الباب الثامن
العين وآلة التصوير
أوجه الشبه بين وظيفتى العين وآلة التصوير :
تتشابه العين وآلة التصوير في الوظيفة التي تؤديانها فها الجهازان البصريان الوحيدان اللذان يقومان (۱) بتسجيل الصور الضوئية ، وفي كل منها أجزاء لاستقبال الأشعة الضوئية وتجميعها وأخرى للتحكم في كمية الضوء اللازم لتكوين الصورة ، كما يوجد فى كلتيهما وسيلة لتسجيل الصور ( شكل ١١٥). ونتناول فيما يلى كلا من هذه الوظائف :
أولا - استقبال الأشعة الضوئية وتجميعها :
( أ ) فى آلة التصوير : لآلة التصوير عدسة وظيفتها استقبال الأشعة الضوئية وتجميعها على سطح مستو هو الفيلم الذى يقع على مستواها البؤرى ، ولكي تكون الصورة الضوئية حادة لا بد أن يكيف البعد بين العدسة والصورة بما يلائم البعد بين الجسم والعدسة . فعملية ضبط المسافة تتطلب إذن وسيلة ميكانيكية لتكييف العلاقة . بين هذين البعدين .
(ب) في العين : وللعين عدسة أيضاً تستقبل الأشعة الضوئية وتجمعها في مستواها البؤرى على سطح مقوس هو الشبكية . ولكن تختلف عدسة العين عن عدسة التصوير فى أن الأولى يتغير بعدها البؤرى دائماً بواسطة عضلات غير إرادية تنقبض حين يكون الجسم قريباً فتتكور العدسة فيقل بعدها البؤرى ، وترتخي حين يكون الجسم بعيداً فتنبسط العدسة فيزيد بعدها البؤرى طولا . فعمليتا التكور والإنبساط هما الوسيلتان اللتان تتبعها العين كي تقع صور الأجسام فى بؤرة عدستها ( على الشبكية ) ذلك لأن البعد بين العدسة والشبكية ثابت لا يتغير .
وعلى ذلك نلخص الفرق بين وسيلتي ضبط المسافة في الحالتين في أن عدسة العين يتغير بعدها البؤرى وفقاً لبعد الجسم عنها ، أما عدسة آلة التصوير فهي ذات بعد جؤرى ثابت ولذلك لا بد أن يكيف البعد بين العدسة والمسطح البؤرى ( أو الفيلم ) وفقاً لبعد الجسم عنها .
ثانياً – التحكم في كمية الضوء :
( أ ) في آلة التصوير : تتحكم آلة التصوير في كمية الضوء اللازم لتكوين الصورة عن طريقين هما :
۱ - شدة الضوء المار خلال العدسة بواسطة ديافراجم قرحى Iris diaphragm يكيفه المصور ضيقاً أو إتساعاً .
٢ - مدة التعريض للضوء بواسطة الغالق . ويتعاون العاملان معاً في تقدير كمية الضوء اللازمة للتأثير في الفلم الحساس وفقاً لشدة استضاءة الأجسام التي يجرى تصويرها ووفقاً لسرعة حساسية هذه الإفلام .
(ب) في العين : يتحكم إنسان العين فى شدة الضوء الذي يسمح بالمرور خلالها لتكوين الصورة على الشبكية . فإذا زادت كمية الضوء انقبضت عضلات أخرى غير إرادية فيضيق قطره وبالعكس يتسع قطره إذا قلت كمية الضوء ، و من الجانب الآخر نرى الجفن يقوم بوظيفة تشبه تقريباً (۱) ما يقوم به الغالق فى آلة التصوير .
ثالثاً - تسجيل الصورة ولونها :
(أ) في آلة التصوير : تنقل العدسة للأجسام الواقعة أمامها صوراً ضوئية مقلوبة وتسجل على أفلام حساسة كصور كامنة تتطلب معاملة كيميائية لتحويلها إلى صور سلبية أو صور إيجابية مباشرة وفقاً للوسيلة التي اتبعت ويتوقف لون الصورة الناتجة على عدة عوامل منها الحساسية الطيفية لهذه الأفلام سواء أكان التصوير «أبيض وأسود أو كان ملوناً، كما يتوقف على مدة التعريض Exposure Time ولون كل من الأجسام وأشعة المصادر الضوئية ... الخ .
(ب) في العين : تتكون للأجسام المرئية صور ضوئية مقلوبة هى الأخرى ( شكل ١١٦ ) وتسجل على طبقة حساسة داخل العين هي الشبكية Retina ، وهى تحتوى على نوعين من الخلايا هما الخلايا العصوية Rods والخلايا المخروطية Cones . وتتمركز الخلايا المخروطية فى نقطة مخفوسة على الشبكية هي المعروفة بالبقعة الصفراء» أو « حفيرة الشبكية Fovea تقع في مواجهة إنسان العين من الجانب الآخر
( شكل ۱۱۷ ) وهى مركز الرؤية الحادة الصافية Center of clear and Sharp Vision وتختلط هذه الخلايا المخروطية والخلايا العصوية خارج البقعة الصفراء. وتكون نسبة الخلايا العصوية قليلة جداً حول البقعة الصفراء وتزيد نسبتها كلما بعدت عنها، وبالعكس تزيد نسبة الخلايا المخروطية حول البقعة الصفراء وتقل كلما بعدت عنها .
وحين يتركز البصر على جسم صغير قريب من العين بغية فحصه ورؤيته بوضوح يتكيف محور العينين بحيث تتجمع الأشعة الضوئية الصادرة من الجسم في هذه البقعة الصفراء . ونظراً لما تتميز به الخلايا المخروطية من حساسية للألوان ، فإننا نرى أخيراً أن صحة التمييز بين الألوان المختلفة يتوقف على عوامل مماثلة لما سبق ذكره مثل لون الأجسام ولون أشعة المصادر الضوئية ... الخ .
العين وآلة التصوير
أوجه الشبه بين وظيفتى العين وآلة التصوير :
تتشابه العين وآلة التصوير في الوظيفة التي تؤديانها فها الجهازان البصريان الوحيدان اللذان يقومان (۱) بتسجيل الصور الضوئية ، وفي كل منها أجزاء لاستقبال الأشعة الضوئية وتجميعها وأخرى للتحكم في كمية الضوء اللازم لتكوين الصورة ، كما يوجد فى كلتيهما وسيلة لتسجيل الصور ( شكل ١١٥). ونتناول فيما يلى كلا من هذه الوظائف :
أولا - استقبال الأشعة الضوئية وتجميعها :
( أ ) فى آلة التصوير : لآلة التصوير عدسة وظيفتها استقبال الأشعة الضوئية وتجميعها على سطح مستو هو الفيلم الذى يقع على مستواها البؤرى ، ولكي تكون الصورة الضوئية حادة لا بد أن يكيف البعد بين العدسة والصورة بما يلائم البعد بين الجسم والعدسة . فعملية ضبط المسافة تتطلب إذن وسيلة ميكانيكية لتكييف العلاقة . بين هذين البعدين .
(ب) في العين : وللعين عدسة أيضاً تستقبل الأشعة الضوئية وتجمعها في مستواها البؤرى على سطح مقوس هو الشبكية . ولكن تختلف عدسة العين عن عدسة التصوير فى أن الأولى يتغير بعدها البؤرى دائماً بواسطة عضلات غير إرادية تنقبض حين يكون الجسم قريباً فتتكور العدسة فيقل بعدها البؤرى ، وترتخي حين يكون الجسم بعيداً فتنبسط العدسة فيزيد بعدها البؤرى طولا . فعمليتا التكور والإنبساط هما الوسيلتان اللتان تتبعها العين كي تقع صور الأجسام فى بؤرة عدستها ( على الشبكية ) ذلك لأن البعد بين العدسة والشبكية ثابت لا يتغير .
وعلى ذلك نلخص الفرق بين وسيلتي ضبط المسافة في الحالتين في أن عدسة العين يتغير بعدها البؤرى وفقاً لبعد الجسم عنها ، أما عدسة آلة التصوير فهي ذات بعد جؤرى ثابت ولذلك لا بد أن يكيف البعد بين العدسة والمسطح البؤرى ( أو الفيلم ) وفقاً لبعد الجسم عنها .
ثانياً – التحكم في كمية الضوء :
( أ ) في آلة التصوير : تتحكم آلة التصوير في كمية الضوء اللازم لتكوين الصورة عن طريقين هما :
۱ - شدة الضوء المار خلال العدسة بواسطة ديافراجم قرحى Iris diaphragm يكيفه المصور ضيقاً أو إتساعاً .
٢ - مدة التعريض للضوء بواسطة الغالق . ويتعاون العاملان معاً في تقدير كمية الضوء اللازمة للتأثير في الفلم الحساس وفقاً لشدة استضاءة الأجسام التي يجرى تصويرها ووفقاً لسرعة حساسية هذه الإفلام .
(ب) في العين : يتحكم إنسان العين فى شدة الضوء الذي يسمح بالمرور خلالها لتكوين الصورة على الشبكية . فإذا زادت كمية الضوء انقبضت عضلات أخرى غير إرادية فيضيق قطره وبالعكس يتسع قطره إذا قلت كمية الضوء ، و من الجانب الآخر نرى الجفن يقوم بوظيفة تشبه تقريباً (۱) ما يقوم به الغالق فى آلة التصوير .
ثالثاً - تسجيل الصورة ولونها :
(أ) في آلة التصوير : تنقل العدسة للأجسام الواقعة أمامها صوراً ضوئية مقلوبة وتسجل على أفلام حساسة كصور كامنة تتطلب معاملة كيميائية لتحويلها إلى صور سلبية أو صور إيجابية مباشرة وفقاً للوسيلة التي اتبعت ويتوقف لون الصورة الناتجة على عدة عوامل منها الحساسية الطيفية لهذه الأفلام سواء أكان التصوير «أبيض وأسود أو كان ملوناً، كما يتوقف على مدة التعريض Exposure Time ولون كل من الأجسام وأشعة المصادر الضوئية ... الخ .
(ب) في العين : تتكون للأجسام المرئية صور ضوئية مقلوبة هى الأخرى ( شكل ١١٦ ) وتسجل على طبقة حساسة داخل العين هي الشبكية Retina ، وهى تحتوى على نوعين من الخلايا هما الخلايا العصوية Rods والخلايا المخروطية Cones . وتتمركز الخلايا المخروطية فى نقطة مخفوسة على الشبكية هي المعروفة بالبقعة الصفراء» أو « حفيرة الشبكية Fovea تقع في مواجهة إنسان العين من الجانب الآخر
( شكل ۱۱۷ ) وهى مركز الرؤية الحادة الصافية Center of clear and Sharp Vision وتختلط هذه الخلايا المخروطية والخلايا العصوية خارج البقعة الصفراء. وتكون نسبة الخلايا العصوية قليلة جداً حول البقعة الصفراء وتزيد نسبتها كلما بعدت عنها، وبالعكس تزيد نسبة الخلايا المخروطية حول البقعة الصفراء وتقل كلما بعدت عنها .
وحين يتركز البصر على جسم صغير قريب من العين بغية فحصه ورؤيته بوضوح يتكيف محور العينين بحيث تتجمع الأشعة الضوئية الصادرة من الجسم في هذه البقعة الصفراء . ونظراً لما تتميز به الخلايا المخروطية من حساسية للألوان ، فإننا نرى أخيراً أن صحة التمييز بين الألوان المختلفة يتوقف على عوامل مماثلة لما سبق ذكره مثل لون الأجسام ولون أشعة المصادر الضوئية ... الخ .
تعليق