حكمت المحكمة العليا بالولايات المتحدة في 13 تموز 2013 بالإجماع على قضية شركة Myriad Genetics، إذ خلُصَت إلى النّتيجة أنّه من غير المسموح قانونيًا تسجيل براءة إختراع على الجينات المعزولة، لكن يحق وضع البراءة على الدنا المتمم (cDNA).
قبل حُكمْ المحكمة العليا:
في العام 1993، إستطاع مارك سكولنك وزملاؤه في شركة (Myriad Genetics) من تمييز الجينات BRCA1 و BRCA2 وعلاقتها بسرطان الثدي. و من ثَمّ تملكت الشركة “براءة إختراع” علي جين BRCA1 مما يعطي الشركة الحقّ لاحتكار الفائدة التي ترجع من الأبحاث على هذا الجين.
الشّركة المذكورة كانت تعمل بضراوة للحفاظ علي براءة الإختراع هذه برفع قضايا علي المعامل ومراكز الأبحاث الأخرى التي تحاول دراسة الجين وإجراء تجارب أخرى عليه. وكنتيجة لذلك، تضرّرت نساء كثيرات ممن يحملن تاريخ لسرطان الثدي في عائلاتهن. الشّركة كانت تُقدّم اختبارات دقيقة لوجود الجين من عدمه، لكن كانت تحدّد السعر الذي تريده بدون رقابة فعلية لعدم وجود منافسين، الشيء الذي أثار الجدل في الأوساط العلمية.
الجدال:
ثارَ الوسطُ العلمي على هذه التصرّفات لأنّها قد تضرّ المريض إنْ تم الاحتكار لعدم وجود منافسة بين الشركات الصيدلية. فرانسيس كولينز مدير المعهد القومي للصحة الأمريكي (و رئيس سابق لمشروع الجينوم البشري) كان يُبدي امتعاضه لأفعال شركة Myriad Genetics و كان قد أهدي إتاوات براءة اختراع جين التليُّف الكيسي للمعاهد و المعامل لدعم مزيدا من البحث على هذا الجين.
كيف يُمكن وضع “براءة إختراع” لاكتشاف شيء موجود و طبيعي؟ الجدال لطرف مؤيدي براءة الاختراع للجينات كان القول بأن تلك الجينات ليست نتاج الطبيعة؛ بل نتاج فحص معملي حيث يتم تحويل الجين لناقِل دنا مؤتلف Recombinant DNA vector.
ماذا بعد؟
الحُكم تلقي الترحيب من البعض و الامتعاض و عدم الرضا من البعض الآخر. هناك من قال بأن الحكم (الذي يحوي تقنين بعض الجينات) يمثل التزام بمصالح الشركات الصيدلية الكبري حيث أنها أحد أعمدة اقتصاد الولايات المتحدة.
الحُكم يحِدُ من الإحتكار للبحث علي الجينات خصوصا في قضية جين BRCA1، مما سيتيح مساحة للمنافسة و تقليل الأسعار، مع أن براءة اختراع هذا الجين كانت لتنتهي في خلال عامين.
و لكن الحكم مع ذلك يسمح بوضع براءة إختراع علي الدنا المتمم complementary DNA. الدنا المتمم (cDNA اختصارًا) ليس إلا سلسلة دنا يتم تصنيعها من الحمض الرّيبوزي المرسال Messanger RNA، فالأخير ينزع الإنترونات؛ أي القطع الجينية التي لا تنتج البروتين. البعض يعترض علي هذا الجزء من الحكم كوْن الدنا المتمم طبيعي و لا يجب أيضا وضع تسجيله كبراءة إختراع، إذ لا يتدخل العلماء في نزع الإنترونات بل كلّ ما فعلوه هو أخذ الـmRNA الطبيعي و جعله يؤدي عمله مع أي سلسلة DNA. لكن وضع براءة إختراع علn الدنا المتمم cDNA لا يضع حدا للأبحاث و لا يمثل مشكلة للمعامل و الشركات.
البعض أثار القلق تجاه الشركات التي تعمل خارج إطار الطب البشري و التي كانت تعمل لـ30 عاما علي أساس الحصول علي براءة إختراع علي تلك الجينات الطبيعية. الأبحاث بجامعة كولورادو الشهر الماضي أشارت إلي وجود قرابة الـ 8703 براءة إختراع أمريكية عن الجينات الطبيعية، أكثر من نصفهم يتم استخدامهم في التكنولوجيا الحيوية بتطبيقات خارج الطب البشري، كالزراعة، صناعة المأكولات و المشروبات، الإنزيمات الصناعية و الطاقة الحيوية.
كثير من هذه الشركات لن تتأثر كثيرا بالحكم إذ أن براءات الإختراع الخاصة بها ليست على شئ واحد، و لكن علي أشياء كثيرة تغطي هذه التكنولوجيا أو الاختراع أو المنتج. لكن هناك بعض الشركات الصغيرة التي ستتأثر مثل الشركات التي تعمل علي بكتيريا الـE. Coli، إذ ربّما سجدون أنّ براءات الإختراع الخاصة بهم إختفت فجأة و عملهم أصبح بون جدوى.
تعليقات مختصّين على القرار:
“القرار يُمثل نصرًا لكل المترقبين بشغفْ لرعاية طبية شخصية تعتمد على الجينات. الحق في التحكم الحصري بجينات مريضٍ ما قد تجعل من الصعب الوصول لاختبارات جديدة و علاج جديد.”
– فرانسيس كولينز، مدير المعهد القومي للصحة الأمريكي NIH و رئيس سابق لمشروع الجينوم البشري.
“المحكمة (العليا الأمريكية) كسرت حاجز رئيسي أمام رعاية المريض و الابتكار الطبّي. ميرياد لم تخترع جينات الـBRCA و لا يجب أن تتحكم بها. سيتمكّن المرضى من الحصول على اختبارات لجيناتهم و العلماء سيتمكّنون من الاشتراك في أبحاث عن هذه الجينات بسبب هذا الحكم بدون الخوف من الدعاوي القضائية.”
قبل حُكمْ المحكمة العليا:
في العام 1993، إستطاع مارك سكولنك وزملاؤه في شركة (Myriad Genetics) من تمييز الجينات BRCA1 و BRCA2 وعلاقتها بسرطان الثدي. و من ثَمّ تملكت الشركة “براءة إختراع” علي جين BRCA1 مما يعطي الشركة الحقّ لاحتكار الفائدة التي ترجع من الأبحاث على هذا الجين.
الشّركة المذكورة كانت تعمل بضراوة للحفاظ علي براءة الإختراع هذه برفع قضايا علي المعامل ومراكز الأبحاث الأخرى التي تحاول دراسة الجين وإجراء تجارب أخرى عليه. وكنتيجة لذلك، تضرّرت نساء كثيرات ممن يحملن تاريخ لسرطان الثدي في عائلاتهن. الشّركة كانت تُقدّم اختبارات دقيقة لوجود الجين من عدمه، لكن كانت تحدّد السعر الذي تريده بدون رقابة فعلية لعدم وجود منافسين، الشيء الذي أثار الجدل في الأوساط العلمية.
الجدال:
ثارَ الوسطُ العلمي على هذه التصرّفات لأنّها قد تضرّ المريض إنْ تم الاحتكار لعدم وجود منافسة بين الشركات الصيدلية. فرانسيس كولينز مدير المعهد القومي للصحة الأمريكي (و رئيس سابق لمشروع الجينوم البشري) كان يُبدي امتعاضه لأفعال شركة Myriad Genetics و كان قد أهدي إتاوات براءة اختراع جين التليُّف الكيسي للمعاهد و المعامل لدعم مزيدا من البحث على هذا الجين.
كيف يُمكن وضع “براءة إختراع” لاكتشاف شيء موجود و طبيعي؟ الجدال لطرف مؤيدي براءة الاختراع للجينات كان القول بأن تلك الجينات ليست نتاج الطبيعة؛ بل نتاج فحص معملي حيث يتم تحويل الجين لناقِل دنا مؤتلف Recombinant DNA vector.
ماذا بعد؟
الحُكم تلقي الترحيب من البعض و الامتعاض و عدم الرضا من البعض الآخر. هناك من قال بأن الحكم (الذي يحوي تقنين بعض الجينات) يمثل التزام بمصالح الشركات الصيدلية الكبري حيث أنها أحد أعمدة اقتصاد الولايات المتحدة.
الحُكم يحِدُ من الإحتكار للبحث علي الجينات خصوصا في قضية جين BRCA1، مما سيتيح مساحة للمنافسة و تقليل الأسعار، مع أن براءة اختراع هذا الجين كانت لتنتهي في خلال عامين.
و لكن الحكم مع ذلك يسمح بوضع براءة إختراع علي الدنا المتمم complementary DNA. الدنا المتمم (cDNA اختصارًا) ليس إلا سلسلة دنا يتم تصنيعها من الحمض الرّيبوزي المرسال Messanger RNA، فالأخير ينزع الإنترونات؛ أي القطع الجينية التي لا تنتج البروتين. البعض يعترض علي هذا الجزء من الحكم كوْن الدنا المتمم طبيعي و لا يجب أيضا وضع تسجيله كبراءة إختراع، إذ لا يتدخل العلماء في نزع الإنترونات بل كلّ ما فعلوه هو أخذ الـmRNA الطبيعي و جعله يؤدي عمله مع أي سلسلة DNA. لكن وضع براءة إختراع علn الدنا المتمم cDNA لا يضع حدا للأبحاث و لا يمثل مشكلة للمعامل و الشركات.
البعض أثار القلق تجاه الشركات التي تعمل خارج إطار الطب البشري و التي كانت تعمل لـ30 عاما علي أساس الحصول علي براءة إختراع علي تلك الجينات الطبيعية. الأبحاث بجامعة كولورادو الشهر الماضي أشارت إلي وجود قرابة الـ 8703 براءة إختراع أمريكية عن الجينات الطبيعية، أكثر من نصفهم يتم استخدامهم في التكنولوجيا الحيوية بتطبيقات خارج الطب البشري، كالزراعة، صناعة المأكولات و المشروبات، الإنزيمات الصناعية و الطاقة الحيوية.
كثير من هذه الشركات لن تتأثر كثيرا بالحكم إذ أن براءات الإختراع الخاصة بها ليست على شئ واحد، و لكن علي أشياء كثيرة تغطي هذه التكنولوجيا أو الاختراع أو المنتج. لكن هناك بعض الشركات الصغيرة التي ستتأثر مثل الشركات التي تعمل علي بكتيريا الـE. Coli، إذ ربّما سجدون أنّ براءات الإختراع الخاصة بهم إختفت فجأة و عملهم أصبح بون جدوى.
تعليقات مختصّين على القرار:
“القرار يُمثل نصرًا لكل المترقبين بشغفْ لرعاية طبية شخصية تعتمد على الجينات. الحق في التحكم الحصري بجينات مريضٍ ما قد تجعل من الصعب الوصول لاختبارات جديدة و علاج جديد.”
– فرانسيس كولينز، مدير المعهد القومي للصحة الأمريكي NIH و رئيس سابق لمشروع الجينوم البشري.
“المحكمة (العليا الأمريكية) كسرت حاجز رئيسي أمام رعاية المريض و الابتكار الطبّي. ميرياد لم تخترع جينات الـBRCA و لا يجب أن تتحكم بها. سيتمكّن المرضى من الحصول على اختبارات لجيناتهم و العلماء سيتمكّنون من الاشتراك في أبحاث عن هذه الجينات بسبب هذا الحكم بدون الخوف من الدعاوي القضائية.”