وجهة النظر والإعداد الأدبي
وجهة النظر في الروايات الخيالية تقرر العلاقة بين المادة والراوية الذي نرى من خلال عينيه أحداث القصة. أي أن الأفكار والأحداث تتغربل من ولغة راوي القصة الذي قد يكون أو لا يكون مشاركاً في الفعل خلال وعي والذي قد يكون أو لا يكون دليلاً معتمداً يتبعه القارىء . هنالك أربعة أنواع أساسية لوجهة النظر في الروايات الخيالية. النوع الأول هو الشخص الأول، والثاني هو العالم بكل شيء، والنوع الثالث هو الموضوعي والنوع الأخير هو الشخص الثالث في السينما وجهة النظر تكون أقل قوة من الرواية ورغم إن هنالك بدائل سينمائية لهذه الأنواع الأربعة الأساسية من السرد إلا أن الأفلام الروائية الطويلة تقع بصورة طبيعية في الشكل العارف بكل شيء.
الشخص الأول يروي قصته الخاصة به (٨-١٦) . في بعض الحالات يكون مراقباً موضوعياً يمكن الاعتماد عليه في سرد الأحداث بدقة. من الجيدة على ذلك نيك كاراواي في قصة فتزجيرالد (كاتسبي العظيم). رواة الشخص الأول الآخرون أكثر ذاتية في تدخلهم بالفعل الرئيسي ولا يمكن الاعتماد عليهم بصورة كاملة في رواية هكلبري فين) يروى (هك) غير الناضج الأحداث كلها كما خبرها. إن هك بالطبع لا يستطيع أن يزود القراء بكل المعلومات عندما لا يستطيع هو نفسه امتلاكها. في استخدام هذا النوع من الشخص الأول الذي يقوم بالسرد يجب أن يدع كاتب الرواية القارىء في أن يرى الحقيقة بدون أن يحطم أو يضغط على القوة الاقناعية للراوي. عموماً يقوم كاتب الرواية بحل هذه المشكلة عن طريق تزويد القارىء بالإشارات التي تساعده في رؤية أوضح من رؤية الراوي نفسه. على سبيل المثال، عندما هك بحماس سحر السيرك والأعمال المذهلة للعاملين فيه يرى القارىء الأكثر ثقافة أبعد مما تعنيه كلمات هك ويستنتج إن العاملين في السيرك هم في الواقع ذو أشكال رثة وإن فعالياتهم البهلوانية بحر خداع يروي رخيص .
العديد من الأفلام تستثمر تقنيات الشخص الأول الذي يسرد القصة ولكن بصورة مجزأة إن المقابل السينمائي «لصوت الراوية في الأدب هو عين آلة التصوير وهذا الاختلاف .مهم في الرواية الفرق بين الراوي والقارىء واضح، فهو يشبه أن يقوم القارىء بالاستماع إلى صديق يروي قصة. في الفلم يقرن المشاهد نفسه بشخصية العدسة وهكذا يتجه إلى الامتزاج بالراوي. لكي يقوم الفلم بتقديم سرد على لسان الشخصية الأولى يكون على آلة التصوير أن تسجل كل الفعل من الشخصية وهذا بالنتيجة يجعل من المشاهد بطلا للفلم .
في فلم سيدة البحيرة يحاول روبرت مونتغومري التصوير للشخص الأول طوال مدة الفلم لقد كانت تجربة عظيمة مهمة ولكنها فاشلة لأسباب عديدة. أولها أن المخرج أجبر على عدد من المضحكات إن مخاطبة الشخصيات لآلة التصوير لم تكن معضلة كبيرة إذا إن لقطات وجهة النظر معروفة في أغلب الأفلام إلا أنه كانت هنالك أفعال عديدة يبدو إن هذه الوسيلة انهارت بسببها. عندما تتقدم وتقبله مثلاً فإن عليها في هذه الحالة أن تتقدم بخجل تجاه آلة التصوير وأن تحتضنها بينما يقترب وجهها من العدسة مثل ذلك أيضاً عندما يدخل البطل في معركة بقبضة اليد، يكون على الشخصية المضادة له أن تهاجم آلة التصوير فعلا، حيث تهتز هذه وفق الأصول كلما وقعت لكمة على وجه «الراوية». المشكلة إذاً مع الاستخدام المطلق للتصوير من وجهة الشخص الأول هي في حرفيتها. أضف إلى ذلك إن هذا الأسلوب يولد خذلاناً في نفسية المشاهد الذي يريد أن يرى البطل في الرواية نتعرف على الشخص خلال أحكامه وقيمه التي تنعكس في لغته. أما في السينما فإننا نتعرف على الشخصية بمراقبتنا إياها في ردود أفعالها تجاه الناس والأحداث. ما لم يقم المخرج بالخروج على التقليد الصوري للشخص الأول فإننا لن نستطيع رؤية البطل أبداً، نستطيع فقط أن نرى ما يراه. قام مونتغمري بحل جزئي لهذه المشكلة عن طريق استخدام العديد من اللقطات في المرآة حيث تسمح صور البطل المنعكسة في المرآة للمشاهد بأن
يتعرف عليه إلا أن المشكلة الحقيقية لا تزال قائمة. إذ إن هذه اللقطات في المرأة تدخل عادة في أقل المشاهد درامية حيث الحاجة إلى لقطة كبيرة لوجه البطل غير موجودة .
من الأساليب الفلمية المفيدة في حالة الشخص الأول هي أن يقوم هو الراوي بسرد قصته على المجرى الصوتي بينما تسجل آلة التصوير الأحداث عادة عن طريق لقطات سردية مختلفة تنويع جيد لأسلوب المجرى الصوتي في استخدام التعدد في أصوات الشخص الأول (۱۷،۸). في فلم (المواطن كين) يقوم خمسة أشخاص مختلفين بتقديم وجهة نظرهم في رسم شخصية شارلس فوستركين كل رواية يصاحبها مشهد عودة رغم إن ذلك ليس بصيغة الشخص الأول من ناحية التصوير مشاهد العودة تقدم شخصية كين في أطر متناقضة بعض الشيء، كل منها يعكس تحيز راوي القصة. حيث ينتهي أحد الرواة يلتقط راو آخر كان يعرف كين في فترة مختلفة من حياته خيوط القصة ليطورها إلى نقطة أبعد إلى أن يقوم الراوية الأخير أحداث الأيام الأخيرة من حياة كين .
الراوية العالم بكل شيء يرتبط في الأغلب بالرواية في القرن التاسع عشر. على العموم هؤلاء الرواة لا يشتركون في القصة وإنما يكونون مراقبين ملمين بكل شيء يجهزون القارىء بكل الوقائع التي يحتاجها لكي يتذوق القصة (۱۸،۸) مثل هؤلاء الرواة باستطاعتهم مسح العديد من المواقع والفترات الزمنية وبإمكانهم الدخول إلى وعي الشخصيات المختلفة يفكرون ويشعرون. يمكن للراوية العارف بكل شيء أن يكون القصة كما في الحرب والسلام وبإمكانه أن يتخذ له شخصية متميزة كما في توم جونز حيث يسلينا راوي القصة الدمث بملاحظاته الملتوية وأحكامه الراوية العارف بكل شيء لا مفر منه تقريباً في الفلم في الأدب نجد الشخص الأول والراوي العارف بكل شيء النموذجين المتبادلين الوحيدين، إذ لو إن شخصية الراوي الأول أخبرتنا عن أفكارها مباشرة فإنها لا تستطيع أن تخبرنا بالتأكيد عن أفكار الآخرين. إلا أنه في السينما نجد إن الجمع بين الشخص الأول والراوية العارف بكل شيء .
وجهة النظر في الروايات الخيالية تقرر العلاقة بين المادة والراوية الذي نرى من خلال عينيه أحداث القصة. أي أن الأفكار والأحداث تتغربل من ولغة راوي القصة الذي قد يكون أو لا يكون مشاركاً في الفعل خلال وعي والذي قد يكون أو لا يكون دليلاً معتمداً يتبعه القارىء . هنالك أربعة أنواع أساسية لوجهة النظر في الروايات الخيالية. النوع الأول هو الشخص الأول، والثاني هو العالم بكل شيء، والنوع الثالث هو الموضوعي والنوع الأخير هو الشخص الثالث في السينما وجهة النظر تكون أقل قوة من الرواية ورغم إن هنالك بدائل سينمائية لهذه الأنواع الأربعة الأساسية من السرد إلا أن الأفلام الروائية الطويلة تقع بصورة طبيعية في الشكل العارف بكل شيء.
الشخص الأول يروي قصته الخاصة به (٨-١٦) . في بعض الحالات يكون مراقباً موضوعياً يمكن الاعتماد عليه في سرد الأحداث بدقة. من الجيدة على ذلك نيك كاراواي في قصة فتزجيرالد (كاتسبي العظيم). رواة الشخص الأول الآخرون أكثر ذاتية في تدخلهم بالفعل الرئيسي ولا يمكن الاعتماد عليهم بصورة كاملة في رواية هكلبري فين) يروى (هك) غير الناضج الأحداث كلها كما خبرها. إن هك بالطبع لا يستطيع أن يزود القراء بكل المعلومات عندما لا يستطيع هو نفسه امتلاكها. في استخدام هذا النوع من الشخص الأول الذي يقوم بالسرد يجب أن يدع كاتب الرواية القارىء في أن يرى الحقيقة بدون أن يحطم أو يضغط على القوة الاقناعية للراوي. عموماً يقوم كاتب الرواية بحل هذه المشكلة عن طريق تزويد القارىء بالإشارات التي تساعده في رؤية أوضح من رؤية الراوي نفسه. على سبيل المثال، عندما هك بحماس سحر السيرك والأعمال المذهلة للعاملين فيه يرى القارىء الأكثر ثقافة أبعد مما تعنيه كلمات هك ويستنتج إن العاملين في السيرك هم في الواقع ذو أشكال رثة وإن فعالياتهم البهلوانية بحر خداع يروي رخيص .
العديد من الأفلام تستثمر تقنيات الشخص الأول الذي يسرد القصة ولكن بصورة مجزأة إن المقابل السينمائي «لصوت الراوية في الأدب هو عين آلة التصوير وهذا الاختلاف .مهم في الرواية الفرق بين الراوي والقارىء واضح، فهو يشبه أن يقوم القارىء بالاستماع إلى صديق يروي قصة. في الفلم يقرن المشاهد نفسه بشخصية العدسة وهكذا يتجه إلى الامتزاج بالراوي. لكي يقوم الفلم بتقديم سرد على لسان الشخصية الأولى يكون على آلة التصوير أن تسجل كل الفعل من الشخصية وهذا بالنتيجة يجعل من المشاهد بطلا للفلم .
في فلم سيدة البحيرة يحاول روبرت مونتغومري التصوير للشخص الأول طوال مدة الفلم لقد كانت تجربة عظيمة مهمة ولكنها فاشلة لأسباب عديدة. أولها أن المخرج أجبر على عدد من المضحكات إن مخاطبة الشخصيات لآلة التصوير لم تكن معضلة كبيرة إذا إن لقطات وجهة النظر معروفة في أغلب الأفلام إلا أنه كانت هنالك أفعال عديدة يبدو إن هذه الوسيلة انهارت بسببها. عندما تتقدم وتقبله مثلاً فإن عليها في هذه الحالة أن تتقدم بخجل تجاه آلة التصوير وأن تحتضنها بينما يقترب وجهها من العدسة مثل ذلك أيضاً عندما يدخل البطل في معركة بقبضة اليد، يكون على الشخصية المضادة له أن تهاجم آلة التصوير فعلا، حيث تهتز هذه وفق الأصول كلما وقعت لكمة على وجه «الراوية». المشكلة إذاً مع الاستخدام المطلق للتصوير من وجهة الشخص الأول هي في حرفيتها. أضف إلى ذلك إن هذا الأسلوب يولد خذلاناً في نفسية المشاهد الذي يريد أن يرى البطل في الرواية نتعرف على الشخص خلال أحكامه وقيمه التي تنعكس في لغته. أما في السينما فإننا نتعرف على الشخصية بمراقبتنا إياها في ردود أفعالها تجاه الناس والأحداث. ما لم يقم المخرج بالخروج على التقليد الصوري للشخص الأول فإننا لن نستطيع رؤية البطل أبداً، نستطيع فقط أن نرى ما يراه. قام مونتغمري بحل جزئي لهذه المشكلة عن طريق استخدام العديد من اللقطات في المرآة حيث تسمح صور البطل المنعكسة في المرآة للمشاهد بأن
يتعرف عليه إلا أن المشكلة الحقيقية لا تزال قائمة. إذ إن هذه اللقطات في المرأة تدخل عادة في أقل المشاهد درامية حيث الحاجة إلى لقطة كبيرة لوجه البطل غير موجودة .
من الأساليب الفلمية المفيدة في حالة الشخص الأول هي أن يقوم هو الراوي بسرد قصته على المجرى الصوتي بينما تسجل آلة التصوير الأحداث عادة عن طريق لقطات سردية مختلفة تنويع جيد لأسلوب المجرى الصوتي في استخدام التعدد في أصوات الشخص الأول (۱۷،۸). في فلم (المواطن كين) يقوم خمسة أشخاص مختلفين بتقديم وجهة نظرهم في رسم شخصية شارلس فوستركين كل رواية يصاحبها مشهد عودة رغم إن ذلك ليس بصيغة الشخص الأول من ناحية التصوير مشاهد العودة تقدم شخصية كين في أطر متناقضة بعض الشيء، كل منها يعكس تحيز راوي القصة. حيث ينتهي أحد الرواة يلتقط راو آخر كان يعرف كين في فترة مختلفة من حياته خيوط القصة ليطورها إلى نقطة أبعد إلى أن يقوم الراوية الأخير أحداث الأيام الأخيرة من حياة كين .
الراوية العالم بكل شيء يرتبط في الأغلب بالرواية في القرن التاسع عشر. على العموم هؤلاء الرواة لا يشتركون في القصة وإنما يكونون مراقبين ملمين بكل شيء يجهزون القارىء بكل الوقائع التي يحتاجها لكي يتذوق القصة (۱۸،۸) مثل هؤلاء الرواة باستطاعتهم مسح العديد من المواقع والفترات الزمنية وبإمكانهم الدخول إلى وعي الشخصيات المختلفة يفكرون ويشعرون. يمكن للراوية العارف بكل شيء أن يكون القصة كما في الحرب والسلام وبإمكانه أن يتخذ له شخصية متميزة كما في توم جونز حيث يسلينا راوي القصة الدمث بملاحظاته الملتوية وأحكامه الراوية العارف بكل شيء لا مفر منه تقريباً في الفلم في الأدب نجد الشخص الأول والراوي العارف بكل شيء النموذجين المتبادلين الوحيدين، إذ لو إن شخصية الراوي الأول أخبرتنا عن أفكارها مباشرة فإنها لا تستطيع أن تخبرنا بالتأكيد عن أفكار الآخرين. إلا أنه في السينما نجد إن الجمع بين الشخص الأول والراوية العارف بكل شيء .
تعليق