ساباتييه (أوغست ـ)
(1839ـ 1901)
أوغست ساباتييه Auguste Sabatier، لاهوتي فرنسي، ولد في بلدة فالون Vallon، وهو أكثر اللاهوتيين البروتستنت تأثيراً في الفكر الديني في أوائل القرن العشرين، فقد أسهم في إحداث تغيير جذري في فلسفة التأويل عن طريق تطبيق مناهج النقد التاريخي على الكتاب المقدس وخاصة الإنجيل، كما عمل على عرقلة تطور اللاهوت الليبرالي والتيار الجديد للمذهب الكاثوليكي الروماني، بتفسيره العقائد المسيحية على أنها رموز للمشاعر الدينية، وقد شهد له البروتستنت والكاثوليك بالنجاح في التوفيق بين مبادئ الدين ومقتضيات العلم، وكان معلماً للعقائد في ستراسبورغ، وعميداً لكلية اللاهوت بباريس.
من أهم كتبه التي ترجمت إلى الإنكليزية: «بولس الرسول» (1891)، و«معالم الفلسفة الدينية» (1897)، و«نحو نظرية نقدية في المعرفة الدينية» (1899)، و«أديان اليقين ودين الروح» (1904). وقد أطلق على فلسفته اسم الرمزية النقدية لأنه عدّ الديانات والمعتقدات والمذاهب والنحل والأساطير الدينية محاولات رمزية للتعبير عن التجربة الدينية بإظهار باطنها والتعبير عن الأبدي فيها بالزماني، وعن وقائعها الروحية بالصور الحسية، وهو تعبير تحكمه المستويات العلمية والفلسفية للعصر، ولدى المتصدين له، ومن ثم يُلحظ من ناحية أن الرمزية الدينية القديمة تقصر عن إرضاء أهل العلم والفلسفة حالياً، لأنها لم تعد مواكبة للتقدم العلمي والفلسفي، ومن ناحية أخرى فإن العلم والفلسفة مهما تقدما فإنهما لن يبلغا الحقيقة المطلقة، ولكن الله يعيش في وعي الإنسان وليس في المذاهب والأديان، وحاجة الإنسان إليه وتجربته الدينية هي خير برهان على وجوده، وأما العلم والفلسفة فهما وسيلتان صالحتان في مجالهما، كما أن الأديان تعابير رمزية نسبية.
كان لفكر ساباتييه اللاهوتي تأثير كبير في تأسيس مذهب اعتنقه الكثير من النصارى الذين اعتقدوا بقدسية يوم الأحد، ووجوب عدّه تبعاً لما ورد في الوصية الرابعة عن يوم السبت، بحيث تكون له طقوس وعبادات معينة. بيد أن هذا المذهب خلق جدالاً كبيراً بين أنصاره بزعم أن الوصية الرابعة كانت جزءاً من الطقوس اليهودية، وليست بوصية أخلاقية؛ إضافة إلى اعتقادهم بأن السيد المسيح قد ألغى هذه الوصية، بوصف أن بعثه في أول أيام الأسبوع قد خلق يوماً جديداً له سمة محددة هي العمل والعبادة بدلاً من العطلة، لكن من الثابت وجود اختلافات عدة في هذه الآراء حول هذه المسألة. والواضح أن التشريعات المتعلقة بما يمكن عمله في يوم الأحد أو إيقافه تعود لزمن سالف إلى كونستانتينConstantine في عام 321، الذي سنّ تشريعات وأنظمة معينة ضد الجهود المبذولة في يوم الأحد.
و يمكن عدّ مذهب ساباتييه إحياء لممثلي مذهب الإصلاح البروتستنتي الاسكتلندي والإنكليزي، خاصة جون نوكسJohn Knox.
وقد أخذت المشيخية Presbyterianismوالتطهرية Puritanism الاسكتلندية بآراء ساباتييه ونقلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شرعت «القوانين الزرقاء» الصارمة. وما يزال التقييد بطقوس يوم الأحد قائماً في إنكلترا، وفي الولايات الأمريكية العديد من القوانين المحلية والأساسية تمنع ممارسة الكثير من الأعمال والأنشطة بمختلف أنواعها يوم الأحد.
ويُسمى الكثير من النصارى الذين يؤمنون بقدسية الاحتفال يوم السبت عوضاً عن الأحد أمثال المجيئيون الذين يؤمنون أن مجيء المسيح ثانية ونهاية العالم قد أمسيا قريبين، بالسبتيون Sabbatarians.
سوسن البيطار
(1839ـ 1901)
أوغست ساباتييه Auguste Sabatier، لاهوتي فرنسي، ولد في بلدة فالون Vallon، وهو أكثر اللاهوتيين البروتستنت تأثيراً في الفكر الديني في أوائل القرن العشرين، فقد أسهم في إحداث تغيير جذري في فلسفة التأويل عن طريق تطبيق مناهج النقد التاريخي على الكتاب المقدس وخاصة الإنجيل، كما عمل على عرقلة تطور اللاهوت الليبرالي والتيار الجديد للمذهب الكاثوليكي الروماني، بتفسيره العقائد المسيحية على أنها رموز للمشاعر الدينية، وقد شهد له البروتستنت والكاثوليك بالنجاح في التوفيق بين مبادئ الدين ومقتضيات العلم، وكان معلماً للعقائد في ستراسبورغ، وعميداً لكلية اللاهوت بباريس.
من أهم كتبه التي ترجمت إلى الإنكليزية: «بولس الرسول» (1891)، و«معالم الفلسفة الدينية» (1897)، و«نحو نظرية نقدية في المعرفة الدينية» (1899)، و«أديان اليقين ودين الروح» (1904). وقد أطلق على فلسفته اسم الرمزية النقدية لأنه عدّ الديانات والمعتقدات والمذاهب والنحل والأساطير الدينية محاولات رمزية للتعبير عن التجربة الدينية بإظهار باطنها والتعبير عن الأبدي فيها بالزماني، وعن وقائعها الروحية بالصور الحسية، وهو تعبير تحكمه المستويات العلمية والفلسفية للعصر، ولدى المتصدين له، ومن ثم يُلحظ من ناحية أن الرمزية الدينية القديمة تقصر عن إرضاء أهل العلم والفلسفة حالياً، لأنها لم تعد مواكبة للتقدم العلمي والفلسفي، ومن ناحية أخرى فإن العلم والفلسفة مهما تقدما فإنهما لن يبلغا الحقيقة المطلقة، ولكن الله يعيش في وعي الإنسان وليس في المذاهب والأديان، وحاجة الإنسان إليه وتجربته الدينية هي خير برهان على وجوده، وأما العلم والفلسفة فهما وسيلتان صالحتان في مجالهما، كما أن الأديان تعابير رمزية نسبية.
كان لفكر ساباتييه اللاهوتي تأثير كبير في تأسيس مذهب اعتنقه الكثير من النصارى الذين اعتقدوا بقدسية يوم الأحد، ووجوب عدّه تبعاً لما ورد في الوصية الرابعة عن يوم السبت، بحيث تكون له طقوس وعبادات معينة. بيد أن هذا المذهب خلق جدالاً كبيراً بين أنصاره بزعم أن الوصية الرابعة كانت جزءاً من الطقوس اليهودية، وليست بوصية أخلاقية؛ إضافة إلى اعتقادهم بأن السيد المسيح قد ألغى هذه الوصية، بوصف أن بعثه في أول أيام الأسبوع قد خلق يوماً جديداً له سمة محددة هي العمل والعبادة بدلاً من العطلة، لكن من الثابت وجود اختلافات عدة في هذه الآراء حول هذه المسألة. والواضح أن التشريعات المتعلقة بما يمكن عمله في يوم الأحد أو إيقافه تعود لزمن سالف إلى كونستانتينConstantine في عام 321، الذي سنّ تشريعات وأنظمة معينة ضد الجهود المبذولة في يوم الأحد.
و يمكن عدّ مذهب ساباتييه إحياء لممثلي مذهب الإصلاح البروتستنتي الاسكتلندي والإنكليزي، خاصة جون نوكسJohn Knox.
وقد أخذت المشيخية Presbyterianismوالتطهرية Puritanism الاسكتلندية بآراء ساباتييه ونقلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شرعت «القوانين الزرقاء» الصارمة. وما يزال التقييد بطقوس يوم الأحد قائماً في إنكلترا، وفي الولايات الأمريكية العديد من القوانين المحلية والأساسية تمنع ممارسة الكثير من الأعمال والأنشطة بمختلف أنواعها يوم الأحد.
ويُسمى الكثير من النصارى الذين يؤمنون بقدسية الاحتفال يوم السبت عوضاً عن الأحد أمثال المجيئيون الذين يؤمنون أن مجيء المسيح ثانية ونهاية العالم قد أمسيا قريبين، بالسبتيون Sabbatarians.
سوسن البيطار