السويد (الفن في ـ)
الفن في العصر الحجري
تعود بوادر الفن في السويد إلى ما قبل التاريخ، حيث عثر على صخور في جامتلاندJämtland عليها رسوم خطية تمثل دببة ومجموعة من الوعول تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد. كذلك عثر على نقوش حجرية تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد تمثل مجموعة من المقاتلين يحملون الفؤوس والدروع، رسمت بخطوط حمراء على الصخور.
الفنون المسيحية وبناء الكاتدرائيات
يظهر الفن السويسري منذ انتشار المسيحية حيث أنشئت الكنائس التي زينت بالزخارف، وقد أنشئت الكنائس الأولى من الخشب، ثم ظهرت الكنائس الحجرية المؤلفة من جناح واحد ينتهي بحنية، ويعلوها أحياناً برج. وفي نهاية القرن الحادي عشر تطورت العمارة السويدية بظهور الطراز الروميRoman في شمالي البلاد، ومثاله كاتدرائية لوند Lund. ثم ظهرت مجموعة من الكنائس الصغيرة في جزيرة غوتلند تميزت بواجهات مغطاة بالمنحوتات البارزة.
وفي بداية القرن الثالث عشر ظهر الفن القوطي [ر] في السويد، حسب الأسلوب الفرنسي أو الإنكليزي، ومثاله كاتدرائية سكارا Skara ثم كاتدرائية أوبسالا Uppsalaالكبيرة (1270) ذات الطابع الفرنسي والمبنية بمداميك من الأحجار المشذبة مع جدران وقبوات من الآجر، وتوجد أهم المنحوتات الرومية في جزيرة غوتلند حيث المقالع الحجرية الجيدة.
وفي العصور الوسطى تأثر النحت بالأسلوب الألماني الشمالي، ومثال ذلك ما أنتجه النحات الألماني نوتكه (1440-1509) B.Notke من منحوتات خشبية ملونة ومذهبة تمثل القديس جرجيوس يقتل التنين، في كنيسة القديس نيكولاس في استوكهولم.
بداية النهضة الفنية
بعد الإصلاح الذي قام به غوستاف فازا (1496-1560) وإزاحة السيطرة الكاثوليكية على الحكم، ظهر إلى جانب بناء الكنائس عمارة القصور الخالية من الزخرفة التي تطورت في عهد الملك جان الثالث كما في عهد سلفه، ومثال ذلك قصور أوبسالا وسكاني Scanie ذات الطابع الألماني. وقد صمم بعضها المعمار الألماني فان دورين (1485-1532) A.Van Duren.
وفي عهد الملكة كريستين دخل الأسلوب الفرنسي على يد المعمار سيمون ديلا فاليه S. de la Vallée الذي جاء إلى السويد عام 1637، وتوفي فيها عام 1642. ويبدو أسلوبه الفرنسي واضحاً في قصور النبلاء التي صممها.
وتأثر بأسلوب عصر النهضة الفرنسي المعمار السويدي تيسان (1615-1681)N.Tessin. وفي مجال التصوير ظهر لافرنزن (1738-1807) N.Lafrensen الذي انتشر اسمه في أوربا مصوراً واقعياً للأشخاص.
ومنذ بداية القرن التاسع عشر صار واضحاً تأثر المصورين بمدرسة الباربيزون[ر] الطبيعية في باريس، ثم بأسلوب كورو[ر] خاصة.
وكان التأثير الطبيعي الإنكليزي قد ظهر في أعمال المصور مارتين (1739-1818)E.Martin الذي ترك مجموعات من المشاهد الطبيعية ذات الألوان الغنية، إلى جانب الصور الشخصية.
وأول نحات ســويدي كان سيرغيل (1740-1814) T.Sergel وينتمي أسلوبه إلى الاتباعية الحديثة[ر] التي انتشرت في العمارة.
كان شارل الثالث عشر قد تبنى ضابطاً فرنسياً أصبح بعد ذلك ملكاً تحت اسم شارل جان أو شارل الرابع عشر (1818-1844). وفي عهده انتشر أسلوب الاتباعية الحديثة حاملاً اسم «أسلوب شارل جان» القريب من الطراز الامبراطوري الفرنسي. وقد نما على يد المعمار بلوم (1781-1853) E.Blom الذي صمم الكنيسة الدائرية القائمة في ستوكهولم.
حركة التجديد
في عام 1870 ظهرت في ستوكهولم معارضة لنظام أكاديمية الفنون المحافظ، وقاد حركة الإصلاح جوزيفسون (1851-1906) E. Josephson، وانقاد لـه جيل من الفنانين الشباب الذين ذاع صيتهم في أنحاء أوربا. ومن أبرز هؤلاء المجدّدين كارل هيل (1849-1911) C.Hill الذي مضى إلى باريس عام 1880، مدفوعاً بنشاط الحركة الفنية فيها. وكانت موضوعاته أشبه بالهلوسة، منها لوحة تمثل مجموعة من الخيول الخضراء رسمها كما لو أنها أشجار.
واستطاع الفنانون الشباب الثائرون الفوز بإنشاء مدرسة للفنون الجميلة تخدم الحرية الإبداعية التي تجلت بعد عام 1890 في اتجاهات أكثر الفنانين.
وثمة اتجاه رومانسي بدا في أعمال نوردستروم (1855-1923) Nordstrom، وفي أعمال الأمير أوجين (1865-1947)Eugen شقيق الملك غوستاف الخامس. وفي هذا الاتجاه الجديد اشتهر الفنان زورن (1860-1920) A. Zorn بتصوير الوجوه واهتمامه بالألوان المائية.
أما لارسون (1853-1919) K.Larssonفقد جعل من زخرفة بيته نموذجاً لأسلوبه المتطرف الذي استلهم منه المزخرفون.
ويعد أغيلي (1869-1917) I.Agueliرائد الحركة الحداثية في السويد. ويتجلى في أعماله استيحاؤه من أسلوبي غوغان[ر] وسيزان[ر].
أثر التيارات الأوربية الحديثة وظهور الرواد في القرن العشرين
تلقفت جماعة من المصورين مبادئ المدرسة الوحشية[ر] وأطلقوا على أنفسهم اسم «رجال 1909» وقد درس هؤلاء في مدرسة ماتيس التي أسسها عام 1908 خاصة بالاسكندنافيين.
ومن أكثر المصورين الذين اتبعوا الاتجاه المستقبلي[ر] نيلسون (1888ـ1965) A.Nilsson. وفي مجال النحت اشتهر ميللس (1875ـ1955)C.Milles بعد أن تتلمذ على يد النحات رودان[ر]، فقام بتزيين مدينة ستوكهولم بعشرين نصباً نحتياً، من أبرزها بركة أورفه (1936) Orphée. وقد خصص لأعماله متحف قريب من ستوكهولم.
وعلى رأس جماعة الرواد Avant Gardeفي عام 1919 كان غان Gan الذي انتقل من السريالية إلى التجريدية، إلى جانب ايغلينغ (1880-1925) V.Eggling الذي عرف منتجاً لفيلم سينمائي تجريدي. ويبدو تأثره بأعمال براك واضحاً.
أما ديركيرت (1888-1970) S.Derkertفقد اتجه نحو التكعيبية[ر]، وبدا ذلك واضحاً في صورته الذاتية التي صورها عام 1915.
وتـأثر الفنانون الرواد بفناني مدرسـة باريس مثل ليجيه[ر] Léger وأوزا نفان [ر]Ozenfant وموندريان [ر] Mondrian.
وكان لورانتسون (1899-؟)W.Lorentson وأولسون (1901-؟) E.Olsonتلميذي ليجيه الذي كشف عن موهبة كارلسندCarlsund الذي استهواه دمج التصوير بالعمارة، ووصل في زمن قصير إلى شهرة واسعة في أنحاء العالم. فقد أسس في باريس عام 1930 مجموعة الفن المحض، وأقام في العام نفسه معرضاً لفن ما بعد التكعيبية في نطاق معرض ستوكهولم الرسمي ولكن المعرض أخفق من الناحية المادية.
في ذلك الوقت كان النحات بيرغ (1893-؟) Ch.Berg قد أبدع رائعته المسماة «الوجه الأبدي» وهو عمل معماري متأثر بالتكعيبية التي مارسها ليبشيتز Lipchitzولوران Laurens، وقد أنجز بيرغ بعد الحرب عدداً من روائع أعماله، منها التمثال المسمى «وجه فونتين» وهو جذع رخامي.
أما غرات (1896-؟) E.Grate فكان قريباً من النزعة السريالية[ر]، عاش في باريس بين عامي 1924 و1934، وفيها أنجز منحوتات ذات طابع ثقافي إبداعي (رومانسي) مستوحى من غنائية الطبيعة.
العمارة السويدية الحديثة
ظهرت بعد عام 1910 نزعة إلى العودة إلى التقاليد المعمارية عن طريق استنساخها والاستيحاء منها كما فعل ويستمان (1866-1936) C.Westman، الذي تأثر بعمارة قصر فادستانا لكي يبني قصر الحكم في ستوكهولم.
وأعاد أوستبرغ (1866-1845)R.Ostberg ذكرى العمارة الإيطالية في البندقية في بناء قصر البلدية.
ومـنذ عـام 1920 ابتدأت العمارة تـقترب مـن الطرز الاتباعية (الكلاسية) مع التركيز على الوظائفية الجديدة، مما يبدو واضحاً في بناء المكتبة العامة في ستوكهولم والتي صممها آسبلاند (1885-1940) E.G.Asplund.
واتجهت العمارة السويدية بعد الحرب إلى التنوع والإبداع، ومثال ذلك ما يُشاهد في مركز فاللينغبي Vallingby الذي صممه المعماران رينيوس L.Reinius وباكسترومS.Backstrom.
وقد رافق هذه المنشآت عناصر زخرفية منسجمة مع طراز العمارة الجديد.
عفيف البهنسي
الفن في العصر الحجري
تعود بوادر الفن في السويد إلى ما قبل التاريخ، حيث عثر على صخور في جامتلاندJämtland عليها رسوم خطية تمثل دببة ومجموعة من الوعول تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد. كذلك عثر على نقوش حجرية تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد تمثل مجموعة من المقاتلين يحملون الفؤوس والدروع، رسمت بخطوط حمراء على الصخور.
الفنون المسيحية وبناء الكاتدرائيات
قصر كالمار ( القرنان الثاني عشر والثالث عشر) |
وفي بداية القرن الثالث عشر ظهر الفن القوطي [ر] في السويد، حسب الأسلوب الفرنسي أو الإنكليزي، ومثاله كاتدرائية سكارا Skara ثم كاتدرائية أوبسالا Uppsalaالكبيرة (1270) ذات الطابع الفرنسي والمبنية بمداميك من الأحجار المشذبة مع جدران وقبوات من الآجر، وتوجد أهم المنحوتات الرومية في جزيرة غوتلند حيث المقالع الحجرية الجيدة.
وفي العصور الوسطى تأثر النحت بالأسلوب الألماني الشمالي، ومثال ذلك ما أنتجه النحات الألماني نوتكه (1440-1509) B.Notke من منحوتات خشبية ملونة ومذهبة تمثل القديس جرجيوس يقتل التنين، في كنيسة القديس نيكولاس في استوكهولم.
بداية النهضة الفنية
بعد الإصلاح الذي قام به غوستاف فازا (1496-1560) وإزاحة السيطرة الكاثوليكية على الحكم، ظهر إلى جانب بناء الكنائس عمارة القصور الخالية من الزخرفة التي تطورت في عهد الملك جان الثالث كما في عهد سلفه، ومثال ذلك قصور أوبسالا وسكاني Scanie ذات الطابع الألماني. وقد صمم بعضها المعمار الألماني فان دورين (1485-1532) A.Van Duren.
وفي عهد الملكة كريستين دخل الأسلوب الفرنسي على يد المعمار سيمون ديلا فاليه S. de la Vallée الذي جاء إلى السويد عام 1637، وتوفي فيها عام 1642. ويبدو أسلوبه الفرنسي واضحاً في قصور النبلاء التي صممها.
وتأثر بأسلوب عصر النهضة الفرنسي المعمار السويدي تيسان (1615-1681)N.Tessin. وفي مجال التصوير ظهر لافرنزن (1738-1807) N.Lafrensen الذي انتشر اسمه في أوربا مصوراً واقعياً للأشخاص.
ومنذ بداية القرن التاسع عشر صار واضحاً تأثر المصورين بمدرسة الباربيزون[ر] الطبيعية في باريس، ثم بأسلوب كورو[ر] خاصة.
وكان التأثير الطبيعي الإنكليزي قد ظهر في أعمال المصور مارتين (1739-1818)E.Martin الذي ترك مجموعات من المشاهد الطبيعية ذات الألوان الغنية، إلى جانب الصور الشخصية.
وأول نحات ســويدي كان سيرغيل (1740-1814) T.Sergel وينتمي أسلوبه إلى الاتباعية الحديثة[ر] التي انتشرت في العمارة.
كان شارل الثالث عشر قد تبنى ضابطاً فرنسياً أصبح بعد ذلك ملكاً تحت اسم شارل جان أو شارل الرابع عشر (1818-1844). وفي عهده انتشر أسلوب الاتباعية الحديثة حاملاً اسم «أسلوب شارل جان» القريب من الطراز الامبراطوري الفرنسي. وقد نما على يد المعمار بلوم (1781-1853) E.Blom الذي صمم الكنيسة الدائرية القائمة في ستوكهولم.
حركة التجديد
"الأحد صباحاً" للفنان أندريه زورن (1891) |
واستطاع الفنانون الشباب الثائرون الفوز بإنشاء مدرسة للفنون الجميلة تخدم الحرية الإبداعية التي تجلت بعد عام 1890 في اتجاهات أكثر الفنانين.
وثمة اتجاه رومانسي بدا في أعمال نوردستروم (1855-1923) Nordstrom، وفي أعمال الأمير أوجين (1865-1947)Eugen شقيق الملك غوستاف الخامس. وفي هذا الاتجاه الجديد اشتهر الفنان زورن (1860-1920) A. Zorn بتصوير الوجوه واهتمامه بالألوان المائية.
أما لارسون (1853-1919) K.Larssonفقد جعل من زخرفة بيته نموذجاً لأسلوبه المتطرف الذي استلهم منه المزخرفون.
ويعد أغيلي (1869-1917) I.Agueliرائد الحركة الحداثية في السويد. ويتجلى في أعماله استيحاؤه من أسلوبي غوغان[ر] وسيزان[ر].
أثر التيارات الأوربية الحديثة وظهور الرواد في القرن العشرين
تلقفت جماعة من المصورين مبادئ المدرسة الوحشية[ر] وأطلقوا على أنفسهم اسم «رجال 1909» وقد درس هؤلاء في مدرسة ماتيس التي أسسها عام 1908 خاصة بالاسكندنافيين.
ومن أكثر المصورين الذين اتبعوا الاتجاه المستقبلي[ر] نيلسون (1888ـ1965) A.Nilsson. وفي مجال النحت اشتهر ميللس (1875ـ1955)C.Milles بعد أن تتلمذ على يد النحات رودان[ر]، فقام بتزيين مدينة ستوكهولم بعشرين نصباً نحتياً، من أبرزها بركة أورفه (1936) Orphée. وقد خصص لأعماله متحف قريب من ستوكهولم.
وعلى رأس جماعة الرواد Avant Gardeفي عام 1919 كان غان Gan الذي انتقل من السريالية إلى التجريدية، إلى جانب ايغلينغ (1880-1925) V.Eggling الذي عرف منتجاً لفيلم سينمائي تجريدي. ويبدو تأثره بأعمال براك واضحاً.
أما ديركيرت (1888-1970) S.Derkertفقد اتجه نحو التكعيبية[ر]، وبدا ذلك واضحاً في صورته الذاتية التي صورها عام 1915.
وتـأثر الفنانون الرواد بفناني مدرسـة باريس مثل ليجيه[ر] Léger وأوزا نفان [ر]Ozenfant وموندريان [ر] Mondrian.
وكان لورانتسون (1899-؟)W.Lorentson وأولسون (1901-؟) E.Olsonتلميذي ليجيه الذي كشف عن موهبة كارلسندCarlsund الذي استهواه دمج التصوير بالعمارة، ووصل في زمن قصير إلى شهرة واسعة في أنحاء العالم. فقد أسس في باريس عام 1930 مجموعة الفن المحض، وأقام في العام نفسه معرضاً لفن ما بعد التكعيبية في نطاق معرض ستوكهولم الرسمي ولكن المعرض أخفق من الناحية المادية.
في ذلك الوقت كان النحات بيرغ (1893-؟) Ch.Berg قد أبدع رائعته المسماة «الوجه الأبدي» وهو عمل معماري متأثر بالتكعيبية التي مارسها ليبشيتز Lipchitzولوران Laurens، وقد أنجز بيرغ بعد الحرب عدداً من روائع أعماله، منها التمثال المسمى «وجه فونتين» وهو جذع رخامي.
أما غرات (1896-؟) E.Grate فكان قريباً من النزعة السريالية[ر]، عاش في باريس بين عامي 1924 و1934، وفيها أنجز منحوتات ذات طابع ثقافي إبداعي (رومانسي) مستوحى من غنائية الطبيعة.
العمارة السويدية الحديثة
ظهرت بعد عام 1910 نزعة إلى العودة إلى التقاليد المعمارية عن طريق استنساخها والاستيحاء منها كما فعل ويستمان (1866-1936) C.Westman، الذي تأثر بعمارة قصر فادستانا لكي يبني قصر الحكم في ستوكهولم.
وأعاد أوستبرغ (1866-1845)R.Ostberg ذكرى العمارة الإيطالية في البندقية في بناء قصر البلدية.
ومـنذ عـام 1920 ابتدأت العمارة تـقترب مـن الطرز الاتباعية (الكلاسية) مع التركيز على الوظائفية الجديدة، مما يبدو واضحاً في بناء المكتبة العامة في ستوكهولم والتي صممها آسبلاند (1885-1940) E.G.Asplund.
واتجهت العمارة السويدية بعد الحرب إلى التنوع والإبداع، ومثال ذلك ما يُشاهد في مركز فاللينغبي Vallingby الذي صممه المعماران رينيوس L.Reinius وباكسترومS.Backstrom.
وقد رافق هذه المنشآت عناصر زخرفية منسجمة مع طراز العمارة الجديد.
عفيف البهنسي