لوحات موسى الحليان.. تموجات شاعرية ذهنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوحات موسى الحليان.. تموجات شاعرية ذهنية

    ريم الكمالي
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٦١٣_٠٩٤٠٣٦.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	133.0 كيلوبايت 
الهوية:	121788
    ينصرف الفنان الإماراتي التعبيري موسى الحليان عن الواقع بشكل رمزي، مستلهماً لوحاته المتفردة، ويأخذ تلميحاً ومسلكاً يُسقط فيها المتلقي برد فعل عاطفي، فتكتمل اللوحات غالباً وهي تتخذ فكرتها من الرؤى والوقائع المؤلمة، ولأن التعبير في لوحاته شاعري وذهني معاً، نلاحظ منها الألوان أنها تأتي كالحلم، بلا خطوط ثابتة، إنما تموجات وتمايلات، وتعابير حرة تخضع لمزاجه كونه فناناً، حتى تتفجر كحالة لا بد من أن يعبر عنها ويغامر بها.
    لوحة (الأعماق) التي تمثل عالم ما تحت البحر، بين زرقة البقاء، وملح الحياة، ومشهد من توحد الروح، وانتهاء الأنفاس، وبصيص من الأمل المتناقص بين الدرر والمرجان، وبين الأصداف والمحار، كأنه حلم، ولكنه يشعر المشاهد في الوقت ذاته بالانكسار تارة، وبالصعود الظافر المنتشي بالصيد الوفير تارة أخرى، لتأخذ اللوحة اسمها الأعماق، أي من زرقتها وأسرارها، إضافة إلى المتخيل والممكن، في تلك الأغوار البعيدة التي أصبحت أكثر إثارة لفهم الذات العميقة كما تتميز لوحته (الرخام الأخضر) بتميزها وجمالها، وعنها يقول الفنان موسى الحليان:
    «اللوحة جدار أخضر يمثل منصة هيئة الأمم المتحدة، حيث يقف الخطباء والنافذون وهم يلقون النصوص والمعلقات، ويسنون القوانين، ويصوتون، ويجمعون، ويقصفون البعض، ويهمشون البعض الآخر، أما خلف المنصة، فكما نرى يتناحر المنسيون، لتسود شريعة الغاب، وقضاء المستهلكين الذين أفنوا الحياة بجدها وهزلها كادحين مسلمين بأقدارهم، خاضعين تحت رياح الجبابرة».
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٦١٣_٠٩٤٠١٤.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	144.3 كيلوبايت 
الهوية:	121789
    ويهمنا أن نشير إلى مستوى الإبداع لدى الفنان موسى الحليان، وخاصة في لوحة (السراب)، التي تنتمي إلى المدرسة التعبيرية ذاتها، ولعلها الأقرب إلى سلفادور دالي، كبقية لوحاته، فالسراب تعبير صارخ عن شحنة الغطرسة والتنافر الذاتي النهم والجشع المتنامي في الإنسان، وقد عبر عنه كأنه التلاشي، والذوبان في الأنا المتضخمة والمتورمة، وتبعيتها المنغمسة في سطوة التملك والتفرد والإقصاء، ولكن الحليان يرسم الدخان المتبعثر والمتلاشي، معبراً عن المتغطرس كيف يتحول إلى أشلاء، واللاشيء.
    ومن لوحة السراب هناك لوحة مختلفة المعنى، ومعنونة بـ(الأم)، حيث الوطن والأمومة بآلامها وأحلامها لتجعل القلوب في سكون، فالأم كالوطن، والوطن كالأم، عنوان التضحيات والتفاني، تغرسان وتسقيان وتحرثان وتبنيان من دون توقف، فيرسم الحليان النهر وتصارع الأمواج، وكيف يداريان البلل والغرق ويهبان الحياة. أما لوحة (الجفاف)، التي تعبر عن ضفتين فكأنه الفرات الذي جف، وانحسار الروح، وأضلاع السعف المنكسرة، وجذوع النخل الباسقة في ظلالها، وكيف ينهض الطين على شكل خيول مرابطة، ومنها زاحفة تحمل النخيل وتغرسها سيوفاً معلنة ثورة المهجر. يحلق الفنان الحليان فوق لوحاته، بتعابير الأمل والحياة، وما فيها من انحسار الروح، ويعلق على لوحته المتميزة (الشهيد)، ليقول:
    «في هذه اللوحة يسمو الشهيد معراجاً لبلوغ مراسي الخلود مُجنحاً، حيث منازل النبلاء، معصوب العين، مستبسلاً لا يبالي سقوطه، مُضحياً زاهداً بروحه ومتفانياً، حيث يُبعث الشهيد، ويمتطي صهوة الطهر، وأكفانه جنح السحاب».
    والجدير بالذكر أن الفنان الإماراتي موسى سلطان الحليان من مواليد سنة 1968 من إمارة دبي، ويعمل في دائرة الأراضي والأملاك. ونال جوائز عديدة.
يعمل...
X