عمار (بكر محمد، )
Ibn Ammar (Abu Bakr Mohammad-) - Ibn Ammar (Abu Bakr Mohammad-)
ابن عمَّار (أبو بكر محمد ـ)
(422 ـ 477هـ/1030ـ 1084م)
أبو بكر محمد بن عمار، من قرية شَنْتَبُوس التابعة لمدينة شِلْب، مغمور الأسرة فقير المنبت، من شعراء الأندلس، وأحد وزرائها وفرسانها، صحب المعتمد ابن عبَّاد وتوطَّدت بينهما أسباب المودة، حتى اندفع المعتمد في حبه اندفاعاً شغله عن أمور الدولة، فتوجَّس المعتضد من صحبتهما، وصرف ابن عمَّار عن ابنه، ففر إلى سرقسطة، وأقام فيها إلى أن مات المعتضد وصار الأمر إلى المعتمد، فاستقدمه وقرّبه وولاه، ثم استوزره زمناً.
أخذ ابن عمار بنصيب وافر من الدفاع عن إشبيلية ومناصرة المعتمد في حربه، وقد نُسِبَتْ إليه حكاية أقرب إلى الخيال تمكَّن فيها من صرف ألفونسو السادس عن مدينة إشبيلية إثر تغلبه عليه في لعبة الشطرنج.
خرج ابن عمار إلى مدينة مرسية ليأخذها للمعتمد، فلما تمكن منها ملكه العُجْب بنفسه، وأخذ هيئة الأمراء، فبدأت الشكوك تساور المعتمد، وتغيَّرت عليه نفسه. وجرت بين الاثنين قصائد ومعاتبات، إلى أن قال ابن عمار في المعتمد وزوجه قصيدةً اشْتُهِرَت لإغلاظه القول للمعتمد فيها:
ألا حيّ بالغرب حيّاً حلالا
أناخوا جِمالاً وحازوا جَمالا
وأفحش فيها غاية الفحش ولم يفكر في العواقب، ثم إنه خرج من مرسية في 476هـ لإصلاح بعض الحصون، فثار عليه نائبه في مرسية وخرج على طاعته، فعدل إلى المؤتمن ابن هود صاحب سرقسطة، وبقي في رفده زمناً يعينه في أمور دولته، ثم حاول الاستيلاء على شقورة لصالح ابن هود فوقع في أسر صاحبها، الذي سجنه وعرض أن يسلمه لمن يدفع فيه، فكان أن آلَ ابنُ عمار إلى كفّ صديق الأمس وعدو اليوم المعتمد بن عباد.
استعطف ابن عمار المعتمد بقصائد عدة، ولكنها لم تجد طريقاً إلى قلبه. ولعل سعي زوجة المعتمد اعتماد الرميكية ووزيره ابن زيدون في التحريض على ابن عمار كان له بعيد الأثر في ثنيه عن الصفح عنه، وإن كان قد عزم على ذلك. وقد أعانهما ابنُ عمار على نفسه فيما اتُّهِم به من صلة بملك قشتالة ألفونسو، وما نُسِبَ إليه من مكاتبات وهو في السجن. وهكذا انتهى ابن عمار على يد المعتمد نفسه بفأسٍ شق بها رأسه.
ومن غرر مدائحه ومشهورها رائيته في المعتضد، ومنها:
أَدِر الزجاجةَ فالنسيمُ قد انبرى
والنجمُ قد صَرَفَ العِنانَ عن السُّرى
والصبحُ قد أهدى لنا كافورَهُ
لما استردَّ الليلُ منا العنبرا
ولابن عمار شعر كثير، جمعه وحققه صلاح خالص، وصدر في بغداد عن مطبعة الهدى، 1957م.
لؤي خليل
Ibn Ammar (Abu Bakr Mohammad-) - Ibn Ammar (Abu Bakr Mohammad-)
ابن عمَّار (أبو بكر محمد ـ)
(422 ـ 477هـ/1030ـ 1084م)
أبو بكر محمد بن عمار، من قرية شَنْتَبُوس التابعة لمدينة شِلْب، مغمور الأسرة فقير المنبت، من شعراء الأندلس، وأحد وزرائها وفرسانها، صحب المعتمد ابن عبَّاد وتوطَّدت بينهما أسباب المودة، حتى اندفع المعتمد في حبه اندفاعاً شغله عن أمور الدولة، فتوجَّس المعتضد من صحبتهما، وصرف ابن عمَّار عن ابنه، ففر إلى سرقسطة، وأقام فيها إلى أن مات المعتضد وصار الأمر إلى المعتمد، فاستقدمه وقرّبه وولاه، ثم استوزره زمناً.
أخذ ابن عمار بنصيب وافر من الدفاع عن إشبيلية ومناصرة المعتمد في حربه، وقد نُسِبَتْ إليه حكاية أقرب إلى الخيال تمكَّن فيها من صرف ألفونسو السادس عن مدينة إشبيلية إثر تغلبه عليه في لعبة الشطرنج.
خرج ابن عمار إلى مدينة مرسية ليأخذها للمعتمد، فلما تمكن منها ملكه العُجْب بنفسه، وأخذ هيئة الأمراء، فبدأت الشكوك تساور المعتمد، وتغيَّرت عليه نفسه. وجرت بين الاثنين قصائد ومعاتبات، إلى أن قال ابن عمار في المعتمد وزوجه قصيدةً اشْتُهِرَت لإغلاظه القول للمعتمد فيها:
ألا حيّ بالغرب حيّاً حلالا
أناخوا جِمالاً وحازوا جَمالا
وأفحش فيها غاية الفحش ولم يفكر في العواقب، ثم إنه خرج من مرسية في 476هـ لإصلاح بعض الحصون، فثار عليه نائبه في مرسية وخرج على طاعته، فعدل إلى المؤتمن ابن هود صاحب سرقسطة، وبقي في رفده زمناً يعينه في أمور دولته، ثم حاول الاستيلاء على شقورة لصالح ابن هود فوقع في أسر صاحبها، الذي سجنه وعرض أن يسلمه لمن يدفع فيه، فكان أن آلَ ابنُ عمار إلى كفّ صديق الأمس وعدو اليوم المعتمد بن عباد.
استعطف ابن عمار المعتمد بقصائد عدة، ولكنها لم تجد طريقاً إلى قلبه. ولعل سعي زوجة المعتمد اعتماد الرميكية ووزيره ابن زيدون في التحريض على ابن عمار كان له بعيد الأثر في ثنيه عن الصفح عنه، وإن كان قد عزم على ذلك. وقد أعانهما ابنُ عمار على نفسه فيما اتُّهِم به من صلة بملك قشتالة ألفونسو، وما نُسِبَ إليه من مكاتبات وهو في السجن. وهكذا انتهى ابن عمار على يد المعتمد نفسه بفأسٍ شق بها رأسه.
ومن غرر مدائحه ومشهورها رائيته في المعتضد، ومنها:
أَدِر الزجاجةَ فالنسيمُ قد انبرى
والنجمُ قد صَرَفَ العِنانَ عن السُّرى
والصبحُ قد أهدى لنا كافورَهُ
لما استردَّ الليلُ منا العنبرا
ولابن عمار شعر كثير، جمعه وحققه صلاح خالص، وصدر في بغداد عن مطبعة الهدى، 1957م.
لؤي خليل