كلّنا سمع عن الدّعوى المشهورة بأنّ إسرائيل تُنتج، في مجال البحث العلمي والأكاديمي، أكثر من جميع الدّول العربيّة مجتمعة. أردنا التأكّد من صحّة هذه الدّعوى مؤخّرًا، من مصادر قد تكون موثوقة وحياديّة. بحثنا أدّى إلى النّتيجة بأنّ هذه الدّعوى صحيحة جزئيًّا، ولو أنّها لا تغّطي الحقيقة كاملة.
فمجموع إنتاج دولة إسرائيل العلمي والأكاديمي بالفعل فاق، بنسبة ضئيلة، مجموع الإنتاج العلمي عند الدّول العربيّة الشّرق أوسطيّة – ولكن هذا الحساب لا يشمل الدّول العربيّة في شمال إفريقيا (ليبيا، تونس، الجزائر، والمغرب). فبحسب آخر الإحصاءات، النّتاج العلمي والبحثي لدولة إسرائيل ما بين العام 1996 والعام 2007 وصل إلى (204,262) بحثٍ وتقرير في المحصّلة. بينما مجموع الدّول العربيّة الشّرق أوسطيّة (وهذا يشمل مصر، السّعوديّة، الأردن، الإمارات، الكويت، لبنان، عُمان، العراق، قطر، سوريا، البحرين، فلسطين، واليمن) في الإنتاج العلمي والأكاديمي وصل إلى (204,093) في نفس الفترة الزّمنيّة.
هذه النّتيجة في حقيقة الأمر تدعو للحيرة والخجل في نفس الوقت. نعم، هنالك الكثير من اللّوم الذي بإستطاعتنا إلقاؤه على جهاتٍ مختلفة: على الإستعمار، على الفقر، على الحروب، على الظّلم، الإضطّهاد، هجرة العقول، وغيرها من العوامل التي نرى أنّها قد تؤثّر سلبًا على مثل هذه النّتائج. ولا شكّ أنّ تحصيل دول مثل اليمن، العراق، وفلسطين قد تأثّر بشكلٍ واضح بمثل هذه العوامل الصّعبة. ولكن ماذا عن الحالات الأخرى؟ ماذا عن الدّول الموجودة في القائمة، والتي لم تخض حربًا ولم تمرّ بظروف إقتصاديّة أو إجتماعيّة صعبة في الخمسة عقود الماضية على الأقلّ؟
ألا تكفي هذه المدّة لتحويل الشّرق الأوسط (أو على الأقلّ بعض الدّول في الشّرق الأوسط) إلى جنّة مزدهرة للعلم والعلماء؟ لماذا نجحت اليابان والصّين بالنّهوض في فترة أقلّ من هذه الفترة الزّمنيّة، مع إعتبار الخسائر الفادحة التي مرّت بها الدّولتين بعد الحرب العالميّة الثّانيّة؟
على ذكر اليابان والصّين، هل تعلمون لماذا لم نُقارن إنتاج الدّول العربيّة بإنتاج الولايات المتّحدة أو الصّين أو اليابان العلمي؟ ربّما يظنّ بعضكم أنّ هذه الأرقام (أبحاث بالألوف على مدى 10 سنوات) هي إنجازٌ جيّد، وعلينا أن نكون فخورين به – هذه الأرقام بالألوف في نهاية المطاف، أليس كذلك؟!
الحقيقة، المقارنة بين إنتاج الدّول المتقدّمة وبين إنتاج الدّول العربيّة في مجال العلم والبحث العلمي والأكاديمي هي مقارنة غير عادلة، ولا بُدّ أن تجعلنا (أو على الأقلّ تجعل كلّ إنسان يحترم بلاده ويُريد تقدّمها إلى الأمام) نشعر بأنّنا نعيش في عصور الظّلام. ولكن، إسمحوا لنا، مع كلّ الأسى والإعتصار، أن نستعرض إنجازات الـ 3 دول الأكثر إنتاجًا للأبحاث العلميّة والأكاديميّة في العالم:
1. الولايات المتّحدة: 6,149,455 بحث علمي وأكاديمي ما بين العام 1996 والعام 2007.
2. الصّين: 2,248,278 بحث علمي وأكاديمي ما بين العام 1996 والعام 2007.
3. المملكة المتّحدة (بريطانيا): 1,711,878 بحث علمي وأكاديمي ما بين العام 1996 والعام 2007.
نعم يا سادة، هذه الدّول – كُلٌّ على حدة – أنتجت أكثر من مليون بحث علمي ودراسة أكاديميّة في فترة تُقارب الـ 10 سنوات فقط. ونحن، بتعجرف وكبرياء السّنين، ما زلنا نتفاخر بأمجاد الماضي ونوهم أنفسنا أنّ “كلّ علوم الغرب” هي نتيجة لجهودنا نحن فقط، وجهود أجدادنا.
فمجموع إنتاج دولة إسرائيل العلمي والأكاديمي بالفعل فاق، بنسبة ضئيلة، مجموع الإنتاج العلمي عند الدّول العربيّة الشّرق أوسطيّة – ولكن هذا الحساب لا يشمل الدّول العربيّة في شمال إفريقيا (ليبيا، تونس، الجزائر، والمغرب). فبحسب آخر الإحصاءات، النّتاج العلمي والبحثي لدولة إسرائيل ما بين العام 1996 والعام 2007 وصل إلى (204,262) بحثٍ وتقرير في المحصّلة. بينما مجموع الدّول العربيّة الشّرق أوسطيّة (وهذا يشمل مصر، السّعوديّة، الأردن، الإمارات، الكويت، لبنان، عُمان، العراق، قطر، سوريا، البحرين، فلسطين، واليمن) في الإنتاج العلمي والأكاديمي وصل إلى (204,093) في نفس الفترة الزّمنيّة.
هذه النّتيجة في حقيقة الأمر تدعو للحيرة والخجل في نفس الوقت. نعم، هنالك الكثير من اللّوم الذي بإستطاعتنا إلقاؤه على جهاتٍ مختلفة: على الإستعمار، على الفقر، على الحروب، على الظّلم، الإضطّهاد، هجرة العقول، وغيرها من العوامل التي نرى أنّها قد تؤثّر سلبًا على مثل هذه النّتائج. ولا شكّ أنّ تحصيل دول مثل اليمن، العراق، وفلسطين قد تأثّر بشكلٍ واضح بمثل هذه العوامل الصّعبة. ولكن ماذا عن الحالات الأخرى؟ ماذا عن الدّول الموجودة في القائمة، والتي لم تخض حربًا ولم تمرّ بظروف إقتصاديّة أو إجتماعيّة صعبة في الخمسة عقود الماضية على الأقلّ؟
ألا تكفي هذه المدّة لتحويل الشّرق الأوسط (أو على الأقلّ بعض الدّول في الشّرق الأوسط) إلى جنّة مزدهرة للعلم والعلماء؟ لماذا نجحت اليابان والصّين بالنّهوض في فترة أقلّ من هذه الفترة الزّمنيّة، مع إعتبار الخسائر الفادحة التي مرّت بها الدّولتين بعد الحرب العالميّة الثّانيّة؟
على ذكر اليابان والصّين، هل تعلمون لماذا لم نُقارن إنتاج الدّول العربيّة بإنتاج الولايات المتّحدة أو الصّين أو اليابان العلمي؟ ربّما يظنّ بعضكم أنّ هذه الأرقام (أبحاث بالألوف على مدى 10 سنوات) هي إنجازٌ جيّد، وعلينا أن نكون فخورين به – هذه الأرقام بالألوف في نهاية المطاف، أليس كذلك؟!
الحقيقة، المقارنة بين إنتاج الدّول المتقدّمة وبين إنتاج الدّول العربيّة في مجال العلم والبحث العلمي والأكاديمي هي مقارنة غير عادلة، ولا بُدّ أن تجعلنا (أو على الأقلّ تجعل كلّ إنسان يحترم بلاده ويُريد تقدّمها إلى الأمام) نشعر بأنّنا نعيش في عصور الظّلام. ولكن، إسمحوا لنا، مع كلّ الأسى والإعتصار، أن نستعرض إنجازات الـ 3 دول الأكثر إنتاجًا للأبحاث العلميّة والأكاديميّة في العالم:
1. الولايات المتّحدة: 6,149,455 بحث علمي وأكاديمي ما بين العام 1996 والعام 2007.
2. الصّين: 2,248,278 بحث علمي وأكاديمي ما بين العام 1996 والعام 2007.
3. المملكة المتّحدة (بريطانيا): 1,711,878 بحث علمي وأكاديمي ما بين العام 1996 والعام 2007.
نعم يا سادة، هذه الدّول – كُلٌّ على حدة – أنتجت أكثر من مليون بحث علمي ودراسة أكاديميّة في فترة تُقارب الـ 10 سنوات فقط. ونحن، بتعجرف وكبرياء السّنين، ما زلنا نتفاخر بأمجاد الماضي ونوهم أنفسنا أنّ “كلّ علوم الغرب” هي نتيجة لجهودنا نحن فقط، وجهود أجدادنا.