الكربDistressحالة من التوتر والضغط النفسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكربDistressحالة من التوتر والضغط النفسي

    كرب Distress - Angoisse
    الكرب



    الكرب distress، حالة من التوتر والضغط النفسي الشديد تحدث بسبب عوامل خارجية افتراضية محددة بعلاقات وظيفية بين متطلبات المحيط (الضواغط) وحالة بدنية سيئة ونتائج سلوك (ردود فعل ناجمة عن الشدة). فالضغوط المحيطية هي عناصر لمجالات بيئية متنوعة فيزيائية وبيولوجية ونفسية واجتماعية تمارس ضغطاً على الفرد كي يتكيف معها، والتعرض الرتيب لمتطلبات المحيط، في غياب قوى الشخصية الصادة المجابهة لهذه الضواغط المحيطية يستثير ردود فعل ناجمة عن التعرض للشدة والتوتر والتي تمثل ضرراً يلحق بالوظيفة النفسية والصحة الجسمية بآن واحد، يشكل في النهاية اضطراباً يسمى بالاضطراب السيكوسوماتي psychosomatic (المرض الجسدي ذو المنشأ النفسي كالربو وارتفاع ضغط الدم والقرحة المعدية).

    ويستخدم مصطلح الكرب أو استجابة الكرب الحادة للدلالة على نطاق واسع لحالات الإنسان الناشئة من ردود الفعل تجاه المواقف الضاغطة على مستوى وظائف الأعضاء، والتي تعبر عن استجابة جسدية غير محددة لأي تأثير غير مقبول، وفيما بعد استخدم هذا المصطلح ليصف حالات فردية تمر بظروف صعبة على المستويات الوظيفية والعضوية والنفسية والسلوكية والعقلية.

    وترجع البدايات الأولى للاهتمام بدراسة موضوع الكرب والتوتر النفسي إلى تجارب هانز سيلي Hans Selye الذي يعود إليه الفضل في وضع كثير من الأسس العلمية لموضوع الكرب. ويرى سيلي أن تزايد الشدائد التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية إيجابية كانت أم سلبية، داخلية أم خارجية قد لا يكون مرغوباً فيها من الناحية الصحية، يمثل ضغطاً نفسياً وعبئاً وجهداً على الجسم والصحة، ويرتبط بكثير من أمراض العصر مثل الاكتئاب والقلق والقلب والسكري والسرطان، وتبين أن هذه الأمراض ذات صلة قوية بالشدائد والضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان في حياته.

    الأعراض

    إن تعرض الفرد المستمر للشدات النفسية والبيئية من شأنه أن يؤدي إلى الضجر، والكآبة، والحزن، وفرط التهيج، والعصبية الزائدة لأتفه الأسباب، وعدم الاستقرار، وفقدان الصبر والتحمل، وضعف التركيز والتشوش الذهني، وعدم القدرة على التذكر، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، والإهمال في العمل والمظهر الشخصي العام، وسوء التوافق الاجتماعي مع الآخرين، وتأزم علاقات الفرد الاجتماعية مع زملاء العمل ومع الناس من حوله ويصل به هذا الأمر إلى الانسحاب من المواقف الاجتماعية كلية. إضافة إلى الاضطرابات الفيزيولوجية المتزامنة مع ظهور الموقف الضاغط كارتفاع ضغط الدم والتوتر العضلي وتسرع ضربات القلب وضعف الشهية والوهن العضلي وفقدان الاهتمام بالبيئة. وقد حدد فرانتز ألكسندر F.Alexander سبعة أمراض يسببها التوتر النفسي وهي: الربو، والتهاب القولون المتقرح، والقرحة، والتهاب المفاصل، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وارتفاع ضغط الدم، والأكزما، وتظهر الأعراض عادة في دقائق من حدوث المنبه الضاغط، وتختفي في يومين أو ثلاثة أيام وقد تستمر إلى فترة أطول، وقد يتحول الأمر إلى اضطراب نفسي كالوهن العصبي أو القلق النفسي.

    سمات الشخصية المهيأة للإصابة بالكرب

    هناك العديد من السمات البارزة للشخص الذي يعاني من الكرب، أهمها: العلاقات الاجتماعية المضطربة وغير المستقرة، وعدم القدرة على الاسترخاء، وعدم القدرة على التحكم بانفعالاته، والرغبة في الوصول بأدائه إلى الكمال، والميل إلى التنافس المفرط، والصلابة وعدم المرونة في التعامل مع الآخرين، فقدان الصبر والقدرة على التحمل.

    أسباب الكرب

    ترجع الأسباب الكامنة وراء الشدائد والضغوط النفسية التي يعانيها الإنسان في حياته إلى جملة من العوامل المتداخلة بعضها مع بعض، يمكن إجمالها في الآتي:

    الضغوط الانفعالية والنفسية، كالخوف والقلق النفسي الدائم والمشاعر الاكتئابية، والشدائد والمشكلات الأسرية المتمثلة في المشاحنات اليومية بين أفراد الأسرة والتي ترجع أسبابها إلى عوامل اقتصادية أو اضطراب الأدوار داخل التنظيم الأسري، والشدائد الناجمة عن العمل والمهنة؛ كمهنة الطب ومهنة التعليم التي يرى فيها العديد من علماء النفس أنها من المهن المولدة للشدائد لدى الفرد إضافة إلى ضغط العمل المكثف الذي يتطلب مسؤوليات كبيرة، والصراعات بين الرؤساء والمشرفين، وطبيعة العمل، والشدائد الناجمة عن السفر المستمر وتغيير الإقامة أو السكن بصورة دائمة، والشدائد والضغوط الناجمة عن الإصابة بالمرض وصعوبات النوم والإسراف في إجهاد الجسم بالأعمال الشاقة. كما يؤدي الاستعداد الشخصي والقدرة الشخصية على التعامل مع الأشياء دوراً في ظهور استجابات الكرب الحادة. إضافة إلى التوقع الدائم لحادث أو كارثة تحمل تهديداً خطيراً لأمان أو سلامة الشخص.

    العلاج

    ثمة أساليب تتبع في العلاج النفسي للآثار المتبقية من اضطرابات الكرب والضغوط النفسية، منها العلاج السلوكي systematic behavioural therapy، وخفض الحساسية المنظم desenxitization والاسترخاء العضلي والذهني والتدريب عليه relaxation training، والعلاج المعرفي supportive cognitive therapy، والعلاج الاجتماعي social therapy الداعم، والعلاج الدوائي للتخلص من آثار التوتر النفسي الشديد والضعف العام في البنية الجسدية والعقلية. إن هذه الأساليب المستخدمة في علاج التوتر والكرب النفسي تتجلى في خلق المهارات التي تجعل الفرد يتعامل مع المواقف الضاغطة بنجاح، حيث يتناقص التوتر ويضعف التقييمات السلبية الموجهة إلى الذات بشأن عدم قدرته على تحقيق أهدافه الواقعية على المستوى الشخصي والاجتماعي. إضافة إلى تعليمه كيف ينظم أفكاره ويتحكم بانفعالاته وسلوكه ليتوافق مع الشروط المحيطية البيئية، وإضعاف التعرض للضغوط والشدات النفسية. كما أن هناك مجموعة من الإرشادات التي يمكن عن طريقها الوقاية من الكرب منها: وضع أهداف واقعية متوافقة مع قدرات الفرد وإعطاء وقت لإنجازها، والمرونة في التعامل مع الأشياء والأشخاص، والقيام بتدريبات استرخاء عضلي وعقلي لدقائق عدة في اليوم مع إعطاء الجسم الوقت الكافي من الراحة والنوم.

    رياض العاسمي
يعمل...
X