كاراتشي (اسره)عدد من المصورين الإيطاليين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كاراتشي (اسره)عدد من المصورين الإيطاليين

    كاراتشي (اسره) Carracci family - Famille Carracci
    كاراتشي (أسرة ـ)




    لودفيكو كارتشي: «العويل»

    ينتسب إلى أسرة كاراتشي Carracci عدد من المصورين الإيطاليين الذين أثروا في مسيرة الفن في إيطاليا، إذ تجاوزوا النزعة التكلفية[ر] maniérisme وعادوا بفنهم إلى الطبيعة، وكانوا بذلك يبنون نزعة ثورية فنية، شأنهم في ذلك شأن كاراڤاجيو[ر] Caravaggio. وأعضاء هذه الأسرة ولدوا جميعاً في مدينة بولونيا Bologne الإيطالية. وكان أكبرهم سناً لودوفيكو Ludovico ن(1555ـ1619) وأولاد عمه أغوستينو Agostino ء(1557ـ1602) وأنيبال Annibaleء(1560ـ1609).

    إن عودة هؤلاء المصورين إلى الطبيعة مدينة لتأثير المصور الفلمنكي كالفرت Calvaert الذي جاء إلى بولونيا (إيطاليا) وأسس فيها مدرسة في عام 1570، ولم تكن مسيرتهم الدراسية بعد ذلك واضحة. ولكن من المعروف أن لودوفيكو درس على يد فونتانا Fontana وأن أنيبال تتلمذ على يد بيللوري Bellori وتأثر بوساطته بالفن في روما، فن عصر النهضة والفن الكلاسي.


    أغوستينو كاراتشي: «القديس جيرمو»

    كانت بداية أعمالهم التصويرية، مع أغوستينو بأعماله الحفرية التي أتقنها بتجاربه الخاصة منذ عام 1582، ناقلاً عن أعمال فيرونيز[ر] Véronèse وتنتوريتو Tintoretto. وفي عام 1583 أنجز أنيبال لوحته «الصلب» في كنيسة سانتا ماريا دللا كاريتا Santa Maria della Carità في بولونيا في إيطاليا، والتي تمثلت بالبساطة، ولكن بقوة التكوين والواقعية. وفي العام ذاته اشترك المصورون الثلاثة في أول مشروعاتهم الزخرفية في صالات قصر فافا Fava. وفي بداية عام 1585 سافر كل من أنيبال وأغوستينو إلى بارما لدراسة أعمال كوريجو[ر] Correggio، ويبدو أثر ذلك واضحاً في لوحة أنيبال «رفع الصليب» التي أنجزها في بارما Parmaء(1585)، ثم أسس المصورون الثلاثة في بولونيا أكاديمية أطلق عليها اسم أكاديمية السائرين في الطريق الصائب Incamminati. وكان عليهم أن يلقنوا المصورين الناشئين ضرورة الاهتمام بالحياة اليومية. وكان الاهتمام واضحاً في توجيه الفنانين الشباب نحو الموضوعات الاجتماعية والمعاشية، والصور الشخصية، والمشاهد الطبيعية، مع إلحاح قوي على مناهضة النزعة التكلفية. وفي عام 1588 أنجز لودوفيكو لوحته «هداية القديس بولس» ولوحة «مادونا بارغيلليني» في بولونيا والتي تميزت بدراسة مبسطة للأشكال والأقمشة، وبالإثارة الحيوية متأثراً بأعمال تنتوريتو. وفي العام ذاته سافر أنيبال إلى البندقية متحمساً لأعمال فيرونيز، وبعد عامين أنجز المصورون الثلاثة زخارف الإفريز في الصالون الكبير لقصر مانياني Magnani في بولونيا، ويتألف العمل من أربع عشرة لوحة تحكي قصة رومولوس Romulus. وتؤكد هذه اللوحة أن المصورين الثلاثة يتشابهون في أسلوبهم التصويري ونهجهم التعبيري، على أن أنيبال يبقى رائد تصوير المشهد الطبيعي الكلاسي.

    في عام 1595 استدعى الكاردينال فارنيزه Farnèse المصور أنيبال إلى روما، فأفاد من هذه الزيارة في إثراء أسلوبه بالتأثر بأعمال رافايلّو[ر] Raffaello وميكلانجلو[ر] Michelangelo. وهناك كُلِّف تزيين قصر فارنيزه على مراحل ثلاث، ولعله استعان بأخيه أغوستينو ثم دومينيكو. على أن الدراسة الأولية للمشروع كله كانت من عمل أنيبال. ويمتاز هذا العمل الضخم بأنه المثال الأكثر كمالاً والأكثر وضوحاً لعبقرية هؤلاء المصورين وجدارتهم. ومازال هذا العمل الضخم موضع اهتمام النقاد والمصورين لدراسة الدقة الخارقة بالحركة والتلوين، والإضاءة والتشريح. ومع أن هذا العمل يمثل رائعة أنيبال وأنه مازال الأكثر شهرة من مصوري هذه الأسرة، إلا أن أغوستينو ولودوفيكو، لهما أعمال تشهد على براعتهما والتزامهما مبادئ التصوير عند هذه العائلة.


    أنيبال كاراتشي: «استشهاد القديس إتيان»

    ترك أغوستينو لوحة من الحفر الرائع من إبداعه إضافة إلى مجموعة من لوحات الحفر التي نقل موضوعاتها عن لوحات مشاهير المصورين. وفي هذه الأعمال استطاع أغوستينو أن يبين مقدرته العالية في استغلال الظل والنور فضلاً عن التعبير والتحجيم، وكان أسلوبه القوي الساخر أحياناً واضحاً في مجموعته المعروفة بلاسيفي Lascivie. أما أعماله التصويرية فهي أقل وفرة من أعماله الحفرية، وأبرزها ما أنجزه ما بين عامي 1590ـ 1595 ومنها لوحته الشهيرة «تناول القربان المقدس» القديس جيروم التي أنجزها في بولونيا والتي استوحى منها روبنز[ر] Rubens.

    وكان لأغوستينو ابن يدعى أنطوان (1589ـ1619)، وكان مصوراً أيضاً وله لوحة في متحف اللوڤر Louvre تسمى «الطوفان».

    أما لودوفيكو فقد أنجز منذ عام 1590 حتى موته مجموعة وافرة من اللوحات الواقعية، وكان تأثره واضحاً بطريقة كارافاجيو في التعبير عن التضاد الضوئي، الظل والنور، ويبدو ذلك واضحاً في لوحته «استشهاد القديسة أورسولا» (1592) في بولونيا، وهي من أعماله الضخمة التي أنجزها في عامي 1607ـ1608والمحفوظة في متحف بارما وهي تعود أصلاً إلى كاتدرائية المسرة.

    لقد أوجدت أسرة كاراتشي أسلوباً انتقائياً يجمع بين أسلوب رافايلّو وتشريح ميكلانجلو وألوان دافنشي Da Vinci والفن اللومباردي. وقد أثرت أعمال المصورين كاراتشي بقوة في الفن الأوربي، إذ انتقل أسلوبهم إلى أعمال كثير من المصورين الأوربيين بما تمثله من محاكاة للطبيعة، والبحث عن الجمال الأمثل، معتمدين على الأعمال الشهيرة التي تعود إلى فن الماضي، عدا عن تأثير طريقتهم في أعمال مصورين إيطاليين من أمثال دومينيكان Dominiquin وغويدو ريني Guido Reni وألباني Albani. وفي القرن السابع عشر انتشر هذا الأسلوب الذي أطلقت عليه الصفة الكلاسية في فرنسا وإيطاليا، إذ فضل المصورون هناك أسلوب كاراتشي على أسلوب كاراڤاجيو. وكان أسلوب أسرة كاراتشي بداية لفن الباروك في أوربا كلها. واستمرت هذه الكلاسية التي وضعها مصورو أسرة كاراتشي أساساً لفن التصوير، وكان أنغر [ر] Ingres آخر من اعتمد هذا الأسلوب الواقعي الأنموذجي.

    عفيف البهنسي
يعمل...
X