توزيع الإضاءة فن يعتمد على المنطق ويعتمد على التأثير الذي طلب الإيحاء به
هناك فرق كبير بين مجرد الرغبة فى إيجاد إضاءة ذات قوة مناسبة ليقدر التعريض الصحيح ، والرغبة فى توزيع الإضاءة بطريقة خلاقة كي تبدو الموضوعات المطلوب تصويرها فى أحسن شكل يناسبها ، وفي وضع يكسب الصورة قيمة جماليه، وأن تكون محققة للغرض الذي تؤديه . وتفسيراً لذلك لنفرض أننا بصدد تصوير وجه إنسان ، فمن المؤكد أن يتسير إضاءته بواسطة مصدرين ضوئيين أماميين يبعثان قدراً من الضوء يكفل تعريض الفلم تعريضا صحيحا ، غير أن مثل هذه الإضاءة سوف تؤدى إلى إظهار صورة هذا الوجه مسطحا Flat دون إيحاء بالعمق أو التجسيم Modelling ، بعكس ماكان يمكن أن نشعر به لو أننا قد أسقطنا عليه إضاءة أمامية رئيسية Front Key light ، ، تم أخرى من جانب آخر لملء الظلال Fill in ، وثالثة خلفية للمعاونة على التجسيم، ولا شك أن في ذلك تقريبا بين الإحساس المرئى حين رؤية هذا الوجه في الطبيعة ورؤيته في الصورة مع إثارة لمسة جماليه في الصورة .
وإن الذي لاشك فيه أن توزيع الإضاءة على الأجسام المطلوب تصويرها هو فن يعتمد على أسس منطقية بسيطة لا تعقيد فيها تنبع من الخبرات المكتسبة من مشاهداتنا الطبيعية ، فالشمس مثلا هي المصدر الرئيسي للإضاءة الطبيعية ، ولكى يصل ضوء الشمس إلى الأرض لا بد وأن يمر في وسط من الهواء المحيط بالكرة الأرضية ويكون محملا بأتربة وذرات من بخار الماء تعمل جميعها على تشتيت الضوء ، وهكذا نرى أن هذا الضوء المشتت الموزع يعمل كمصدر ثان للإضاءة لملء الظلال الناتجة عن المصدر الرئيسى فيخفف كثير أمن حدتها .. فإذا ما أردنا أن نستخدم إضاءة صناعية بديلة للإضاءة الطبيعية فما علينا إلا أن نقلد هذا التأثير الطبيعى، ولكن لا يعنى ما تقدم القول بأن الإضاءة الطبيعية لا نراها إلا على نمط واحد فقط لا يتغير، بل كثيراً ما نجد اختلافا كبيراً بين الإضاءة الطبيعية في ظروف معينة عنها فى ظروف أخرى :
(أ) فهناك تغيراً دائما في مدى النسبة بين قوة الإضاءة الرئيسية Key tight إلى قوة الإضاءة المالئة للظلال Fill in light .
(ب) كما أن هناك تغيراً مستمراً فى الاتجاه الذي منه تسقط الإضاءة على الأجسام ، وتغيراً أيضا فى مدى ارتفاع أو انخفاض مستوى مصدر الإضاءة الطبيعية ، فالشمس قد تكون عالية فى السماء أحيانا فوق سمت الرأس Vertical ، وفي ظروف أخرى حين الشروق أو الغروب مثلا تكون الشمس منخفضة حتى تكاد تتواجد فى مستوى الأفق Horizontal . ونحن أيضا حين تستخدم الإضاءة الصناعية في التصوير لا بد لا بد وأن أستعير جميع الظروف المتعددة من المشاهدات في الطبيعة ، فتارة نجعل مصدر الإضاءة الصناعية عاليا ، وأخرى نجعله في مستوى منخفض ، ومرة قد نزيد من نسبة الإضاءة الرئيسية إلى تلك المالئة للظلال ومرات أخرى قد نقرب من هذه النسبة ، وفي أحوال متعددة قد نجعل مصدر الإضاءة الرئيسية أماميا أو نجعله علويا أو قد نجعله خلفيا. وكل هذه الأوضاع تعتمد أساسا على التأثير الذي نود الإيحاء به .
ولو كان بالجو غماما، فلاشك أن الإضاءة السائدة التي تضىء جميع ا لن تكون سوى إضاءة موزعة Diffused ، وتكون منبعثة من جميع الاتجاهات، فهي من الأمام والخلف والجوانب، ولن يتعذر تقليد هذا التأثير الطبيعي حين استخدام مصادر إضاءة صناعية لتصوير مناظر نفترض فيها أنها مسجلة في الطبيعة حين يسود الضباب أو الشابورة رعم تصويرها فى داخل الأستوديو، وذلك بأن يستفاد بمصادر للضوء الموزع المعتاد استخدامها لملء الظلال Fill in lights .
ونتوقف كمية الإضاءة اللازمة لإضاءة مكان معين ، وبالتالى يتوقف حجم مصادر الضوء على مدى إتساع أو ضيق المكان المطلوب تصويره، فمن البديهي أن تزيد قوة المصادر الضوئية وحجمها لو زاد إتساع المكان الذى تغطيه زاوية رؤية العدسة Angle of View of lens الجارى استخدامها حين التصوير ، وهنا قد يتبادر إلى ذهن القارى، أنه سيان أن يستخدم مصدراً واحداً قوى كإضاءة رئيسية لإضاءة مكان معين ، أو أن يستخدم مصدران رئيسيان أو أكثر تتفق قوتهما معا . المصدر السابق . ولو أن التعريض Exposure اللازم في الحالتين لن يختلف، إلا أن الذى لا شك فيه أن هذا إجراء غير مستحب، ذلك لأنه سوف يترتب على وجود مصدرين رئيسيين للإضاءة أن يبدو أكثر من ظل Shadow واحد للأجسام المطلوب تصويرها، وهذا أمر يختلف عن المبادىء المنطقية التي يجب أن تحكم تصرفاتنا فى الإضاءة ، فالشمس - كمصدر رئيسي لا يمكن أن تلقى أكثر من ظل واحد ومن هنا نجد أنه إذا كنا بصدد تصوير مكان متسع فمن الأوفق أن يكون المصدر الرئيسي للإضاءة مصدراً واحداً قويا وليس مصدرين ضعيفين أو أكثر من مصدر ، وبفرض أن رغبنا في العمل على نقص قوة هذا المصدر الرئيسى، فمن الممكن أداء ذلك بواسطة المعتمات الكهربية Electric Dimmers التي تعمل على تخفيض الطاقة الضوئية ، أو بواسطة زيادة البعد بين المصدر الرئيسي و الموضوع الجارى تصويره . و بفرض أن رغبنا في تخفيض حدة الظلال الناتجة عن مصدر الضوء المركز Spot light الذى يعمل كإضاءة رئيسية ، فلن يتعذر ذلك بواسطة موزعات الضوء السابق أن تحدثنا عنها . وإن كنا قد استحسنا أن يكون المصدر الرئيسي Key light واحدا ، فإن هذا لا يعنى إطلاقا إلا تستخدم مصادر ضـوء مركز أخرى لإضاءة نفس المكان، فهي كثيراً ما تستخدم بذكاء وحرص بالإضافة إلى المصدر الرئيسى كوسيلة لإضاءة موضوعات ثانوية في خلفية الصورة مثلا ستائر أو كرسى أو مكتبة . وتكون هذه المصادر عادة أقل قوة من المصدر الرئيسي، كما تكون مجهزة بوسائل متعددة للتحكم في المساحة التي يسقط عليها الضوء المنبعث منها كى لا تنشأ عنها أي ظلال غير منطقية . وبفرض أن كنا بصدد تصوير لقطة في فيلم سينمائى تمثل ما يجرى داخل حجرة معيشة Living Room نهاراً رغم أن التصوير يجرى داخل الاستديو بالإضاءة الصناعية ، فهنا يكون ضوء النهار الذى ينفذ خلال نافذة في هذه الحجرة هو المصدر المنطقى للإضاءة الرئيسية Key lighter ، لذلك يجب أن توضع الإضاءة الرئيسية كما لو كانت نابعة من نوافذ الحجرة وما لم نفعل ذلك فمن المؤكد أن تبدو الإضاءة غير منطقية هذا مع عدم الاخلال بامكان وضع مصادر ضوء أخرى مساعدة بحيث لا يترتب على تعددها ظلال متضادة الإتجاه .
ولو أن ظروف القصة قد دعت إلى تصوير هذه اللقطة لكي تظهر كما لو كانت مسجلة ليلا ، فهنا نجد أن هذه الظروف تدعونا لنجعل الإضاءة الرئيسية Key Lights تبدو منبعثة من مصادر ضوئية متعددة داخل هذه الحجرة ( مثل النجف أو الأباجورات أو الأبليكات الضوئية المعلقة على الحائط ) فهذا هو الوضع المنطقى للإضاءة حينئذ ، غير أنه يترتب على تعدد
المصادر الضوئية وزيادة عددها كثيرا أن تنجم مشكلة أخرى هي تسطح الموضوعات Flatness أى نقص تجسيمها بالإضافة إلى تعدد الظلال، وهنا قد تفكر في أن نضع مصدراً رئيسيا للإضاءة لا يكون داخلا في حدود زاوية رؤية العدسة ، هذا . وجوب إضاءة المصادر الداخلية الأخرى مثل النجف أو الأباجورات أثناء التصوير، ومع عدم الإخلال بالقواعد التي سوف نذكرها فيما بعد عن تصوير مصادر الضوء نفسها ، والتي تقضى بوجوب توافر نسب معينة بين كمية الإضاءة التي يبعثها المصدر الرئيسى حينئذ والمصادر الضوئية الأخرى التي سوف تبدو في الصورة وتدخل في نطاق زاوية رؤية العدسة والتي يجب أن تكون من القوة بقدر يمكن من إظهارها كمصادر مضيئة فعلا وليست مجرد مصابيح غير مضيئة .
وسوف نضرب الآن مثلا آخرا لظروف إضاءة نطلب الايحاء بها حين تصوير نفس هذا المكان في لقطة جديدة أثناء إقامة حفلة راقصة به ، فهذه الظروف الجديدة تدعو إلى رفع طبقة الإضاءة High Key كي تناسب الطبيعة المرحة للحفل ، ولذلك يجب العمل على تخفيف حدة تباين الإضاءة كثير أجداً فيقل التباين بين الإضاءة الرئيسية وإضاءة ملء الظلال Fill Lights فلا تبدوسوی ظلال خفيفة تكاد تكون شفافة .
و بفرض أن أردنا تصوير نفس المكان فى لقطة رابعة بحيث تمثل سيدة عجوز حزينة وحيدة تعيش حاليا في ذكريات الماضي، فلا شك أن مثل هذه الظروف تدعو إلى إضاءة منخفضة الطبقة Low Key ، فلو افترضنا أن ظروف القصة تدعو للإيهام بأن التصوير يجرى نهاراً ، وأن مصدر الإضاءة الرئيسي المنطقى هو ضوء النافذة المسدل عليها الستائر الرقيقة، فإن المصدر الرئيسي للإضاءة سوف يوضع فعلا خلف النافذة في هذه الحجرة ، وتكون الإضاءة موزعة Diffused من تأثير الستائر الرقيقة ، وتكون إضاءة ملء الظلال ضعيفة نسبيا إلى قوة المصدر الرئيسي كي يبدو تباينا في الإضاءة lighting Contrast بين مناطق الظلال التي يجب أن تشغل مساحة كبيرة ومناطق الإضاءة العالية high lights التي يجب أن تشغل مساحة أقل تحقيقا لتأثير أنخفاض طبقة الإضاءة low Key المطلوب في هذه الظروف ولا بأس من استخدام مصادر أخرى لإضاءة خلفية Back light أو خلفية جانبية Back side light لاظهار لطشات ضوء على الحواف الخلفية للرأس والكتفين ، ومع تقليل نسبى فى شدة الضوء الذي يضي. خلفية المنظر فهذه العوامل جميعها تحقق تأثير أنخفاض طبقة الإضاءة المطلوب .
ولاشك أن في دراسة أعمال الاخرين سواء من المصورين الفوتوغرافيين أو السينمائيين أو الرسامين القدامى والحديثين منهم ، ما ينمى لدى المصور المبتدىء حصيلة من المعرفة والخبرة المكتسبة التى تكمن في مخيلته حتى يجي. الوقت الذي يعمل فيه المصور فتخرج فيه الخبرات ناضجة لتوجهه أثناء العمل وليست مجرد الخبرة التي تكتسبها من معرفة تأثير الإضاءة والظلال الناتجة عنها هي العامل الوحيد الذى ينتج عنه الخلق الفنى الفوتوغرافي ، بل لا بد وأن تتفاعل هذه الخبرات مع روح المصور وإحساساته فهنا ينشأ الابداع في العمل الفنى .
هناك فرق كبير بين مجرد الرغبة فى إيجاد إضاءة ذات قوة مناسبة ليقدر التعريض الصحيح ، والرغبة فى توزيع الإضاءة بطريقة خلاقة كي تبدو الموضوعات المطلوب تصويرها فى أحسن شكل يناسبها ، وفي وضع يكسب الصورة قيمة جماليه، وأن تكون محققة للغرض الذي تؤديه . وتفسيراً لذلك لنفرض أننا بصدد تصوير وجه إنسان ، فمن المؤكد أن يتسير إضاءته بواسطة مصدرين ضوئيين أماميين يبعثان قدراً من الضوء يكفل تعريض الفلم تعريضا صحيحا ، غير أن مثل هذه الإضاءة سوف تؤدى إلى إظهار صورة هذا الوجه مسطحا Flat دون إيحاء بالعمق أو التجسيم Modelling ، بعكس ماكان يمكن أن نشعر به لو أننا قد أسقطنا عليه إضاءة أمامية رئيسية Front Key light ، ، تم أخرى من جانب آخر لملء الظلال Fill in ، وثالثة خلفية للمعاونة على التجسيم، ولا شك أن في ذلك تقريبا بين الإحساس المرئى حين رؤية هذا الوجه في الطبيعة ورؤيته في الصورة مع إثارة لمسة جماليه في الصورة .
وإن الذي لاشك فيه أن توزيع الإضاءة على الأجسام المطلوب تصويرها هو فن يعتمد على أسس منطقية بسيطة لا تعقيد فيها تنبع من الخبرات المكتسبة من مشاهداتنا الطبيعية ، فالشمس مثلا هي المصدر الرئيسي للإضاءة الطبيعية ، ولكى يصل ضوء الشمس إلى الأرض لا بد وأن يمر في وسط من الهواء المحيط بالكرة الأرضية ويكون محملا بأتربة وذرات من بخار الماء تعمل جميعها على تشتيت الضوء ، وهكذا نرى أن هذا الضوء المشتت الموزع يعمل كمصدر ثان للإضاءة لملء الظلال الناتجة عن المصدر الرئيسى فيخفف كثير أمن حدتها .. فإذا ما أردنا أن نستخدم إضاءة صناعية بديلة للإضاءة الطبيعية فما علينا إلا أن نقلد هذا التأثير الطبيعى، ولكن لا يعنى ما تقدم القول بأن الإضاءة الطبيعية لا نراها إلا على نمط واحد فقط لا يتغير، بل كثيراً ما نجد اختلافا كبيراً بين الإضاءة الطبيعية في ظروف معينة عنها فى ظروف أخرى :
(أ) فهناك تغيراً دائما في مدى النسبة بين قوة الإضاءة الرئيسية Key tight إلى قوة الإضاءة المالئة للظلال Fill in light .
(ب) كما أن هناك تغيراً مستمراً فى الاتجاه الذي منه تسقط الإضاءة على الأجسام ، وتغيراً أيضا فى مدى ارتفاع أو انخفاض مستوى مصدر الإضاءة الطبيعية ، فالشمس قد تكون عالية فى السماء أحيانا فوق سمت الرأس Vertical ، وفي ظروف أخرى حين الشروق أو الغروب مثلا تكون الشمس منخفضة حتى تكاد تتواجد فى مستوى الأفق Horizontal . ونحن أيضا حين تستخدم الإضاءة الصناعية في التصوير لا بد لا بد وأن أستعير جميع الظروف المتعددة من المشاهدات في الطبيعة ، فتارة نجعل مصدر الإضاءة الصناعية عاليا ، وأخرى نجعله في مستوى منخفض ، ومرة قد نزيد من نسبة الإضاءة الرئيسية إلى تلك المالئة للظلال ومرات أخرى قد نقرب من هذه النسبة ، وفي أحوال متعددة قد نجعل مصدر الإضاءة الرئيسية أماميا أو نجعله علويا أو قد نجعله خلفيا. وكل هذه الأوضاع تعتمد أساسا على التأثير الذي نود الإيحاء به .
ولو كان بالجو غماما، فلاشك أن الإضاءة السائدة التي تضىء جميع ا لن تكون سوى إضاءة موزعة Diffused ، وتكون منبعثة من جميع الاتجاهات، فهي من الأمام والخلف والجوانب، ولن يتعذر تقليد هذا التأثير الطبيعي حين استخدام مصادر إضاءة صناعية لتصوير مناظر نفترض فيها أنها مسجلة في الطبيعة حين يسود الضباب أو الشابورة رعم تصويرها فى داخل الأستوديو، وذلك بأن يستفاد بمصادر للضوء الموزع المعتاد استخدامها لملء الظلال Fill in lights .
ونتوقف كمية الإضاءة اللازمة لإضاءة مكان معين ، وبالتالى يتوقف حجم مصادر الضوء على مدى إتساع أو ضيق المكان المطلوب تصويره، فمن البديهي أن تزيد قوة المصادر الضوئية وحجمها لو زاد إتساع المكان الذى تغطيه زاوية رؤية العدسة Angle of View of lens الجارى استخدامها حين التصوير ، وهنا قد يتبادر إلى ذهن القارى، أنه سيان أن يستخدم مصدراً واحداً قوى كإضاءة رئيسية لإضاءة مكان معين ، أو أن يستخدم مصدران رئيسيان أو أكثر تتفق قوتهما معا . المصدر السابق . ولو أن التعريض Exposure اللازم في الحالتين لن يختلف، إلا أن الذى لا شك فيه أن هذا إجراء غير مستحب، ذلك لأنه سوف يترتب على وجود مصدرين رئيسيين للإضاءة أن يبدو أكثر من ظل Shadow واحد للأجسام المطلوب تصويرها، وهذا أمر يختلف عن المبادىء المنطقية التي يجب أن تحكم تصرفاتنا فى الإضاءة ، فالشمس - كمصدر رئيسي لا يمكن أن تلقى أكثر من ظل واحد ومن هنا نجد أنه إذا كنا بصدد تصوير مكان متسع فمن الأوفق أن يكون المصدر الرئيسي للإضاءة مصدراً واحداً قويا وليس مصدرين ضعيفين أو أكثر من مصدر ، وبفرض أن رغبنا في العمل على نقص قوة هذا المصدر الرئيسى، فمن الممكن أداء ذلك بواسطة المعتمات الكهربية Electric Dimmers التي تعمل على تخفيض الطاقة الضوئية ، أو بواسطة زيادة البعد بين المصدر الرئيسي و الموضوع الجارى تصويره . و بفرض أن رغبنا في تخفيض حدة الظلال الناتجة عن مصدر الضوء المركز Spot light الذى يعمل كإضاءة رئيسية ، فلن يتعذر ذلك بواسطة موزعات الضوء السابق أن تحدثنا عنها . وإن كنا قد استحسنا أن يكون المصدر الرئيسي Key light واحدا ، فإن هذا لا يعنى إطلاقا إلا تستخدم مصادر ضـوء مركز أخرى لإضاءة نفس المكان، فهي كثيراً ما تستخدم بذكاء وحرص بالإضافة إلى المصدر الرئيسى كوسيلة لإضاءة موضوعات ثانوية في خلفية الصورة مثلا ستائر أو كرسى أو مكتبة . وتكون هذه المصادر عادة أقل قوة من المصدر الرئيسي، كما تكون مجهزة بوسائل متعددة للتحكم في المساحة التي يسقط عليها الضوء المنبعث منها كى لا تنشأ عنها أي ظلال غير منطقية . وبفرض أن كنا بصدد تصوير لقطة في فيلم سينمائى تمثل ما يجرى داخل حجرة معيشة Living Room نهاراً رغم أن التصوير يجرى داخل الاستديو بالإضاءة الصناعية ، فهنا يكون ضوء النهار الذى ينفذ خلال نافذة في هذه الحجرة هو المصدر المنطقى للإضاءة الرئيسية Key lighter ، لذلك يجب أن توضع الإضاءة الرئيسية كما لو كانت نابعة من نوافذ الحجرة وما لم نفعل ذلك فمن المؤكد أن تبدو الإضاءة غير منطقية هذا مع عدم الاخلال بامكان وضع مصادر ضوء أخرى مساعدة بحيث لا يترتب على تعددها ظلال متضادة الإتجاه .
ولو أن ظروف القصة قد دعت إلى تصوير هذه اللقطة لكي تظهر كما لو كانت مسجلة ليلا ، فهنا نجد أن هذه الظروف تدعونا لنجعل الإضاءة الرئيسية Key Lights تبدو منبعثة من مصادر ضوئية متعددة داخل هذه الحجرة ( مثل النجف أو الأباجورات أو الأبليكات الضوئية المعلقة على الحائط ) فهذا هو الوضع المنطقى للإضاءة حينئذ ، غير أنه يترتب على تعدد
المصادر الضوئية وزيادة عددها كثيرا أن تنجم مشكلة أخرى هي تسطح الموضوعات Flatness أى نقص تجسيمها بالإضافة إلى تعدد الظلال، وهنا قد تفكر في أن نضع مصدراً رئيسيا للإضاءة لا يكون داخلا في حدود زاوية رؤية العدسة ، هذا . وجوب إضاءة المصادر الداخلية الأخرى مثل النجف أو الأباجورات أثناء التصوير، ومع عدم الإخلال بالقواعد التي سوف نذكرها فيما بعد عن تصوير مصادر الضوء نفسها ، والتي تقضى بوجوب توافر نسب معينة بين كمية الإضاءة التي يبعثها المصدر الرئيسى حينئذ والمصادر الضوئية الأخرى التي سوف تبدو في الصورة وتدخل في نطاق زاوية رؤية العدسة والتي يجب أن تكون من القوة بقدر يمكن من إظهارها كمصادر مضيئة فعلا وليست مجرد مصابيح غير مضيئة .
وسوف نضرب الآن مثلا آخرا لظروف إضاءة نطلب الايحاء بها حين تصوير نفس هذا المكان في لقطة جديدة أثناء إقامة حفلة راقصة به ، فهذه الظروف الجديدة تدعو إلى رفع طبقة الإضاءة High Key كي تناسب الطبيعة المرحة للحفل ، ولذلك يجب العمل على تخفيف حدة تباين الإضاءة كثير أجداً فيقل التباين بين الإضاءة الرئيسية وإضاءة ملء الظلال Fill Lights فلا تبدوسوی ظلال خفيفة تكاد تكون شفافة .
و بفرض أن أردنا تصوير نفس المكان فى لقطة رابعة بحيث تمثل سيدة عجوز حزينة وحيدة تعيش حاليا في ذكريات الماضي، فلا شك أن مثل هذه الظروف تدعو إلى إضاءة منخفضة الطبقة Low Key ، فلو افترضنا أن ظروف القصة تدعو للإيهام بأن التصوير يجرى نهاراً ، وأن مصدر الإضاءة الرئيسي المنطقى هو ضوء النافذة المسدل عليها الستائر الرقيقة، فإن المصدر الرئيسي للإضاءة سوف يوضع فعلا خلف النافذة في هذه الحجرة ، وتكون الإضاءة موزعة Diffused من تأثير الستائر الرقيقة ، وتكون إضاءة ملء الظلال ضعيفة نسبيا إلى قوة المصدر الرئيسي كي يبدو تباينا في الإضاءة lighting Contrast بين مناطق الظلال التي يجب أن تشغل مساحة كبيرة ومناطق الإضاءة العالية high lights التي يجب أن تشغل مساحة أقل تحقيقا لتأثير أنخفاض طبقة الإضاءة low Key المطلوب في هذه الظروف ولا بأس من استخدام مصادر أخرى لإضاءة خلفية Back light أو خلفية جانبية Back side light لاظهار لطشات ضوء على الحواف الخلفية للرأس والكتفين ، ومع تقليل نسبى فى شدة الضوء الذي يضي. خلفية المنظر فهذه العوامل جميعها تحقق تأثير أنخفاض طبقة الإضاءة المطلوب .
ولاشك أن في دراسة أعمال الاخرين سواء من المصورين الفوتوغرافيين أو السينمائيين أو الرسامين القدامى والحديثين منهم ، ما ينمى لدى المصور المبتدىء حصيلة من المعرفة والخبرة المكتسبة التى تكمن في مخيلته حتى يجي. الوقت الذي يعمل فيه المصور فتخرج فيه الخبرات ناضجة لتوجهه أثناء العمل وليست مجرد الخبرة التي تكتسبها من معرفة تأثير الإضاءة والظلال الناتجة عنها هي العامل الوحيد الذى ينتج عنه الخلق الفنى الفوتوغرافي ، بل لا بد وأن تتفاعل هذه الخبرات مع روح المصور وإحساساته فهنا ينشأ الابداع في العمل الفنى .
تعليق