رودولف آرنهایم وجماليات الانطباعية
يشغل رودولف آرنهايم مكانة كبيرة بين منظري الفلم الانطباعي توازي مكانة كراكاور بين الواقعيين نشر كتاب آرنهايم (فن الفلم) أولاً عام ۱۹۳۳ عندما كان الصوت والفلم لا يزالان في مراحلها الأولية من التطور، إلا أن الكتاب يشتمل على أغلب الطروحات الأساسية للانطباعية كما . عليه اليوم. فرضيته الكبرى هي أن فن الفلم هو النتيجة المباشرة للاختلافات بين الواقع الفيزيائي والواقع السينمائي وإن المخرج السينمائي يستغل قصور هذا الوسط - الحاجة للصوت واللون والعمق وتواصل المكان والزمان مثلا - لكي يقيم عالماً يشبه العالم الحقيقي ولكن بمعنى محدود. فن الفلم لا يتكون من نسخة عن الواقع ولكن من نوع من «الترجمة» للخصائص التي يتم ملاحظتها تحول إلى أشكال الوسط الفلمي .
باعتباره عالم نفس كشتالتي كان آرنهايم يهتم بالدرجة الأولى بإدراك الخبرة وإن نظريته تستند على قنوات الإدراك المختلفة لآلة التصوير من جانب والعين البشرية من الجانب الآخر. كان آرنهايم يتنبأ ببعض من نظريات اخصائي الاتصالات مارشال ماكلوهان إذ كان يصر على أن صورة آلة التصوير لإناء فاكهة مثلاً يختلف أساساً عن إدراكنا لهذا الإناء في الحياة الواقعية أو بلغة ماكلوهان إن «المعلومات التي نستلمها في كل حالة تتقرير بواسطة «شكل» «المضمون». المنظرون الانطباعيون يرحبون بمثل هذه الاختلافات إذ أنهم يعتقدون بأن نفس الخواص التي تجعل التصوير التي تقرر الأشكال الفنية بواسطة التعبير الفلمية (١٠ - ١٥ ) . الفوتوغرافي يقصر عن أن يكون نسخة كاملة للأصل هي إن التقدم التكنولوجي كالصوت واللون والشاشة العريضة كان ينظر إليها في البداية بريبة إن لم نقل بعداء من قبل الانطباعيين. كانوا مثل آرنهايم يعتقدون بأن الزيادة الحاصلة في الجانب الواقعي للفلم والتي جاءت عن طريق الاختراعات الفنية قد عملت في الواقع ضد المميزات التعبيرية للسينما. كل الانطباعيين تقريباً يتفقون مع آرنهايم في إيمانه بأن الفن يبدأ حيث ينتهي الإنتاج الميكانيكي، إن الذي ينافس الطبيعة يستحق أن يكون خاسراً. الأطروحة الرئيسية لكتاب (السينما) (فن) على سبيل المثال وهو كتاب واسع الانتشار ذو أثر كبير قرأه كل من رالف ستيفينسون وجان دبري. (١٠،١٦) هذه هي من ناقش آرنهایم عدداً الأمثلة حيث الكثير من الفارق المهم بين الصورة التي تصنعها آلة التصوير عن الواقع والصورة التي تراها العين. فمثلاً على المخرج السينمائي أن يختار أية زاوية ينظر إلى الشيء ليصور منها. وهو لا يختار بالضرورة أوضح الزوايا إذ إنها في الغالب لا تؤكد على الميزة الكبرى للشيء. على سبيل المثال لكي نؤكد قوة الإنسان وسيطرته قد تتخذ آلة مكاناً لها في زاوية منخفضة. وإذا ما صورناه مواجهة (وهذه أوضح زاوية) فإننا لن نحصل على هذا المعنى (۱۰ - ۱۷) . يرغب المخرج في بعض الأحيان أن يجتذب اهتمام المشاهد بواسطة النظر إلى الشيء من موقع غير - بتصوير حدث من طائرة عمودية مثلاً. التصوير اعتيادي . في الحياة نرى الأشياء بعمق ويمكننا أن ننفذ إلى الفضاء الذي يحيط بأكثر الأشياء في الأفلام الفضاء» وهم إذ إن الشاشة لها بعدان فقط - واقع يمكن المخرج من أن يحرك الأشياء والمنظور بطريقة فنية مؤثرة. مثلا، الأشياء المهمة يمكن وضعها حيث يمكن ملاحظتها في حافات أو في «خلفية الشاشة. يمكن إحداث تأثيرات مفاجئة بالكشف المفاجىء بحركة تراجع لآلة التصوير عن الشيء الذي كان مختفياً خارج الإطار الإطار نفسه هو وسيلة تحديد لا مثيل لها في إدراك العين للعالم الطبيعي .
في الأفلام يمكن تصوير شيئين بطريقة يحجب فيها أحدهما الآخر. في المواطن كين مثلاً يخبر كين زوجته الثانية مهدداً بأنها يجب أن تفعل بالضبط ما يريده منها عندما يتكلم يقترب منها ويغرقها ظله فجأة فيتحول وجهها الشاحب إلى عتمة ولأن العدسة لا يمكن أن تقوم بالتغييرات السايكولوجية
في الحجم والمسافة فإن المخرج يستطيع أن يتحكم في هذه العناصر لكي يحقق العلاقات الرمزية. يمكننا أن نصغر حجم الإنسان بتصويره من مسافة في حين أن قنينة مثلاً يمكن أن تبدو أكبر من الرجل لأنها الأقرب إلى العدسة. إن الهيمنة المستعارة للقنينة أوحتها عملية التشويه للتصوير الفوتوغرافي.
الإنارة في الأفلام كما يزعم آرنهايم هي أكثر من مجرد كونها ذات نفع. الأنوار يمكن أن توحي بأفكار ،رمزية إنها تستطيع أن تبرز خصائص الشيء الجوهرية وهي تستطيع إظهار أو إخفاء تفاصيل معينة وبإمكانها نقل اهتمام المشاهد من نقطة إلى أخرى على الشاشة الصوت واللون إذا ما استخدما يجب ألا يستخدما لمجرد زيادة واقعية الصورة وإنما لإيصال الخصال الجوهرية - الخصال التي ليس لها مقابل في العالم الطبيعي
(١٠ - ١٨).
في الحياة الحقيقية نمر بخبرة المكان والزمان كظاهرة متواصلة ولكن صانع الفلم يقوم بواسطة المونتاج بقطع الزمان والمكان ويعيد ترتيبهما في أسلوب ذي معنى المخرج السينمائي مثل بقية الفنانين يختار تفاصيل معبرة معينة من الخضم المتداخل للواقع الفيزيائي. وعن طريق مجاورة هذه القطع» من الزمان والمكان يخلق استمرارية غير موجودة في الطبيعة الخام. هذا هو بالطبع الموقف الأساسي لمنظري المونتاج السوفييت.
يشير آرنهايم إلى أن هنالك قنوات ميكانيكية متعددة للإدراك في السينما والتي لا مقابل لها عند الإنسان. نحن لا نستطيع التحكم بأعيننا بالطريقة التي نستطيع بها أن نتحكم بآلة التصوير لكي تنتج حركة بطيئة أو حركة سريعة أو حركة معكوسة أو تجميداً للحركة . بالتأكيد لا تمتلك أعيننا ما يقابل التداخل التدريجي أو التعريض المتكرر أو الصور السالبة والعدسات المشوهة والمرشحات والتحكم في التوضيح وكل المؤثرات الخاصة الأخرى التي يمكن تحقيقها من خلال استخدام الطابعة الصورية.
بإختصار يزعم آرنهايم وأغلب الانطباعيين الآخرين بأن فن الفلم ممكن لأن هنالك قيوداً وخصوصيات تتعلق بهذا الوسط إن فعل تصوير شيء هو بذاته تشويه عميق للشيء كما يدرك في الواقع إن المخرج السينمائي في محاولته محاكاة الطبيعة إذا لا يستطيع مجرد تسجيل العالم الفيزيائي وإنما يستطيع تفسيره من خلال آلة تصويره وعند قيامه بتحويل مادته الخام بهذه الصورة فإنه لا يحطم الواقع الفيزيائي بقدر ما يتجاوزه بالتقطيع وإعادة التنظيم وتقوية بعض الخصائص الجوهرية وفقاً للانطباعيين.
إن المشكلة مع أغلب النظريات الانطباعية هي النظريات الواقعية هنالك العديد من الاستثناءات إن تحليل آرنهايم مفيد بالتأكيد في تذوق أفلام كريفيث مثلاً أو آيزنشتاين. ولكن ما مدى فائدة النظرية في توضيح أفلام رنوار أو ديسيكا؟ إنها تكاد تكون عديمة الفائدة في مساعدتنا على تذوق أعمال شابلن وفلاهرتي وليكوك. حتى وإن أقررنا بفرضية آرنهايم الأساسية بأن العملية الفوتوغرافية هي تشويه للواقع فإننا نبقى نميل إلى الاستجابة للأفلام الواقعية بالدرجة الأولى بسبب (تشابهها) مع الواقع الفيزيائي وليس لافتراقها عنه في النهاية إنها بالطبع مسائل تركيز إذ إن الأفلام كثيرة واختيارية إلى درجة لا يمكن حشوها في نظرية واحدة. في الواقع إن بعض الأفلام - المواطن كين مثلاً - قد «ادعتها» المجموعتان من المنظرين في المعسكرين .
يشغل رودولف آرنهايم مكانة كبيرة بين منظري الفلم الانطباعي توازي مكانة كراكاور بين الواقعيين نشر كتاب آرنهايم (فن الفلم) أولاً عام ۱۹۳۳ عندما كان الصوت والفلم لا يزالان في مراحلها الأولية من التطور، إلا أن الكتاب يشتمل على أغلب الطروحات الأساسية للانطباعية كما . عليه اليوم. فرضيته الكبرى هي أن فن الفلم هو النتيجة المباشرة للاختلافات بين الواقع الفيزيائي والواقع السينمائي وإن المخرج السينمائي يستغل قصور هذا الوسط - الحاجة للصوت واللون والعمق وتواصل المكان والزمان مثلا - لكي يقيم عالماً يشبه العالم الحقيقي ولكن بمعنى محدود. فن الفلم لا يتكون من نسخة عن الواقع ولكن من نوع من «الترجمة» للخصائص التي يتم ملاحظتها تحول إلى أشكال الوسط الفلمي .
باعتباره عالم نفس كشتالتي كان آرنهايم يهتم بالدرجة الأولى بإدراك الخبرة وإن نظريته تستند على قنوات الإدراك المختلفة لآلة التصوير من جانب والعين البشرية من الجانب الآخر. كان آرنهايم يتنبأ ببعض من نظريات اخصائي الاتصالات مارشال ماكلوهان إذ كان يصر على أن صورة آلة التصوير لإناء فاكهة مثلاً يختلف أساساً عن إدراكنا لهذا الإناء في الحياة الواقعية أو بلغة ماكلوهان إن «المعلومات التي نستلمها في كل حالة تتقرير بواسطة «شكل» «المضمون». المنظرون الانطباعيون يرحبون بمثل هذه الاختلافات إذ أنهم يعتقدون بأن نفس الخواص التي تجعل التصوير التي تقرر الأشكال الفنية بواسطة التعبير الفلمية (١٠ - ١٥ ) . الفوتوغرافي يقصر عن أن يكون نسخة كاملة للأصل هي إن التقدم التكنولوجي كالصوت واللون والشاشة العريضة كان ينظر إليها في البداية بريبة إن لم نقل بعداء من قبل الانطباعيين. كانوا مثل آرنهايم يعتقدون بأن الزيادة الحاصلة في الجانب الواقعي للفلم والتي جاءت عن طريق الاختراعات الفنية قد عملت في الواقع ضد المميزات التعبيرية للسينما. كل الانطباعيين تقريباً يتفقون مع آرنهايم في إيمانه بأن الفن يبدأ حيث ينتهي الإنتاج الميكانيكي، إن الذي ينافس الطبيعة يستحق أن يكون خاسراً. الأطروحة الرئيسية لكتاب (السينما) (فن) على سبيل المثال وهو كتاب واسع الانتشار ذو أثر كبير قرأه كل من رالف ستيفينسون وجان دبري. (١٠،١٦) هذه هي من ناقش آرنهایم عدداً الأمثلة حيث الكثير من الفارق المهم بين الصورة التي تصنعها آلة التصوير عن الواقع والصورة التي تراها العين. فمثلاً على المخرج السينمائي أن يختار أية زاوية ينظر إلى الشيء ليصور منها. وهو لا يختار بالضرورة أوضح الزوايا إذ إنها في الغالب لا تؤكد على الميزة الكبرى للشيء. على سبيل المثال لكي نؤكد قوة الإنسان وسيطرته قد تتخذ آلة مكاناً لها في زاوية منخفضة. وإذا ما صورناه مواجهة (وهذه أوضح زاوية) فإننا لن نحصل على هذا المعنى (۱۰ - ۱۷) . يرغب المخرج في بعض الأحيان أن يجتذب اهتمام المشاهد بواسطة النظر إلى الشيء من موقع غير - بتصوير حدث من طائرة عمودية مثلاً. التصوير اعتيادي . في الحياة نرى الأشياء بعمق ويمكننا أن ننفذ إلى الفضاء الذي يحيط بأكثر الأشياء في الأفلام الفضاء» وهم إذ إن الشاشة لها بعدان فقط - واقع يمكن المخرج من أن يحرك الأشياء والمنظور بطريقة فنية مؤثرة. مثلا، الأشياء المهمة يمكن وضعها حيث يمكن ملاحظتها في حافات أو في «خلفية الشاشة. يمكن إحداث تأثيرات مفاجئة بالكشف المفاجىء بحركة تراجع لآلة التصوير عن الشيء الذي كان مختفياً خارج الإطار الإطار نفسه هو وسيلة تحديد لا مثيل لها في إدراك العين للعالم الطبيعي .
في الأفلام يمكن تصوير شيئين بطريقة يحجب فيها أحدهما الآخر. في المواطن كين مثلاً يخبر كين زوجته الثانية مهدداً بأنها يجب أن تفعل بالضبط ما يريده منها عندما يتكلم يقترب منها ويغرقها ظله فجأة فيتحول وجهها الشاحب إلى عتمة ولأن العدسة لا يمكن أن تقوم بالتغييرات السايكولوجية
في الحجم والمسافة فإن المخرج يستطيع أن يتحكم في هذه العناصر لكي يحقق العلاقات الرمزية. يمكننا أن نصغر حجم الإنسان بتصويره من مسافة في حين أن قنينة مثلاً يمكن أن تبدو أكبر من الرجل لأنها الأقرب إلى العدسة. إن الهيمنة المستعارة للقنينة أوحتها عملية التشويه للتصوير الفوتوغرافي.
الإنارة في الأفلام كما يزعم آرنهايم هي أكثر من مجرد كونها ذات نفع. الأنوار يمكن أن توحي بأفكار ،رمزية إنها تستطيع أن تبرز خصائص الشيء الجوهرية وهي تستطيع إظهار أو إخفاء تفاصيل معينة وبإمكانها نقل اهتمام المشاهد من نقطة إلى أخرى على الشاشة الصوت واللون إذا ما استخدما يجب ألا يستخدما لمجرد زيادة واقعية الصورة وإنما لإيصال الخصال الجوهرية - الخصال التي ليس لها مقابل في العالم الطبيعي
(١٠ - ١٨).
في الحياة الحقيقية نمر بخبرة المكان والزمان كظاهرة متواصلة ولكن صانع الفلم يقوم بواسطة المونتاج بقطع الزمان والمكان ويعيد ترتيبهما في أسلوب ذي معنى المخرج السينمائي مثل بقية الفنانين يختار تفاصيل معبرة معينة من الخضم المتداخل للواقع الفيزيائي. وعن طريق مجاورة هذه القطع» من الزمان والمكان يخلق استمرارية غير موجودة في الطبيعة الخام. هذا هو بالطبع الموقف الأساسي لمنظري المونتاج السوفييت.
يشير آرنهايم إلى أن هنالك قنوات ميكانيكية متعددة للإدراك في السينما والتي لا مقابل لها عند الإنسان. نحن لا نستطيع التحكم بأعيننا بالطريقة التي نستطيع بها أن نتحكم بآلة التصوير لكي تنتج حركة بطيئة أو حركة سريعة أو حركة معكوسة أو تجميداً للحركة . بالتأكيد لا تمتلك أعيننا ما يقابل التداخل التدريجي أو التعريض المتكرر أو الصور السالبة والعدسات المشوهة والمرشحات والتحكم في التوضيح وكل المؤثرات الخاصة الأخرى التي يمكن تحقيقها من خلال استخدام الطابعة الصورية.
بإختصار يزعم آرنهايم وأغلب الانطباعيين الآخرين بأن فن الفلم ممكن لأن هنالك قيوداً وخصوصيات تتعلق بهذا الوسط إن فعل تصوير شيء هو بذاته تشويه عميق للشيء كما يدرك في الواقع إن المخرج السينمائي في محاولته محاكاة الطبيعة إذا لا يستطيع مجرد تسجيل العالم الفيزيائي وإنما يستطيع تفسيره من خلال آلة تصويره وعند قيامه بتحويل مادته الخام بهذه الصورة فإنه لا يحطم الواقع الفيزيائي بقدر ما يتجاوزه بالتقطيع وإعادة التنظيم وتقوية بعض الخصائص الجوهرية وفقاً للانطباعيين.
إن المشكلة مع أغلب النظريات الانطباعية هي النظريات الواقعية هنالك العديد من الاستثناءات إن تحليل آرنهايم مفيد بالتأكيد في تذوق أفلام كريفيث مثلاً أو آيزنشتاين. ولكن ما مدى فائدة النظرية في توضيح أفلام رنوار أو ديسيكا؟ إنها تكاد تكون عديمة الفائدة في مساعدتنا على تذوق أعمال شابلن وفلاهرتي وليكوك. حتى وإن أقررنا بفرضية آرنهايم الأساسية بأن العملية الفوتوغرافية هي تشويه للواقع فإننا نبقى نميل إلى الاستجابة للأفلام الواقعية بالدرجة الأولى بسبب (تشابهها) مع الواقع الفيزيائي وليس لافتراقها عنه في النهاية إنها بالطبع مسائل تركيز إذ إن الأفلام كثيرة واختيارية إلى درجة لا يمكن حشوها في نظرية واحدة. في الواقع إن بعض الأفلام - المواطن كين مثلاً - قد «ادعتها» المجموعتان من المنظرين في المعسكرين .
تعليق