غزي (محمد محمد، نجم دين)
Al-Ghazi (Mohammad ibn Mohammad, Najim ed Din-) - Al-Ghazi (Mohammad ibn Mohammad, Najim ed Dine-)
الغزِّي (محمد بن محمد، نجم الدين ـ)
(977 ـ 1061هـ/1570 ـ 1651م)
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن بدر، الشيخ الإمام نجم الدين، أبو المكارم، الغزِّي العامري القرشي الدمشقي. مؤرّخ، باحث، أديب، فقيه، واعظ، ولدفي دمشق، في بيت علم وأدب، فوالده بدر الدين، وجدّه رضي الدين، كانا عالمين جليلين، وكانت لهما مكانة مرموقة بين علماء دمشق في ذلك الوقت، فقد كان جدّه رضي الدين قاضياً فيها، وأما والده بدر الدين فكان عالماً ذا مكانة عالية.
نشأ نجم الدين في كنف والده الذي زرع في نفسه بذور الدين والصلاح والعلم وهو في الرابعة من عمره، وصار يُحضِره دروسه العامة التي كان يلقيها وهو ابن خمس سنوات، فحفظ الكثير من سور القرآن الكريم وهو ابن ستّ سنوات، وكان لايزال في السابعة من عمره حين توفّي والده، فتكفّلت والدته بتربيته مع إخوته الآخرين، وقامت بذلك خير قيام، يساعدها على ذلك شقيقها الخوجة زين الدين، معتمدين على دخل ثابت جيد كان يأتيهم من ميراث جدّهم ووالدهم.
وقد تابعت والدته ما بدأ به والده من توجيهه للعلم، فانصرف إليه بجدٍّ ومثابرةٍ شديدين، وراح ينهل العلم ولاسيما علوم الدين واللغة العربية، على يد جماعة من كبار علماء دمشق في ذلك الوقت، منهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن سلطان، مفتي الحنفية بدمشق، والشيخ شهاب الدين أحمد بن يونس العيثاوي مفتي الشافعية بدمشق، والشيخ القاضي محبّ الدين محمد بن أبي بكر الحموي مفتي الحنفية بدمشق (بعد وفاة ابن سلطان)، والملاّ أسد بن معين الدين التبريزي الشافعي، والسيد الشريف القاضي محمد بن السيد حسن السعودي، كما انتفع من محدّث حلب الشيخ محمود البيلوني الشافعي، حين زار دمشق. ولم يقتصر طلبه للعلم على مشايخ الشام، بل كاتب مشايخ آخرين خارجها وخاصّة مشايخ مصر، فقد أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الحق المصري مكاتبة، كما أجازه مكاتبة من المصريين كل من الشيخ شمس الدين الرّملي، والشيخ زين العابدين البكري، وآخرون.
ويبدو من الاطلاع على كتب الغزِّي ومؤلّفاته، أنه كان كثير القراءة والمطالعة، شغوفاً بالعلم، يسعى إليه دون كلل أو ملل، ولذلك لُوحظ أن ثقافته متعددة الجوانب، زادت في طبيعته الخيّرة خيراً، وفي قيمه الخلقية الرفيعة رفعةً، وقد جعله ذلك ملاذاً لمعاصريه، يلجؤون إليه في كل ما يعترضهم من صعوبات ومشكلات علمية، بل ولم يكتفوا بالنهل من علومه، إذ راحوا يكلفونه بمشكلاتهم الحياتية أيضاً، فصار يسافر مع آخرين إلى حلب لمقابلة الوزير محمد باشا، بقصد رفع بعض الضرائب أو تخفيفها عن أهل دمشق.
اقتحم الغزِّي نجم الدين ميادين العمل العلمي منذ نعومة أظفاره، فقد تصدّر للتدريس في بعض مدارس دمشق، ودرّس في الجامع الأموي وهو دون البلوغ، ومارس عدداً من الأعمال الدينية الأخرى، كالإمامة والخطابة والوعظ والقراءة لمشايخه في دروسهم، والفتوى أيضاً، إذ أذن له شيخه العيثاوي بالفتوى شفوياً وهو دون العشرين من عمره، ثم تولّى فتوى الشافعية بعد وفاة شيخه المذكور.
كان الغزِّي نجم الدين مغرماً بالسفر والحجّ خاصة، فقد حجّ إلى البيت الحرام مرّات كثيرة كانت أولاها سنة 1001هـ، وآخرها سنة 1059هـ.
أصيب في أواخر سنيّ حياته بفالجٍ خفيف لم يمنعه من الحركة أو الكلام، ولكنه ما كان يتكلّم بعد إصابته إلا قليلاً، وقبيل موته قصد القدس لزيارة المسجد الأقصى، كما زار الرّملة. وبعدما رجع إلى دمشق تفرّغ للعبادة، وتوفي ودفن فيها .
كان الشيخ نجم الدين على الرغم من أعبائه الكثيرة، كثير التأليف والتصنيف، له مؤلّفات كثيرة جداً، يُذكر منها:
ـ في التاريخ: «الكواكب السائرة بمناقب أعيان المئة العاشرة» (مطبوع)، و«لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر». (مطبوع).
ـ وفي الرحلات: «رسالة في رحلة النجم الغزِّي إلى الحج». (مخطوطة).
ـ وفي الحديث الشريف: «إتقان ما يحسن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن». (مخطوط)
ـ وفي الفقه: «تحفة الطلاب» وهو شرح منظومة والده في القاعدة الفقهية: «كل ما كان أكثر عملاً أو أشقّ، فهو أكثر في الثواب». «شرح منظومة خصائص الجمعة». (مخطوط)
ـ وفي علوم اللغة العربية: «شرح قطر الندى وبل الصدى» (مخطوط).
وله مؤلفات أخرى في الكتابة والخطّ والأدب والأخلاق والحكم والنصائح يُذكر منها: «حسن التنبّه لما ورد في التشبّه» (مخطوط)، «زجر الإخوان عن إتيان السلطان» (مخطوط)، «تحبير العبارات في تحرير الإمارات» (مخطوط).
وهذا كله غيضٌ من فيضٍ كتبه، ألّفه وصنّفه الشيخ الإمام نجم الدين الغزِّي، ومعظم كتبه مفقودة.
عبدو محمد
Al-Ghazi (Mohammad ibn Mohammad, Najim ed Din-) - Al-Ghazi (Mohammad ibn Mohammad, Najim ed Dine-)
الغزِّي (محمد بن محمد، نجم الدين ـ)
(977 ـ 1061هـ/1570 ـ 1651م)
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن بدر، الشيخ الإمام نجم الدين، أبو المكارم، الغزِّي العامري القرشي الدمشقي. مؤرّخ، باحث، أديب، فقيه، واعظ، ولدفي دمشق، في بيت علم وأدب، فوالده بدر الدين، وجدّه رضي الدين، كانا عالمين جليلين، وكانت لهما مكانة مرموقة بين علماء دمشق في ذلك الوقت، فقد كان جدّه رضي الدين قاضياً فيها، وأما والده بدر الدين فكان عالماً ذا مكانة عالية.
نشأ نجم الدين في كنف والده الذي زرع في نفسه بذور الدين والصلاح والعلم وهو في الرابعة من عمره، وصار يُحضِره دروسه العامة التي كان يلقيها وهو ابن خمس سنوات، فحفظ الكثير من سور القرآن الكريم وهو ابن ستّ سنوات، وكان لايزال في السابعة من عمره حين توفّي والده، فتكفّلت والدته بتربيته مع إخوته الآخرين، وقامت بذلك خير قيام، يساعدها على ذلك شقيقها الخوجة زين الدين، معتمدين على دخل ثابت جيد كان يأتيهم من ميراث جدّهم ووالدهم.
وقد تابعت والدته ما بدأ به والده من توجيهه للعلم، فانصرف إليه بجدٍّ ومثابرةٍ شديدين، وراح ينهل العلم ولاسيما علوم الدين واللغة العربية، على يد جماعة من كبار علماء دمشق في ذلك الوقت، منهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن سلطان، مفتي الحنفية بدمشق، والشيخ شهاب الدين أحمد بن يونس العيثاوي مفتي الشافعية بدمشق، والشيخ القاضي محبّ الدين محمد بن أبي بكر الحموي مفتي الحنفية بدمشق (بعد وفاة ابن سلطان)، والملاّ أسد بن معين الدين التبريزي الشافعي، والسيد الشريف القاضي محمد بن السيد حسن السعودي، كما انتفع من محدّث حلب الشيخ محمود البيلوني الشافعي، حين زار دمشق. ولم يقتصر طلبه للعلم على مشايخ الشام، بل كاتب مشايخ آخرين خارجها وخاصّة مشايخ مصر، فقد أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الحق المصري مكاتبة، كما أجازه مكاتبة من المصريين كل من الشيخ شمس الدين الرّملي، والشيخ زين العابدين البكري، وآخرون.
ويبدو من الاطلاع على كتب الغزِّي ومؤلّفاته، أنه كان كثير القراءة والمطالعة، شغوفاً بالعلم، يسعى إليه دون كلل أو ملل، ولذلك لُوحظ أن ثقافته متعددة الجوانب، زادت في طبيعته الخيّرة خيراً، وفي قيمه الخلقية الرفيعة رفعةً، وقد جعله ذلك ملاذاً لمعاصريه، يلجؤون إليه في كل ما يعترضهم من صعوبات ومشكلات علمية، بل ولم يكتفوا بالنهل من علومه، إذ راحوا يكلفونه بمشكلاتهم الحياتية أيضاً، فصار يسافر مع آخرين إلى حلب لمقابلة الوزير محمد باشا، بقصد رفع بعض الضرائب أو تخفيفها عن أهل دمشق.
اقتحم الغزِّي نجم الدين ميادين العمل العلمي منذ نعومة أظفاره، فقد تصدّر للتدريس في بعض مدارس دمشق، ودرّس في الجامع الأموي وهو دون البلوغ، ومارس عدداً من الأعمال الدينية الأخرى، كالإمامة والخطابة والوعظ والقراءة لمشايخه في دروسهم، والفتوى أيضاً، إذ أذن له شيخه العيثاوي بالفتوى شفوياً وهو دون العشرين من عمره، ثم تولّى فتوى الشافعية بعد وفاة شيخه المذكور.
كان الغزِّي نجم الدين مغرماً بالسفر والحجّ خاصة، فقد حجّ إلى البيت الحرام مرّات كثيرة كانت أولاها سنة 1001هـ، وآخرها سنة 1059هـ.
أصيب في أواخر سنيّ حياته بفالجٍ خفيف لم يمنعه من الحركة أو الكلام، ولكنه ما كان يتكلّم بعد إصابته إلا قليلاً، وقبيل موته قصد القدس لزيارة المسجد الأقصى، كما زار الرّملة. وبعدما رجع إلى دمشق تفرّغ للعبادة، وتوفي ودفن فيها .
كان الشيخ نجم الدين على الرغم من أعبائه الكثيرة، كثير التأليف والتصنيف، له مؤلّفات كثيرة جداً، يُذكر منها:
ـ في التاريخ: «الكواكب السائرة بمناقب أعيان المئة العاشرة» (مطبوع)، و«لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر». (مطبوع).
ـ وفي الرحلات: «رسالة في رحلة النجم الغزِّي إلى الحج». (مخطوطة).
ـ وفي الحديث الشريف: «إتقان ما يحسن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن». (مخطوط)
ـ وفي الفقه: «تحفة الطلاب» وهو شرح منظومة والده في القاعدة الفقهية: «كل ما كان أكثر عملاً أو أشقّ، فهو أكثر في الثواب». «شرح منظومة خصائص الجمعة». (مخطوط)
ـ وفي علوم اللغة العربية: «شرح قطر الندى وبل الصدى» (مخطوط).
وله مؤلفات أخرى في الكتابة والخطّ والأدب والأخلاق والحكم والنصائح يُذكر منها: «حسن التنبّه لما ورد في التشبّه» (مخطوط)، «زجر الإخوان عن إتيان السلطان» (مخطوط)، «تحبير العبارات في تحرير الإمارات» (مخطوط).
وهذا كله غيضٌ من فيضٍ كتبه، ألّفه وصنّفه الشيخ الإمام نجم الدين الغزِّي، ومعظم كتبه مفقودة.
عبدو محمد