رومانوس
Romanos - Romanos
رومانوس
(نحو 490 ـ 560 م)
رومانوس Romanos شاعر سوري اشتهر بأناشيده وتراتيله الكنسية باللغة اليونانية في العصر البيزنطي. لا يُعرف الكثير من تفاصيل حياته. ولد في مدينة حمص Emesa وتوفي على الأرجح في القسطنطينية. بدأ حياته في السلك الكنسي شماساً Diakon في بيروت، ثم صار كاهناً Presbyter في القسطنطينية، حيث بدأ إبداعه الغني بصورة استثنائية في نظم وتلحين الأناشيد الدينية الكنسية Kontakion فلقّب لذلك بـ «المغني» Melodos، وصار يُعرف باسم رومانوس ميلودوس. وقد طوبته الكنيسة اليونانية قديساً يُحتفل به أول تشرين الأول.
نظم رومانوس ميلودوس ما ينوف على ألف نشيد، استمد موضوعاتها من السيد المسيح وشخصيات إنجيلية أخرى، إلى جانب شهداء وقديسين ومناسبات طقوسية كنسية. ولكن لم يتبق من هذه الذخيرة سوى خمسة وثمانين نشيداً، من أشهرها أناشيد عيد الميلاد والفصح، ولاسيما مايُعرف بـ «نشيد مريم» Akathistos-Hymnos الذي يغنى وقوفاً حسب معنى الكلمة. وهو موعظة شعرية مع مرافقة موسيقية بترتيل منغَّم بأسلوب خطابي غالباً، مع بعض المقاطع ذات الغناء المنفرد. وتمتاز لغته بفنيتها وغنى صورها ذات العناصر الشعبية، وكذلك بالتوافق بين إيقاع الكلمة ووزنها العروضي، وهو تطور جديد كلياً في الشعر اليوناني. وما يزال هذا النشيد مستخدماً حتى اليوم في الكنائس الأرثوذكسية. وثمة بعض الباحثين الغربيين الذين يشككون بنسبة «نشيد مريم» إلى رومانوس.
ويتألف هذا النشيد من أربعة وعشرين مقطعاً يؤلف مجموع الحروف الأولى منها ما يعرف في الشعر اليوناني بـ «أكروستيخون» Akrostichon أي كلمة أو جملة ذات معنى. ويسرد المقطع الأول من النشيد إعلان الملاك جبريل عن قدوم الطفل يسوع وكذلك مرحلة طفولته، ويتألف المقطع الثاني من مدائح للسيد المسيح ولأمومة العذراء مريم. ويتلو كل مقطع اثنا عشر بيتاً بمثابة تحية للعذراء، ترتل كلازمة تبدأ بالجملة الأخيرة من المقطع السابق وتنتهي بـ:«هلّلويا». وبهذا التبديل المتناوب في المقاطع بين السرد والمديح يوحد الشاعر بين عناصر متنافرة ذات طبيعة درامية وغنائية بأسلوب بالغ التأثير فنياً وشعورياً، إلى حد أن عُدَّ هذا النشيد أحد أجمل القصائد وأكثرها كمالاً في الأدب العالمي.
نبيل الحفار
Romanos - Romanos
رومانوس
(نحو 490 ـ 560 م)
رومانوس Romanos شاعر سوري اشتهر بأناشيده وتراتيله الكنسية باللغة اليونانية في العصر البيزنطي. لا يُعرف الكثير من تفاصيل حياته. ولد في مدينة حمص Emesa وتوفي على الأرجح في القسطنطينية. بدأ حياته في السلك الكنسي شماساً Diakon في بيروت، ثم صار كاهناً Presbyter في القسطنطينية، حيث بدأ إبداعه الغني بصورة استثنائية في نظم وتلحين الأناشيد الدينية الكنسية Kontakion فلقّب لذلك بـ «المغني» Melodos، وصار يُعرف باسم رومانوس ميلودوس. وقد طوبته الكنيسة اليونانية قديساً يُحتفل به أول تشرين الأول.
نظم رومانوس ميلودوس ما ينوف على ألف نشيد، استمد موضوعاتها من السيد المسيح وشخصيات إنجيلية أخرى، إلى جانب شهداء وقديسين ومناسبات طقوسية كنسية. ولكن لم يتبق من هذه الذخيرة سوى خمسة وثمانين نشيداً، من أشهرها أناشيد عيد الميلاد والفصح، ولاسيما مايُعرف بـ «نشيد مريم» Akathistos-Hymnos الذي يغنى وقوفاً حسب معنى الكلمة. وهو موعظة شعرية مع مرافقة موسيقية بترتيل منغَّم بأسلوب خطابي غالباً، مع بعض المقاطع ذات الغناء المنفرد. وتمتاز لغته بفنيتها وغنى صورها ذات العناصر الشعبية، وكذلك بالتوافق بين إيقاع الكلمة ووزنها العروضي، وهو تطور جديد كلياً في الشعر اليوناني. وما يزال هذا النشيد مستخدماً حتى اليوم في الكنائس الأرثوذكسية. وثمة بعض الباحثين الغربيين الذين يشككون بنسبة «نشيد مريم» إلى رومانوس.
ويتألف هذا النشيد من أربعة وعشرين مقطعاً يؤلف مجموع الحروف الأولى منها ما يعرف في الشعر اليوناني بـ «أكروستيخون» Akrostichon أي كلمة أو جملة ذات معنى. ويسرد المقطع الأول من النشيد إعلان الملاك جبريل عن قدوم الطفل يسوع وكذلك مرحلة طفولته، ويتألف المقطع الثاني من مدائح للسيد المسيح ولأمومة العذراء مريم. ويتلو كل مقطع اثنا عشر بيتاً بمثابة تحية للعذراء، ترتل كلازمة تبدأ بالجملة الأخيرة من المقطع السابق وتنتهي بـ:«هلّلويا». وبهذا التبديل المتناوب في المقاطع بين السرد والمديح يوحد الشاعر بين عناصر متنافرة ذات طبيعة درامية وغنائية بأسلوب بالغ التأثير فنياً وشعورياً، إلى حد أن عُدَّ هذا النشيد أحد أجمل القصائد وأكثرها كمالاً في الأدب العالمي.
نبيل الحفار