تويت
يُستخدم زيت الخروع منذ القِدم في علاج مشاكل فروة الرأس وتعزيز صحة الشعر (Getty)
خطأ
هل فوائد زيت الخروع للشعر مُثبتة علميًا؟
٢٢ فبراير ٢٠٢٢
تحقيق مسبار
يُروّج عادةً إلى فوائد زيت الخروع للشعر والجسم باعتباره واحدًا من أهم الزيوت النباتية المُستخدمة في المجال الطبي وفي علاج مجموعة كبيرة من المشاكل الصحية؛ إذ تتنوع طُرق استخدامه باختلاف الغاية؛ فيمكن تطبيقه مباشرةً على الجلد أو الشعر، كما يمكن تناوله عن طريق الفم؛ إذ يعتبر آمنًا، لكن هل هذه الفوائد مُثبتة علميًا وتخضع لدراسات مُؤكّدة، أم أنها مُجرد فرضيات واحتمالات ليس إلّا؟ هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل وفقًا لنتائج أبحاث ودراسات علمية.
ما هو زيت الخروع؟
قبل الحديث عن فوائد زيت الخروع للشعر يجب معرفة طريقة الحصول عليه؛ فهو عبارة عن زيت نباتي مُتعدد الأغراض يُستخلص من بذور نبات يُسمى الريسينوس كومونيس يأتي من المناطق الاستوائية في أفريقيا وآسيا، وهذه الحبوب المعروفة أيضًا باسم حبوب الخروع تحتوي على إنزيم سام يُسمى الريسين؛ إلا إنّه يتعطّل عمله أثناء استخلاص الخروع؛ لذلك يُمكن استخدامه بأمان، أما الحبوب فإنها تحتفظ بسُميّتها لذلك يجب الحذر من تناولها.
يدخل زيت الخروع بشكل كبير في مجموعة كبيرة من الاستخدامات الطبية والتجميلية بسبب خواصه المتعددة؛ إذ كان يُستخدم قديمًا لتشغيل المصابيح في مصر القديمة، كما كان يُستخدم لعلاج حالات تهيّج العين وغيرها، وحتى الآن يدخل في العديد من المجالات الطبية التي سنتحدث عنها بالتفصيل.
أنواع زيت الخروع
يُستخدم زيت الخروع منذ القِدم في علاج مشاكل فروة الرأس وتعزيز صحة الشعر؛ إذ يوجد نوعان رئيسيان لزيت الخروع يختلفان بحسب طريق عصرهِما؛ إلّا إنّهما يحملان نفس الخصائص تقريبًا ويقدمان نفس الفوائد؛ وهما:
- زيت الخروع الأصفر: المعصور على البارد ويُستخلص من حبوب الخروع الطازجة.
- زيت الخروع الأسود: يُصنع من تحميص حبوب الخروع ويحتاج للحرارة أثناء العصر، ويُطلق عليه عادةً اسم زيت الخروع الجامايكي، وبحسب بعض المواقع الموثوقة فإنه يقدم فوائدًا أكثر للشعر.
بالرغم من استخدامه الشائع في علاج العديد من الحالات الطبية؛ إلّا إنّ استخدامه يسبب أحيانًا ردود فعل تحسسيّة ومشاكلًا مُتعددةً؛ منها:
- الإجهاض: يُستخدم هذا الزيت أحيانًا للمساعدة على المخاض؛ لذلك يُمنع تناوله خلال الأشهر الأولى من الحمل لتجنّب الإجهاض.
- المشاكل المعوية: بالرغم من فعاليته في تقليل الإمساك؛ إلّا إنّه قد يُسبّب مشاكل في الجهاز الهضمي؛ مثل الإسهال والقيء والانتفاخ والتشنّج؛ لذلك يجب استخدامه تحت إشراف طبي.
- التفاعلات الدوائية: قد يتفاعل زيت الخروع مع بعض الأدوية مثل مُدرات البول، ويُسبّب نقصًا حادًا في مستوى البوتاسيوم.
- علاج حالات الإمساك: يُعرف عن زيت الخروع أنه مُليّن قوي؛ لأنه يزيد حركة العضلات التي تدفع المواد في الأمعاء وهذا يُساعد على تنظيفها؛ لذلك وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدامه بهذا الخصوص تبعًا لمصدر موثوق، وهذا سبب استخدامه عادةً قبل إجراء العمليات الجراحية؛ إذ يُطلق مادةً تُسمى حمض الريسينوليك الدهني في الأمعاء عند تحلّله. لكن المعروف أنه بالرغم من أمانه إلّا إنّ تناول كميات كبيرة منه يُسبّب الغثيان والإسهال وتقلّصات البطن وغيرها عن الأعراض المُزعجة تبعًا لمصدر موثوق؛ لذلك لا يُنصح باستخدامه بشكل مُتكرّر لعلاج المشاكل طويلة المدى، ناهيك عن المخاطر الأشد خطورة المُحتملة من زيادة الجرعة والمُتمثلة في اختلال توازن الكهارل والأحماض القاعدية ممّا قد يُسبب الوفاة.
- تعزيز التئام الجروح: يُساعد في التئام الجروح بشكل أسرع؛ بسبب قدرته على ترطيب الجرح والمنطقة المُحيطة به، كما يُمكن خلطه مع بلسم بيرو المُستخلص من شجرة بلسم، كما أنّ احتوائه على حمض الريسينوليك المعروف بخواصه المضادة للالتهاب يُعزّز الشفاء من التقرحات وتقليل الألم الناتج عنها، لكن يُفضّل دائمًا استشارة الطبيب قبل تطبيقه على الجرح مُباشرةً.
- تنظيف أطقم الأسنان وتخزينها: تنظيف أطقم الأسنان بزيت الخروع يُقلّل من نشاط البكتيريا والفطريات النامية عليها، التي تُسبب التهاب الفم السنّي المُتمثّل في تهيّج واحمرار الفم.
- العلاج الموضعي: يُستخدم زيت الخروع في العديد من العلاجات الموضعية؛ إذ يُمكنه إزالة التورّم والعدوى، كما يعمل على تخفيف أعراض القوباء الحلقية وحروق الشمس والالتهابات؛ بسبب احتوائه على حمض الريسينوليك الذي يمنع نمو البكتيريا والفايروسات، ويتم وضعه مباشرةً على المنطقة المُصابة ثم لفّها بقطعة قطن، ويُمكن وضع القليل من ملح الإبسوم على قطنة وتطبيقه على البشرة لمدّة من الوقت؛ لتليين البشرة قبل تطبيق الخروع عليها، وهذا يساعد على إخراج الديدان في الحالات المُستعصية.
- تقليل الالتهابات الروماتيزمية: يُساعد تطبيق منقوع زيت الخروع في تقليل الالتهابات الروماتيزمية والتهاب المفاصل.
الحقيقة لا؛ فبالرغم من استخدامه بشكل شائع في مجال ترطيب الشعر وعلاجه وتكثيفه؛ إلّا إنّه لا يوجد أيّ دراسات علميّة أو أدلة تُؤكد فوائده للشعر، خصوصًا عند استخدامه بشكل مُنفرد، أمّا في حال استخدامه مع مواد أُخرى فستكون النتائج أفضل، وهذا عائد إلى المواد الأُخرى وليس له، لكن بالرغم من ذلك فإنه مُستخدم بكثرة ويدخل في العديد من المجالات الطبية تبعًا للتجارب الفردية والنتائج التي يتم تحقيقها باستمرار؛ لذلك سنتحدث عن هذه الفوائد المُحتملة.
فوائد زيت الخروع للبشرة والوجهمن الفوائد المُحتملة والمزعومة لزيت الخروع أيضًا تحسين البشرة وتجديدها من خلال:
- التخلّص من حبّ الشباب: بفضل احتوائه على مُركبات مضادة للاكتئاب؛ فهذا يجعله مفيدًا في حالات حبّ الشباب، كما أنه يحتوي على حمض الريسينوليك الذي يمنع نمو البكتيريا المُسببة لحبّ الشباب.
- تحسين ملمس البشرة: يحتوي على مجموعة من الأحماض الدهنية التي تُعزّز ترطيب البشرة ونعومتها؛ ومن هذه الأحماض حمض الريسينوليك، وهو واحدٌ من الأحماض الدهنية غير المُشبعة المُستخدمة في مجال ترطيب البشرة؛ بسبب قدرته على منع فقدان الماء من الطبقات الخارجية؛ إذ إن استخدامه أفضل من بعض المُنتجات الأُخرى التي تحتوي على مكوّنات ضارّة مثل العطور والأصباغ، التي قد تُسبب تهيّج البشرة، كما يُمكن خلطه مع زيوت أُخرى نظرًا لكثافته؛ مثل زيت اللوز أو زيت الزيتون لترطيب أكبر، لكن قبل استخدامه يجب تجربته على البشرة للتأكّد من عدم تحسسها.
- لون البشرة: تُعزّز الأحماض الدهنية نمو أنسجة الجلد بشكل طبيعي، وهذا يُساعد في الحصول على بشرة مُوحدة.
- تنظيف البشرة الحساسة: يحتوي على درجة مُنخفضة من الكوميدو غينيك؛ لذلك يُقلل الإصابة بالرؤوس السوداء الناتجة عن المسام المسدودة، كما يُقلّل من تواجد الميكروبات المُسببة للأمراض.
- زيادة نمو الشعر: من أهم فوائده المزعومة للشعر تعزيز وزيادة نموّه؛ لذلك يتم استخدامه بشكل شاسع في هذا المجال؛ إذ يُمكن استخدامه منفردًا أو مع الزيوت الأُخرى؛ مثل زيت النعناع المُثبتة فوائده بحسب دراسة نُشرت نتائجها مُسبقًا، وكذلك زيت اللافندر بحسب دراسة أُخرى.
- ترطيب فروة الرأس وتقليل القشرة: يُعتقد أن خواص زيت الخروع المُرطبة تُساعد في الحفاظ على صحة فروة الرأس وتقليل القشرة فيها؛ لأن القشرة تنتج بسبب الجفاف، كما تُسبّب القشرة هشاشةً في الشعر وتكسرًا؛ لذلك يتم إضافته لمُنتجات العناية بالشعر المتنوعة.
معظم فوائد زيت الخروع تُعطي نتائجًا إيجابيةً بناءً على تجارب الأشخاص لها؛ إذ يُعتبر استخدامه شائعًا منذ مئات السنين؛ ومن هذه الفوائد زيادة كثافة شعر الحاجبين وملء الفراغات بها وتطويل شعرهما؛ إذ يتم تطبيقه على الحاجبين يوميًا باستخدام قطنة أو فرشاة الماسكارا وتركه على الحاجبين طوال الليل، ثم غسل الوجه جيدًا بالماء والصابون، لكن يجب تجنّب وصوله إلى العينين.
هناك اعتبارات وتحذيرات يجب مراعاتها قبل البدء باستخدامه على الحاجبين؛ أهمّها اختبار ردود الفعل التحسسية على منطقة صغيرة منها للتأكّد من سلامتها، كما يجب تجنّب استخدامه من قِبل النساء الحوامل أو المُرضعات؛ لأنه يتم امتصاصه من قبل الجلد وله تأثير معروف على الرحم.
فوائد زيت الخروع للرموش
بالنسبة لمنطقة الرموش فإن استخدامه يُعتبر أكثر حساسية؛ بسبب الخوف من تأثيره على العينين وتسبّبه في التهيّج، لكن قبل استخدامه يجب التأكّد من النوع المُستخدم والبحث عن زيت الخروع النقي؛ لأن بعض الزيوت المُضافة إليه تُسبب تهيّجًا للعين في بعض الحالات، أيضًا يجب التأكّد من استخدام زيت الخروع الأسود الجامايكي المشهور بشكل أكبر في مجال التجميل وتطويل رموش العينين؛ بالرغم من أن النوعين يحملان نفس الفوائد إلّا إنّ الخوف من المواد المُضافة للخروع، التي تُسبب الحساسية أو التهيّج. ويُفضّل تطبيق زيت الخروع على الرموش ليلًا قبل التوجّه إلى الفراش عن طريق اتباع الخطوات التالية:
- التأكّد من نظافة الرموش من أيّ أثر للمكياج أو الماسكارا.
- وضع كمية صغيرة من الزيت على قُطنة وتمريرها برفق على خط الرموش العلوي، مع الحرص على عدم دخول الزيت إلى العينين.
- تنظيف العينين في الصباح باستخدام الماء والصابون أو مُزيل المكياج.
بالرغم من عدم وجود أدلّة على فائدته للحية الرجل؛ إلّا إنّ له بعض التأثيرات المُساعدة على تكثيف اللحية؛ بسبب قدرته على مُحاربة البكتيريا والفطريات التي تُتلف بُصيلات الشعر، لكن لتطويل وتكثيف شعر اللحية أو الحاجبين أو شعر الوجه بشكل عام فيمكن اتباع الخطوات التالية:
- غسل اللحية باستمرار وتمشيطها لتبدو أكثر صحةً وكثافة.
- استخدام خليط من زيت الخروع وزيت الزيتون وزيت الأفوكادو لترطيب بُصيلات الشعر المُحيطة بمنطقة اللحية؛ وذلك لتعزيز فوائده من ناحية وتسريع امتصاصه من ناحية أُخرى؛ لأنه سميك جدًا وامتصاصه على الجلد يستغرق وقتًا طويلًا.
- زيادة الدورة الدموية في بُصيلات الشعر عن طريق التدليك المُستمر، أو تناول مُكملات فيتامين هـ وفيتامين ب.
تعليق