كاماسوترا Kamasutra - Kamasutra
كاماسوترا
(القرن 4م)
«كاماسوترا» Kamasutra أو «دليل العشق»؛ كتاب في سبعة فصول باللغة السنسكريتية[ر]، يُنسب في التراث الهندي القديم إلى الكاتب ڤاتْسيايانا مَلاّنغا Vãtsyãyana Mallanga الذي عاش على الأرجح في القرن الرابع الميلادي، ويرجح الباحثون أيضاً أنه أحدث نسبياً من شبيهه أدبياً «آرتاشاسترا» Arthasastra (أي «كتاب الحياة في الدنيا والدولة») لمؤلفه كاوتيليا Kautilya من القرن الثالث الميلادي. وكتاب «كاماسوترا» من حيث أسلوبه اللغوي وموضوعات فصوله لاينتمي أبداً إلى الأدب الإباحي pornography، فقد اعتاد قدامى الهنود نسبة كثير من الكتب في العلوم التطبيقية والطب والتنجيم والمسرح إلى وحي إلهي لمنحها القيمة والرصانة. وبناء على ذلك يمكن النظر إلى مَلاّنغا على أنه حكيم قديم أوحى إليه إله الحب الهندوسي كاما Kãma أن يضبط في كتاب تعليمي sutra هذا الشأن الدنيوي المهم في حياة البشر الاجتماعية، مثل «ناتياشاسترا» Nãtyasastra (أي «كتاب فن الشعر») للحكيم بهاراتا[ر] Bharata. وتشير مقدمة الكتاب صراحة إلى أنه ليس أول كتاب في هذا النوع من العلوم الدنيوية، بل هناك كتاب أقدم وأشمل للحكيم أودالاكي شڤيتاكيتو Auddalaki Svetaketu، وقد لايكون الوحيد.
ويستند «كاماسوترا» فكرياً إلى تعاليم «تريڤارغا» Trivarga، أي أهداف الحياة الثلاثة، وهي: الواجبات dharma، وكسب الرزق artha، واللذة الحسية Kãma. وبناء على تجذر اللذة الحسية في نظرية الأخلاق Ethics الهندية القديمة على القارئ المعاصر أن يتفهم المؤلف، عندما يقول في أبياته الشعرية التي تختم العمل إنه قد صاغه بمنتهى عفة المتعبد وطهارته. والأسلوب اللغوي الذي يسود الكتاب يقارب أسلوب أدب بهاسيا Bhãsya، أي الجدل التوضيحي. وكما في سائر الأعمال المشابهة يُختتم كل فصل نثري ببيتين شعريين كحكمة مقتضبة.
إن كتاب «كاماسوترا» يخاطب في المقام الأول «سكان المدن» المقتدرين ليساعدهم على الرقي في المتع الحسية، ولاسيما منها الحب، وتتناول فصوله السبعة بالتتالي أمور الحب والعشق عامة، دور الجنس في العلاقة الزوجية، الغزل والعرس، دور الزوجة، سلوك الزوج تجاه زوجات الآخرين، فن الحب، وأخيراً وصفات سرية لإثارة الغريزة الجنسية. وموقف المؤلف ڤاستيايانا حيال العشق هنا يشابه موقف مكيافِلِّي[ر] Machiavelli في السياسة، إذ يصف أسهل السبل لغواية المرأة. ومع ذلك ليس في الـ«كاماسوترا» أي ابتذال أو سوقية، والقارئ الذي يتوقع أن يجد فيه مادة عن الشبق يخيب أمله، إذ أن أسلوبه اللغوي الجاف لايلائم هذه الغاية ولا حتى تنويهاً. وأقرب كتاب في الحضارة الغربية إلى «كاماسوترا» هو «فن الهوى» Ars amatoria للكاتب اللاتيني أوڤيد Ovid (Ovidius).
ويمكن تلخيص المبدأ الأساسي في الـ«كاماسوترا» بضرورة توافر التشابه والتقارب بين المحبين، وأن للمرأة حقاً في المتعة مثل شريكها، مع ضرورة ضبط النفس في وجه أي جنوح سادي مؤذٍ في العلاقة بين الزوجين. وإضافة إلى ذلك يعد هذا الكتاب نبعاً لا ينضب لمعرفة العادات والتقاليد الاجتماعية في الهند القديمة، ولاسيما منها تقاليد الخطوبة وحفلة العرس، وطرق تأثيث المنزل الزوجي. وما يلفت النظر أيضاً هي الفنون الأربعة والستون التي على الزوجة أن تتقنها، ومنها العزف والغناء والرقص، وحسن إدارة المنزل.
نبيل الحفار
كاماسوترا
(القرن 4م)
«كاماسوترا» Kamasutra أو «دليل العشق»؛ كتاب في سبعة فصول باللغة السنسكريتية[ر]، يُنسب في التراث الهندي القديم إلى الكاتب ڤاتْسيايانا مَلاّنغا Vãtsyãyana Mallanga الذي عاش على الأرجح في القرن الرابع الميلادي، ويرجح الباحثون أيضاً أنه أحدث نسبياً من شبيهه أدبياً «آرتاشاسترا» Arthasastra (أي «كتاب الحياة في الدنيا والدولة») لمؤلفه كاوتيليا Kautilya من القرن الثالث الميلادي. وكتاب «كاماسوترا» من حيث أسلوبه اللغوي وموضوعات فصوله لاينتمي أبداً إلى الأدب الإباحي pornography، فقد اعتاد قدامى الهنود نسبة كثير من الكتب في العلوم التطبيقية والطب والتنجيم والمسرح إلى وحي إلهي لمنحها القيمة والرصانة. وبناء على ذلك يمكن النظر إلى مَلاّنغا على أنه حكيم قديم أوحى إليه إله الحب الهندوسي كاما Kãma أن يضبط في كتاب تعليمي sutra هذا الشأن الدنيوي المهم في حياة البشر الاجتماعية، مثل «ناتياشاسترا» Nãtyasastra (أي «كتاب فن الشعر») للحكيم بهاراتا[ر] Bharata. وتشير مقدمة الكتاب صراحة إلى أنه ليس أول كتاب في هذا النوع من العلوم الدنيوية، بل هناك كتاب أقدم وأشمل للحكيم أودالاكي شڤيتاكيتو Auddalaki Svetaketu، وقد لايكون الوحيد.
ويستند «كاماسوترا» فكرياً إلى تعاليم «تريڤارغا» Trivarga، أي أهداف الحياة الثلاثة، وهي: الواجبات dharma، وكسب الرزق artha، واللذة الحسية Kãma. وبناء على تجذر اللذة الحسية في نظرية الأخلاق Ethics الهندية القديمة على القارئ المعاصر أن يتفهم المؤلف، عندما يقول في أبياته الشعرية التي تختم العمل إنه قد صاغه بمنتهى عفة المتعبد وطهارته. والأسلوب اللغوي الذي يسود الكتاب يقارب أسلوب أدب بهاسيا Bhãsya، أي الجدل التوضيحي. وكما في سائر الأعمال المشابهة يُختتم كل فصل نثري ببيتين شعريين كحكمة مقتضبة.
إن كتاب «كاماسوترا» يخاطب في المقام الأول «سكان المدن» المقتدرين ليساعدهم على الرقي في المتع الحسية، ولاسيما منها الحب، وتتناول فصوله السبعة بالتتالي أمور الحب والعشق عامة، دور الجنس في العلاقة الزوجية، الغزل والعرس، دور الزوجة، سلوك الزوج تجاه زوجات الآخرين، فن الحب، وأخيراً وصفات سرية لإثارة الغريزة الجنسية. وموقف المؤلف ڤاستيايانا حيال العشق هنا يشابه موقف مكيافِلِّي[ر] Machiavelli في السياسة، إذ يصف أسهل السبل لغواية المرأة. ومع ذلك ليس في الـ«كاماسوترا» أي ابتذال أو سوقية، والقارئ الذي يتوقع أن يجد فيه مادة عن الشبق يخيب أمله، إذ أن أسلوبه اللغوي الجاف لايلائم هذه الغاية ولا حتى تنويهاً. وأقرب كتاب في الحضارة الغربية إلى «كاماسوترا» هو «فن الهوى» Ars amatoria للكاتب اللاتيني أوڤيد Ovid (Ovidius).
ويمكن تلخيص المبدأ الأساسي في الـ«كاماسوترا» بضرورة توافر التشابه والتقارب بين المحبين، وأن للمرأة حقاً في المتعة مثل شريكها، مع ضرورة ضبط النفس في وجه أي جنوح سادي مؤذٍ في العلاقة بين الزوجين. وإضافة إلى ذلك يعد هذا الكتاب نبعاً لا ينضب لمعرفة العادات والتقاليد الاجتماعية في الهند القديمة، ولاسيما منها تقاليد الخطوبة وحفلة العرس، وطرق تأثيث المنزل الزوجي. وما يلفت النظر أيضاً هي الفنون الأربعة والستون التي على الزوجة أن تتقنها، ومنها العزف والغناء والرقص، وحسن إدارة المنزل.
نبيل الحفار