شائع. كلما حرك المخرج آلة التصوير - إما ضمن اللقطة الواحدة أو بين اللقطات - فإنه يقدم لنا وجهة نظر جديدة نستطيع أن نقيم من خلالها المشهد. إنه يستطيع القطع بسهولة من لقطة وجهة نظر ذاتية (شخص أول) إلى لقطات موضوعية منوعة إنه يستطيع أن يركز على رد فعل منفرد (لقطة كبيرة) أو ردود أفعال في آن واحد لعدة شخصيات (لقطة بعيدة). يستطيع المخرج السينمائي خلال ثوان أن يرينا السبب والنتيجة والفعل ورد الفعل. يستطيع أن يربط فترات زمنية ومواقع مختلفة في الوقت عينه تقريباً مونتاج متوازي ويستطيع أن يمزج صور فترات زمنية مختلفة في صورة واحدة (التداخل أو تعدد التعريض) آلة التصوير العارفة بكل شيء تستطيع أن تكون مراقباً بدون عاطفة كما في العديد من أفلام شابلن أو تستطيع أن تكون معلقاً ذكياً - مقيما للأحداث - كما هي الحال غالباً في أفلام هتشكوك أو لوبتش
وجهة نظر الشخص الثالث صيغة الشخص الثالث شيء. خلال قصة من في جوهرها تنويع للراوية العارف بكل تعني أن راوية لا يشترك في الأحداث يروي وعي شخصية واحدة في بعض الروايات ينفذ هذا الراوي تماماً إلى عقل الشخصية الرئيسية، وفي البعض الآخر ليس هنالك نفاذ تقريباً. في رواية جين أوستن (الغرور والتحيز) مثلا نعرف بماذا تفكر وتشعر اليزابت بنيت حول الأحداث ولكننا لا نتمكن أبداً من الدخول إلى وعي الشخصيات الأخرى. نستطيع فقط أن نخمن بما يشعرون به من خلال تفسيرات اليزابث وهي غالباً غير دقيقة إن تفسيراتها لا تقدم مباشرة إلى القارىء كما في الشخصية الأولى ولكن من خلال الراوية الوسيط الذي يروي لنا الاستجابات .
في السينما هنالك معادل تقريبي للشخص الثالث إلا أنه ليس قوياً كما في الأدب. نجد عادة راوية الشخص الثالث في الأفلام التسجيلية حيث يعلق مجهول لنا خلفية الشخصية المركزية في فلم الرجل الهادىء لسدني ماير مثلاً تقوم المرئيات بالبناء الدرامي لأحداث عنيفة معينة في حياة شاب فقير هو دونالد في المجرى الصوتي نستمع إلى تعليق جيمس كي وهو يخبرنا عن بعض الأسباب التي يتصرف بسببها دونالد كما يفعل وكيف يشعر تجاه أبويه ورفاقه ومدرسيه الشخص الثالث المسموع استخدم أيضاً في بعض الإعدادات الأدبية مثل نسخة جون هيوستون عن رواية كرين (شارة الشجاعة الحمراء) ربما كان المعادل الصوري للشخص الثالث هو لقطة للشخصية المركزية، أغلب الأفلام تجمع بين الشخص الأول والثالث. هتشكوك مثلاً أنفسنا خبرات الشخصية من خلال لقطة وجهة نظر (شخص أول) ثم يقدم لنا لقطة كبيرة لوجه الشخصية (شخص ثالث). بدعنا غالباً نشخص مع وجهة النظر الموضوعية نادراً ما تستخدم في الروايات رغم إن الكتاب يستخدمونها أحياناً في القصص القصيرة مثل «الأوتيل الأزرق» لكربين.
الصوت الموضوعي هو أيضاً تنويع للعارف بكل شيء. السرد الموضوعي هو أكثرها انفصالاً، فهو لا يدخل وعي أي من الشخصيات وإنما يخبرنا بالأحداث فقط من الخارج. في الواقع شبه هذا الصوت بآلة التصوير التي تسجل الأحداث بتجرد وبدون تحيز. إنها تقدم الوقائع وتسمح للقارىء بأن يفسر لنفسه. الصوت الموضوعي أكثر ملائمة للفلم منه للأدب إذ إن السينما تقوم بالاستخدام الحرفي للكاميرا. إن وجهة النظر الموضوعية في السينما تستخدم عموماً من قبل المخرجين الواقعيين الذين يبقون آلات تصويرهم في لقطة بعيدة ويتجنبون كل التشويهات التى قد «تعلق» على الحدث مثل الزوايا أو العدسات أو المرشحات غير المألوفة .
الجزء الأكبر من الأفلام هو إعداد من مصدر أدبي من بعض الوجوه إعداد الرواية أو المسرحية يتطلب مهارة أكبر من كتابة نص سينمائي. أضف إلى ذلك أنه كلما كان العمل الأدبي أفضل كلما كان الإعداد صعباً لهذا السبب تعتمد أغلب الأفلام المعدة على مصادر ضعيفة إذ إن القليل من الناس سينزعج بسبب التغييرات المطلوبة في الفلم إذا كان المصدر نفسه ليس من النوع الممتاز. هنالك العديد من الأفلام المعدة أفضل بكثير من أصولها. مولد أمة مثلاً كان مأخوذاً من رواية رخيصة لتوماس دكسون بعنوان (رجل القبيلة). بعض المعلقين يعتقد بأنه إذ وصل العمل الفني ذروة قدرته التعبيرية في أحد الأشكال الفنية فإن الإعداد سيكون حتما أدنى من الأصل (۸- ١٩) طبقاً لهذا الجدل لا يمكن لأي إعداد عن رواية (الغرور والتحيز) أن يضاهي الأصل ولا لأي رواية الأمل في تجسيد امتلاء (اندفاع الذهب) أو (المواطن كين الذي هو أقرب إلى الفلم الأدبي. هنالك الكثير من الصحة في هذه النظرة فلقد رأينا كيف يميل الأدب والفلم إلى حل المعضلات بصورة مختلفة وكيف إن المحتوى الحقيقي لكل وسط خاضع للتحكم العضوي للشكل.
المشكة الحقيقية للمعد ليس في كيفية إعادة انتاج المضمون للعمل الأدبي (أمر مستحيل) ولكن كيف يبقى قريباً من المعلومات الخام المادة مضمونه بالمعنى الذي كنا نستخدمه في هذا الفصل. إن درجة الصدق هذه هي التي تقرر الأصناف الثلاثة العامة للإعداد غير المشدود والأمين والحرفي هذه التقسيمات هي بالطبع من أجل التوضيح إذ إنه بالتطبيق الفعلي تقع أغلب الأفلام في مكان ما بين هذه الأصناف .
الإعداد غير المشدود هو ما تعنيه الكلمة عموماً، مجرد فكرة وموقف أو شخصية مأخوذة من مصدر أدبي ثم يتم تطويرها بصورة مستقلة. الأفلام المعدة بهذه الصورة يمكن تشبيهها بمعالجة شكسبير لقصة مأخوذة من بلوتارك أو بالكتاب المسرحيين اليونانيين القدماء الذين كانوا يأخذون كثيرا من
الميثولوجيا المعروفة . (۸-۲۰) من الأفلام التي تقع تحت هذا الباب فلم كوروساوا عرش من الدم الذي يحول مسرحية شكسبير ماكبث إلى قصة مختلفة تماماً تدور في يابان القرون الوسطى رغم إن صانع الفلم يحافظ على العديد من عناصر الحبكة كما في الأصل الشكسبيري .
الإعداد الأمين كما تعنيه العبارة يحاول إعادة خلق المصدر الأدبي بالتعبير الفلمي محافظاً على روح المصدر الأساسي قدر الإمكان. لقد شبه أندريه بازان المعد الأمين بالمترجم الذي يحاول أن يجد المعادلات للأصل. بالطبع إن بازان كان يدرك الفروق الأساسية الموجودة بين الوسطين إن مشكلة المترجم في تحويل كلمة «طريق» إلى «سترادا» (إيطالية) أو «شتراسه» (ألمانية) ليست حادة مثل مشكلة صانع الفلم عندما يحول الكلمة إلى صورة (۸- ۲۱) من النماذج على هذا النوع من الإعداد هو توم جونز) لرتشاردسون. النص السينمائي لجون أوزبورن يحافظ على الكثير من بناء الحبكة كما في الرواية، كذلك الأحداث الرئيسية وأغلب الشخصيات المهمة. حتى الراوية العارف بكل شيء الذكي تم الاحتفاظ به. إلا أن الفلم ليس مجرد تصوير للرواية.
إذ إن كتاب فيلدنك محشو بالاحداث تزيد على ما يتطلبه الإعداد الفلمي. العديد من المشاهد التي تدور في النزل قلصت إلى حدث مركزي هو مشهد نزل ابتون. جانبان ثانويان في الرواية تم تكبيرهما في الفلم: مشهد الطعام المشهور بين توم والسيدة ووترز ومشهد صيد الثعالب. هذه المشاهد أدخلت لأنها الاستعارات المفضلة لدى فيلدنك خلال القصة وكلها تستند إلى الطعام والصيد. النتيجة هي إن أوزبورن استخدم الاستعارات المتفرقة كمادة خام للإيحاء. إن مشاهده معادلات» فلمية بالمعنى الذي قصده بازان .
الإعداد الأدبي يقتصر على المسرحيات كثيراً. كما رأينا أن وسيلتي الدراما الأساسيتين - الفعل واللغة - موجودتان أيضاً في الفلم. المشكلة الكبرى في الإعداد المسرحي هي في معالجة المكان والزمان وليس اللغة. إذا ترك المعد السينمائي آلة التصوير في لقطة بعيدة وقيد المونتاج بالانتقالات إلى المشاهد فإن النتيجة تكون مشابهة للأصل. إلا أننا رأينا أن القليل من صانعي الأفلام يرغب في مجرد تسجيل للمسرحية، كما إن عليه ألا يفعل ذلك إذ لو أنه فعل هذا لفقد الكثير من الإثارة في النص الأصلي، في حين أنه لا يستفيد من مميزات الوسط الذي يعد له وخاصة حريته في معالجة الزمان والمكان. تستطيع السينما أن تضيف العديد من الأبعاد إلى المسرحية وخاصة من خلال اللقطات الكبيرة ومنتجة المتجاورات طالما إن هذه التقنيات غير موجودة في المسرح فإنه حتى الإعداد الحرفي» لن يكون جامداً بهذه الصورة (۸- ۲۲) الحوار المسرحي يتم الاحتفاظ به غالباً في الإعداد السينمائي إلا أن تأثيره على الجمهور يختلف فلم جون فرانكتهايمر رجل الثلج قادم يحافظ على أكثر حوار يوجين أونيل لكن معنى اللغة في الإنتاج المسرحي يتقرر في ظل حقيقة كون الممثلين جميعاً هم على المسرح في نفس الوقت وينفعلون بنفس الكلمات في الفلم يتجزأ المكان والزمان بواسطة اللقطات المنفردة. أضف إلى ذلك أنه طالما كان الفلم صورياً بالدرجة الأولى ولفظياً بالدرجة الثانية فإن الحوار كله تقريباً يتغير بواسطة الصور. الاختلافات بين الإعداد غير المشدود والأمين والحرفي إذاً مسألة درجة. في كل حالة يقوم الشكل السينمائي لا محالة بتغيير مضمون الأصل الأدبي.
وجهة نظر الشخص الثالث صيغة الشخص الثالث شيء. خلال قصة من في جوهرها تنويع للراوية العارف بكل تعني أن راوية لا يشترك في الأحداث يروي وعي شخصية واحدة في بعض الروايات ينفذ هذا الراوي تماماً إلى عقل الشخصية الرئيسية، وفي البعض الآخر ليس هنالك نفاذ تقريباً. في رواية جين أوستن (الغرور والتحيز) مثلا نعرف بماذا تفكر وتشعر اليزابت بنيت حول الأحداث ولكننا لا نتمكن أبداً من الدخول إلى وعي الشخصيات الأخرى. نستطيع فقط أن نخمن بما يشعرون به من خلال تفسيرات اليزابث وهي غالباً غير دقيقة إن تفسيراتها لا تقدم مباشرة إلى القارىء كما في الشخصية الأولى ولكن من خلال الراوية الوسيط الذي يروي لنا الاستجابات .
في السينما هنالك معادل تقريبي للشخص الثالث إلا أنه ليس قوياً كما في الأدب. نجد عادة راوية الشخص الثالث في الأفلام التسجيلية حيث يعلق مجهول لنا خلفية الشخصية المركزية في فلم الرجل الهادىء لسدني ماير مثلاً تقوم المرئيات بالبناء الدرامي لأحداث عنيفة معينة في حياة شاب فقير هو دونالد في المجرى الصوتي نستمع إلى تعليق جيمس كي وهو يخبرنا عن بعض الأسباب التي يتصرف بسببها دونالد كما يفعل وكيف يشعر تجاه أبويه ورفاقه ومدرسيه الشخص الثالث المسموع استخدم أيضاً في بعض الإعدادات الأدبية مثل نسخة جون هيوستون عن رواية كرين (شارة الشجاعة الحمراء) ربما كان المعادل الصوري للشخص الثالث هو لقطة للشخصية المركزية، أغلب الأفلام تجمع بين الشخص الأول والثالث. هتشكوك مثلاً أنفسنا خبرات الشخصية من خلال لقطة وجهة نظر (شخص أول) ثم يقدم لنا لقطة كبيرة لوجه الشخصية (شخص ثالث). بدعنا غالباً نشخص مع وجهة النظر الموضوعية نادراً ما تستخدم في الروايات رغم إن الكتاب يستخدمونها أحياناً في القصص القصيرة مثل «الأوتيل الأزرق» لكربين.
الصوت الموضوعي هو أيضاً تنويع للعارف بكل شيء. السرد الموضوعي هو أكثرها انفصالاً، فهو لا يدخل وعي أي من الشخصيات وإنما يخبرنا بالأحداث فقط من الخارج. في الواقع شبه هذا الصوت بآلة التصوير التي تسجل الأحداث بتجرد وبدون تحيز. إنها تقدم الوقائع وتسمح للقارىء بأن يفسر لنفسه. الصوت الموضوعي أكثر ملائمة للفلم منه للأدب إذ إن السينما تقوم بالاستخدام الحرفي للكاميرا. إن وجهة النظر الموضوعية في السينما تستخدم عموماً من قبل المخرجين الواقعيين الذين يبقون آلات تصويرهم في لقطة بعيدة ويتجنبون كل التشويهات التى قد «تعلق» على الحدث مثل الزوايا أو العدسات أو المرشحات غير المألوفة .
الجزء الأكبر من الأفلام هو إعداد من مصدر أدبي من بعض الوجوه إعداد الرواية أو المسرحية يتطلب مهارة أكبر من كتابة نص سينمائي. أضف إلى ذلك أنه كلما كان العمل الأدبي أفضل كلما كان الإعداد صعباً لهذا السبب تعتمد أغلب الأفلام المعدة على مصادر ضعيفة إذ إن القليل من الناس سينزعج بسبب التغييرات المطلوبة في الفلم إذا كان المصدر نفسه ليس من النوع الممتاز. هنالك العديد من الأفلام المعدة أفضل بكثير من أصولها. مولد أمة مثلاً كان مأخوذاً من رواية رخيصة لتوماس دكسون بعنوان (رجل القبيلة). بعض المعلقين يعتقد بأنه إذ وصل العمل الفني ذروة قدرته التعبيرية في أحد الأشكال الفنية فإن الإعداد سيكون حتما أدنى من الأصل (۸- ١٩) طبقاً لهذا الجدل لا يمكن لأي إعداد عن رواية (الغرور والتحيز) أن يضاهي الأصل ولا لأي رواية الأمل في تجسيد امتلاء (اندفاع الذهب) أو (المواطن كين الذي هو أقرب إلى الفلم الأدبي. هنالك الكثير من الصحة في هذه النظرة فلقد رأينا كيف يميل الأدب والفلم إلى حل المعضلات بصورة مختلفة وكيف إن المحتوى الحقيقي لكل وسط خاضع للتحكم العضوي للشكل.
المشكة الحقيقية للمعد ليس في كيفية إعادة انتاج المضمون للعمل الأدبي (أمر مستحيل) ولكن كيف يبقى قريباً من المعلومات الخام المادة مضمونه بالمعنى الذي كنا نستخدمه في هذا الفصل. إن درجة الصدق هذه هي التي تقرر الأصناف الثلاثة العامة للإعداد غير المشدود والأمين والحرفي هذه التقسيمات هي بالطبع من أجل التوضيح إذ إنه بالتطبيق الفعلي تقع أغلب الأفلام في مكان ما بين هذه الأصناف .
الإعداد غير المشدود هو ما تعنيه الكلمة عموماً، مجرد فكرة وموقف أو شخصية مأخوذة من مصدر أدبي ثم يتم تطويرها بصورة مستقلة. الأفلام المعدة بهذه الصورة يمكن تشبيهها بمعالجة شكسبير لقصة مأخوذة من بلوتارك أو بالكتاب المسرحيين اليونانيين القدماء الذين كانوا يأخذون كثيرا من
الميثولوجيا المعروفة . (۸-۲۰) من الأفلام التي تقع تحت هذا الباب فلم كوروساوا عرش من الدم الذي يحول مسرحية شكسبير ماكبث إلى قصة مختلفة تماماً تدور في يابان القرون الوسطى رغم إن صانع الفلم يحافظ على العديد من عناصر الحبكة كما في الأصل الشكسبيري .
الإعداد الأمين كما تعنيه العبارة يحاول إعادة خلق المصدر الأدبي بالتعبير الفلمي محافظاً على روح المصدر الأساسي قدر الإمكان. لقد شبه أندريه بازان المعد الأمين بالمترجم الذي يحاول أن يجد المعادلات للأصل. بالطبع إن بازان كان يدرك الفروق الأساسية الموجودة بين الوسطين إن مشكلة المترجم في تحويل كلمة «طريق» إلى «سترادا» (إيطالية) أو «شتراسه» (ألمانية) ليست حادة مثل مشكلة صانع الفلم عندما يحول الكلمة إلى صورة (۸- ۲۱) من النماذج على هذا النوع من الإعداد هو توم جونز) لرتشاردسون. النص السينمائي لجون أوزبورن يحافظ على الكثير من بناء الحبكة كما في الرواية، كذلك الأحداث الرئيسية وأغلب الشخصيات المهمة. حتى الراوية العارف بكل شيء الذكي تم الاحتفاظ به. إلا أن الفلم ليس مجرد تصوير للرواية.
إذ إن كتاب فيلدنك محشو بالاحداث تزيد على ما يتطلبه الإعداد الفلمي. العديد من المشاهد التي تدور في النزل قلصت إلى حدث مركزي هو مشهد نزل ابتون. جانبان ثانويان في الرواية تم تكبيرهما في الفلم: مشهد الطعام المشهور بين توم والسيدة ووترز ومشهد صيد الثعالب. هذه المشاهد أدخلت لأنها الاستعارات المفضلة لدى فيلدنك خلال القصة وكلها تستند إلى الطعام والصيد. النتيجة هي إن أوزبورن استخدم الاستعارات المتفرقة كمادة خام للإيحاء. إن مشاهده معادلات» فلمية بالمعنى الذي قصده بازان .
الإعداد الأدبي يقتصر على المسرحيات كثيراً. كما رأينا أن وسيلتي الدراما الأساسيتين - الفعل واللغة - موجودتان أيضاً في الفلم. المشكلة الكبرى في الإعداد المسرحي هي في معالجة المكان والزمان وليس اللغة. إذا ترك المعد السينمائي آلة التصوير في لقطة بعيدة وقيد المونتاج بالانتقالات إلى المشاهد فإن النتيجة تكون مشابهة للأصل. إلا أننا رأينا أن القليل من صانعي الأفلام يرغب في مجرد تسجيل للمسرحية، كما إن عليه ألا يفعل ذلك إذ لو أنه فعل هذا لفقد الكثير من الإثارة في النص الأصلي، في حين أنه لا يستفيد من مميزات الوسط الذي يعد له وخاصة حريته في معالجة الزمان والمكان. تستطيع السينما أن تضيف العديد من الأبعاد إلى المسرحية وخاصة من خلال اللقطات الكبيرة ومنتجة المتجاورات طالما إن هذه التقنيات غير موجودة في المسرح فإنه حتى الإعداد الحرفي» لن يكون جامداً بهذه الصورة (۸- ۲۲) الحوار المسرحي يتم الاحتفاظ به غالباً في الإعداد السينمائي إلا أن تأثيره على الجمهور يختلف فلم جون فرانكتهايمر رجل الثلج قادم يحافظ على أكثر حوار يوجين أونيل لكن معنى اللغة في الإنتاج المسرحي يتقرر في ظل حقيقة كون الممثلين جميعاً هم على المسرح في نفس الوقت وينفعلون بنفس الكلمات في الفلم يتجزأ المكان والزمان بواسطة اللقطات المنفردة. أضف إلى ذلك أنه طالما كان الفلم صورياً بالدرجة الأولى ولفظياً بالدرجة الثانية فإن الحوار كله تقريباً يتغير بواسطة الصور. الاختلافات بين الإعداد غير المشدود والأمين والحرفي إذاً مسألة درجة. في كل حالة يقوم الشكل السينمائي لا محالة بتغيير مضمون الأصل الأدبي.
تعليق