وصل عدد سكان غلاسكو إلى 616.4 ألف نسمة عام 1996، و تُعَدُّ كبرى مدن مقاطعة اسكتلندا، ومن المدن الكبيرة في بريطانيا، ويعتنق معظم السكان المذهب البروتستنتي إلى جانب مجموعة قليلة من الكاثوليك.
تتمتع مدينة غلاسكو بموقع استراتيجي مهم، حيث تلتقي عندها وتتفرع منها الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية والخطوط الجوية التي تربطها ببقية المدن البريطانية ومدن أوربا والعالم.
نمت غلاسكو منذ أواخر القرن الثامن عشر الميلادي حتى منتصف القرن العشرين، بوصفها مركزاً تجارياً وصناعياً مهماً لموقعها في قلب حقول فحم اسكتلندا، ولكنها في العقود الأخيرة من القرن العشرين بدأت تفقد قاعدتها الصناعية، ولاسيما الصناعات الثقيلة، ومازال فيها بعض الصناعات مثل صناعة المواد الكيمياوية والنسيج والسكر.
تُعَدُّ مدينة غلاسكو مركزاً إعلامياً مهماً، إذ تضم الاستوديوهات الرئيسية لهيئة الإذاعة البريطانية الاسكتلندية، وهي مقر تلفزيون اسكتلندا المستقل، وهي أيضاً مركز تعليمي وثقافي متميز، وبها جامعتان؛ جامعة غلاسكو التي تعد ثاني جامعة في اسكتلندا، وتأسست عام 1451م على يد أسقف المدينة وليم تيرنيول، وجامعة ستراثكلايد التي أُسِّست عام 1964، وقد اختيرت المدينة على أنها المدينة الثقافية لأوربا عام 1990.
تُشْتَهَر المدينة بمتاحفها الفنية والتاريخية التي تضمُّ أشهر الأسلحة والآثار والتاريخ الطبيعي ولوحات المشاهير من الفنانين الأوربيين والبريطانيين من القرن السادس عشر حتى اليوم،
مدينة غلاسكو |
يرجع إنشاء مدينة غلاسكو إلى عام 543م على يد القديس سانت منغو St.Mungo، واكتسبت أهمية دينية بعد بناء الكاتدرائية بها في أواخر القرن السادس الميلادي، وقد زادت أهمية المدينة بعد تأسيس جامعة غلاسكو.
نمت المدينة وتطورت كثيراً بعد الاتحاد بين إنكلترا واسكتلندا عام 1707، وجعل منها تعميق نهر كلايد ميناءً مهماً، وأعطى صناعة السفن دفعة قوية، إذ أبحرت من مينائها إبحار أول سفينة أوربية تعمل بالبخار في عام 1812.
في بداية القرن العشرين، بدأت المدينة تفقد أهميتها، وبدأت تعاني كثافةً سكانية عالية ونقصاً في المساكن، ولكن الدعم الحكومي وبناء المدن الجديدة بعد الحرب العالمية الثانية أسهم في حل مشكلة الازدحام السكني فيها.
عبد الرؤوف رهبان