الكاكاو (شجرة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاكاو (شجرة)

    كاكاو (شجره) Cacao tree - Cacaoyer
    الكاكاو (شجرة ـ)



    ينتمي الكاكاو Theobroma cacao L. إلى الفصيلةSterculiaceae التي تضم نحو 50 جنساً و750 نوعاً، والجنس Theobroma الذي يتبعه 20 نوعاً تستخدم بذورها في الصناعة.

    الموطن الأصلي و مناطق الانتشار الجغرافي

    المنشأ الأصلي لأشجار الكاكاو هو منطقة الأمازون في أمريكا الجنوبية (فنزويلا، كولومبيا، البرازيل وجنوبي المكسيك). ويذكر ديكاندول في كتابه «أصل زراعة النباتات» أن الكاكاو زرع في أمريكا منذ قديم الزمن. وحتى بداية القرن السادس عشر لم تكن هنالك أي تقارير عن زراعة الكاكاو في أي دولة أخرى فيما عدا دول أمريكا اللاتينية.

    وقد اكتشف الكاكاو بوساطة كريستوفر كولومبوس Christopher Columbus في أثناء رحلته الرابعة (عام 1502ـ1504) إلى العالم الجديد، وحمل معه عيّنات من بذور النباتات المختلفة، ومنها بذور الكاكاو إلى إسبانيا. ويذكر 1969 Opeke أنه لكي تضمن اسبانيا استمرارية الحصول على مشروب الكاكاو بانتظام وبسعر منخفض؛ أُدخلت زراعة الكاكاو إلى إفريقيا، وإلى نيجيريا وغانا عام 1874. وتعد اليوم غانا المركز الرئيسي لإنتاجه. كما انتشرت زراعته في سيراليون وتوجو وجمهورية بنين وأقطار أخرى من غربي إفريقيا منذ بداية القرن العشرين. وتسهم إفريقيا بأكثر من 60% من الإنتاج العالمي للكاكاو.

    الوصف النباتي:


    الشكل (1) طبيعة الإثمار في الكاكاو

    شجرة الكاكاو نصف متساقطة الأوراق ارتفاعها منخفض يراوح بين 5و10م. ينمو الجذر الأولي للغرسة وتدياً ويتعمق حتى 2م في التربة. وهنالك منطقة واضحة للاتصال بين الجذر الرئيسي والجذع؛ تنمو في أسفلها الجذور الثانوية ممتدة حتى عمق 15ـ20سم وأفقياً حتى مسافة 5ـ6م تتكون عليها الجذيرات الناشطة الماصة المغذية. الجذع الرئيسي قصير، تتفرع منه طوابق مكونة من فروع مروحية الشكل، رأسية وجانبية (الشكل 1). أوراقه كبيرة بسيطة ذات لون أخضر داكن يراوح طولها بين 1ـ4سم، مرفقة بأذينات صغيرة عند قاعدة أعناقها، نصلها كامل بيضاوي إلى رمحي مستطيل الشكل، تراوح أبعاده بين 4ـ20سم عرضاً 12ـ60سم طولاً. تنمو الأوراق على الفروع المروحية بمعدل 2ـ3موجات في العام وتتوقف الفترة بين موجات خروجها على درجة الحرارة والحالة الغذائية للشجرة وتبقى في أثناء موجتي نمو ثم تسقط في الموجة الثالثة.

    تخرج النورات الزهرية من براعم جانبية على الساق على الخشب الخالي من الأوراق للجذع الرئيسي والفروع المروحية، مكونةً ما يسمى بالوسادات التي تحمل أكثر من 50زهرة في الموسم الواحد.

    الزهرة خنثى تتركب من حامل طوله بين 1و4سم ومن كأس مكون من خمس بتلات ومن تويج مكون من بتلات عدة لونها أبيض أو أحمر وخمس أسدية خصبة، المبيض جيد التكوين يحمل قلم ينتهي بميسم لزج.

    الثمرة حسلة drupe وتسمى قرناً، يراوح طوله بين 10و32سم، ويختلف شكله من أسطواني مسحوب إلى كروي أو بيضي. يوجد على سطحه الخارجي 10أخاديد طولية. لون القرن الناضج أخضر أو أصفر أو أحمر أو قرمزي. غلافه الخارجي لحمي ثخين وغلافه الأوسطي (الميزوكارب) يحتوي على الخشبِين (ليغنين Lignin)، الوضع المشيمي في القرن محوري تتصل به البذور المغمورة في سائل هلامي.

    التلقيح الخلطي الحشري ضروري لضمان عملية الإخصاب. ومن أهم الحشرات التي تسهم في التلقيح التربس والمن وغيرها. يراوح عدد البذور في القرن الناضج بين 20و60بذرة. شكلها بين مبطط إلى كروي، محاطة بمادة سكرية هلامية بيضاء اللون وجنين و فلقتين كبيريتن. وتمثل البذور نحو 25% من وزن القرن ويحتوي الكيلوغرام الواحد من البذور المخمرة الجافة على نحو 450ـ950 بذرة، ويبلغ متوسط إنتاج الهكتار الواحد 1000كغ سنوياً.

    الأصناف الاقتصادية العالمية


    الشكل (1) ثمار الكاكاو القرنية (الحسلية)

    يضم النوع T.cacao ثلاث مجموعات واضحة تتميز كل منها بصفات خاصة كما يأتي:

    1ـ مجموعة:criollo تضم أقدم أنواع الكاكاو المزروعة، وتتميز بذورها بنكهتها الممتازة. وتنحصر زراعتها حول مركز نشأتها في فنزويلا، والمكسيك، ونيكارجوا، وجواتيمالا، وكولومبيا. أشجارها ذات سيقان أسطوانية وقرونها خضراء أو خضراء مشوبة بلون أحمر. بذورها متطاولة مغمورة في مادة هلامية، فلقاتها بيضاء اللون يتحول إلى اللون البني بعد تخميرها وتجفيفها.

    2ـ مجموعة:forastero amazonina نشأت أشجارها في أعالي الأمازون وتضم معظم سلالات الكاكاو التجارية التي تنمو في البرازيل وغربي إفريقيا وأمريكا الوسطى. تقاوم سلالات الفيروس المنتشرة في غربي إفريقيا. قرونها الثمرية خضراء، بذور مطاولة مبططة لون فلقات الطازجة قرمزي داكن.

    3 ـ مجموعة trinitario: تشمل الهجن الناتجة من التهجين بين أشجار المجموعتين السابقتين وتتميز أشجارها بقدرة عالية على تحمل التغيرات البيئية. وهي قوية النمو، وتقاوم الأمراض بدرجات مختلفة. قرونها الثمرية خضراء اللون أو ملونة، تزرع اليوم على نطاق تجاري واسع في المناطق الأخرى لزراعة الكاكاو.

    الأهمية الغذائية والاقتصادية والصناعية

    تؤدي عملية تخمير البذور وتجفيفها إلى تكوين عجينة الكاكاو التي يصنع منها مسحوق الكاكاو. وتخفض نسبة الدهن فيه من 55% إلى 24% ومن ثم تصنع من الدهن المستخلص الشكولاته[ر] بعد إضافة السكر إليه. تستخدم زبدة الكاكاو أيضاً في صناعة بعض العقاقير الطبية، كما يصنع من الكاكاو مشروب حلو ساخن أو بارد منعش.

    بذور الكاكاو غنية بالمواد الكربوهدراتية والآزوتية والأملاح المعدنية (بوتاسيوم، حديد، فسفور، نحاس)، أما قشرتها فتستخدم سماداً عضوياً أو علفاً للماشية، وتعد مصدراً مهماً للتيوبرومين ولفيتامين D.

    ويعد مشروب الكاكاو اليوم مرغوباً من قبل جميع الشعوب الغنية والفقيرة على السواء؛ لكونه منعشاً وذي قيمة غذائية عالية. وصار لابد من العناية بالأشجار والتوسع بزراعتها، وإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لزيادة الإنتاجية وإطالة الطور الحياتي المثمر للأشجار بالوقاية والحماية من الآفات المنتشرة في أماكن زراعتها إضافة إلى الخدمات المستلزمة.

    المتطلبات البيئية

    يأتي معظم إنتاج الكاكاو في العالم من المناطق الممتدة بين خط الاستواء وخط العرض 10 ْ ومن الأماكن المنخفضة فيها. كما تنتشر بعض زراعات الكاكاو في المكسيك والبرازيل.

    لا تتحمل أشجار الكاكاو الصقيع، ومتوسط الحرارة المثلى الملائمة لزراعتها نحو 25 ْم وعلى ألا يزيد تذبذبها يومياً على 10 ْم. ولدرجات الحرارة المنخفضة تأثير سيئ في نمو أشجاره، وتعدّ درجة الحرارة 15 ْم أقل درجات الحرارة اليومية للكاكاو؛ إذ تثبِّط تكوين الأزهار وتقللّ نمو الجذع.

    تلائم شجرة الكاكاو المناطق المنخفضة، كما يمكنها النمو على ارتفاعات تصل إلى 700م في المناطق الإستوائية، وأفضل محصول فيها ينتج على ارتفاعات بين 100 ـ 300م.

    تحتاج أشجاره إلى معدل هطل مطري سنوي 1000ـ3000مم أو أكثر موزعة بانتظام في تسعة أشهر أو أكثر من السنة. ويمكنها النمو بصورة جيدة من دون الاعتماد على الأمطار إذا كان الري متوافراً، وتجدر الإشارة إلى أن أشجاره تتأثر كثيراً بنقص الماء أو بزيادته في التربة أو بالرياح الشديدة.

    يسبب الجفاف خفض الرطوبة الجوية مما يؤدي إلى سقوط كثير من الأوراق، كما أن زيادة الرطوبة الجوية تشجع على تعفن القرون. وتؤدي الرياح الجافة إلى فقد الماء من الأجزاء الزهرية، مما يعوق تفتح الأزهار وتلقيحها.

    يحتاج الكاكاو إلى تربة عميقة، جيدة الصرف، ذات طبقة سطحية غنية بالمواد العضوية، ودرجة حموضة نحو PH=6.5.

    الإكثار و طرائق الزراعة و خدماتها المختلفة

    يُكاثر الكاكاو بذرياً أو خضرياً بتجذير العقل والترقيد.

    معظم أشجار الكاكاو القديمة مصدرها غراس بذرية، تنبت بذور الكاكاو بسرعة عقب زراعتها ولا تمر بفترة سبات، كما أنها تفقد حيويتها بعد فصلها عن القرون. ويمكن حفظها مدة تزيد على 4ـ7أسابيع في رمل مندى، أو نشارة منداة في مكان بارد. تُزرع البذور في حفر على خطوط في المشتل أو في أُصص أو أكياس لدائنية سوداء. وتُوالى عمليات العناية بالنباتات بالري والمكافحة و التسميد و تظليل النباتات، وتُنقل الغراس من المشتل إلى الأرض المستديمة بعد مضي 4ـ5أشهر من الزراعة.

    وما يتعلق بالإكثار الخضري فتؤخذ العقل من الفروع المروحية بقطر قلم الرصاص وطول 15ـ20سم، ويترك عليها زوجان من الأوراق وتزال الأوراق القاعدية وتعامل بمحلول من مخلوط الهرمونين (IBA+NAA) بتركيز 30جزءاً في المليون. وتغرس العقل في مهادها بالمشتل، وتعامل معاملة البذور المزروعة.

    لابد من وضع برنامج متكامل يشمل خدمة أشجار الكاكاو في البستان المستديم، ويتضمن إبادة الأعشاب وتغطية التربة وتظليل الغراس الصغيرة العمر والتقليم واستبدال النباتات الميتة والتسميد والري، وغيرها.

    جمع الثمار وتصنيعها

    تصل القرون إلى مرحلة النضج بعد مضي نحو 110ـ130يوماً من التلقيح. في غربي إفريقيا هناك موسمان لإنتاج محصول القرون؛ الموسم الرئيسي ويمتد من تموز/يوليو إلى تشرين أول/نوفمبر، والموسم الثاني من كانون الثاني/يناير حتى نيسان/أبريل. تجمع الثمار بانتظام على دفعات عدة، وبمعدل مرتين كل شهر بالنسبة للمحصول الأساسي ومرة واحدة كل شهر للمحصول الثاني. وتقطع القرون كاملة باستخدام سكين حاد، وتستبعد القرون المصابة بالأمراض أو المشوهة بالحشرات والقوارض.

    ترسل القرون الجيدة من دون تأخير إلى أماكن التصنيع، ومن الضروري شق القرون مباشرة بعد عملية الجمع استعداداً لعملية التخمير ولمنع إنبات البذور داخلها أو خلال عملية تخميرها.

    يراوح عدد القرون اللازمة لإنتاج كيلو غرام واحد من الكاكاو الجافة بين 8ـ16قرناً. وتعامل القرون في أثناء تصنيعها كما يأتي:

    ـ تكسر القرون يدوياً أو باستخدام الآت خاصة لاستخراج بذورها ولبها الداخلي واستبعاد البذور التي بدأت بالإنبات أو البذور الصغيرة التي لم يكتمل نموها، والبذور الجافة والمصابة بالأمراض، ومن ثم توضع البذور الجيدة المستخلصة في صينيّات، بعد استبعاد اللب والقشر لتخميرها.

    ـ تخمّر البذور لإعطاء الطعم الجيد واللون والنكهة المناسبة لها. ولقتل أجنة البذور، وإزالة اللب والمواد اللزجة تمهيداً لتجفيف البذور على نحو جيد، وإزالة قشرة الفلقات.

    ـ تخمر البذور الطرية إما بوضعها على شكل أكوام باستخدام صناديق الترشيح، أو السلال، أو الصينيّات وتستغرق عملية التخمير من 4 ـ 7 أيام.

    بعد إجراء التخمير والتأكد من صرف السائل المحيط بالبذور تجفف البذور لتصل نسبة الرطوبة فيها إلى 7%، ثم تفرز بحسب نقاوتها وخلوها من الإصابات المختلفة.

    أهم الآفات

    من الأمراض: اسوداد القرن والتعفن الفحمي وعفن القرون الفيوزارمي، وتدرن الجذور، واسوداد الجذور، والجذر الأبيض، وتدرن الوسادة، كما تصاب الشجرة بحشرات عدة تسبب نقصاً خطيراً في المحصول.

    زكريا فضلية
يعمل...
X