ماسنيه (جول)
Massenet (Jules-) - Massenet (Jules-)
ماسنيه (جول ـ)
(1842ـ 1912)
جول (إميل فريدريك) ماسنيه Jules (Émile Frédéric) Massenet، مؤلف موسيقي فرنسي، ولد بالقرب من مدينة سانت إيتيين Saint- Étienne وتوفي في باريس، والده صناعي. تعلّم الموسيقى بداية مع والدته، ودخل كونسرفاتوار (المعهد الموسيقي) باريس عام 1851، ليدرس الموسيقى على يد كل من لوران Laurent (في البيانو)، وريبير Reber (في «الانسجام» [ر] الهارموني Harmonie)، وسافار Savard (في «الطباق» - الكونتربوان - Contrepoint)، وأمبرواز Ambroise «في التأليف الموسيقي». وحصل عام 1863 على جائزة «التسلل» (الفوغ) Fugue، إضافة إلى جائزة روما Prix de Rome، التي كان لبرليوز [ر] Berlioz تأثير كبير في حصوله عليها، على عمله الكانتاتا «دافيد ريتسيو» David Rizzio. أمضى بعدها سنتين في فيلا ميديتشي (في روما)، تلتها إقامته لبعض الوقت في ألمانيا وهنغاريا. تعرف هناك فرانز ليست [ر] Liszt الذي دفعه إلى تدريس كونستانس دو سانت ماري العزف بالبيانو، ثم ما لبث أن تزوجها في عام 1866 بعد أن عاد إلى باريس. وكان ماسنيه يكسب حياته من العمل في أوركسترا الأوبرا على آلات الإيقاع والصنج في مقهى تشارلز قبل أن يصبح مؤلفاً موسيقياً مشهوراً.
ألّف ماسنيه عام 1872 أوبرا «دون سيزار بازان» Don Cézar de Bazan، تلاها عمله «مريم المجدلية» Marie- Magdeleine (1873)، ثم أعمالاً عدة لم تلق نجاحاً كبيراً. وكان عمله الأوبرالي الرائع «ملك لاهور» Le roi de Lahore (1877) أول أعماله المسرحية للأوبرا كوميك التي نجحت بقوة وسرعان ما اشتهر في أنحاء أوربا كافة. ألّف ماسنيه بعدها سلسلة من أعمال الأوبرا لاقت رواجاً شديداً وجعلته أحد أغنى الموسيقيين في عصره؛ من أهمها أوبرا «هيرودياد» Hérodiade (1881)، و«مانون» Manon (1884)، و«السِيد» Le Cid (1885)، و«ورثر» Werther (1892)، و«تاييس» Thaïs (1894) التي أظهر فيها موهبة عالية، وكانت أعمالاً ساحرة وناجحة مسرحياً وإن لم تنسجم في بعض الحالات مع جدية الموضوع المعالج.
كُرِّم ماسنيه في حياته، خاصة وأنه كان عام 1879 العضو الأصغر سناً في الأكاديمية الفرنسية، ثم أصبح رئيسها فيما بعد. درّس في كونسرفاتوار باريس، وتتلمذ على يديه عدد من الطلاب المميزين مثل غوستاف شاربانتييه G.Charpentier، وشارل كيكلان Charles Koechlin، وفلوران شميت Florent Schmitt.
تتجذر لغة ماسنيه الموسيقية عميقاً في الموسيقى القديمة، وتتسم بأنها استمرار وتطوير لذائقة غونو [ر] Gounod الموسيقية، واكتسبت ألحان ماسنيه الشاعرية الرقيقة لقب «ابنة غونو». أما التأثير الآخر القوي عليه فهو تأثير توماس Thomas، وقد أخذ ماسنيه عنهما أسلوب التناظر في اللحن وقصر مدته والتركيبات الانسجامية (الهارمونية) الأشد بساطة، والموسومة بالروح الأنثوية والتكرار المبالغ وبأحن الحالات ببعض التنويعات البسيطة. ويبرز المثل الأكثر وضوحاً في مقدمة عمله الديني (الأوراتوريو) «إيف» Éve. لم تحقق أعماله الأخيرة النجاح نفسه، ربما بسبب التأثير ما بعد الفاغنري (نسبة إلى فاغنر [ر] Wagner) على الموسيقى الفرنسية، مما جعل موسيقاه أقل تماشياً مع «تقليعة» العصر. وعلى الرغم من أنه أدخل بعض التغييرات على موضوع التناظر، لكن موسيقاه ظلت تحمل طابع التكرار. أما من الناحية الهارمونية فقد كانت ألحانه محافظة، وكان لسان سانس [ر] Saint- Saëns تأثير كبير فيه، بعد عام 1894، الذي أدى إلى تغيير بسيط في مؤلفاته.
تتضمن أعمال ماسنيه للأوركسترا «حوارية» (كونشرتو) للبيانو (1903)، وموسيقى للمسرح، ولكن أعماله الأوركسترالية الأكثر نجاحاً هي «المتتاليات» Suites وخاصة «مشاهد ألزاسية» Scènes alsaciennes التي نجد فيها سحراً لحنياً وحساً قوياً بالجو العام ممزوجين بتوزيع أوركسترالي يذكِّر ببيزيه [ر] Bizet.
كان لماسنيه تأثير كبير على المؤلفين الفرنسيين المعاصرين، نجده واضحاً لدى ديبوسي [ر] خاصة في عمله «الصبي المتلاف» l’Enfant prodigue وفي الحركة البطيئة من الرباعية [ر] Quatuor الوترية.
أبية حمزاوي
Massenet (Jules-) - Massenet (Jules-)
ماسنيه (جول ـ)
(1842ـ 1912)
جول (إميل فريدريك) ماسنيه Jules (Émile Frédéric) Massenet، مؤلف موسيقي فرنسي، ولد بالقرب من مدينة سانت إيتيين Saint- Étienne وتوفي في باريس، والده صناعي. تعلّم الموسيقى بداية مع والدته، ودخل كونسرفاتوار (المعهد الموسيقي) باريس عام 1851، ليدرس الموسيقى على يد كل من لوران Laurent (في البيانو)، وريبير Reber (في «الانسجام» [ر] الهارموني Harmonie)، وسافار Savard (في «الطباق» - الكونتربوان - Contrepoint)، وأمبرواز Ambroise «في التأليف الموسيقي». وحصل عام 1863 على جائزة «التسلل» (الفوغ) Fugue، إضافة إلى جائزة روما Prix de Rome، التي كان لبرليوز [ر] Berlioz تأثير كبير في حصوله عليها، على عمله الكانتاتا «دافيد ريتسيو» David Rizzio. أمضى بعدها سنتين في فيلا ميديتشي (في روما)، تلتها إقامته لبعض الوقت في ألمانيا وهنغاريا. تعرف هناك فرانز ليست [ر] Liszt الذي دفعه إلى تدريس كونستانس دو سانت ماري العزف بالبيانو، ثم ما لبث أن تزوجها في عام 1866 بعد أن عاد إلى باريس. وكان ماسنيه يكسب حياته من العمل في أوركسترا الأوبرا على آلات الإيقاع والصنج في مقهى تشارلز قبل أن يصبح مؤلفاً موسيقياً مشهوراً.
كُرِّم ماسنيه في حياته، خاصة وأنه كان عام 1879 العضو الأصغر سناً في الأكاديمية الفرنسية، ثم أصبح رئيسها فيما بعد. درّس في كونسرفاتوار باريس، وتتلمذ على يديه عدد من الطلاب المميزين مثل غوستاف شاربانتييه G.Charpentier، وشارل كيكلان Charles Koechlin، وفلوران شميت Florent Schmitt.
تتجذر لغة ماسنيه الموسيقية عميقاً في الموسيقى القديمة، وتتسم بأنها استمرار وتطوير لذائقة غونو [ر] Gounod الموسيقية، واكتسبت ألحان ماسنيه الشاعرية الرقيقة لقب «ابنة غونو». أما التأثير الآخر القوي عليه فهو تأثير توماس Thomas، وقد أخذ ماسنيه عنهما أسلوب التناظر في اللحن وقصر مدته والتركيبات الانسجامية (الهارمونية) الأشد بساطة، والموسومة بالروح الأنثوية والتكرار المبالغ وبأحن الحالات ببعض التنويعات البسيطة. ويبرز المثل الأكثر وضوحاً في مقدمة عمله الديني (الأوراتوريو) «إيف» Éve. لم تحقق أعماله الأخيرة النجاح نفسه، ربما بسبب التأثير ما بعد الفاغنري (نسبة إلى فاغنر [ر] Wagner) على الموسيقى الفرنسية، مما جعل موسيقاه أقل تماشياً مع «تقليعة» العصر. وعلى الرغم من أنه أدخل بعض التغييرات على موضوع التناظر، لكن موسيقاه ظلت تحمل طابع التكرار. أما من الناحية الهارمونية فقد كانت ألحانه محافظة، وكان لسان سانس [ر] Saint- Saëns تأثير كبير فيه، بعد عام 1894، الذي أدى إلى تغيير بسيط في مؤلفاته.
تتضمن أعمال ماسنيه للأوركسترا «حوارية» (كونشرتو) للبيانو (1903)، وموسيقى للمسرح، ولكن أعماله الأوركسترالية الأكثر نجاحاً هي «المتتاليات» Suites وخاصة «مشاهد ألزاسية» Scènes alsaciennes التي نجد فيها سحراً لحنياً وحساً قوياً بالجو العام ممزوجين بتوزيع أوركسترالي يذكِّر ببيزيه [ر] Bizet.
كان لماسنيه تأثير كبير على المؤلفين الفرنسيين المعاصرين، نجده واضحاً لدى ديبوسي [ر] خاصة في عمله «الصبي المتلاف» l’Enfant prodigue وفي الحركة البطيئة من الرباعية [ر] Quatuor الوترية.
أبية حمزاوي