتهرَ به، حيث يعتبره الكثيرون أعظم مسرحيّ في كلّ العصور.
كتبَ شكسبير في المسرح البريطانيّ خلال العصر الإليزابيثي والجاكوبيني، أو ما يسمى بعصر النهضة الإنجليزيّة، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من الأعمال الأدبيّة التي لا تزال منتشرةً حتى الوقت الحالي.
نشأة وليم شكسبير سنواته الأولى ولدَ وليم شكسبير عام 1564م في إنجلترا، في مقاطعة وروكشير، وتحديداً في مدينة ستراتفورد أبون آفون، ولكنّ يوم ميلاده غير موثّق تاريخيّاً، لأنّ شهادات الميلاد لم تكن تُصدر بعد في فترة الإليزابيث، إلا أنّه يُعتقد بأنّه ولدَ يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر نيسان، وذلكَ لأنّه تُعمّد يوم السادس والعشرين من شهر نيسان، إذ من العادة أن تُجرى مراسم المعموديّة بعدَ عدّة أيّام من ولادة الطفل، وعند الحديث عن نشأته فنشأ شكسبير في عائلة نبيلة، والتي كانت مؤلّفة من والديه، وهما: ماري أردن التي تنتمي لعائلة من طبقة النبلاء،[٣] ووالده جون شكسبير الذي شغلَ عدّة مناصب، فقدَ عملَ كتاجر وحقّق نجاحاً كبيراً، وتقلّد منصب عضو بلديّة، ومنصب عمدة لمدينة ستانفورد، وأصبحَ رئيساً للبلديّة، إلا أنه اتّهمَ لإقراضه المال بشكلٍ مفرط وفي غير محلّه، فحُرمَ من لقب "الرجل النبيل" (بالإنجليزيّة: Gentleman)، ورُفضَ طلبه الذي تقّدم به عام 1570م لحمل شعار النبالة، أمّا إخوة وأخوات شكسبير الخمسة الذي يكبرهم جميعاً، فهم: جيلبرت (1566م-1612م)، وجوان (1569م-1646م)، وآن (1571م-1579م)، وريتشارد (1574م-1613م)، وإدموند (1580م-1607م)، وقد نشأت الأسرة معاً في شارع هينلي.[٤] يُعتقد بأنّ شكسبير تلقّى تعليمه في مدرسة ستراتفورد للقواعد (Stratford Grammar School) الموجودة وسط مدينة ستراتفورد، والتي تهتمّ بتدريس قواعد اللغة اللاتينية، والترجمة للعديد من الكتّاب، مثل: شيشرون، وفيرجيل، وأوفيد، وهو الكاتب المفضّل لشكسبير، وقد بُنيَ هذا الافتراض بناءً على مكانة والد شكسبير كعضو في البلديّة، والذي يعطيه الحقّ في تعليم أبنائه في مدرسة ستراتفورد للقواعد مجاناً، إلا أنّه لا يوجد سجلّ تاريخيّ يُثبت ذلك، كما لا يوجد دليل على أنّ شكسبير أكملَ تعليمه.
حياته الشخصية يُعتقد أنّ وليم شكسبير كانَ معتنقاً للمسيحية الكاثوليكيّة، وأنّ عائلته كانت متعاطفةً مع الكاثوليك،[٥] وقد كوّنَ عائلته الخاصّة حين بلغ سنّ الثامنة عشر، حيث تزوّج آن هاثاوي القادمة من مدينة شوتري بتاريخ 28 من شهر تشرين الثاني عام 1582م، وفي عام 1583م أنجبا طفلتيهما الأولى "سوزان"، ثمّ أنجبا التوأم جوديث وهامنت في شباط عام 1585م، وفي عام 1596م توفيَ هامنت وهو في الحادية عشرة من عمره، فحزنَ شكسبير حزناً شديداً على ابنه الوحيد، ولم ينشر أية كتابات إلّا بعدَ مرور أربع سنوات على وفاته، فأصدرَ مسرحيته الشهيرة "هاملت".
لم يستطع المؤرّخون معرفة الأحداث التي وقعت في حياة شكسبير منذُ معموديّة توأميه هامنت وجوديث في عام 1585م، وحتى عام 1592م الذي انتقلَ فيه شكسبير إلى لندن وارتفعَ نجمه في عالم المسرح، وقد أُطلق على هذه الفترة من حياة شكسبير اسم سنوات الضياع (Lost Years)، إذ لا يوجد دليل موثّق يشرح سبب مغادرته لمسقط رأسه ستراتفورد أبون آفون، وانتقاله إلى مدينة لندن، أو يوضّح ماذا كانَ يفعل قبلَ انتقاله إلى لندن وحصوله على الشُّهرة، كممثّل محترف وكاتب مسرحيّات.
حياته المهنية كانت حياة شكسبير العمليّة في مدينة لندن، متنقّلاً إلى سترادفورد بين الحين والآخر، وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع عن الفترة التي بدأ فيها شكسبير بمهنة الكتابة إلا أنّ الاعتقادات السائدة تشير إلى أنّه بدأ منذ عام 1592م، وذلك باستناد المؤرخين إلى سجلات الأداء التي أقيمت على مسارح لندن، والتي تؤرّخ بداية سطوع نجم شكسبير في عالم المسرح، وفي عام 1594م نشرَ شكسبير بعضاً من مسرحيّاته على شكل نسخ ذات صفحات رباعيّة، ولم تأخذ كتاباته وقتاً طويلاً لتحقّق أعلى نسبة مبيعات وذلك عام 1598م، ويشار إلى أنّ شكسبير عمل ممثلاً في المسرح إلى جانب عمله في الكتابة المسرحية.
بدأَ شكسبير عمله بالتعاون مع شركة أسسها مع زملائه الممثلين منذ عام 1594م، وأطلقَ عليها اسم "رجال اللورد تشامبرلين" (بالإنجليزيّة: Lord Chamberlain's Men)، والتي أصبحت الشركة الرائدة في لندن، وفي عام 1599م أصبحَ للشركة مسرح خاص بها، إذ بنى أعضاء الشركة المسرح على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، وأطلقوا عليه اسم مسرح جلوب (بالإنجليزيّة: The Globe)، وتم تكريم الشركة عام 1603م بحصولها على براءة ملكيّة من قبل الملك جيمس الأول، وهو الملك الذي تولّى العرش بعدَ وفاةِ الملكة اليزابيث، فتغيّر اسم الشركة إلى "رجال الملك" (بالإنجليزيّة: The King's Men)، ولم يكتفِ الأعضاء بذلك فضمّوا مسرح بلكفريرس الداخليّ لشركتهم عام 1608م، ومن الجدير بالذكر أن شراكة شكسبير في شركة "رجال الملك" أوصلته إلى الثراء، إذ تشير السجلات إلى أنّ شكسبير اشترى واستثمرَ في عددِ كبيرٍ من العقارات، منها شراؤه ثاني أكبر منزل في مقاطعة ستراتفورد عام 1597م، إلى جانب استثمار حصته من ضريبة العشر في مقاطعة ستراتفورد.
إنجازات وليم شكسبير تركت مسرحيّات شكسبير وقصائده إلى اليوم أثراً كبيراً، ومكانةً خاصّة على الرّغم من مرور أكثر من 400 عامٍ على وفاته، إذ تهتمّ بأعماله الأدبيّة كلاً من: المسارح، والمكتبات، والمدارس، وفيما يلي أهمّ أعمال وليم شكسبير.