قطار الليل الى لشبونة Night Train

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قطار الليل الى لشبونة Night Train

    قطار الليل الى لشبونة Night Train to Lisbon
    هذا الفيلم مأخوذٌ عن رواية بذات الإسم ، للمفكر و الكاتب السويسري " بيتر بيري " ، المولود عام 1944 ، و الذي يكتب بإسمٍ مستعار هو " باسكال ميرسيه " .
    تتحدث الرواية عن التحول الذي حدث في عالم " رايموند موندوس غريغوريوس " ، أستاذ اللغات في كلية ( بيرن ) السويسرية ، و هو رجلٌ في الخمسينات من عمره ، يحصل تحولٌ في حياته الخاصة و العملية عندما يعثر على كتاب صغير ، بالصدفة ، بعد حادثة ظنها عابرة . ولكنها حادثة تسببت في إحداث انقلاب في حياته ، و بسبب هذا الكتاب يجد نفسه منتقلاً من العاصمة السويسرية ( بيرن ) الى العاصمة البرتغالية ( لشبونه ) بواسطة قطار ليلي ، و قد قضى رحلته و هو يقرأ في ذلك الكتيب .. بلهفة و اندهاش . و قد مثل دورَه الممثلُ البريطاني الرائع " جيرمي آيرونز " ، المولود عام 1948 و الحاصل على جائزة الأوسكار عام 1990 كأفضل ممثل ، عن دوره الرئيسي في فيلم ( انعكاس الحظ ) ، و على جائزة ( غولدن غلوب ) ، و مرتين على جائزة ( ايمي) .
    إسمُ الكُـتـيـّـب هو ( صانعُ الكلمات ) . كُتيبٌ يضم بين غلافيه مجموعة من الأفكار الفلسفية و السياسية في هيأة انثيالاتٍ أدبية ، كتبها الطبيب و المناضل البرتغالي " أماديو دي الميدا برادو " ( 1940 ـ 1974 ) ، الذي كان مناهضاً لديكتاتور البرتغال " سالازار " ( 1889 ـ 1970 ) ، و هذا الكتيب نُـشر بعد وفاة " أماديو " ، و بنسخٍ قليلة ، كما تذكر شقيقتهُ " أدريانا " ، التي مثلت دورها الممثلة البريطانية المخضرمة " شارلوت رامبلنغ " . و يبدو أن " أماديو " كان متأثراً من جهة التأمل الفلسفي ــ و بصبغةٍ أدبية ــ بأفكار المناضل الإيطالي " غرامشي " ( 1891 ـ 1937) .
    الفيلم ، يبدو كما لو كان سيرة ذاتية لـ " أماديو دوي الميدا برادو " ، من خلال سيناريو محبوكٍ بمهارة على يد " أولريش هيرمان " ، و هو أيضاً استعادة سينمائية لحقبة الدكتاتور " سالازار " الذي حكم البرتغال بالحديد و النار ، و قيّد الحريات ، كالحريات السياسية و حرية الصحافة ، في ظل ما سُميت بـ ( نوفو ستادو ــ الدولة الجديدة ) التي حكمت البرتغال بسلطتها الإستبدادية من عام 1932 الى عام 1974 ، أي حتى بعد وفاة " سالازار " الذي امتدت سطوته حتى على بقايا المستعمرات البرتغالية في افريقيا ، مثل موزمبيق و أنغولا. ولكن الحفاظ على هذه المستعمرات كان قد أنهك الجيش البرتغالي ، ما قاد عدداً من الضباط الى اسقاط هذا الحكم و انهاء عهد الدكتاتورية و الإستبداد.
    و الواقع ، إن نزعة الثورة قد انغرست في البرتغال منذ الخمسينيات ، ولكنها سارت ببطء ، غير أنها تنامت في السبعينيات على يد الشبان الوطنيين الثوريين ، الذين كان الطبيب و الكاتب و المناضل " أماديو دي الميدا برادو " في طليعتهم . و بالتالي يبدو فيلم ( قطار الليل الى لشبونه ) كما لو كان بحثاً في تاريخ الثورة البرتغالية من خلال تسليط الضوء على سيرة هذا المناضل الشاب . و إذ يبحثُ عنه أستاذ اللغات " رايموند موندوس غريغوريوس " في لشبونة فإنه سيلتقي برفاقه الثوار ، فيُدرك أن أولئك الشبان قد أصبح بعضهم طاعناً في السن ، و بعضهم مات ، و بعضهم بات نزيلَ المصح ، و يُدرك أن تلك الثورة قد أصبحت مجرد ذكرى لديهم . يقول " جورج " و هو أحدهم : لقد دفنا ماضينا .
    في النصف الساعة الأخيرة من الفيلم ، يقودنا السيناريو المُحكم الى مفاجآتٍ كانت مؤجلة ، سنعرف من خلالها كيف حدث هذا الفعل أو ذاك ، و مَن هي الفتاة التي ظهرت في أول الفيلم ثم اختفت ، و ما الذي قادها الى محاولة الإنتحار ، و لماذا كان هذا الكتاب مُلهـِماً للفيلم .
    فيلمُ ( قطار الليل الى لشبونه ) مصنوع ٌ من قِبَل ذهنٍ مثقف لجمهورٍ ثقافيٍ يُدرك رسالته التاريخية . و قد قدّمه الينا المخرج الدانماركي المعروف " بيل أوغست " بلغة سينمائية أنيقة ، و بتصوير أخـّاذ نفذه المصور السويسري " فيليب زمبران " ، على مدى ساعة و 51 دقيقة . و هو انتاجٌ سويسريٌ ــ آلماني ، عام 2013 .
    فيلمٌ سيبقى راسخاً في الذاكرة .


يعمل...
X