جعفر بن أبي طالب Ja'far ibn abi Taleb بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، جعفر الطيار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جعفر بن أبي طالب Ja'far ibn abi Taleb بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، جعفر الطيار

    جعفر طالب

    Ja'far ibn abi Taleb - Ja'far ibn abi Taleb

    جعفر بن أبي طالب
    (…ـ8هـ/ …ـ629م)

    أبو عبد الله جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، لقبه جعفر الطيار، صحابي من شجعان بني هاشم، وهو ابن عم النبيr وأخو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولكنه أسن منه بعشر سنين. أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. كان جعفر من السابقين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم[ر] ويدعو فيها، قيل إنه أسلم بعد خمسة وعشرين رجلاً وقيل بعد واحد وثلاثين، وله هجرتان هجرة إلى الحبشة وهجرة إلى المدينة.
    هاجر جعفر إلى أرض الحبشة في السنة الخامسة من البعثة، ومعه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية[ر] وولدت له هناك عبد الله، وبه يكنى، وعوناً ومحمداً. وكان زعيم المهاجرين والمتحدث بلسانهم في حضرة النجاشي، وذلك عندما أرسلت قريش إلى النجاشي رجلين، هما عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد، محملين بالهدايا مما يستطرف من متاع مكة، ليطرد المسلمين الذين هاجروا إلى أرض الحبشة بحجة أنهم أناس سفهاء فارقوا دين قومهم، وجاؤوا بدين مبتدع. فأرسل النجاشي إلى أصحاب الرسول فدعاهم، وسألهم عن حقيقة الأمر، وكان المتحدث عنهم جعفر إذ قال له: «أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، فعدا علينا قومنا فعذبونا فخرجنا إلى بلادك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك» وسأله النجاشي «ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟» قال له جعفر: «نقول فيه الذي جاء به نبينا، هو عبد الله وروحه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول» وقرأ عليه جعفر صدراً من سورة مريم، فقال النجاشي لرسولي قريش «انطلقا فو الله لا أسلمهم إليكما أبداً» وأمر رجاله أن يردوا عليهما هداياهما.
    في العام السابع للهجرة عاد جعفر من الحبشة إلى المدينة، فقدم والنبيr بخيبر فقـال النبي: «ما أدري بأيهما أفرح، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر».
    في العام الثامن للهجرة اشترك جعفر بوقعة مؤته[ر]، وهي قرية بالبلقاء من أرض الشام، وكان رسول الله قد أنفذ جيشاً عدته ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة زيد بن حارثة لقتال الروم، واختار جعفراً نائباً لزيد إذا ما سقط في القتال، كما اختار عبد الله بن رواحة خلفاً لجعفر إذا هلك أيضاً في القتال. ولاقى هذا الجيش العدو عند مؤته، وكان جيش الروم يفوق جيش المسلمين عدداً وعتاداً، وسقط في القتال كل من زيد وجعفر وابن رواحة على التعاقب. وكان جعفر قد اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها -فكان أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام- ثم قاتل وهو في ذلك كله مقبل غير مدبر، وقد أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى وقع شهيداً وفي جسمه بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية بسهم، وله من العمر تسعة وثلاثون عاماً. ولما بلغ الخبر رسول اللهr حزن على قتلى مؤتة حزناً شديداً، وقال عن جعفر «إن الله عوضه عن يديه جناحين في الجنة»، ولهذا لقب بجعفر الطيار، ورثاه حسان بن ثابت فقال:
    فلا يَبْعَدَنَّ الله قتلى تتابعوا
    بمؤته، منهم ذو الجناحين جعفر
    كان جعفر كريماً جواداً، يحب المساكين، ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه، وكان رسول اللهr يسميه أبا المساكين لإحسانه إليهم، وكان يقول له: «أشبه خُلُقُك خُلُقي وأشبه خَلْقُك خَلْقي فأنت مني ومن شجرتي». وقال أبو هريرة: «ما احتذى النعال ولا انتعل، ولا ركب المطايا ولا لبس الثياب من رجل بعد رسول اللهr أفضل من جعفر بن أبي طالب». وما يزال قبر جعفر الطيار قائماً عند مؤته. وابتنى المسجد القائم هناك الملك المعظم عيسى الأيوبي (ت624هـ/1227م).
    منى الحسن

يعمل...
X