(۱۳،٩) لا شيء واضح أو مبرر ويترك المشاهد لوحده كي يحاول ايجاد «أسباب» لهذه الأحداث والاستعراضات الشاذة. كان السرياليون يغتبطون للغرابة من أجل ذاتها وغالباً ما كانوا يسخرون من التوضيحات المحرجة في أعمالهم (۹- ١٤) لقد «أوضح» بونيويل ودالي بشكل غير طبيعي بأنه لا شيء في هذا الفلم يرمز إلى أي شيء» - الذي لا يحتوي بالطبع على كلب أو «أندلسي» أو أي شيء.
هذا العداء تجاه التحليل والتوضيح بميز جميع السرياليين الذين كانوا يعتقدون بأن أغلب النقاد هو متأدب» أكثر مما يجب وإنه أحرص على قيام توضيحاته باتلاف كل التعقيدات الصورية باللغة - اللغة التي تمثل أكثر وسائل التفاهم تحليلاً وعقلانية. في الواقع لا يزال العديد من فناني الموجة الطليعية يحتفظ بهذا التحيز ضد الكلمات وعدد كبير منهم يميل إلى النظر للصورة على أنها أسمى من اللغة في تأثيرها العاطفي. إن وسيلة النقد الفلمي بالطبع ليست وسيلة مرئية ولهذا السبب فإن الفنانين الطليعيين يعتقدون بأن النقاد السينمائيين لا يتكلمون نفس اللغة التي هم منها. في أحسن الأحوال يتجه صانعو الأفلام هؤلاء إلى الاعتقاد بأن من المحتمل أن يكون مؤرخ الفن أكثر حساسية لعمله من الناقد السينمائي الذي كما يزعمون أنه يتجه أكثر ناحية الأدب والمسرح.
في الواقع الأفلام السريالية هي على وجه الدقة كثيفة الرمز إلا أن العديد من الصور يستعصي على التحليل الدقيق يتم في الأغلب تقليص غموض وامتلاء هذه الصور إلى مجموعة من التوضيحات «الفرويدية الساذجة. إن هذا الاتجاه التقليصي» هو الذي احتقره السرياليون وهم على حق. إن أغلب المشاهد في هذه الأفلام قصد بها هز المشاهد على مستوى واطىء أولي (١٥،٩). في فلم كلب أندلسي مثلا تشرح عين امرأة بموسى مستقيمة يقوم بها بونيويل بنفسه. تؤدي الصورة وظيفتها على مستوى الهجوم البدائي - إنه هجوم على جمهور المشاهدين بالإضافة إلى كونه هجوماً على المرأة. لقد طرحت تفسيرات متعددة لهذا المشهد إلا إنها جميعاً تبدو غير كافية عند مقارنتها بالوقع العصبي للمشهد ذاته .
لم ينس السرياليون أبداً تراث الدادائية كما لم يفقدوا القدرة على تحريك امتعاض الجمهور. لقد أثار فلم (عصر) الذهب الذي أخرجه بونيويل وساهم دالي جزئياً في كتابة نصه - الكثير من الصخب عندما عرض لأول الفلم أخيراً واتلفت أكثر نسخه. إن الفلم مزيج منوع من ماركس وفرويد وهو يهاجم الكنيسة والمجتمع المنظم. من مشاهد الفلم الشهيرة مشهد يقدم حفلة جنسية داعرة من وحي المركيز صاد في كتابه ۱۲۰ يوماً في سدوم ويظهر لنا السيد الذي يلتذ بهذا الجنس للجميع ويكون هو مركز الغواية فإذا به المسيح نفسه الفلم مليء بمشاهد أخرى من النقد السياسي والديني المتوحش بالإضافة للسادية والماسوكية والقسوة العابرة.
ربما كان أعظم السرياليين في صناعة الفلم هو جان كوكتو الذي كان يدعي دائما - ويظهر أن ذلك كان بسبب اختلافات شخصية ـ بأنه لم يكن مخرجاً سريالياً. تميز كوكتو الرجل الخارق الموهبة بكونه أيضاً رساماً وشاعراً وناقداً وكاتباً مسرحياً وروائياً. لم يقسم كوكتو نشاطاته هذه بدقة. بالنسبة له كل الفنانين «شعراء سواء كتبوا بالكلمات أو بالصوت أو بالصور. يجب ألا نقلل من شأن أحد الفنون من أجل فن آخر كان كوكتو يشعر بأن كل نوع من التعبير الشعري له خصوصيته الشاعر الفلمي مثلا هو ببساطة ذلك الذي يكتب بمداد ضوئي. كان يؤمن بأن السينما مركبة من الدرجة الأولى لحمل الأفكار وتسمح للشاعر المخرج أن يصطحب المشاهد إلى عوالم لم يقده إليها أحد سوى الأحلام والنوم .
كان كوكتو دائما واقعياً بصورة خادعة حول أفلامه، مثل بقية السرياليين كان كوكتو يكره الرومانسية الخادعة ويدعي دائما بأنه «واقعي». في الواقع وصف كوكتو فلمه الأول (دم) (شاعر) بأنه «مشاهد تسجيلية من عالم آخر» بالطبع إن «الواقع بالنسبة لكوكتو كما بالنسبة للسرياليين الآخرين ليس شبيهاً بالواقعية التي نجدها في زاوية أحد الشوارع. كان كوكتو مهتما بالحقائق الداخلية - تخوم النفس والروح وخاصة الفنان إن ثلاثيته الشامخة ثلاثية «اورفيوس والتي تتكون من أفلامه دم) شاعر - ۱۹۳۰) و(اورفيوس ١٩٥٠) و شهادة اورفيوس - ١٩٦٠ هي سبراغوار مجاهل الخلق الشعري : ما هو الشاعر وكيف يقوم بالخلق ومماذا يخلق وماذا تصنع مخلوقاته له؟ .
زعم كوكتو كلم لامسنا المجهول كلما زادت أهمية أن يصبح حقيقياً جماليات السينما تعتمد على الفوتوغراف وما أمكن تصويره فهو (موجود) على الأقل في شكل ما. وهكذا إذا ما تناولنا واحداً من صور كوكتو الفلمية المتكررة: إذا دخل الشاعر مرآة فإننا لا يمكن أن ننكر ما (شاهدناه). إن المعني هنا بالطبع هو التعبير الحرفي عن الاستعارة إن الشرح المفصل اللفظي للمشهد قد يكون الخلق الشعري يشبه دخول (مرآة). أو، إذا ما حولنا التشبيه إلى استعارة الخلق الشعري هو دخول مرآة» في مخاطبة حوارية مزاجية من فلم (دم) (الشاعر) يقول تمثال للشاعر بأن يسير في المرآة. يحتج الشاعر لكن المرء لا يستطيع الدخول في المرآة يجيب التمثال بجفاف «أنا اهنئك. أنت كتبت بأن المرء يستطيع الدخول إلى المرايا وأنت لم تؤمن بذلك، يدخل بعدها الشاعر في المرآة إلى عالم آخر ..
الكثير من أروع مؤثرات كوكتو هي استعارات مجسدة. نفذت من الناحية التقنية بواسطة خدع التصوير لقطة المرأة مثلاً حققت بوضع آلة التصوير على جانبها وجعلت الأرض تبدو مثل الجدار والجدار مثل الأرض. ثم وضع دورق فيه سائل يعكس الضوء على الأرض، فكانت حافات الدورق توحي بأنها إطار المرآة. سمر العديد من الأثاث والملحقات (كراسي . إلخ.) على الجدار فوق الدورق عندما غاص الممثل في السطح العاكس للسائل من الأعلى ظهر بأنه يدخل المرآة وذلك بعد عرض الفلم بجعل الجانب الصحيح إلى الأعلى (دم شاعر) رحلة مدهشة إلى عالم ذلك فإنه عالم (حقيقي) دائما وفقاً لمعنى كوكتو، وليس عالماً ناعما أو آخر - ومع مشوشاً أو انفعالياً .
الحدث الأول يتناول ندب أو جروح الشاعره ووحشته وعزلته. إن يعيش حياة مخلوقاته ذاتها، التي تكتسب حياة خاصة بها. صرح كوكتو إن عمل الشاعر يكره ذات الشاعر ويلتهمها، وليس هنالك مكان للشاعر وعمله معاً. العمل يستفيد من الشاعر. ينهض الشاعر ليكتشف فما على يده. الفم يشبه الجرح ينكمش أول الأمر من الغرابة ولكنه بالتدريج يزداد إعجاباً به عندما يحك يده بتمثال يختفي الجرح وتدب الحياة في التمثال وانتقاماً لذلك يقوم التمثال بإرساله عبر المرآة إلى عالم فظيع الخبرات عالم الخلق الفني، حيث يستجلي الشاعر من ذكريات طفولته وخيالاته ومخاوفه داخل هذه المرآة يجد نفسه في ممر نزل طويل بأبواب عديدة. يتطلع من خلال سلسلة من الثقوب فيرى من بين أشياء كثيرة فتاة تطوف على سطح الغرفة بعد العديد من الخبرات الغريبة المؤلمة يطلق الشاعر على نفسه النار في المذبح .. يتدفق الدم بغزارة ويتحول إلى وشاح يظهر اكليل على رأسه .
ينتقل المشهد إلى ساحة في يوم شتائي رمادي. الشاعر الآن تمثال على قاعدة بعض الطلبة العديمي المشاعر يبدأ عراكاً بكرات الثلج، يكون التمثال الآن معمولاً من الثلج الوسخ، فيمزقه الأولاد شذر مذر حين يستخدمون ثلجه ليصنعوا الكرات منه فيها بعد يظهر ملاك الموت في صورة سالبة بمصاحبة أصوات ماكنة . تمتزج الأصوات ضربات قلب ونرى الآن ياقات الشاعر تضطرب مع دقات قلبه الفزعة .. يطلق الشاعر على نفسه ثانية، فيقع هذه المرة على طاولة مغطاة بالثلج. عندما ينفجر دمه هنالك قطع إلى مقصورة في مسرح حيث نجد إناساً يلبسون البسة حديثة يصفقون. إن ألم الشاعر يعطي السرور للآخرين. وهكذا يمضي الفلم في سلسلة من الصور المؤثرة .
في (اورفيوس) يحرس باب الجحيم جلاوزة مع دراجاتهم النارية، وأعضاء المحكمة بيروقراطيون بملابس حديثة. يستلم أورفيوس رسائل بالشفرة من الجحيم بواسطة راديو في شهادة أورفيوس يظهر كوكتو نفسه باعتباره المؤلف وبذلك يشطر نفسه إلى قسمين بجعله المؤلف يعلق على الشاعر والعكس بالعكس ( ٩ ,١٦) في هذا الفلم وهو فلمه الأخير يسحب کوکتو كل الوقفات يستخدم اللغة المكتوبة ورسومه الجميلة وصور فوتوغرافية التقطها هو نفسه ومشاهد سينمائية بطيئة ،الحركة وتعريض مزدوج والمونتاج
والحركة المعكوسة ولقطات مصورة بالخدع بكثرة. أصدقاؤه الشخصيون بضمنهم بابلو بيكاسو كنوع من الشهادة كوكتو يخاطب آلة التصوير. شخصيات أخرى تعترف بأنها تمثل في فلم خيول غريبة تسير وكأنها حالمة تماثيل بشرية بعيون مرسومة على أجفانها تراهم أموات أحياء في مشهد محكمة ذكي ينتقد كوكتو حتى نفسه عن طريق تعرية «المؤلف» وأهميته لنفسه والشعراء عموماً. إن وصف صور كوكتو يكاد يقلصها إلى أشياء عادية ويفرغها من سحرها وغموضها إن مرئياته العظيمة تستعصي على الوصف ناهيك عن الشرح حتى بعد عدة مشاهدات .
هذا العداء تجاه التحليل والتوضيح بميز جميع السرياليين الذين كانوا يعتقدون بأن أغلب النقاد هو متأدب» أكثر مما يجب وإنه أحرص على قيام توضيحاته باتلاف كل التعقيدات الصورية باللغة - اللغة التي تمثل أكثر وسائل التفاهم تحليلاً وعقلانية. في الواقع لا يزال العديد من فناني الموجة الطليعية يحتفظ بهذا التحيز ضد الكلمات وعدد كبير منهم يميل إلى النظر للصورة على أنها أسمى من اللغة في تأثيرها العاطفي. إن وسيلة النقد الفلمي بالطبع ليست وسيلة مرئية ولهذا السبب فإن الفنانين الطليعيين يعتقدون بأن النقاد السينمائيين لا يتكلمون نفس اللغة التي هم منها. في أحسن الأحوال يتجه صانعو الأفلام هؤلاء إلى الاعتقاد بأن من المحتمل أن يكون مؤرخ الفن أكثر حساسية لعمله من الناقد السينمائي الذي كما يزعمون أنه يتجه أكثر ناحية الأدب والمسرح.
في الواقع الأفلام السريالية هي على وجه الدقة كثيفة الرمز إلا أن العديد من الصور يستعصي على التحليل الدقيق يتم في الأغلب تقليص غموض وامتلاء هذه الصور إلى مجموعة من التوضيحات «الفرويدية الساذجة. إن هذا الاتجاه التقليصي» هو الذي احتقره السرياليون وهم على حق. إن أغلب المشاهد في هذه الأفلام قصد بها هز المشاهد على مستوى واطىء أولي (١٥،٩). في فلم كلب أندلسي مثلا تشرح عين امرأة بموسى مستقيمة يقوم بها بونيويل بنفسه. تؤدي الصورة وظيفتها على مستوى الهجوم البدائي - إنه هجوم على جمهور المشاهدين بالإضافة إلى كونه هجوماً على المرأة. لقد طرحت تفسيرات متعددة لهذا المشهد إلا إنها جميعاً تبدو غير كافية عند مقارنتها بالوقع العصبي للمشهد ذاته .
لم ينس السرياليون أبداً تراث الدادائية كما لم يفقدوا القدرة على تحريك امتعاض الجمهور. لقد أثار فلم (عصر) الذهب الذي أخرجه بونيويل وساهم دالي جزئياً في كتابة نصه - الكثير من الصخب عندما عرض لأول الفلم أخيراً واتلفت أكثر نسخه. إن الفلم مزيج منوع من ماركس وفرويد وهو يهاجم الكنيسة والمجتمع المنظم. من مشاهد الفلم الشهيرة مشهد يقدم حفلة جنسية داعرة من وحي المركيز صاد في كتابه ۱۲۰ يوماً في سدوم ويظهر لنا السيد الذي يلتذ بهذا الجنس للجميع ويكون هو مركز الغواية فإذا به المسيح نفسه الفلم مليء بمشاهد أخرى من النقد السياسي والديني المتوحش بالإضافة للسادية والماسوكية والقسوة العابرة.
ربما كان أعظم السرياليين في صناعة الفلم هو جان كوكتو الذي كان يدعي دائما - ويظهر أن ذلك كان بسبب اختلافات شخصية ـ بأنه لم يكن مخرجاً سريالياً. تميز كوكتو الرجل الخارق الموهبة بكونه أيضاً رساماً وشاعراً وناقداً وكاتباً مسرحياً وروائياً. لم يقسم كوكتو نشاطاته هذه بدقة. بالنسبة له كل الفنانين «شعراء سواء كتبوا بالكلمات أو بالصوت أو بالصور. يجب ألا نقلل من شأن أحد الفنون من أجل فن آخر كان كوكتو يشعر بأن كل نوع من التعبير الشعري له خصوصيته الشاعر الفلمي مثلا هو ببساطة ذلك الذي يكتب بمداد ضوئي. كان يؤمن بأن السينما مركبة من الدرجة الأولى لحمل الأفكار وتسمح للشاعر المخرج أن يصطحب المشاهد إلى عوالم لم يقده إليها أحد سوى الأحلام والنوم .
كان كوكتو دائما واقعياً بصورة خادعة حول أفلامه، مثل بقية السرياليين كان كوكتو يكره الرومانسية الخادعة ويدعي دائما بأنه «واقعي». في الواقع وصف كوكتو فلمه الأول (دم) (شاعر) بأنه «مشاهد تسجيلية من عالم آخر» بالطبع إن «الواقع بالنسبة لكوكتو كما بالنسبة للسرياليين الآخرين ليس شبيهاً بالواقعية التي نجدها في زاوية أحد الشوارع. كان كوكتو مهتما بالحقائق الداخلية - تخوم النفس والروح وخاصة الفنان إن ثلاثيته الشامخة ثلاثية «اورفيوس والتي تتكون من أفلامه دم) شاعر - ۱۹۳۰) و(اورفيوس ١٩٥٠) و شهادة اورفيوس - ١٩٦٠ هي سبراغوار مجاهل الخلق الشعري : ما هو الشاعر وكيف يقوم بالخلق ومماذا يخلق وماذا تصنع مخلوقاته له؟ .
زعم كوكتو كلم لامسنا المجهول كلما زادت أهمية أن يصبح حقيقياً جماليات السينما تعتمد على الفوتوغراف وما أمكن تصويره فهو (موجود) على الأقل في شكل ما. وهكذا إذا ما تناولنا واحداً من صور كوكتو الفلمية المتكررة: إذا دخل الشاعر مرآة فإننا لا يمكن أن ننكر ما (شاهدناه). إن المعني هنا بالطبع هو التعبير الحرفي عن الاستعارة إن الشرح المفصل اللفظي للمشهد قد يكون الخلق الشعري يشبه دخول (مرآة). أو، إذا ما حولنا التشبيه إلى استعارة الخلق الشعري هو دخول مرآة» في مخاطبة حوارية مزاجية من فلم (دم) (الشاعر) يقول تمثال للشاعر بأن يسير في المرآة. يحتج الشاعر لكن المرء لا يستطيع الدخول في المرآة يجيب التمثال بجفاف «أنا اهنئك. أنت كتبت بأن المرء يستطيع الدخول إلى المرايا وأنت لم تؤمن بذلك، يدخل بعدها الشاعر في المرآة إلى عالم آخر ..
الكثير من أروع مؤثرات كوكتو هي استعارات مجسدة. نفذت من الناحية التقنية بواسطة خدع التصوير لقطة المرأة مثلاً حققت بوضع آلة التصوير على جانبها وجعلت الأرض تبدو مثل الجدار والجدار مثل الأرض. ثم وضع دورق فيه سائل يعكس الضوء على الأرض، فكانت حافات الدورق توحي بأنها إطار المرآة. سمر العديد من الأثاث والملحقات (كراسي . إلخ.) على الجدار فوق الدورق عندما غاص الممثل في السطح العاكس للسائل من الأعلى ظهر بأنه يدخل المرآة وذلك بعد عرض الفلم بجعل الجانب الصحيح إلى الأعلى (دم شاعر) رحلة مدهشة إلى عالم ذلك فإنه عالم (حقيقي) دائما وفقاً لمعنى كوكتو، وليس عالماً ناعما أو آخر - ومع مشوشاً أو انفعالياً .
الحدث الأول يتناول ندب أو جروح الشاعره ووحشته وعزلته. إن يعيش حياة مخلوقاته ذاتها، التي تكتسب حياة خاصة بها. صرح كوكتو إن عمل الشاعر يكره ذات الشاعر ويلتهمها، وليس هنالك مكان للشاعر وعمله معاً. العمل يستفيد من الشاعر. ينهض الشاعر ليكتشف فما على يده. الفم يشبه الجرح ينكمش أول الأمر من الغرابة ولكنه بالتدريج يزداد إعجاباً به عندما يحك يده بتمثال يختفي الجرح وتدب الحياة في التمثال وانتقاماً لذلك يقوم التمثال بإرساله عبر المرآة إلى عالم فظيع الخبرات عالم الخلق الفني، حيث يستجلي الشاعر من ذكريات طفولته وخيالاته ومخاوفه داخل هذه المرآة يجد نفسه في ممر نزل طويل بأبواب عديدة. يتطلع من خلال سلسلة من الثقوب فيرى من بين أشياء كثيرة فتاة تطوف على سطح الغرفة بعد العديد من الخبرات الغريبة المؤلمة يطلق الشاعر على نفسه النار في المذبح .. يتدفق الدم بغزارة ويتحول إلى وشاح يظهر اكليل على رأسه .
ينتقل المشهد إلى ساحة في يوم شتائي رمادي. الشاعر الآن تمثال على قاعدة بعض الطلبة العديمي المشاعر يبدأ عراكاً بكرات الثلج، يكون التمثال الآن معمولاً من الثلج الوسخ، فيمزقه الأولاد شذر مذر حين يستخدمون ثلجه ليصنعوا الكرات منه فيها بعد يظهر ملاك الموت في صورة سالبة بمصاحبة أصوات ماكنة . تمتزج الأصوات ضربات قلب ونرى الآن ياقات الشاعر تضطرب مع دقات قلبه الفزعة .. يطلق الشاعر على نفسه ثانية، فيقع هذه المرة على طاولة مغطاة بالثلج. عندما ينفجر دمه هنالك قطع إلى مقصورة في مسرح حيث نجد إناساً يلبسون البسة حديثة يصفقون. إن ألم الشاعر يعطي السرور للآخرين. وهكذا يمضي الفلم في سلسلة من الصور المؤثرة .
في (اورفيوس) يحرس باب الجحيم جلاوزة مع دراجاتهم النارية، وأعضاء المحكمة بيروقراطيون بملابس حديثة. يستلم أورفيوس رسائل بالشفرة من الجحيم بواسطة راديو في شهادة أورفيوس يظهر كوكتو نفسه باعتباره المؤلف وبذلك يشطر نفسه إلى قسمين بجعله المؤلف يعلق على الشاعر والعكس بالعكس ( ٩ ,١٦) في هذا الفلم وهو فلمه الأخير يسحب کوکتو كل الوقفات يستخدم اللغة المكتوبة ورسومه الجميلة وصور فوتوغرافية التقطها هو نفسه ومشاهد سينمائية بطيئة ،الحركة وتعريض مزدوج والمونتاج
والحركة المعكوسة ولقطات مصورة بالخدع بكثرة. أصدقاؤه الشخصيون بضمنهم بابلو بيكاسو كنوع من الشهادة كوكتو يخاطب آلة التصوير. شخصيات أخرى تعترف بأنها تمثل في فلم خيول غريبة تسير وكأنها حالمة تماثيل بشرية بعيون مرسومة على أجفانها تراهم أموات أحياء في مشهد محكمة ذكي ينتقد كوكتو حتى نفسه عن طريق تعرية «المؤلف» وأهميته لنفسه والشعراء عموماً. إن وصف صور كوكتو يكاد يقلصها إلى أشياء عادية ويفرغها من سحرها وغموضها إن مرئياته العظيمة تستعصي على الوصف ناهيك عن الشرح حتى بعد عدة مشاهدات .
تعليق