Fareed Zaffour
20 مايو 2022 ·
Museeb M. Jasim - الجمعية العراقية للتصوير
20 مايو 2022 ·
تجربة شخصية
من خلال ( تجربتي الشخصية ) أجد أن تصوير اللاندسكيب يعد من المحاور الصعبة في التصوير الضوئي. وأقصد بالصعبة هو إمكانية الخروج بصورة ذات هارموني لوني جميل جداً مع تفاصيل غير مملة. أي أنها صورة يمكن ان نصفها بعمل جميل وممتاز من الناحية الفنية، لكون الصورة هنا تعتمد على جمالها بشكلٍ أساسي. فصور الاندسكيب كما هو معلوم تفتقر للموضوع بشكل عام بالاضافة لمحدودية الألوان المحصورة بين تدرج اللون الازرق للسماء وتدرج اللون الأخضر للأرض على الرغم من وجود الوان أخرى بمساحات محدودة في الغالب. كذلك لمحدودية جعل التشكيل مختلف بين صورة واُخرى.
كما لا ننسى ما يتطلبه هذا المحور من نفقات قد لا يستطيع تأمينها كل مصور. وهي نفقات السفر الى مناطق تكون بعيدة احياناً عن مراكز المدن والمبيت فيها، مع الحاجة لمعدات بثمن أعلى.
في محاور التصوير الأخرى مثل ( تصوير الشارع، التصوير الصحفي، تصوير الأبنية، التصوير الرياضي، التجريد، البورترية، تصوير الطبيعة الذي يكون عادتاً بزاوية اضيق من الاندسكيب الخ .. ) وهي محاور يمكن ان توفر للمصور عناصر كثيرة تجعل من الصورة التي يلتقطها جميلة وملفتة للنظر. من ذلك على سبيل المثال تعدد المواضيع، امكانية تغيير الزاوية والتشكيل بشكل سريع أو من خلال وجود التوقيت والحركة، بالإضافة لامكانية وجود ألوان متعددة تعطي الجاذبية في الصور الملونة. فالسير في شارع واحد مثلا يمكن أن يأمن عشرات الصور المختلفة من حيث الموضوع والزاوية والتكوين واختلاف اللون، كل هذا من خلال عدسة زوم واحدة. كما وان هذه الصور لا تتطلب الكثير من المعالجة، في حين تصوير الاندسكيب يحتاج الى معالجة أكثر بسبب التباين ومحدودية اللون احياناً وبعد التفاصيل احياناً أخرى، كما وأن هذا المحور في الغالب محصور بإستخدام عدسة واسعة ذات البعد البؤري الصغير.
كما أود ان أشير الى محورين آخرين لم أتعامل معهم شخصياً لكونهم بحاجة الى الصبر مع الدقة، أحدهم يقع اساساً ضمن تصوير الاندسكيب لتصوير المجرة والنجوم مع جزء من الأرض ويطلق عليه تصوير landscape astrophotography ، والمحور الآخر هو تصوير المايكرو microphotography والذي يتطلب تصوير مئات الصورة بتمركز مختلف لراس ذبابة مثلا، ومن ثم تجمع هذه الصورة من خلال برامج خاصة لتكون صورة عالية الدقة وجميلة.
كمثال لتصوير الاندسكيب أرفق صورة من الإنترنت ( الصورة الأولى ) وهي صورة يمكن ان نطلق عليها وصف السهل الممتنع. نلاحظ في هذه الصورة ان الموضوع بسيط ولا يشغل أكثر من عُشر المساحة الكلية، مع تدرج لوني واحد. لكن مقدرة المصور تكمن في استغلاله لعنصر الزمن الرائع والذي تتوفر فيه هذه الاضاءة المدهشة في المشهد، مع حسن إختيار الزاوية كذلك.
الصورة الثانية من تصويري 2021
الأخوة الأعزاء.. هذه تجربة شخصية كما ذكرت، ولكل منا تجربته الخاصة.
وأية تجربة أخرى أو رأياً قد يتفق أو يختلف مع ما ذكر محل تقدير ومرحباً به.