ما هي التجربة العلمية
لقد وصف بعض أهل التحليل والإختصاص أنّ التجربة العلمية هي “مُشاهدة أو رصدٌ مُتعمّد تتمّ تحت ظروفٍ مرتّبة عمدًا من قبل المُشاهد أو الباحث”. ولكنّ هذا التّعريف لا يكفي، ولا يعطي مفهوم التّجربة العلميّة حقّهُ الكامل.فالتّجربة العلميّة هي مُجرّد خطوة ضروريّة ضمنَ مبنى متكامل يُسمّى بالمنهج العلميّ، ولكي يكون المنهج العلميّ منهجًا سليمًا وموضوعيًّا، وحتّى تكون النّتائج التي نستخلصها من العلم تباعًا نتائج جديرة بالثّقة.. لا بُدّ للتّجارب العلميّة أن تلتزم بمعايير مُعيّنة. هذه المعايير ستتغيّر بحسبِ نوع التّجربة وأهدافها، ولكن هنالك أسس لا بُدّ ان تكون حاضرة في كُلّ تجربة علميّة، بغضّ النّظر عن مجالها وأهدافها، الا وهي: قابليّة التّجربة للتّكرار، وارتكاز نتائجها على التّحليل المنطقي الصّرف.
قابليّة التّجربة للتّكرار هو بالذّات معيار هامٌّ جدًّا، وللأسف كثيرًا ما نتجاهلُهُ في دراستنا للمسائل العلميّة. نحنُ جميعًا نعلم أنّ الإنسان – حتّى أكثر العلماء والباحثين حذرًا – قد يخطئ، كما أنّنا نعلم أنّ بعض النّاس قد يحرّف ويغيّر في نتائج الأبحاث لأهدافٍ شخصيّة. وإذا كانت التّجربة التي قام بها شخصٌ ما غير قابلة للتّكرار من قبل مجموعة مُستقلّة من الباحثين، فمن الصّعب الوثوق بالنّتائج التي جاء بها طرفٌ واحد.