جبيل
Jubail / Jubayl - Jubail
الجُبيل
تقع مدينة الجُبيل السعودية على ساحل الخليج العربي[ر]، تبعد مسافة 100كم إلى الشمال من مدينة الظهران، عند تقاطع خط العرض 27 درجة شمالاً وخط الطول 49 درجة شرقاً تقريباً. يتكون ظهيرها من أراض مستوية، قاحلة ذات ميل خفيف باتجاه ساحل الخليج، مناخها حار صيفاً (40 درجة) ومعتدل شتاءً (25 درجة).
عُرفت الجبيل في العصور القديمة والوسطى بنشاطها التجاري، إذ كان يمر بها الطريق التجاري البري الذي يربط بين جنوبي الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام، كما كان ميناؤها الأكثر شهرة على الشاطئ الغربي للخليج العربي، تأتيه المراكب من العراق[ر] وفارس وجنوبي الجزيرة العربية والهند[ر]، كما اشتغل أهلها بصيد اللؤلؤ والأسماك.
بعد غزو الأوربيين للمنطقة في العصور الحديثة وخاصة البرتغاليين والإنكليز الذين دمروا الأساطيل الخليجية والعُمانية تحت اسم محاربة القرصنة، واضطراب الأمن على الطريق التجاري الداخلي، تراجع شأن الجبيل وكسدت تجارتها، وخاصة بعد انهيار تجارة اللؤلؤ في الربع الأول من القرن العشرين، فأصبحت بلدة فقيرة يعيش أهلها على صيد الأسماك. بلغ عدد سكانها نحو 8000 نسمة في عام 1973، وارتفع عدد سكان المدينة إلى 80 ألف نسمة تقريباً عام 1999.
أُقيمت مدينة الجبيل الصناعية الحديثة على مقربة من بلدة الجبيل القديمة، في موقع هو عبارة عن سهل ساحلي منخفض مغطى بالسبخات والمستنقعات المائية والكثبان الرملية، وعلى مساحة مبدئية مقدارها 930كم2. تحيط بالموقع مساحات شاسعة من الأراضي غير مستغلة تساعد على توسع المدينة مستقبلاً. إن اختيار هذا الموقع لقيام مدينة صناعية له إيجابياته الواضحة وأهمها:
1- قرب مصادر النفط الخام والغاز الطبيعي، مما يساعد على قيام الصناعات البتروكيمياوية، وتوفير الطاقة المحركة بتكاليف زهيدة.
2- إمكانية إنشاء ميناء حديث في المياه العميقة، على بعد عشرة كيلومترات من الشاطئ، يمكن من تصدير المنتجات الصناعية عبر الخليج العربي إلى مختلف أنحاء العالم، وخاصة إلى بلدان آسيا وإفريقية، مثلما يسهل استيراد المعامل والآلات وكل متطلبات بناء المدينة الصناعية الحديثة.
3- يُستفاد من تحلية مياه الخليج العربي لتوفير كميات المياه اللازمة للتبريد في الصناعات المختلفة كيمياوية ومعدنية.
قُسمت المساحة الإجمالية الداخلة في مخطط المدينة الحديثة إلى خمس مناطق:
1- المنطقة الصناعية: هي الهدف الأساسي من إنشاء مدينة الجبيل الصناعية، بلغت مساحتها نحو 80كم2، وتضم تسعة عشر مصنعاً من الصناعات الكبرى التي تتطلب تقنية عالية المستوى، ورؤوس أموال كبيرة، واستهلاكاً كبيراً للطاقة مثل تكرير النفط الخام وصناعة الحديد والصلب وصناعة الألمنيوم والصناعات الكيمياوية والأسمدة والكبريت والمواد البلاستيكية والميثانول، وتتبع جميعها للقطاع العام.
2- المنطقة السكنية: شُيدت هذه المدينة على مساحة 80كم2، لتستوعب 375 ألف نسمة عام 2010 من العاملين في الصناعات القائمة. قُسمت المدينة إلى ثمانية أحياء بعضها مخصص للعمال وأخرى مخصصة للمهندسين والإداريين، وقد جُهزت المدينة بكل مستلزمات الحياة العصرية الضرورية مثل الكهرباء والطرق والساحات المشجرة والمساجد والمدارس ومياه الشرب ومرافق الاتصالات.
3- منطقة المطار: تبلغ مساحتها 250كم2، بُني فيها مطار يغطي كافة احتياجات المدينة من النقل الجوي وخدمات نقل الركاب، يبلغ طول مدرج المطار 4كم، يمكنه استقبال كافة أنواع الطائرات.
4- منطقة المنتزه: تقع غربي المنطقة الصناعية ومساحتها 204كم2، وتضم مختلف مرافق الرياضات البحرية وحديقة عامة.
5- جزيرة الباطنة: تقع في مياه الخليج وتتبع مدينة الجبيل، وقد خُططت لتكون متنزهاً عاماً للمدينة، وتضم حديقة طبيعية وحديقة للحيوان ومشاتل للنباتات ومواقع لصيد الأسماك ومرسى للقوارب المتنوعة.
المرافق العامة
1- ميناء الملك فهد الصناعي: أُنشئ مجمع موانئ في الطرف الشمالي من الممر الصناعي، يستطيع أن يلبي كل متطلبات الاستيراد والتصدير، أكبرها ميناء الملك فهد الصناعي الذي يضم أربع محطات بحرية، وعشرين مرسى، وساحتين للتخزين، وأرصفة للخدمات، ومحطة بحرية للناقلات لشحن منتجات مصافي النفط الخام، ويضم رصيفاً لشحن المنتجات الكيمياوية، ومحطة خاصة لاستلام خام الحديد وشحن صادرات اليوريا والكبريت.
2- الطرق: تم إنشاء شبكة طرق معبدة بطول 327كم لخدمة المنطقة الصناعية و125كم للمنطقة السكنية، وتربط هذه الطرق المنطقتين ببعضهما وبشبكة الطرق السريعة على النطاق الإقليمي والوطني.
كما مد خط سكة حديد رئيس يربط الجبيل ببقية المملكة عن طريق الدمام، ويبلغ طول هذا الخط نحو 100كم، وأُقيمت خطوط أخرى محلية بطول 60كم ترتبط بالخط الرئيس وتقدم خدماتها للمدينة ومينائها.
3- الكهرباء والماء: تتزود مدينة الجبيل بحاجتها من الكهرباء من الشركة السعودية الموحدة للكهرباء، كما تتزود المدينة بحاجتها من المياه العذبة عن طريق المحطة التابعة للمؤسسة العامة لتحلية مياه البحر التي تمد مدينة الرياض بالمياه المحلاة، وهي كبرى محطات التحلية في المملكة العربية السعودية، كما أُقيمت في المدينة وحدة لمعالجة وتحلية مياه البحر تعمل عند الحاجة، وأُقيمت شبكة تبريد موحدة لمياه البحر تضخ نحو 10 مليون م3 في اليوم تغطي حاجة المصانع.
4- الرعاية الصحية: أُقيم في الجبيل مستشفى الحويلات الذي يضم مائتي سرير، ويضم عيادات تخصصية متنوعة، كما أُقيمت عشرة مستوصفات للرعاية الصحية الأولية موزعة في جميع أنحاء المدينة.
5- التعليم والتدريب: شُيدت في المدينة رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومدارس خاصة بتعليم اللغة العربية لغير العرب المقيمين في المدينة، كما شُيد «معهد الهيئة الملكية لتنمية القوى البشرية في الجبيل»، الذي يضم ستاً وعشرين مهارة، وهو مجهز بقاعات للتدريس والمختبرات والأجهزة، مع مساكن للطلبة والمدربين.
محمد الحمادي
Jubail / Jubayl - Jubail
الجُبيل
تقع مدينة الجُبيل السعودية على ساحل الخليج العربي[ر]، تبعد مسافة 100كم إلى الشمال من مدينة الظهران، عند تقاطع خط العرض 27 درجة شمالاً وخط الطول 49 درجة شرقاً تقريباً. يتكون ظهيرها من أراض مستوية، قاحلة ذات ميل خفيف باتجاه ساحل الخليج، مناخها حار صيفاً (40 درجة) ومعتدل شتاءً (25 درجة).
بعد غزو الأوربيين للمنطقة في العصور الحديثة وخاصة البرتغاليين والإنكليز الذين دمروا الأساطيل الخليجية والعُمانية تحت اسم محاربة القرصنة، واضطراب الأمن على الطريق التجاري الداخلي، تراجع شأن الجبيل وكسدت تجارتها، وخاصة بعد انهيار تجارة اللؤلؤ في الربع الأول من القرن العشرين، فأصبحت بلدة فقيرة يعيش أهلها على صيد الأسماك. بلغ عدد سكانها نحو 8000 نسمة في عام 1973، وارتفع عدد سكان المدينة إلى 80 ألف نسمة تقريباً عام 1999.
أُقيمت مدينة الجبيل الصناعية الحديثة على مقربة من بلدة الجبيل القديمة، في موقع هو عبارة عن سهل ساحلي منخفض مغطى بالسبخات والمستنقعات المائية والكثبان الرملية، وعلى مساحة مبدئية مقدارها 930كم2. تحيط بالموقع مساحات شاسعة من الأراضي غير مستغلة تساعد على توسع المدينة مستقبلاً. إن اختيار هذا الموقع لقيام مدينة صناعية له إيجابياته الواضحة وأهمها:
1- قرب مصادر النفط الخام والغاز الطبيعي، مما يساعد على قيام الصناعات البتروكيمياوية، وتوفير الطاقة المحركة بتكاليف زهيدة.
2- إمكانية إنشاء ميناء حديث في المياه العميقة، على بعد عشرة كيلومترات من الشاطئ، يمكن من تصدير المنتجات الصناعية عبر الخليج العربي إلى مختلف أنحاء العالم، وخاصة إلى بلدان آسيا وإفريقية، مثلما يسهل استيراد المعامل والآلات وكل متطلبات بناء المدينة الصناعية الحديثة.
3- يُستفاد من تحلية مياه الخليج العربي لتوفير كميات المياه اللازمة للتبريد في الصناعات المختلفة كيمياوية ومعدنية.
قُسمت المساحة الإجمالية الداخلة في مخطط المدينة الحديثة إلى خمس مناطق:
1- المنطقة الصناعية: هي الهدف الأساسي من إنشاء مدينة الجبيل الصناعية، بلغت مساحتها نحو 80كم2، وتضم تسعة عشر مصنعاً من الصناعات الكبرى التي تتطلب تقنية عالية المستوى، ورؤوس أموال كبيرة، واستهلاكاً كبيراً للطاقة مثل تكرير النفط الخام وصناعة الحديد والصلب وصناعة الألمنيوم والصناعات الكيمياوية والأسمدة والكبريت والمواد البلاستيكية والميثانول، وتتبع جميعها للقطاع العام.
2- المنطقة السكنية: شُيدت هذه المدينة على مساحة 80كم2، لتستوعب 375 ألف نسمة عام 2010 من العاملين في الصناعات القائمة. قُسمت المدينة إلى ثمانية أحياء بعضها مخصص للعمال وأخرى مخصصة للمهندسين والإداريين، وقد جُهزت المدينة بكل مستلزمات الحياة العصرية الضرورية مثل الكهرباء والطرق والساحات المشجرة والمساجد والمدارس ومياه الشرب ومرافق الاتصالات.
3- منطقة المطار: تبلغ مساحتها 250كم2، بُني فيها مطار يغطي كافة احتياجات المدينة من النقل الجوي وخدمات نقل الركاب، يبلغ طول مدرج المطار 4كم، يمكنه استقبال كافة أنواع الطائرات.
4- منطقة المنتزه: تقع غربي المنطقة الصناعية ومساحتها 204كم2، وتضم مختلف مرافق الرياضات البحرية وحديقة عامة.
5- جزيرة الباطنة: تقع في مياه الخليج وتتبع مدينة الجبيل، وقد خُططت لتكون متنزهاً عاماً للمدينة، وتضم حديقة طبيعية وحديقة للحيوان ومشاتل للنباتات ومواقع لصيد الأسماك ومرسى للقوارب المتنوعة.
المرافق العامة
1- ميناء الملك فهد الصناعي: أُنشئ مجمع موانئ في الطرف الشمالي من الممر الصناعي، يستطيع أن يلبي كل متطلبات الاستيراد والتصدير، أكبرها ميناء الملك فهد الصناعي الذي يضم أربع محطات بحرية، وعشرين مرسى، وساحتين للتخزين، وأرصفة للخدمات، ومحطة بحرية للناقلات لشحن منتجات مصافي النفط الخام، ويضم رصيفاً لشحن المنتجات الكيمياوية، ومحطة خاصة لاستلام خام الحديد وشحن صادرات اليوريا والكبريت.
2- الطرق: تم إنشاء شبكة طرق معبدة بطول 327كم لخدمة المنطقة الصناعية و125كم للمنطقة السكنية، وتربط هذه الطرق المنطقتين ببعضهما وبشبكة الطرق السريعة على النطاق الإقليمي والوطني.
كما مد خط سكة حديد رئيس يربط الجبيل ببقية المملكة عن طريق الدمام، ويبلغ طول هذا الخط نحو 100كم، وأُقيمت خطوط أخرى محلية بطول 60كم ترتبط بالخط الرئيس وتقدم خدماتها للمدينة ومينائها.
3- الكهرباء والماء: تتزود مدينة الجبيل بحاجتها من الكهرباء من الشركة السعودية الموحدة للكهرباء، كما تتزود المدينة بحاجتها من المياه العذبة عن طريق المحطة التابعة للمؤسسة العامة لتحلية مياه البحر التي تمد مدينة الرياض بالمياه المحلاة، وهي كبرى محطات التحلية في المملكة العربية السعودية، كما أُقيمت في المدينة وحدة لمعالجة وتحلية مياه البحر تعمل عند الحاجة، وأُقيمت شبكة تبريد موحدة لمياه البحر تضخ نحو 10 مليون م3 في اليوم تغطي حاجة المصانع.
4- الرعاية الصحية: أُقيم في الجبيل مستشفى الحويلات الذي يضم مائتي سرير، ويضم عيادات تخصصية متنوعة، كما أُقيمت عشرة مستوصفات للرعاية الصحية الأولية موزعة في جميع أنحاء المدينة.
5- التعليم والتدريب: شُيدت في المدينة رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومدارس خاصة بتعليم اللغة العربية لغير العرب المقيمين في المدينة، كما شُيد «معهد الهيئة الملكية لتنمية القوى البشرية في الجبيل»، الذي يضم ستاً وعشرين مهارة، وهو مجهز بقاعات للتدريس والمختبرات والأجهزة، مع مساكن للطلبة والمدربين.
محمد الحمادي