لبنى شاكر- 22 أيّار 2023م
- مُتحف البازل.. لعبةٌ حولها طوني الأمير إلى مَشروعٍ فني
دمشق
لَم تكن فكرة إقامة مُتحفٍ للبازل، واردةً بالنسبة للموسيقي طوني الأمير، رغم اهتمامه منذ الصغر بالأُحجيات والألعاب التركيبية، إلّا أن اقتراحاً بمُشاركة العدد الكبير من لوحاته مع الآخرين، لِيتاح لهم الاطلاع على هوايته، والاستمتاع بمُنتجه غير التقليدي، وَجَدَ استحساناً في نفسه، فبدأ التحضير لإقامة أوّل مُتحفٍ للبازل محليّاً، مُستكملاً خلال عامٍ تقريباً، عدة أعمالٍ غير جاهزة، ومهيأً البقيّة للنقل والعرض خارج بيته هذه المرة، على أمل أن تكون اللعبة الفنيّة، موضع اهتمامٍ وتجريب، بما فيها من تحدٍ وتركيز.
تطوير الهواية
درس الأمير آلة الباصون في المعهد العالي للموسيقا، ومن ثم أصبح مدرِّساً لها في أوركسترا وزارة التربية للأطفال، وفي معهد صلحي الوادي أيضاً، والمعهد العالي للموسيقا مؤخراً، إلى جانب كونه عضواً في الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، يقول في حديثٍ إلى "مدوّنة وطن": "بموازاة ما سبق من حبٍّ للموسيقا، مارستُ هواية تركيب البازل، بمختلف القياسات والأبعاد والمواضيع، وحاولتُ تطويرها قبل أعوام، رغم التكاليف وصعوبة التوصيل، بأن تواصلت مع شركات بازل خارج سورية، تقوم بتحويل الصور المُرسلَة إليها إلى قطع صغيرة، شرط أن تكون واضحة وذات دقة عالية، فالتقطتُ صوراً لعائلتي وأرسلتها إليهم، ومع تحوّلها إلى بازل، قمت بتركيبها، من باب التغيير وإمكانية تركيب اللوحات التي أُريد".
صعوبات التركيب
في المُتحف الذي استضافه المركز الثقافي في أبو رمانة، عرض الأمير حوالي ثلاثين لوحة بازل، تنوعت مواضيعها بين الصور الشخصية، والطبيعة "جبال دولوميت الإيطالية، تحت الماء"، والمعالم الأثرية "مدينة بروج البلجيكية، قرية ريوماجوري الإيطالية"، ولوحات عالمية "شقيقتان على الشرفة للرسام بيير رينوار"، وبجانب كلٍّ منها، وَضعَ عدة ملاحظاتٍ، تُوضح عدد القطع وفترة الإنجاز واسم الشركة المصنعة للبازل، مع عدة تفاصيل أخرى، يقول عنها: "من الضروري أن يعرف المُتفرج كيف أصبحت القطع الصغيرة وكبيرة العدد، لوحةً قائمة، وفي مُتحفي أحجامٌ مختلفة، تبدأ من 500 قطعة، وتصل إلى 13200 قطعة، في حين تتحدد صعوبة التركيب بنقطتين، الأولى ترتبط بعدد القطع، بحيث يصبح التركيب أصعب بازدياد العدد، والثانية مرهونة بموضوع اللوحة وكم الألوان فيها، إذا كانت مكوّنة من لونين مثلاً، فهذا صعب جداً، أما إذا كانت الألوان أكثر فالتركيب أسهل نوعاً ما".
أكبر لوحات البازل في المتحف "جبال دولوميت الإيطالية"، قياس 293.5×136 سم، وصل عدد القطع فيها إلى 13200 قطعة، يصف الأمير تركيبها بالصعب جداً، حتى إنها احتاجت 650 يوماً، وفي لوحة بعنوان "الخطوط" تشبه عدة شبكات عنكبوت مُتداخلة، بقياس 61,5×61,5 سم، و1000 قطعة، تطلّب إنجازها 98 يوماً، أيضاً يصفها بالصعبة جداً، بسبب محدودية الألوان "أسود وأبيض"، وتشابكهما الكبير.
أكثر من لُعبة