اطروش (حسن علي)
Al-Utrush (Al-Hassan bin Ali-) - Al-Otrouch (Al-Hassan ben Ali-)
الأُطروش (الحسن بن علي ـ)
(225 ـ 304هـ/844 ـ 917م)
أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن، ينتهي نسبُه إلى الإمام علي بن أبي طالب، ولُقِّبَ بغَيْرِ ما لقبٍ كالناصر العلوي، والناصر الكبير، والأُطروش لصَمَم أصابَه اختُلِفَ في سببِه. ثالث ملوك الدولة العلوية في طبرستان، وإمام في الفقه والدّين، وله شيءٌ من الشعر.
ولد في المدينة، ثم استقر في طبرستان، وأسهم في نشوء دولة طبرستان الزيدية التي واتتها الأحوال إذ انشغل جيرانُها الطاهريون[ر] بدفع خطر الصفّاريين[ر]، والخلافة ُالعباسيةُ باستئصال حركة الزنج في جنوبي العراق. وفي هذه الآونة كان أهل طبرستان يفتقرون إلى الزعيم الذي يلمّ شملهم، ويوّحد كلمتهم، فاتجهت أنظارهم إلى الحسن بن زيد الحسني، أحد زعماء الشيعة الزيدية، وكان في الرّي، فبايعوه، ثمّ دخل طبرستان، وجبى الخراج، وملك البلاد زهاء عشرين عاماً. ولمّا توفي الحسن بن زيد أوّل ملوك هذه الدولة سنة 270هـ تولّى مكانه محمد بن زيد الذي سجن الأطروش؛ لأنه استراب في سلوكه وسعيه لتأسيس مُلْكٍ له، ظهر ذلك حين استعان الأطروش بعامل نيسابور محمد بن عبد الله الخجستاني الذي انتزع جرجان[ر] من محمد بن زيد. غير أن الأطروش ما لبث أن فاءَ إلى محمد بن زيد عام 287هـ وقاتل معه محمد بن هارون قائد إسماعيل بن أحمد الساماني الذي استولى على جرجان في معركة فاصلة أوْدَتْ بحياة دولة طبرستان العلوية ومَلِكِها سنة 288هـ/901م.
فرّ الأطروش إلى بلاد الديلم، وكان أهلُها مجوساً، فدعاهم إلى الإسلام، فأسلم منهم خلْقٌ كثير مُنْتَحِلين المذهب العلوي الزيدي، وكان على رأس ذلك الخَلْق قبائل جيلان، وأشاد لهم المساجد. استغلّ الأطروش اضطراب طبرستان في أثناء ولاية ابن صعلوك الذي عُرف بسوء سيرته، فألّبَ الديلم عليه فأجابوه، والتفوا حوله، ثم سار بهم إلى «نوروز» على شاطئ بحر قزوين، والتقى الأطروش وابن صعلوك في سجالٍ لم يثبت فيه ابن صعلوك الذي لاذ بالفرار، وقُتل من جيشه خَلْق، وحصر الأطروش الباقين، ثم أمَّنَهم على أموالهم وأنفسهم وأرحامهم، فخرجوا إليه، غير أن خِتْنَه وقائد جيشه قتَّلَهم عن آخرهم بدعوى أنه لم يكن أَمَّنهم ولا عاهدهم.
آَبَ الأُطروش إلى بَيْضَةِ مُلْكِ سلفِه محمد بن زيد في آمل، فأَهْدَأَ من رَوْع السكان، وتحالف مع الإِصبهبذ «شروين بن رستم» مع عدائه السافر للزيدية، ووَطّد أقدام عُمّاله من شالوس إلى سارية. وبقي في مُلْكِه حتى وافاه الأجل.
وُصف الأطروش بالعدل والاستقامة وحسن السيرة والذكاء. قال الطبري: «لم يَرَ الناس مثل عدْلِ الأطروش، وحسن سيرته، وإقامته الحق». وكان يُعنى بالعقائد، وفي كتابه «الإبانة» بَسْطٌ للمذهب الزيدي الذي كان يدعو إليه.
وكان إلى هذا متسامحاً في دعوته الدينية، فالتفّت حوله طائفة من الناس عُرفت بالناصرية نسبة إليه.
خلف الأطروش في الحكم خِتْنُه الحسن بن القاسم الذي عُرف بالدّاعي إلى الحقّ، وقد تمكّن من غزو نيسابور، وإنفاذ جيش إلى طوس إلاّ أنّ يد المنون اخترمتْه سنة 316هـ.
ذكر مترجمو الأطروش له جملة من التصانيف، منها «تفسير» في مجلّدين، احتجّ فيه بألف بيت من ألف قصيدة، و«البساط في علم الكلام»، وتُنسب إليه كتب أخرى.
ج.ت
Al-Utrush (Al-Hassan bin Ali-) - Al-Otrouch (Al-Hassan ben Ali-)
الأُطروش (الحسن بن علي ـ)
(225 ـ 304هـ/844 ـ 917م)
أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن، ينتهي نسبُه إلى الإمام علي بن أبي طالب، ولُقِّبَ بغَيْرِ ما لقبٍ كالناصر العلوي، والناصر الكبير، والأُطروش لصَمَم أصابَه اختُلِفَ في سببِه. ثالث ملوك الدولة العلوية في طبرستان، وإمام في الفقه والدّين، وله شيءٌ من الشعر.
ولد في المدينة، ثم استقر في طبرستان، وأسهم في نشوء دولة طبرستان الزيدية التي واتتها الأحوال إذ انشغل جيرانُها الطاهريون[ر] بدفع خطر الصفّاريين[ر]، والخلافة ُالعباسيةُ باستئصال حركة الزنج في جنوبي العراق. وفي هذه الآونة كان أهل طبرستان يفتقرون إلى الزعيم الذي يلمّ شملهم، ويوّحد كلمتهم، فاتجهت أنظارهم إلى الحسن بن زيد الحسني، أحد زعماء الشيعة الزيدية، وكان في الرّي، فبايعوه، ثمّ دخل طبرستان، وجبى الخراج، وملك البلاد زهاء عشرين عاماً. ولمّا توفي الحسن بن زيد أوّل ملوك هذه الدولة سنة 270هـ تولّى مكانه محمد بن زيد الذي سجن الأطروش؛ لأنه استراب في سلوكه وسعيه لتأسيس مُلْكٍ له، ظهر ذلك حين استعان الأطروش بعامل نيسابور محمد بن عبد الله الخجستاني الذي انتزع جرجان[ر] من محمد بن زيد. غير أن الأطروش ما لبث أن فاءَ إلى محمد بن زيد عام 287هـ وقاتل معه محمد بن هارون قائد إسماعيل بن أحمد الساماني الذي استولى على جرجان في معركة فاصلة أوْدَتْ بحياة دولة طبرستان العلوية ومَلِكِها سنة 288هـ/901م.
فرّ الأطروش إلى بلاد الديلم، وكان أهلُها مجوساً، فدعاهم إلى الإسلام، فأسلم منهم خلْقٌ كثير مُنْتَحِلين المذهب العلوي الزيدي، وكان على رأس ذلك الخَلْق قبائل جيلان، وأشاد لهم المساجد. استغلّ الأطروش اضطراب طبرستان في أثناء ولاية ابن صعلوك الذي عُرف بسوء سيرته، فألّبَ الديلم عليه فأجابوه، والتفوا حوله، ثم سار بهم إلى «نوروز» على شاطئ بحر قزوين، والتقى الأطروش وابن صعلوك في سجالٍ لم يثبت فيه ابن صعلوك الذي لاذ بالفرار، وقُتل من جيشه خَلْق، وحصر الأطروش الباقين، ثم أمَّنَهم على أموالهم وأنفسهم وأرحامهم، فخرجوا إليه، غير أن خِتْنَه وقائد جيشه قتَّلَهم عن آخرهم بدعوى أنه لم يكن أَمَّنهم ولا عاهدهم.
آَبَ الأُطروش إلى بَيْضَةِ مُلْكِ سلفِه محمد بن زيد في آمل، فأَهْدَأَ من رَوْع السكان، وتحالف مع الإِصبهبذ «شروين بن رستم» مع عدائه السافر للزيدية، ووَطّد أقدام عُمّاله من شالوس إلى سارية. وبقي في مُلْكِه حتى وافاه الأجل.
وُصف الأطروش بالعدل والاستقامة وحسن السيرة والذكاء. قال الطبري: «لم يَرَ الناس مثل عدْلِ الأطروش، وحسن سيرته، وإقامته الحق». وكان يُعنى بالعقائد، وفي كتابه «الإبانة» بَسْطٌ للمذهب الزيدي الذي كان يدعو إليه.
وكان إلى هذا متسامحاً في دعوته الدينية، فالتفّت حوله طائفة من الناس عُرفت بالناصرية نسبة إليه.
خلف الأطروش في الحكم خِتْنُه الحسن بن القاسم الذي عُرف بالدّاعي إلى الحقّ، وقد تمكّن من غزو نيسابور، وإنفاذ جيش إلى طوس إلاّ أنّ يد المنون اخترمتْه سنة 316هـ.
ذكر مترجمو الأطروش له جملة من التصانيف، منها «تفسير» في مجلّدين، احتجّ فيه بألف بيت من ألف قصيدة، و«البساط في علم الكلام»، وتُنسب إليه كتب أخرى.
ج.ت
الموضوعات ذات الصلة |