جوزي
Ibn al-Djawzi - Ibn al-Djawzi
ابن الجوزي
(510ـ597هـ/1116ـ1201م)
أبو الفرج الحافظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي، يصل نسبه إلى أبي بكر الصديق. شاعرٌ ومؤرخ وقاضٍ، ومن كبار فقهاء الحنابلة، إمام وقته في الحديث والوعظ. يذكر ابن خلكان أن نسبته «الجوزي» هي إلى مشرعة الجوز إحدى محال بغداد، وقد نسب إليها جده السابع جعفر بن عبد الله. ذكر ابنَ الجوزي سبطُه عبد الرحمن المعروف بسبط ابن الجوزي في كتابه «مرآة الزمان» باسم عبد الرحمن بن محمد.
كان أهله تجاراً بالنحاس في بغداد، وقد توفي والده وهو في الثالثة من عمره فربته عمته، فلما ترعرع تلقى تربية علمية رفيعة، فأخذ العلم عن كبار علماء عصره من أمثال أبي بكر الدينوري (ت 532هـ)، وأبي الفضل الناصر (ت550هـ)، والفقيه أبي الحكيم النهرواني الفرضي الحنبلي (ت556هـ)، واللغوي أبي منصور الجواليقي (ت540هـ) الذي فتح أمامه ميدان الأدب واللغة، وأبي يَعلى الصغير (ت558هـ) حفيد القاضي والفقيه ابن يَعْلَى المعروف بالفراء، وابن الزاغوني (ت 527هـ)وأخذ عنه الحديث والفقه.
قرأ ابن الجوزي كثيراً من المؤلفات وفي مختلف الموضوعات، كمؤلفات المؤرخ الخطيب البغدادي (ت463هـ)، وأبي نعيم الأصفهاني (ت430هـ). وكان وهو صبيٌ ديّناً، منطوياً على نفسه، لا يخالط أمثاله من الصبية، منصرفاً إلى طلب العلم والتفقه. ابتدأ الوعظ وهو في العشرين من عمره، ودرّس مساعداً لأستاذه أبي الحكيم النهرواني ووكيلاً عنه، وكان أبو الحكيم هذا يعلِّم الفقه في مدرسته في باب الأزج ببغداد. وحين توفي أستاذه خلفه في إدارة هذه المدرسة، وإدارة المدرسة الثانية التي بناها النهرواني سنة وفاته، وكان لا ينفك عن الوعظ فيهما.
عاصر ابن الجوزي عدداً من الخلفاء العباسيين في بغداد، وكان الخليفة المُقْتَفي (530-555هـ/1135-1160م) يسعى حثيثاً آنذاك في تجميع السنّة، وإحياء قوة الخلافة، وكان يدعمه في ذلك الوزير ابن هبيرة (499-560هـ/ 1105-1165م)، وكان من فقهاء الحنابلة وعلمائهم. وبتشجيع من الخليفة المقتفي وابن هبيرة وسّع ابن الجوزي نشاطه واعظاً، وأقام في كل يوم جمعة جلسة وعظ في بيت ابن هبيرة . وحين وصل الخليفة المستنجد إلى الخلافة (555-566هـ/1160-1170م) سمح لابن الجوزي بالوعظ في جامع القصر، لأنه كان كسلفه المقتفي داعماً للسنة ومؤيداً لنور الدين الزنكي في تدخله في شؤون مصر تجاه الفاطميين والصليبيين. وكانت مواعظ ابن الجوزي دفاعاً قوياً عن السنة، وهجوماً شديداً على المنشقين عنها، وعلى الفقهاء المتعصبين لمذهبهم الخاص. وفي عهد المستضيء
(566-575/1170-1180) ازداد نشاطه في نشر الحنبلية، وصار له تأثير كبير في الجماهير في بغداد. وحين تمكن صلاح الدين الأيوبي سنة 567هـ/1172م من إسقاط الخلافة الفاطمية وتثبيت العباسية ثانية في القاهرة؛ مجّد ابن الجوزي هذا الحدث بمؤلَّف قدّمه للخليفة بعنوان «كتاب النصر على مصر»، وكذلك ألّف تاريخاً في تعظيم الخليفة المستضيء بعنوان «المصباح المضيء في دولة المستضيء». زاد تقريب الخليفة له فأنشأ له دكة خاصة يعظ عليها في جامع القصر؛ كما وعظ في أماكن أخرى من بغداد، وحضر مجالس وعظه الأمراء والعلماء وجموع غفيرة من الناس وبحضور الخليفة نفسه. وفي أثناء ذلك كان لا ينفك عن التأليف في مختلف العلوم.
كانت سنة 574هـ/1178-1179م سنة الأوج في العطاء العلمي والوعظي لابن الجوزي؛ فقد كان تحت إدارته خمس مدارس، وكان قد صنّف أكثر من مئة وخمسين مؤلفاً، وحظيت الحنبلية بشعبية كبيرة في بغداد ولدى الخليفة الذي أمر بوضع لوحٍ على قبر الإمام أحمد بن حنبل كتب عليه آية الكرسي، وكتب بعدها هذا قبر تاج الأمة، العالي الهمة، العابد، الفقيه، الزاهد، وذكر تاريخ وفاته. أثار ذلك أصحاب المذاهب الأخرى، فقامت اضطرابات بين الشيعة والسنّة.
وفي ظل حكم الخليفة الناصر (575-622/1180-1225م) عمل الوزير الحنبلي المظفر بن يونس على دعم ابن الجوزي، إلا أن عزل الوزير ثم سجنه، وتسلّم ابن القصاب الشيعي منصب الوزارة سنة 590هـ/1194م أنهت حظوة ابن الجوزي، فسجن ونفي إلى واسط حيث أقام خمس سنوات، يقول ابن كثير «انتفع به أهلها، واشتغلوا عليه، واستفادوا منه»، ثم أطلق سراحه سنة 595هـ/1199م بتدخل من أم الخليفة، وبمسعى من ابنه محيي الدين يوسف الذي كان محتسب بغداد. ولما عاد إلى بغداد خلع عليه الخليفة، وأذن له في الوعظ على عادته وحضر مجلسه بنفسه، إلا أنه توفي بعد مدة قصيرة من عودته.
كان ابن الجوزي شديد الاعتداد بنفسه وعلمه، وقد وصفه ابن كثير بقوله: «كان فيه بهاء وترفع في نفسه وإعجاب، وسمو بنفسه أكثر من مقامه».
رزق ابن الجوزي ثلاثة أبناء ذكور، وخمس بنات، كانت إحداهن أم سبطه أبي المظفر بن علي القزويني المؤرخ الذي عُرف بسبط ابن الجوزي، والذي دوّن الكتاب التاريخي المهم «مرآة الزمان».
كان ابن الجوزي واحداً من أكثر العلماء الموسوعيين إنتاجاً في ميادين العلوم الإسلامية المتنوعة؛ فكان له مشاركة في التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم، والطب والفقه وعلوم اللغة والشعر وغيرهما. ويعدد له ابن رجب في كتابه «ذيل طبقات الحنابلة» مئتي مؤلّف، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» مئة وتسعة وستين، ويؤكد سبطه على لسانه أنه صنّف مئتين وخمسين، وأنه كتب ألفي مجلدة، ويغالي ابن تيمية فيقول: «إنّ له ألف مؤلَّف بأطوال متفاوتة». ومن أبرز تلك المؤلفات -وعدد منها منشور- «المنتظم في تاريخ الأمم من العرب والعجم»، وهو مؤلف تاريخي ومصدر غنيٌ جداً لتعرف أحوال الخلافة العباسية في المرحلة (257-574هـ/870-1179م). «صفة الصفوة» اعتمد فيه كثيراً على كتاب أبي نعيم الأصفهاني، وسعى فيه لإظهار المتصوفة الحقيقيين. وله «تلقيح فهوم أهل الآثار في مختلف السير والأخبار» و«الأذكياء وأخبارهم» و«مناقب عمر بن عبد العزيز» و«روح الأرواح» و«المقيم المقعد»، وهو في دقائق العربية، و«صولة العقل على الهوى»، وهو في الأخلاق، و«تلبيس إبليس»، وفيه يهاجم الفرق الخارجة عن السنّة كالخوارج والروافض والمعتزلة والباطنية والفلاسفة، كما يهاجم كل من أدخل البِدع في العقيدة الإسلامية من فقهاء ومحدثين ورجال دولة ومتصوفة وغيرهم، وفيه تظهر موهبته في الجدل والمحاجة. ومن مؤلفاته أيضاً: «لقط المنافع»، وهو في الطب والفراسة، و«لقط الجمان في كان وكان»، وهو في الوعظ، و«زاد المسير في علم التفسير»، و«الموضوعات»، وذكر فيه كل حديث موضوع، و«جامع المسانيد» استوعب فيه مسند ابن حنبل وصحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي. وله «مثير الغرام الساكن في فضائل البقاع والأماكن» و«ديوان شعر» وغيرها كثير.
تميز ابن الجوزي إلى جانب هذه المؤلفات الكثيرة بقدرته على الوعظ الشفوي الذي جمع فيه الفهم العميق وسرعة الخاطر، والنظم الرائق والنثر الفائق، والصوت الحسن المؤثر والمحرك لعواطف الجماهير.
ومع أن كل من ترجم لابن الجوزي أبدى إعجابه به وبإنتاجه العلمي الضخم، لم يسلم من نقد الناقدين؛ فقد ذكر الذهبي أنه لم يكن يراجع كتبه بعد تأليفها، فكان له أوهام وأغلاط فيها. واتهمه بعضهم بالتحامل على بعض العلماء والمتصوفة، وأنكر بعضهم الآخر كلمات في أقواله يخالف فيها السنّة.
ليلى الصباغ
Ibn al-Djawzi - Ibn al-Djawzi
ابن الجوزي
(510ـ597هـ/1116ـ1201م)
أبو الفرج الحافظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي، يصل نسبه إلى أبي بكر الصديق. شاعرٌ ومؤرخ وقاضٍ، ومن كبار فقهاء الحنابلة، إمام وقته في الحديث والوعظ. يذكر ابن خلكان أن نسبته «الجوزي» هي إلى مشرعة الجوز إحدى محال بغداد، وقد نسب إليها جده السابع جعفر بن عبد الله. ذكر ابنَ الجوزي سبطُه عبد الرحمن المعروف بسبط ابن الجوزي في كتابه «مرآة الزمان» باسم عبد الرحمن بن محمد.
كان أهله تجاراً بالنحاس في بغداد، وقد توفي والده وهو في الثالثة من عمره فربته عمته، فلما ترعرع تلقى تربية علمية رفيعة، فأخذ العلم عن كبار علماء عصره من أمثال أبي بكر الدينوري (ت 532هـ)، وأبي الفضل الناصر (ت550هـ)، والفقيه أبي الحكيم النهرواني الفرضي الحنبلي (ت556هـ)، واللغوي أبي منصور الجواليقي (ت540هـ) الذي فتح أمامه ميدان الأدب واللغة، وأبي يَعلى الصغير (ت558هـ) حفيد القاضي والفقيه ابن يَعْلَى المعروف بالفراء، وابن الزاغوني (ت 527هـ)وأخذ عنه الحديث والفقه.
قرأ ابن الجوزي كثيراً من المؤلفات وفي مختلف الموضوعات، كمؤلفات المؤرخ الخطيب البغدادي (ت463هـ)، وأبي نعيم الأصفهاني (ت430هـ). وكان وهو صبيٌ ديّناً، منطوياً على نفسه، لا يخالط أمثاله من الصبية، منصرفاً إلى طلب العلم والتفقه. ابتدأ الوعظ وهو في العشرين من عمره، ودرّس مساعداً لأستاذه أبي الحكيم النهرواني ووكيلاً عنه، وكان أبو الحكيم هذا يعلِّم الفقه في مدرسته في باب الأزج ببغداد. وحين توفي أستاذه خلفه في إدارة هذه المدرسة، وإدارة المدرسة الثانية التي بناها النهرواني سنة وفاته، وكان لا ينفك عن الوعظ فيهما.
عاصر ابن الجوزي عدداً من الخلفاء العباسيين في بغداد، وكان الخليفة المُقْتَفي (530-555هـ/1135-1160م) يسعى حثيثاً آنذاك في تجميع السنّة، وإحياء قوة الخلافة، وكان يدعمه في ذلك الوزير ابن هبيرة (499-560هـ/ 1105-1165م)، وكان من فقهاء الحنابلة وعلمائهم. وبتشجيع من الخليفة المقتفي وابن هبيرة وسّع ابن الجوزي نشاطه واعظاً، وأقام في كل يوم جمعة جلسة وعظ في بيت ابن هبيرة . وحين وصل الخليفة المستنجد إلى الخلافة (555-566هـ/1160-1170م) سمح لابن الجوزي بالوعظ في جامع القصر، لأنه كان كسلفه المقتفي داعماً للسنة ومؤيداً لنور الدين الزنكي في تدخله في شؤون مصر تجاه الفاطميين والصليبيين. وكانت مواعظ ابن الجوزي دفاعاً قوياً عن السنة، وهجوماً شديداً على المنشقين عنها، وعلى الفقهاء المتعصبين لمذهبهم الخاص. وفي عهد المستضيء
(566-575/1170-1180) ازداد نشاطه في نشر الحنبلية، وصار له تأثير كبير في الجماهير في بغداد. وحين تمكن صلاح الدين الأيوبي سنة 567هـ/1172م من إسقاط الخلافة الفاطمية وتثبيت العباسية ثانية في القاهرة؛ مجّد ابن الجوزي هذا الحدث بمؤلَّف قدّمه للخليفة بعنوان «كتاب النصر على مصر»، وكذلك ألّف تاريخاً في تعظيم الخليفة المستضيء بعنوان «المصباح المضيء في دولة المستضيء». زاد تقريب الخليفة له فأنشأ له دكة خاصة يعظ عليها في جامع القصر؛ كما وعظ في أماكن أخرى من بغداد، وحضر مجالس وعظه الأمراء والعلماء وجموع غفيرة من الناس وبحضور الخليفة نفسه. وفي أثناء ذلك كان لا ينفك عن التأليف في مختلف العلوم.
كانت سنة 574هـ/1178-1179م سنة الأوج في العطاء العلمي والوعظي لابن الجوزي؛ فقد كان تحت إدارته خمس مدارس، وكان قد صنّف أكثر من مئة وخمسين مؤلفاً، وحظيت الحنبلية بشعبية كبيرة في بغداد ولدى الخليفة الذي أمر بوضع لوحٍ على قبر الإمام أحمد بن حنبل كتب عليه آية الكرسي، وكتب بعدها هذا قبر تاج الأمة، العالي الهمة، العابد، الفقيه، الزاهد، وذكر تاريخ وفاته. أثار ذلك أصحاب المذاهب الأخرى، فقامت اضطرابات بين الشيعة والسنّة.
وفي ظل حكم الخليفة الناصر (575-622/1180-1225م) عمل الوزير الحنبلي المظفر بن يونس على دعم ابن الجوزي، إلا أن عزل الوزير ثم سجنه، وتسلّم ابن القصاب الشيعي منصب الوزارة سنة 590هـ/1194م أنهت حظوة ابن الجوزي، فسجن ونفي إلى واسط حيث أقام خمس سنوات، يقول ابن كثير «انتفع به أهلها، واشتغلوا عليه، واستفادوا منه»، ثم أطلق سراحه سنة 595هـ/1199م بتدخل من أم الخليفة، وبمسعى من ابنه محيي الدين يوسف الذي كان محتسب بغداد. ولما عاد إلى بغداد خلع عليه الخليفة، وأذن له في الوعظ على عادته وحضر مجلسه بنفسه، إلا أنه توفي بعد مدة قصيرة من عودته.
كان ابن الجوزي شديد الاعتداد بنفسه وعلمه، وقد وصفه ابن كثير بقوله: «كان فيه بهاء وترفع في نفسه وإعجاب، وسمو بنفسه أكثر من مقامه».
رزق ابن الجوزي ثلاثة أبناء ذكور، وخمس بنات، كانت إحداهن أم سبطه أبي المظفر بن علي القزويني المؤرخ الذي عُرف بسبط ابن الجوزي، والذي دوّن الكتاب التاريخي المهم «مرآة الزمان».
كان ابن الجوزي واحداً من أكثر العلماء الموسوعيين إنتاجاً في ميادين العلوم الإسلامية المتنوعة؛ فكان له مشاركة في التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم، والطب والفقه وعلوم اللغة والشعر وغيرهما. ويعدد له ابن رجب في كتابه «ذيل طبقات الحنابلة» مئتي مؤلّف، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» مئة وتسعة وستين، ويؤكد سبطه على لسانه أنه صنّف مئتين وخمسين، وأنه كتب ألفي مجلدة، ويغالي ابن تيمية فيقول: «إنّ له ألف مؤلَّف بأطوال متفاوتة». ومن أبرز تلك المؤلفات -وعدد منها منشور- «المنتظم في تاريخ الأمم من العرب والعجم»، وهو مؤلف تاريخي ومصدر غنيٌ جداً لتعرف أحوال الخلافة العباسية في المرحلة (257-574هـ/870-1179م). «صفة الصفوة» اعتمد فيه كثيراً على كتاب أبي نعيم الأصفهاني، وسعى فيه لإظهار المتصوفة الحقيقيين. وله «تلقيح فهوم أهل الآثار في مختلف السير والأخبار» و«الأذكياء وأخبارهم» و«مناقب عمر بن عبد العزيز» و«روح الأرواح» و«المقيم المقعد»، وهو في دقائق العربية، و«صولة العقل على الهوى»، وهو في الأخلاق، و«تلبيس إبليس»، وفيه يهاجم الفرق الخارجة عن السنّة كالخوارج والروافض والمعتزلة والباطنية والفلاسفة، كما يهاجم كل من أدخل البِدع في العقيدة الإسلامية من فقهاء ومحدثين ورجال دولة ومتصوفة وغيرهم، وفيه تظهر موهبته في الجدل والمحاجة. ومن مؤلفاته أيضاً: «لقط المنافع»، وهو في الطب والفراسة، و«لقط الجمان في كان وكان»، وهو في الوعظ، و«زاد المسير في علم التفسير»، و«الموضوعات»، وذكر فيه كل حديث موضوع، و«جامع المسانيد» استوعب فيه مسند ابن حنبل وصحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي. وله «مثير الغرام الساكن في فضائل البقاع والأماكن» و«ديوان شعر» وغيرها كثير.
تميز ابن الجوزي إلى جانب هذه المؤلفات الكثيرة بقدرته على الوعظ الشفوي الذي جمع فيه الفهم العميق وسرعة الخاطر، والنظم الرائق والنثر الفائق، والصوت الحسن المؤثر والمحرك لعواطف الجماهير.
ومع أن كل من ترجم لابن الجوزي أبدى إعجابه به وبإنتاجه العلمي الضخم، لم يسلم من نقد الناقدين؛ فقد ذكر الذهبي أنه لم يكن يراجع كتبه بعد تأليفها، فكان له أوهام وأغلاط فيها. واتهمه بعضهم بالتحامل على بعض العلماء والمتصوفة، وأنكر بعضهم الآخر كلمات في أقواله يخالف فيها السنّة.
ليلى الصباغ