كافور (شجره) Camphor tree - Camphrier
الكافور (شجرة ـ)
الكافور أو الكافور الحقيقي camphor tree (Cinnamomum camphora) من الفصيلة الغارية Lauraceae، وهو أهم أنواعه. شجرة كبيرة الحجم ودائمة الخضرة، طويلة الساق تاجها كثيف التفرع، يصل ارتفاعها إلى نحو 15ـ46م. تعيش نحو 45ـ50سنة وأكثر، أزهارها بيضاء اللون خفيفة الاصفرار وثمارها الناضجة صغيرة سوداء اللون بحجم البازلاء (الشكل 1)، أوراقها بيضوية الشكل متناوبة (3ـ10سم) تتدلى بأعناقها الطويلة، خضراء داكنة اللون على وجهها العلوي وخضراء شاحبة اللون على وجهها السفلي، تفوح منها رائحة الكافور عند فركها. طرودها المختلفة خضراء اللون مع مسحة حمراء خفيفة اللون.
الموطن الأصلي ومناطق الانتشار الجغرافي
أ ـ أشجار بالغة
ب ـ الأزهار
ج ـ الثمار والأوراق
د ـ قلف الشجرة البالغة
هـ ـ طرد خشبي حديث
الشكل (1) الكافور
المواطن الأصلية لغالبية أنواع الكافور هي الصين واليابان وكوريا وفورموزا والهند، ولاسيما جزيرة تايوان حيث يكوّن نوع الكافور التايواني العطري Dryobalanops camphora غابات حقيقية على جبالها؛ وتستعمل أخشابها في إنتاج كافور البورنيو borneo التايواني. تنتشر اليوم غابات الكافور أيضاً على مساحات كبيرة في المناطق الممتدة من جنوبي اليابان إلى ڤييتنام، كما تنتشر زراعته في أستراليا وكاليفورنيا وفلوريدا لأهميته الصناعية والاقتصادية والزراعية، وفي صناعة الأثاث والحفر. ومازال بعض الفتيان والفتيات الأمريكيين يحملون حول أعناقهم أطواقاً تحمل أكياساً صغيرة متدلية، فيها مادة الكافور، وقاية من البرد، أو من اعتلال جسدي، أو ضد القلق النفسي.
المتطلبات البيئية والخصائص الحيوية والزراعية
يعدّ الكافور من النباتات الشجرية البرية والزراعية والتزيينية والطبية المحبة للضوء والمقاومة للجفاف ودرجات الحرارة المنخفضة (9ـ12 ْم تحت الصفر). يستعمل في التشجير الحراجي ومصدات الرياح وإنشاء البساتين والحدائق. وقد أدخل إلى أوربا على أيدي العرب منذ قديم الزمن.
تلائم الكافور البيئات شبه الرطبة في المناطق الحارة والدافئة وينمو جيداً في الترب العميقة الخصبة الجيدة الصرف والرملية الخفيفة والغنية بالمادة العضوية الدبالية، وعلى جوانب المجاري المائية والمصارف المائية. وحيث تراوح درجة حموضة التربة (pH) بين 4.3 و8. مجموعته الجذرية قوية تنتشر بعيداً عن السوق، ويمكن تعرّفها برائحة الكافور المميزة بعد فركها يدوياً.
يُكاثر الكافور بذرياً في المشاتل المتخصصة وتُزرع بذوره مباشرة بعد استخراجها من الثمار لقصر حياتها. تنقل غراسه مع صلاياها الترابية إلى موقع التشجير بعد مضي سنتين عليها في المشتل، وتغرس في حفرها وفق خطة التشجير [ر. الغراسة] الواسع أو الكثيف وحسب الغرض منه. ولابد من متابعة الخدمات الزراعية المناسبة رياً وتسميداً وعزقاً وترقيعاً وغيرها، وحالما تقتضي الضرورة لذلك. ويمكن أيضاً إكثارها خضرياً بالعقل في الدفيئات المكيّفة في أواسط فصل الصيف [ر: البستنة الخضرية].
أشجار الكافور سريعة النمو تربى طبيعياً، ولكن على ساق منخفضة وخالية من التفرعات الجانبية؛ يباشر باستثمارها حالما يصير عمرها نحو 3ـ4سنوات، وذلك بقطف أوراقها الحديثة والبالغة، وقص طرودها الخشبية الحديثة وغير المسنة مرات عدة سنوياً لاستخلاص مادة الكافور منها، وكذلك من الجذور والثمار التي تنضج صيفاً أو خريفاً حسب العوامل المناخية. تسحق الأوراق والخشب في مكنات خاصة، ومن ثم يُقطّر الناتج بالبخار ساعات عدة للحصول على مادة الكافور الخام العطرية، فتنقى كيمياوياً في مخابر خاصة قبل تسويقها، وتصير على شكل بلّورات شبه شفافة تميل إلى اللون الأبيض بعد تخليصها من الماء والزيت، وهي قابلة للتفتت، دهنية الملمس، رائحتها منعشة وواخزة، غير قابلة للذوبان في الماء، إلاّ أنها تذوب سريعاً في المذيبات العضوية، مثل الكحول والإيثر، والكلوروفورم، وثاني كبريت الكربون، وغيرها. تنصهر في درجة حرارة نحو 178 ْم وتغلي في درجة حرارة 204 ْم، وتتبخر سريعاً في درجة حرارة الغرفة من دون دخان.
الاستعمالات المختلفة
مادة الكافور مهمة صناعياً واقتصادياً وطبياً، صيغتها الكيمياوية C10H16O، وتتكوّن من كيتونات تربينية terpenoïd ketones. تدخل في تكوين الأجزاء الشجرية كافة، وتستخرج أساساً من الأوراق والخشب الحديث؛ تنقىّ بلوراتها المستخلصة بتقنية التسامي sublimation التي تحولها من الحالة الصلبة إلى الغازية، ثم بتكثيف البخار المنبعث منها للتخلص من شوائبها. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم: ]إنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسً كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً[(الإنسان:5).
تنتج اليوم هذه المادة نقية صناعياً من زيت التربانتين في مختبرات متخصصة في عدد من بلدان العالم المتقدم. وتستعمل مادة الكافور الطبيعي في مستحضرات التجميل والأدوية الطبية وطلاء اللك. وهي طاردة للعتّ والغازات، ومقوية للقلب ومنشطة للتنفس. تستعمل أيضاً ضد الرشح والزكام والإسهال، وفي حالات الإغماء، وحفظ الجثث والتسمم والتخرش الجلدي، وأمراض الجملة العصبية، وفي تهدئة الجنس. يستعمل الكافور النقي مغلياً أو منقوعاً أو سائلاً أو زيتاً، أما روح الكافور فدواء مطهر مكوّن من مزيج من مادة الكافور بنسبة 10أجزاء و70جزءاً من الكحول و20جزءاً من الماء. كما يستعمل في إفساد الكحول الإيتيلي ليصير غير صالح للشرب، وفي صناعة أفلام التصوير ومنتجات نترات السللوز، ومادة مطرية للسللوئيد Celluloid واللدائن. تؤدي الجرعات الكبيرة منه إلى التسمم والهذيان والتشنج، ولاسيما عند الأطفال.
الآفاق المستقبلية
الكافور شجرة واعدة، والتوسع برقعة تشجيرها في المناطق الملائمة مهم جداً لأهميتها البيئية والطبية والصناعية ولقلة آفاتها عامة.
هشام قطنا
الكافور (شجرة ـ)
الكافور أو الكافور الحقيقي camphor tree (Cinnamomum camphora) من الفصيلة الغارية Lauraceae، وهو أهم أنواعه. شجرة كبيرة الحجم ودائمة الخضرة، طويلة الساق تاجها كثيف التفرع، يصل ارتفاعها إلى نحو 15ـ46م. تعيش نحو 45ـ50سنة وأكثر، أزهارها بيضاء اللون خفيفة الاصفرار وثمارها الناضجة صغيرة سوداء اللون بحجم البازلاء (الشكل 1)، أوراقها بيضوية الشكل متناوبة (3ـ10سم) تتدلى بأعناقها الطويلة، خضراء داكنة اللون على وجهها العلوي وخضراء شاحبة اللون على وجهها السفلي، تفوح منها رائحة الكافور عند فركها. طرودها المختلفة خضراء اللون مع مسحة حمراء خفيفة اللون.
الموطن الأصلي ومناطق الانتشار الجغرافي
أ ـ أشجار بالغة
ب ـ الأزهار
ج ـ الثمار والأوراق
د ـ قلف الشجرة البالغة
هـ ـ طرد خشبي حديث
الشكل (1) الكافور
المواطن الأصلية لغالبية أنواع الكافور هي الصين واليابان وكوريا وفورموزا والهند، ولاسيما جزيرة تايوان حيث يكوّن نوع الكافور التايواني العطري Dryobalanops camphora غابات حقيقية على جبالها؛ وتستعمل أخشابها في إنتاج كافور البورنيو borneo التايواني. تنتشر اليوم غابات الكافور أيضاً على مساحات كبيرة في المناطق الممتدة من جنوبي اليابان إلى ڤييتنام، كما تنتشر زراعته في أستراليا وكاليفورنيا وفلوريدا لأهميته الصناعية والاقتصادية والزراعية، وفي صناعة الأثاث والحفر. ومازال بعض الفتيان والفتيات الأمريكيين يحملون حول أعناقهم أطواقاً تحمل أكياساً صغيرة متدلية، فيها مادة الكافور، وقاية من البرد، أو من اعتلال جسدي، أو ضد القلق النفسي.
المتطلبات البيئية والخصائص الحيوية والزراعية
يعدّ الكافور من النباتات الشجرية البرية والزراعية والتزيينية والطبية المحبة للضوء والمقاومة للجفاف ودرجات الحرارة المنخفضة (9ـ12 ْم تحت الصفر). يستعمل في التشجير الحراجي ومصدات الرياح وإنشاء البساتين والحدائق. وقد أدخل إلى أوربا على أيدي العرب منذ قديم الزمن.
تلائم الكافور البيئات شبه الرطبة في المناطق الحارة والدافئة وينمو جيداً في الترب العميقة الخصبة الجيدة الصرف والرملية الخفيفة والغنية بالمادة العضوية الدبالية، وعلى جوانب المجاري المائية والمصارف المائية. وحيث تراوح درجة حموضة التربة (pH) بين 4.3 و8. مجموعته الجذرية قوية تنتشر بعيداً عن السوق، ويمكن تعرّفها برائحة الكافور المميزة بعد فركها يدوياً.
يُكاثر الكافور بذرياً في المشاتل المتخصصة وتُزرع بذوره مباشرة بعد استخراجها من الثمار لقصر حياتها. تنقل غراسه مع صلاياها الترابية إلى موقع التشجير بعد مضي سنتين عليها في المشتل، وتغرس في حفرها وفق خطة التشجير [ر. الغراسة] الواسع أو الكثيف وحسب الغرض منه. ولابد من متابعة الخدمات الزراعية المناسبة رياً وتسميداً وعزقاً وترقيعاً وغيرها، وحالما تقتضي الضرورة لذلك. ويمكن أيضاً إكثارها خضرياً بالعقل في الدفيئات المكيّفة في أواسط فصل الصيف [ر: البستنة الخضرية].
أشجار الكافور سريعة النمو تربى طبيعياً، ولكن على ساق منخفضة وخالية من التفرعات الجانبية؛ يباشر باستثمارها حالما يصير عمرها نحو 3ـ4سنوات، وذلك بقطف أوراقها الحديثة والبالغة، وقص طرودها الخشبية الحديثة وغير المسنة مرات عدة سنوياً لاستخلاص مادة الكافور منها، وكذلك من الجذور والثمار التي تنضج صيفاً أو خريفاً حسب العوامل المناخية. تسحق الأوراق والخشب في مكنات خاصة، ومن ثم يُقطّر الناتج بالبخار ساعات عدة للحصول على مادة الكافور الخام العطرية، فتنقى كيمياوياً في مخابر خاصة قبل تسويقها، وتصير على شكل بلّورات شبه شفافة تميل إلى اللون الأبيض بعد تخليصها من الماء والزيت، وهي قابلة للتفتت، دهنية الملمس، رائحتها منعشة وواخزة، غير قابلة للذوبان في الماء، إلاّ أنها تذوب سريعاً في المذيبات العضوية، مثل الكحول والإيثر، والكلوروفورم، وثاني كبريت الكربون، وغيرها. تنصهر في درجة حرارة نحو 178 ْم وتغلي في درجة حرارة 204 ْم، وتتبخر سريعاً في درجة حرارة الغرفة من دون دخان.
الاستعمالات المختلفة
مادة الكافور مهمة صناعياً واقتصادياً وطبياً، صيغتها الكيمياوية C10H16O، وتتكوّن من كيتونات تربينية terpenoïd ketones. تدخل في تكوين الأجزاء الشجرية كافة، وتستخرج أساساً من الأوراق والخشب الحديث؛ تنقىّ بلوراتها المستخلصة بتقنية التسامي sublimation التي تحولها من الحالة الصلبة إلى الغازية، ثم بتكثيف البخار المنبعث منها للتخلص من شوائبها. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم: ]إنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسً كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً[(الإنسان:5).
تنتج اليوم هذه المادة نقية صناعياً من زيت التربانتين في مختبرات متخصصة في عدد من بلدان العالم المتقدم. وتستعمل مادة الكافور الطبيعي في مستحضرات التجميل والأدوية الطبية وطلاء اللك. وهي طاردة للعتّ والغازات، ومقوية للقلب ومنشطة للتنفس. تستعمل أيضاً ضد الرشح والزكام والإسهال، وفي حالات الإغماء، وحفظ الجثث والتسمم والتخرش الجلدي، وأمراض الجملة العصبية، وفي تهدئة الجنس. يستعمل الكافور النقي مغلياً أو منقوعاً أو سائلاً أو زيتاً، أما روح الكافور فدواء مطهر مكوّن من مزيج من مادة الكافور بنسبة 10أجزاء و70جزءاً من الكحول و20جزءاً من الماء. كما يستعمل في إفساد الكحول الإيتيلي ليصير غير صالح للشرب، وفي صناعة أفلام التصوير ومنتجات نترات السللوز، ومادة مطرية للسللوئيد Celluloid واللدائن. تؤدي الجرعات الكبيرة منه إلى التسمم والهذيان والتشنج، ولاسيما عند الأطفال.
الآفاق المستقبلية
الكافور شجرة واعدة، والتوسع برقعة تشجيرها في المناطق الملائمة مهم جداً لأهميتها البيئية والطبية والصناعية ولقلة آفاتها عامة.
هشام قطنا