الكارست (هضبة كلسية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكارست (هضبة كلسية)

    كارست Karst - Karst
    الكارست



    الكارست Karst اسم كرواتي صربي لهضبة كلسية في جبال الألب الدينارية، بجوار الجبل الأسود Montenegro على ساحل الأدرياتيك الشرقي، ذات تضاريس كلسية متميزة ومشهورة في علم التضاريس.عُمم اسمها في معظم لغات العالم على تضاريس الصخور الكلسية الفحماتية CaCO3 والدولوميتية MgCO3 والكبريتية CaSO4 (الجصية اللامائية Anhydrite والمائية).

    يأخذ الكارست اسمCarso على شواطئ دالماسيا الإيطالية واليوغوسلافية واسم الكوص Causses في فرنسا.

    ينتشر في مرتفعات سلاسل البنين Pennine الإنكليزية. وفي الغرب الأوسط من الولايات المتحدة الأمريكية: في جنوب غربي إيللينوي وجنوبي إنديانا ومنطقة كهف الماموت في كنتكي وشمال وسط فلوريدا، و في كوبا وشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية وفي الفيليبين والصين وبعض أجزاء من إندونيسيا وفي أرجاء الوطن العربي، بما في ذلك القطر العربي السوري حيث تتكشف الصخور الكلسية الصافية.

    يتكون الكارست بفعل حركة المياه ضمن الصخور الكلسية القابلة للانحلال؛ إذ ينحل الكلس الفحماتي بسهولة بالمياه الخفيفة الحموضة التي يكثر انتشارها في الطبيعة، فتتخلل مياه الأمطار ـالمحمضة جزئياً بغاز الفحم أو بالحموض العضوية ـ الشقوق الأفقية والشاقولية للتكوينات الكلسية السميكة، لتحل مايمكنها حله من فحمات الكلس، وتنقله محلولاً سائلاً من ثنائي فحمات الكلسيوم، في إطار المعادلة العكوسة:


    وكذا تنحل الصخور الدولوميتية بصورة أسرع، في حين ينحل الجص بالماء العادي.

    تتميز الصخورالكلسية ذات المظاهر الكارستية بمساميتها وقابليتها للانحلال بالمياه وللحت بطاقة الجريان؛ وبذا تقوم المياه بتعميق وتوسيع المنعطفات المحفورة المعقدة في الاتجاهات المختلفة على شكل أقنية متوازية على المنحدرات ومتصالبة متعرجة على المنبسطات، تحصر بينها أعرافاً حادة مسننة مخرمة مختلفة الحجم والاتساع. يراوح فرق ارتفاعها ما بين سنتيمترات عدة وأمتار عدة تسمى لابييهlapies. ومع استمرار الجريان على امتداد الشقوق تحت الأرض تستمر المياه في تعميق مجاريها الضمنية وتوسيعها حتى تتكون منظومات من المجاري المائية والدهاليز المفرغة تحت الأرض underground rivers والكهوف، تخترق بعضها، فيما بعد، شاقولياً بعض الفتحات كحفر بالعة نابعة يطلق عليها اسم بونور ponor، أو حفر بالعةٍsinkhole فقط تسمى Aaven. وعندما تتسع الكهوف المفرغة بما فيه الكفاية وتقترب القمة من سطح الأرض، ينخفس السطح وتنجم عن ذلك أشكال أحواض دائرية أو إهليلجية مغلقة، يراوح أقطارها ما بين بضعة أمتار وبضع مئات من الأمتار تسمى pothols أو الدولين dolina=dolines، حيث يمكن للمياه السطحية أن تجري وتختفي تحت السطح. ويمكن لهذه الحفر أو الدولينات المتجاورة أن يتحد بعضها مع بعض تحت السطح في فجوة واسعة ينهار سقفها كلياً، لتشكل سوية فيما بعد حفرة كبيرة واحدة تتدرج تبعاً لحجمها ما بين الأوفالا ovala والبولييه poljes، تسمى في القطر العربي السوري «جوبة».

    يتسم قاع البولييه غالباً بأرض منبسطة تجري المياه على سطحها وتغطيها التربة الزراعية، وبذا تعد من المواضع الكارستية القليلة الصالحة للزراعة، إضافة إلى بعض المناطق الكارستية في جنوب شبه الجزيرة الهندية، وبعض مناطق القطر العربي السوري الجبلية التي تستغل في غرس الأشجار المثمرة والحراجية.

    تصنف الأشكال الكارستية عامة في ثلاث مجموعات رئيسة:

    ـ أشكال سطحية surface formes: تنجم عن الانحلال: كاللابييه (الأقنية والأعراف المتجاورة) والدولين (الحفر) والأوفالا والبوليية (الجوبات) سواء تكونت مباشرة أم بشكل غير مباشر، كالدولينات الناجمة عن انخفاس المغاور.

    ـ أشكال تحت سطح الأرض underground formes: وترجع إلى عمل المياه في الأعماق وتكوين شبكة جريان ضمن الدهاليز أو المغاور على مستويات عدة تحت سطح الأرض، كما يعمل انحلال الكلس بالماء وتقاطره على شكل ثنائي فحمات الكلس ـ ومن ثم عودة تصلبه بعد تبخر مائه- كفحمات كلس متبلور على شكل مقرنصات من النوازل stalactites (المتدلية من السقوف) والصواعد stalagmites التي تعد بدورها مظهراً أخّاذاً منشطاً للحركة السياحية.

    ـ أشكال مختلطة ناجمة عن الجريانfluviatile formes : وتتضمن مظاهر الأسر الضمني للشبكة المائية والينابيع الكارستية (الفوكلوزية) والأودية العمياء ونصف العمياء والفجوج، كما يتأثر التطور الكارستي بعامة بعوامل ثلاثة هي:

    أ ـ المناخ: الذي يؤثر بقوة في التطور الكارستي ضمن المناطق المدارية الرطبة، حيث يشتد التحلل الكلسي بسب شيوع الأحماض الدبالية، ويتسارع تلاشي الطبقات الكلسية لتأخذ البواقي شكل أبراج، في حين يطلق على المظاهر التضاريسية الكارستية في المناطق الباردة اسم الكارست الحراري thermic karst الذي ينجم عن تجمد الماء على شكل عدسات وجيوب ضمنية يؤدي ذوبانها إلى خفس السطح وظهور حفر صغيرة وبلاليع قد تأخذ شكل حفر كبيرة، تجاورها مظاهر تلالية يصل فرق ارتفاعها حتى 30 متراً قرب شواطئ ياكوتسك، تتناقص باتجاه المناطق الجافة إلى نحو أمتار عدة.

    ب ـ البناء الطبقي وترتيب صخوره تبعاً لطبيعتها من خلال التمييز ما بين البنية الصخرية الكتيمة والبنية النافذة التي تؤدي دورها في توجيه الجريان الضمني وشبكة الكهوف، ولاسيما أن البنية الصخرية الدولوميتية أسرع انحلالاً بالماء من الصخور الكلسية، كما يعطي الكارست الجصي مظاهر قصيرة الأمد بسبب انحلاله السريع بالمياه. وقد عانت سورية كثيراً من مشكلاته بسبب تكهف ماتحت السطح: كغور مياه قنوات الري في مجارٍ ضمنية في مشروعات ري أراضي الفرات الزراعية، كما انخفست الأرض بجوار سد الشدادة نتيجة انحلال طبقة الجص تحت طبقة التربة السطحية.

    ج ـ الشبكة المائية التي تتأثر بشبكة المغاور التي تتعمق وتغور باستمرار نحو الأسفل، تاركة المجاري الأعلى فارغة من المياه.

    عماد الدين موصلي
يعمل...
X