مصر أم الحضارات Egypt mother of civilizations
الأثر الأعجوبة عمره خمسين مليون عام
قصة اول متحف علي الأرض :
هذه القطعة الاثرية في الصورة و التي نقش عليها نص هيروغليقي ،يقدر عمرها بخمسين مليون عام ،محفوظة الآن في متحف الآثار المصرية بتورينو في إيطاليا ،هذه القطغة الاثرية العجيبة هي شاهد علي اقدم متحف للآثار والنفائس بل علي أول متاحف التاريخ الطبيعي و شاهد أيضا علي اول باحث وجامع و مكتشف في علم الاحياء القديمة ،او علم الحفريات ( الباليونتولوجي ) .
في العام ١٩٠٢ و اثناء تنقيب البعثة الإيطالية بقيادة إرتستو سكياباريلي في مدينة ( إيونو ) العتيقة و المشهورة بمدينة العلم ،التي جاء إليها فلاسفة وفلكيو اليونان و تعلمو فيها ،واطلقوا عليها اسم ( هيليوبوليس ) ،و التي تعرف حاليا باسم ( عين شمس) ، في مدينة الشمس المصرية هذه عثر ت اابعثة الايطالية علي مبني غامض في قلب المعبد ،،كان المبني دائريا و مشيد من الطوب و داخله مجموعة ممررات مقببة تشبه المتاهة ،لذا سمي بالمتاهة ،داخل الممرات المقببة عثر علي مجموعة منتخبة من الآثار المصرية القديمة ،التي تمتد من الأسرة الثالثة من بداية الالف الثالث قبل الميلاد وحتي الاسرة السادسة والعشرين في اوائل الالف الاول قبل الميلاد.، هاهنا عثرت البعثة علي عشرات التماثيل للملوك القدماء موضوعة قرب بعضها ،وعلي لوحات مكتوبة ، و اواني ، و الاغرب نباتات غريبة ، و الاكثر ادهاشا هو هذا الاثر المتحجر لقنفذ البحر ، الذي يعود لعصر الأيوسين ،وهو عصر جيولوجي عاش فيه هذا الكائن من خمسين مليون عام في فترة قريبة من عصر الديناصورات ،ثم تحجر وتحول إلي احفورة بسبب درعه الخارجي الصلب الذي تحجر بعد ان دفن في جبل المقطم عندما كانت كل تلك المنطقة غارقة في مياه البحر ، الاكثر ادهاشا هو النص الهيروغليفي الذي كتب علي الاثر المتحجر الذي كان يوما ضمن متحف مدينة عين شمس ، الذي ضم محموعات التماثيل والتحف و النباتات و هذا الكائن المتحجر الذي عاش في عصر ما قبل خلق الانسان ، علي الاثر المتحجر لقنفذ البحر كتب نص مصري قديم يذكر لنا اسم مكتشف القطعة و المكان الذي اكتشفت فيه قبل ان يقوم بالتبرع بهذه العجيبة الطبيعية لمجموعة تحف ونفائس مدينة ( ايونو ) ،وهذا هو النص:
" جم حر رسي إك ان ات نتر ثا نفر ، و معناه :" أكتشفت جنوب تلال ( إك) بواسطة الأب المقدس ( ثانفر ) .
هذا هو اسم اول مكتشف لأثر و جامع حفريات يأتينا من العالم القديم لا ينافسه او يسبقه إلا ( خع ام واست ) ابن الملك رعمسيس الكبير ،الذي يشتهر بكونه اول عالم آثار ومكتشف و مرمم ،إذ نعلم انه اكتشف تمثالا للامير كاوعب الذي عاش في عصر الاهرام و كان شغوفا بالاثار القديمة ، غير أن ( ثا نفر ) الذي يصفه النص المحفور علي القنفذ المتحجر ،بالاب المقدس ، هو اول باحث وجامع للاحافير و صاحب الاثر الاقدم الذي يذكر لنا اسم المكتشف ومكان الاكتشاف ،و الذي نعلم ايضا انه تبرع بهذه التحفة العجيبة التي عثر عليها اثناء رحلة او مهمة له في جبل المقطم تخديدا منطقة الجبل الاحمر التي كانت تسمي ( إك) قديما والتي تذكر النصوص المصرية انها البقعة التي وقعت فيها المعركة بين رع و ثعبان الظلام الكوني ،ورمز الفوضي ( عببي) او ابوفيس ، قبل خلق البشر عندما كانت تلك المنطقة تلة ازلية تحيطها المياه ،فيما يعرف بالزمن الاول او (سب تبي) او زمن الإله ،قبل ظهور البشر .
يري العلماء ان متحف هليوبوليس كان سابقة لكل المتاحف و خزائن النفائس للكاتدرائيات الاوربية التي ظهرت لاحقا وكانت تفتح للزيارة في مناسبات خاصة و لاشخاص معينين ،وسواء كانت هذه المجموعة من التحف متحف يسمح لكل الناس بزيارته او مجموعة تحف ونفائس للماضي المجيد بل و للماضي الطبيعي المقدس عند المصريبن والذي يذكرهم بالزمن المقدس قبل خلف البشر، يسمح برؤيتها لفئات معينة وفي مناسبات خاصة ، تقول عالمة المصريات الكسندرا ڤون ليڤن ،لا فارق لانه بالنهاية الهدف من إنشاؤه واحد.وهو : إدامة الوعي التاريخي للمجتمع ،و الحفاظ علي االارث المادي له ،بالنسبة للاحفورة التي عثر عليها الاب ثانفر وسجل مكان اكتشافها واسمه ك مكتشف فهي تضيف بعدا آخر : إنها اثر قديم للماضي المقدس لزمن يعود إلي ماقبل خلق الانسان وهو زمن مبجل في الحضارة المصرية .
تم تأريخ النص المكتوب علي الاحفورة و المتحف لعصر رعمسيس الكببر او بعده ،و هو نفسه العصر الذي عاش فيه خعمواست اول عالم اثار ،بل هو العصر الذي ذكر فيه الملك رعمسيس نفسه انه قاد بنفسه بعثة جيولوجية الي نفس المنطقة للبحث عن افضل الاحجار لنحت محموعات من التماثيل ،مما جعل بعض العلماء ينعتون الملك رعمسيس بال( جيولوحي) لاهتمامه بالبحث عن الاحجار بنفسه ،لكن الامر الفريد هو هذا الاثر الذي عثر عليه الاب ثانفر و تبرع به لمتحف هليوبوليس قبل ثلاثة الاف عام وكتب اسمه عليه ليقول انه هو المكتشف وحدد مكان اكتشافه ،ثم أتي سكياباريلي بعده بثلاثة الاف عام ليكتشفه في. مبني المتاهة او متحف عين شمس بقلب المعبد ،والآن يحتفظ به متحف تورين و الذي يشير الي ان افراد بعثته هم من اكتشفوه ،فهذه التحفة الطبيعية المتحجرة لقنفذ البحر هي الوحيدة التي عثر عليها مرتين وتحمل اسماء مكتشفين اثنين لا مكتشف واحد.،الفرق بينهما ثلاثة الاف عام ! ،هذه التحفة كانت تعرض قبل ثلاثة الآف عام في اول متحف عرفه العالم داخل معبد مدينة ايونو ،مدينة العلم ،مدينة الشمس.
المصادر :١- كوستانتينو سوسين :حفرية من عصر الايوسين عليها نقش هيروغليفي ،عثر عليها في هيليوبوليس .
٢- جون سايمونز : المتاحف : تاريخ، طبعة ٢٠١٦
٣- إرنستو سكياباريلي : البعثة الاثرية الايطالية في مصر ،التقرير الاول ،مايو ١٩٠٣ .
٤- جون راي : النبيل و القنفذ والمتاهة ،وقائع المؤتمر الدولي السابع لعلماء المصريات .
٥- أدريان ماير : الصيادون الأوائل للحفريات ،علم الحفريات في العصر اليوناني والروماني .
٦- كينيث ماكنمارا : الحجر ذو النجم المتقاطع ،الحياة السرية و الاساطير وتاريخ احفورة رائعة .
٧- سيدني لوفرير : الموسوعة الدينية للكون النباتي .
٨- لودفيج مورينز : مساهمات في ثقافة محو الامية في المملكة المصرية الوسطي و الفترة الانتقالية الثانية .
٩- الكسندرا ڤون ليفن : جلالة الملك عثر علي هذا الحجر علي شكل صقر مقدس .
١٠- ناتالي بيوكس: خزانة فضول تحوتمس الثالث،نباتات وحيوانات ، حديقة نباتات الكرنك ،جامعة لوفان .