طلال معلا Talal Moala.. تصوراته الجمالية ترحال ووجوه من التجريد الى السريالية بحث عن واقع بديل
بشرى بن فاطمة
صمت وبؤس مرايا، انقسامات وتفاعل، تفكك وتلاش، صخب وحضور، هي توليفات المعاني التي يستدرجها التشكيلي والناقد والشاعر السوري طلال معلّا بكيانه القادر على احتواء ألف تجربة وتجربة والتواصل مع الفنون بحركة لا تهدأ وتمكّن لا يعرف الجمود.
*مجموعة الخيام متحف فرحات
بحث يتصدّى لكل ضآلة في المعنى وضبابية في الرمزي ليكوّن خيالات حقيقيّة قادرة على أن تتفاعل مع ألوانه التي اختارها ومساحاته وكتله وعناصره لتوافق بينها وبين المدى وتوسّع مداراتها.
اختار معلا مسارات تنوعت مع تجربته بين النقد والشعر والكتابة ولم ينفصل عنها في التشكيل بها فعّل مساراته الحالمة بالوطن والأرض في عمق الظلال والألوان التي طغت على مراحل، أعمال تباين فيها الأسلوب من التعبيرية والتجريد والنفس السريالي الحالم بغرابة تتمادى بالمفهوم والدلالة من مراحل اللون والوجوه بفتراتها الضخمة والرمادية التي اتسّمت بالغموض والأحلام المتطرّفة والأشكال بملامحها وطرافتها متطرفة الكآبة والانعكاس المنصهر مع الواقع.
انتصر معلا على ألوانه بالمساحات الداكنة والتوافقات المسيّرة لتخدم طبيعة الفترة والواقع والخيال.
يبدو الموقف الجمالي في أعماله موازيا للموقف الفني من الواقع حيث الصمت صخب التناقض وانعكاس التماس التصادمي في التنوع التشكيلي فالصمت ليس مجرد توليفة تتنافى مع السكوت وليس حيادا يميل إلى السلبية بل هو احتمالات التأمل الدافع لابتكار المشهد المتجدد علامة ورمزا ينطلق من الصورة إلى انعكاسها على المفاهيم.
فالمشاهد التي تبدو متماسكة مع الملامح في اختصارات التعابير التي تحتلها الوجوه تثير الذاكرة وتخرج بها نحو سرمدية مطلقة عابرة لفكرة الزمان والمكان التي تتلاشى لتتحوّل إلى ذاكرة حقيقيّة لها دورها الفاعل في التصور التجريبي بين التجريد والسريالية، تظهر الأعمال مكتظة بتفاصيل مكان معتّق بزمانه.
فهو يأخذ الخيال بعيدا بالحلم والهاجس بالتجرد من الصورة إلى تقمّصها واتباع أثر الواقع فيها والتجلي في خدوشها وثقوبها التي تتكاثف في المساحة فتتفجّر ألوانا.
يجيد معلا التحكم في ألوانها وفق مفاهيمه ومحتوى فكرته المختارة بانتظام فوضوي الترتيب فهو يستثير الدهشة في ضخامتها وتأصلها وجذور انتمائها وكأنه يقوم بعملية تكبير أو “زوم” على الملامح وهو ينبش الأسطورة والتاريخ ويبحث عن المكان الذي تحوّل بدوره إلى زمن.
*عمل خاص طلال معلا
إن مواقفه الإنسانية في الأعمال الفنية تحفّزه دوما للانطلاق أبعد في الترتيب الفني والجمالي باعتبار أن الفن ليس إعادة سرد للواقع كما هو بل بحث فيه برؤى تختلف عن مستوى التشوّه الذي طال الأمكنة في الواقع.
ففي تجربته الإنسانية في سيمبوزيوم الخيام في لبنان لم ينفصل عن ذاته المقاومة باللون وروح انتشال الأمل من بقايا الذاكرة الملطخة بالدم في مكان صاخب الألم والمعاناة فاختار التجريد ليخرج بالصورة من تشكلها الواضح والموجع إلى التشكيل الذهني للعاطفة ليطوّعها حتى تعبّر عن الحياة والحرية وأمل يستدرج للبقاء والبناء والعودة.
*عمل خاص طلال معلا
ورغم أن الواقع بالغ في كوابيسه لم يفقد معلا روح النبش في الحياة في الذاكرة في الأمكنة في تاريخها وأساطيرها.
تثير أعمال طلال معلا وتجريبه الفني التأمل في تفاصيلها مكتملة ومنفردة الملامح في عناصرها التكوينية والعلاقة بينها في صمتها الذي ينطق في ذهن المتلقي ويستفز دوافع التكوين المتراكم المفاهيم، حيث يجيد الفصل بين جمودها وبين حركتها بين وجدانه المتراكم على تعابيرها التي تحيل على جغرافيا أثّرت في ذاكرته المستوحاة من أزمنة الأمكنة.
*عمل خاص طلال معلا
فالعناصر كانت جسورا بينه وبين الأزمنة وواقع الأمكنة وكأنه ينثر فيها شعره ورمزياته وألوانه التي حافظت على برودها المستفز رمادية تستدرج الأزرق أو ترابية وكأنها تثير المواسم وتتوقف عند خريفها الثابت على الشجن في الجمود والتملص من اللون في الحركة فهو يكتفي بالدهشة التي تنتاب المتلقي وهو يبحث عن الملامح وما تستجديه من تذكر واستدراج الغوص فيها.
إن كل المثيرات الجمالية في لوحاته ومشاهده ملامحها ووجوهها وأحجامها المستفزة إنها هي انعكاس الموقف على المرايا وحالات التفاعل بين الواقع والطموح والبحث عن الأمكنة البديلة في الماضي أو مستقبل التصورات.
بشرى بن فاطمة
صمت وبؤس مرايا، انقسامات وتفاعل، تفكك وتلاش، صخب وحضور، هي توليفات المعاني التي يستدرجها التشكيلي والناقد والشاعر السوري طلال معلّا بكيانه القادر على احتواء ألف تجربة وتجربة والتواصل مع الفنون بحركة لا تهدأ وتمكّن لا يعرف الجمود.
*مجموعة الخيام متحف فرحات
بحث يتصدّى لكل ضآلة في المعنى وضبابية في الرمزي ليكوّن خيالات حقيقيّة قادرة على أن تتفاعل مع ألوانه التي اختارها ومساحاته وكتله وعناصره لتوافق بينها وبين المدى وتوسّع مداراتها.
اختار معلا مسارات تنوعت مع تجربته بين النقد والشعر والكتابة ولم ينفصل عنها في التشكيل بها فعّل مساراته الحالمة بالوطن والأرض في عمق الظلال والألوان التي طغت على مراحل، أعمال تباين فيها الأسلوب من التعبيرية والتجريد والنفس السريالي الحالم بغرابة تتمادى بالمفهوم والدلالة من مراحل اللون والوجوه بفتراتها الضخمة والرمادية التي اتسّمت بالغموض والأحلام المتطرّفة والأشكال بملامحها وطرافتها متطرفة الكآبة والانعكاس المنصهر مع الواقع.
انتصر معلا على ألوانه بالمساحات الداكنة والتوافقات المسيّرة لتخدم طبيعة الفترة والواقع والخيال.
يبدو الموقف الجمالي في أعماله موازيا للموقف الفني من الواقع حيث الصمت صخب التناقض وانعكاس التماس التصادمي في التنوع التشكيلي فالصمت ليس مجرد توليفة تتنافى مع السكوت وليس حيادا يميل إلى السلبية بل هو احتمالات التأمل الدافع لابتكار المشهد المتجدد علامة ورمزا ينطلق من الصورة إلى انعكاسها على المفاهيم.
فالمشاهد التي تبدو متماسكة مع الملامح في اختصارات التعابير التي تحتلها الوجوه تثير الذاكرة وتخرج بها نحو سرمدية مطلقة عابرة لفكرة الزمان والمكان التي تتلاشى لتتحوّل إلى ذاكرة حقيقيّة لها دورها الفاعل في التصور التجريبي بين التجريد والسريالية، تظهر الأعمال مكتظة بتفاصيل مكان معتّق بزمانه.
فهو يأخذ الخيال بعيدا بالحلم والهاجس بالتجرد من الصورة إلى تقمّصها واتباع أثر الواقع فيها والتجلي في خدوشها وثقوبها التي تتكاثف في المساحة فتتفجّر ألوانا.
يجيد معلا التحكم في ألوانها وفق مفاهيمه ومحتوى فكرته المختارة بانتظام فوضوي الترتيب فهو يستثير الدهشة في ضخامتها وتأصلها وجذور انتمائها وكأنه يقوم بعملية تكبير أو “زوم” على الملامح وهو ينبش الأسطورة والتاريخ ويبحث عن المكان الذي تحوّل بدوره إلى زمن.
*عمل خاص طلال معلا
إن مواقفه الإنسانية في الأعمال الفنية تحفّزه دوما للانطلاق أبعد في الترتيب الفني والجمالي باعتبار أن الفن ليس إعادة سرد للواقع كما هو بل بحث فيه برؤى تختلف عن مستوى التشوّه الذي طال الأمكنة في الواقع.
ففي تجربته الإنسانية في سيمبوزيوم الخيام في لبنان لم ينفصل عن ذاته المقاومة باللون وروح انتشال الأمل من بقايا الذاكرة الملطخة بالدم في مكان صاخب الألم والمعاناة فاختار التجريد ليخرج بالصورة من تشكلها الواضح والموجع إلى التشكيل الذهني للعاطفة ليطوّعها حتى تعبّر عن الحياة والحرية وأمل يستدرج للبقاء والبناء والعودة.
*عمل خاص طلال معلا
ورغم أن الواقع بالغ في كوابيسه لم يفقد معلا روح النبش في الحياة في الذاكرة في الأمكنة في تاريخها وأساطيرها.
تثير أعمال طلال معلا وتجريبه الفني التأمل في تفاصيلها مكتملة ومنفردة الملامح في عناصرها التكوينية والعلاقة بينها في صمتها الذي ينطق في ذهن المتلقي ويستفز دوافع التكوين المتراكم المفاهيم، حيث يجيد الفصل بين جمودها وبين حركتها بين وجدانه المتراكم على تعابيرها التي تحيل على جغرافيا أثّرت في ذاكرته المستوحاة من أزمنة الأمكنة.
*عمل خاص طلال معلا
فالعناصر كانت جسورا بينه وبين الأزمنة وواقع الأمكنة وكأنه ينثر فيها شعره ورمزياته وألوانه التي حافظت على برودها المستفز رمادية تستدرج الأزرق أو ترابية وكأنها تثير المواسم وتتوقف عند خريفها الثابت على الشجن في الجمود والتملص من اللون في الحركة فهو يكتفي بالدهشة التي تنتاب المتلقي وهو يبحث عن الملامح وما تستجديه من تذكر واستدراج الغوص فيها.
إن كل المثيرات الجمالية في لوحاته ومشاهده ملامحها ووجوهها وأحجامها المستفزة إنها هي انعكاس الموقف على المرايا وحالات التفاعل بين الواقع والطموح والبحث عن الأمكنة البديلة في الماضي أو مستقبل التصورات.