كيوتو للتغير المناخي (اتفاقية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيوتو للتغير المناخي (اتفاقية)

    كيوتو تغيير مناخي (اتفاقيه) -
    كيوتو للتغير المناخي (اتفاقية ـ)



    شغل موضوع التغير المناخي العالم منذ أواخر الستينات من القرن العشرين، وما يزال لما لوحظ من ارتفاع حراري لسطح الأرض، واضطرابات جوية غير طبيعية، وازدياد المساحات المتصحرة من الأرض. وقد تم التوقف عند الثورة الصناعية الكبرى التي بلغت أوجها في النصف الثاني من القرن العشرين. وإن كانت بدايتها تعود إلى منتصف القرن الثامن عشر- لما أحدثته من تغيرات ملحوظة في تركيب الغلاف الجوي، من خلال الانبعاثات الغازية من الاستخدامات البشرية المتنوعة، تمثلت آثارها فيما عرف باسم ثقب الأوزون، وبما بدأ يُقلق العالم لظاهرة الاحتباس الحراري (الدفيئة الجوية) التي هي محور اتفاقية كيوتو Kyoto Protocol للتغير المناخي.

    وفي عام 1979 أنشئ برنامج المناخ العالمي، بقرار من المؤتمر العالمي الثامن للأرصاد الجوية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP والمجلس الدولي للاتحادات العالمية ILSU. وقد بدأت الدلائل العلمية التي تربط بين انبعاثات الغازات الدفيئة، بشرية المنشأ، وتغير المناخ تثير قلق العالم، وقد عقدت سلسلة من المؤتمرات في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين.

    وفي المؤتمر العالمي الثاني للمناخ العالمي عام 1990، تقرر إنشاء لجنة دولية لوضع اتفاقية إطارية خاصة بالتغير المناخي، تم اعتمادها في 9 أيار/مايو عام 1992 بمقر الأمم المتحدة، وفتح باب التوقيع عليها في شهر حزيران/يونيو عام 1992 في ريودي جانيرو بالبرازيل، ووقعها في القمة رؤوساء الدول وغيرهم من كبار المسؤولين من 154 دولة والاتحاد الأوربي. وفي منتصف عام 1996، كان ما يقرب من 160 دولة قد صدّقت على الاتفاقية أو انضمت إليها. وعقد مؤتمر الأطراف Conference of the Parties (COP) وهو أعلى هيئة معنية بالاتفاقية- دورته الأولى في شهري آذار/مارس- نيسان/إبريل من عام 1995 في برلين، واعتمد 21 قراراً، وكان هدف الاتفاقية (الاتفاقية الإطارية) هو تثبيت تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب الإنسان في النظام المناخي، وينبغي بلوغ هذا المستوى في إطار فترة زمنية كافية، تتيح للنظم البيئية أن تتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ، وتضمن عدم تعرض إنتاج الأغذية للخطر، وتسمح بالمضي قدماً في التنمية الاقتصادية على نحو مستدام.

    وفي شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 1997، عقد في مدينة كيوتو اليابانية مؤتمر حول التغير المناخي، بغية الحد من كمية المنبعثات الغازية المشكّلة لما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري greenhouse gases. وقد اشترك في المؤتمر نحو 10000 مندوب ومراقب وصحافي وبحضور ممثلين عن الدول الصناعية كافة المعنية بذلك، وغالبية دول العالم الأخرى، وانتهى المؤتمر إلى قرار صدر بتوافق الآراء باعتماد اتفاقية تقضي بأن تكفل الدول الصناعية، منفردة أو مجتمعة، تخفيف مجموع انبعاثات غازات الدفيئة لديها في الفترة (2008-2012) بنسبة 50٪ على الأقل مما كانت عليه عام 1990، وتتضمن اتفاقية كيوتو قيام 39 دولة بتخفيض غازات الاحتباس الحراري، باعتماد سنة 1990 سنة أساس، لحساب نسب التخفيض الملزمة لها في الفترة 2008 إلى 2012، وتشمل تلك الغازات ستة غازات رئيسة هي: ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميتان (CH4) وأكسيد النتروز (N2O) والهيدورفلورو كربون (HFCs) والبيرفلوروكربون (PFCs) وسادس فلوريد الكبريت (SF6). وفيما يتعلق بالغازات الثلاثة الأولى، فإن سنة الأساس لها هي 1990، بينما تستخدم سنة 1995 سنة أساس للغازات الثلاثة الأخيرة التي تعيش مدة أطول، كما يسمح للدول في المرحلة الانتقالية مثل دول الاتحاد السوڤييتي السابق باختيار سنة أساس غير 1990.

    وتختلف نسبة التخفيض المطلوبة من دولـة إلى أخرى، فهي 8٪ لدول الاتحاد الأوربي واليابـان، 7٪ للولايات المتحدة و6٪ لكندا وهنغاريا وبولندا، وقد سمح لدول عدة مرحلياً بالمحافظة على نسب انبعاثاتها الغازية (الاتحاد الروسي، أوكرانيا، رومانيا، سويسرا، نيوزيلندا). كما سمحت الاتفاقية لثلاث دول فقط بزيادة الانبعاثات وهي أستراليا وإيسلندا والنروج.

    ومما تجدر الإشارة إليه، أن نسب الانبعاث من CO2 وهو الغاز الرئيس، من دول الأطراف الـ 39 في اتفاقية كيوتو، بتقديرات عام 1990، كانت كالآتي: 36.1٪ من الولايات المتحدة، 17.4٪ من دول الاتحاد الأوربي، 8.5٪ من اليابان، 7.4٪ من ألمانيا، 4.3٪ من المملكة المتحدة، 3.2٪ من كندا، 3.1 من إيطاليا، 2.1 من أستراليا، بمعنى أن عشر دول تبعث إلى الجو من نشاطها البشري نحو 98٪ من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي قدرت كميته المنبعثة من 39 دولة نحو 13728306 بليون غرام في عام 1990.

    كما تشير التقديرات إلى أن نحو 30٪ من إجمالي غازات الدفيئة الستة سابقة الذكر مصدرها الولايات المتحدة. وأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي امتنعت عن التوقيع على اتفاقية كيوتو، على الرغم من أنها حضرت الاتفاقية، والاتفاقيات الأخرى كافة، وماتزال ممتنعة عن التوقيع.

    وتتألف إتفاقية كيوتو من 28 مادة هي:

    1ـ تعريفات، 2ـ السياسات والإجراءات لتنفيذ الالتزامات، 3ـ الأهداف الكمية لتخفيض الانبعاثات، 4ـ الاشتراك في الوفـاء بالالتزامـات، 5ـ المنهجيـة، 6ـ قواعـد التنفيذ المشترك ووحـدات تخفيض الانبعاثـات، 7ـ البلاغات الوطنية، 8 ـ مراجعة المعلومات في البلاغـات، 9ـ مراجعة الالتزامـات في الاتفاقية، 10ـ الأنشطة والتعـاون لتنفيذ الالتزامات، 11ـ تنفيذ الاتفاقية وتقديـم الالتزامـات المالية، 12ـ آليـة التنمية النظيفة، 13ـ مؤتمر الأطـراف واجتماع الأطراف، 14ـ السكرتـارية، 15ـ الهيئـات الفرعية، 16ـ عملية المشورة متعددة الأطـراف، 17ـ المتاجرة بتصاريح الانبعاثات، 18ـ عدم الالتزام، 19ـ حل الخلافات، 20ـ التعديـلات على الاتفاقية، 21ـ إجراءات تعديل المـلاحق، 22ـ التصويت، 23ـ الإيداع، 24 ـ التصديق، 25 ـ الدخول حيز التنفيذ 26ـ التحفظات، 27ـ الانسحاب، 28ـ اللغات.

    علي موسى
يعمل...
X