من الفرع الخاص للأدب. في المسرح نميل إلى السماع قبل الرؤية. لقد لاحظ رينيه كلير المخرج السينمائي مرة بأن الأعمى يمكنه أن يدرك الأمور الجوهرية لأغلب المسرحيات السينما من الناحية الأخرى تعتبر عموماً فناً صورياً ولذلك فهي وسيلة تعبير المخرج. لاحظ كلير أيضاً بأن الأطرش يستطيع أن يفهم أغلب جوهريات الفلم إلا أن هذه التصميمات هي أيضاً
نسبية إذ أن بعض الأفلام منها العديد من أعمال ويلز مثلاً كثيفة الاشباع صورياً وسمعياً.
طالما أن المسرحيات تؤكد على أولوية اللغة لذا فإن واحدة من أكبر المعضلات في إعدادها للشاشة هي البت في كمية اللغة الضرورية لفن تغلب عليه الناحية الصورية مثل السينما. لقد كانت نسخة جورج كيوكور من مسرحية شكسبير روميو وجولييت فلما محافظاً معداً عن المسرحية. فقد احتفظ بالحوار كله تقريباً حتى المقدمة التوضيحية والكلمات الوظيفية البحتة التي لا قيمة شعرية فيها النتيجة كانت فلا محترماً ولكنه مقيت حيث كانت المرئيات تميل فيه إلى مجرد تصوير اللغة وكانت الصور والحوار غالباً ما تحتوي على نفس المعلومات مما أنتج نوعية جامدة منتفخة كانت في الواقع تناقض الإحساس السريع بالفعل في المسرحية .
معه نسخة زفيريللي السينمائية لهذه المسرحية كانت أكثر نجاحاً (٧-٤). قطع التوضيح اللفظي تماماً تقريباً وحل محله وبنفس التأثير التوضيح الصوري. كانت تقلم السطور المنفردة بعناية فائقة إذا ما أمكن التعبير عن طريق الصورة. تم الاحتفاظ بأغلب السفر العظيم ولكن غالباً بدون مرئيات متزامنه لكي تطيل من وجود اللغة لا أن تكررها كانت اللقطات الكبيرة تشبه سلسلة من لوحات عهد النهضة البديعة. كانت آلة التصوير تسجل أقرب التفاصيل في حياة العشاق ويلتقط المجرى الصوتي أدق الآهات. كانت مشاهد القتال أكثر إثارة من أي تقديم مسرحي طموح إذ إن آلة التصوير كانت تتسابق وتدور مع المتصارعين . باختصار كان فلم زفير للي في الواقع رغم عدم إخلاصه تقنياً للنص المسرحي أكثر شكسبيرية في الروح من النسخة الدقيقة حرفياً لكيوكور.
إذا فإن كلا من السينما والمسرح وسط سمعي بصري إلا إنهما يختلفان في تأكيدهما على تقاليد معينة. المصدران الرئيسيان للمعلومات في الدراما هما الفعل والحوار إننا نلاحظ ما يقوله الناس وما يفعلونه إن فعل المسرحية ليس مجرد تصوير للكلمات حرق هيدا كابلر لنص ليفبورك مثلا يجسم معلومات عاطفية وذهنية لا يمكن تفصيلها باللغة التباين بين ما يقوله الناس ويفعلونه هو مصدر عام للسخرية على المسرح. لقد بني تشيخوف العديد من مسرحياته حول هذا التباين الساخر حتى في مسرحية كلامية مثل (الرجل والرجل الخارق ) لبرناردشو يفرح الجمهور بمراقبته أن وايتفيلد وهي ترقع الملابس الجون تانر بينما هو يتكلم ويتكلم .
الفعل في المسرح يقتصر بالدرجة الأولى على اللقطات البعيدة الموضوعية إذا ما استخدمنا الاستعارة السينمائية. أي أن الأفعال الواسعة جداً وحدها التي تؤثر مثل المبارزة بين هاملت ،ولايرتيس ومساعدة أماندا إلى لورا في ارتداء ملابسها في الحيوانات الزجاجية وهكذا مديات اللقطات البعيدة جداً، إذا ما أردنا الاستمرار في الاستعارة من السينما يجب أن تكون طرازية في المسرح. المعارك الملحمية في مسرحيات شكسبير التاريخية مثلا قد تبدو مضحكة إذا ما صممت على المسرح بأسلوب واقعي بالمثل أفعال اللقطة القريبة قد لا ترى إلا من قبل الجالسين في الصف الأول ما لم يقوم الممثلون بالمبالغة والأداء الطرازي. إن مقت هاملت لكلوديوس يجب أن صورياً إما بتعبير مبالغ فيه للوجه أو بإيماءات الأمير الأكبر من الواقع في حجمها وحركتها باستثناء المسارح الأليفة جداً على أفعال اللقطة القريبة في الدراما أن تكون مسموعة. أي أن أدق أفعال وردود أفعال الممثلين المسرحيين يعبر عنها عادة بواسطة اللغة وليس الوسائل الصورية نحن نعلم عن موقف هاملت من كلوديوس بالدرجة الأولى من خلال مناجاة هاملت وحواره على مستوى اللقطة الكبيرة ما نراه على المسرح هو في الأغلب ليس ما يفعله الناس ولكن ما يقوله الناس عن الفعل أو عما تم فعله .
بسبب هذه المعضلات الصورية تتجنب أغلب المسرحيات الأفعال التي تتطلب أماكن شاسعة أو ضيقة. الفعل المسرحي يتحدد عادة بمدى اللقطة الكاملة والبعيدة. إذا ما دعت الضرورة لمكان صغير جداً أو شاسع جداً فإن المسرح يميل إلى الالتجاء إلى التقاليد غير الواقعية إلى الباليه والتابلوهات الطرازية بالنسبة لأفعال اللقطات البعيدة جداً وتقاليد التوضيح اللفظي لأفعال اللقطة الكبيرة السينما من الناحية الثانية تستطيع الحركة بسهولة بين هذه المديات. لهذا السبب تقوم السينما غالباً بالبناء الدرامي للفعل الذي يدور على المسرح بين ستارتين فقط». إن هذا لا يعني القول بأن السينما لا تملك مجموعة للتقاليد الخاصة بها. آلة التصوير المتحركة والصوت الانطباعي والمونتاج هي أيضاً غير واقعية كتقاليد المسرح الرسمي في كلتا الحالتين يتقبل والمونتاج هي الجمهور هذه التقاليد على أنها قواعد اللعبة.
هذه المشاكل محدد بين هنالك شيء من البديهيات في المسرح بسبب بعض من بالذات أغلب الحبكات الدرامية مثلاً تشتمل على صراع واضح البطل والشخصية المضادة بين انتيغونا وكريون وبين لير وبناته بين ستانلي كوالسكي وبلانشيه ديبوا . تقدم المشكلة الواضحة والصراع في أول المسرحية. يتعمق هذا الصراع متزايداً عبر المشاهد المتتالية، منتهياً بالنتيجة بمصادمة صاعدة ينتصر فيها البطل أو الشخصية المضادة له. لا تلتزم كل المسرحيات بهذا البناء الأرسطوطاليسي الواضح الخطوط للفعل، إلا أن عدداً مدهشاً من المسرحيات يلتزم بهذا البناء حتى مسرحية رقيقة غير مسرحية» مثل «بستان الكرز لتشيخوف حيث الأبطال أعضاء عائلة راينفسكي والأبطال المضادون هم قوى المجتمع المتغير الذي يحرم في النهاية العائلة وعقارها وطريقة حياتها الكاملة .
في السينما وسيلة البناء الدرامية أو الأرسطوطاليسية هي واحدة فقط من عدة وسائل مستخدمة رغم أنها أكثر شيوعاً وخاصة في الولايات المتحدة. بسبب المرونة المكانية والزمانية الأكبر في السينما يستطيع الفلم استخدام عدد من الوسائل والأبنية الأخرى أيضاً منها البناء الملحمي في فلم (مولد أمة) والبناء الغنائي في فلم الراكب السهل وتيار الوعي في فلم (كلب أندلسي) لبونيويل والبناء التسجيلي في فلم المدرسة الثانوية لفريدريك وايزمان والمقال في فلم كودار المذكر والمؤنث وحتى الشكلي البحث في الأفلام التجريدية لإخوان وتني. باختصار تستطيع الأفلام الاستغناء عن الصراعات الواضحة والذرى وحتى الحبكات إذ إن الفعل السينمائي يمكن أن يكون مسرحياً أو غير مسرحي وبنفس السهولة.
المخلوق الإنساني هو مركز جماليات المسرح. الكلمات يجب أن تلقى من قبل أناس، والصراعات يجب أن يجسدها الممثلون السينما لا تعتمد على البشر. جماليات السينما تستند إلى التصوير الفوتوغرافي وأي شيء يمكن تصويره يمكن أن يكون مادة لموضوع الفلم الدراما عموماً تميل إلى التأكيد على علاقات الناس مع بعضهم السينما يمكن أن تتعامل أيضاً مع الأشياء لهذا السبب فإن إعداد مسرحية للشاشة رغم الصعوبة ليس مستحيلاً إذ إن الكثير مما يستطيع المسرح فعله تستطيعه السينما أيضاً. الأفلام ذات مواقع التصوير الخارجية ستكون مستحيلة بالطبع (٧- ٦) كيف يستطيع المرء إعداد أفلام الغرب العظيمة لجون فورد مثل (العربة) و(الباحثون). غير أن أفلاماً ذات مواقع تصوير داخلية ستكون في الأغلب مستحيلة الترجمة إلى المصطلح المسرحي. صحيح أن الكلمات قد لا تكون عائقاً وإن بعض الأفعال قد تكون ممكنة التحويل إلا أنه كيف يستطيع المرء معالجة التجزئة في الزمن لفلم رينيه (السنة الأخيرة في مارينباد)؟ أو التجزئة المرئية للمكان في فلم رتشارد ليستر ليل يوم صعب. الموضوع وبناء الشخصية في فلم جوزيف لوسي (الخادم) يصلان إلينا بالدرجة الأولى من خلال زوايا آلة التصوير ومن المستحيل - تقليده مسرحياً. موضوع بيركمان (الصمت) يصلنا بالدرجة الأولى عن طريق الصور الممرات فارغة وأبواب وشبابيك . كيف نستطيع تحويل هذا الأسلوب إلى المسرح؟
كما أنه ليس من أفضل السبل إعداد المسرحية للشاشة هو «فتحها» بالضرورة، واستبدال المواقع الخارجية بالداخلية. السينما لا تعني دائما اللقطة البعيدة جداً والاستدارات السريعة والمونتاج البارق. لاحظ هتشكوك مرة بأن العديد من الأفلام المصورة عن مسرحيات تخفق لأن البناء المشدود الملموم للأصل يضيع عندما يقوم المخرج بتوسيعه عن طريق تقنيات سينمائية غير مناسبة، وخاصة عندما تؤكد مسرحية على الإحساس بالحصار - وكثير منها تؤكد على هذا إما فيزيائياً أو سايكولوجياً. فإن أفضل المعدين يحترم روح . النص الأصلي لذا يبحث عن معادل فلمي لذلك. (۷) (۷) فلم تونيز رتشاردسون (هاملت) صور بكامله تقريباً بلقطات متوسطة وقريبة المناظر داخلية ضيقة عدا واحد حيث تتحرك آلة التصوير إلى الخلف إلى مسافة أبعد. يخفق المشهد لأنه يرخي كل التوترات التي أنشأت في الأقسام الأولى من الفلم. ولأنه يكسر الإحساس السايكولوجي والروحي بمرض الخوف من الأماكن المغلقة الذي حفظ بعناية في المشاهد الأخرى.
نسبية إذ أن بعض الأفلام منها العديد من أعمال ويلز مثلاً كثيفة الاشباع صورياً وسمعياً.
طالما أن المسرحيات تؤكد على أولوية اللغة لذا فإن واحدة من أكبر المعضلات في إعدادها للشاشة هي البت في كمية اللغة الضرورية لفن تغلب عليه الناحية الصورية مثل السينما. لقد كانت نسخة جورج كيوكور من مسرحية شكسبير روميو وجولييت فلما محافظاً معداً عن المسرحية. فقد احتفظ بالحوار كله تقريباً حتى المقدمة التوضيحية والكلمات الوظيفية البحتة التي لا قيمة شعرية فيها النتيجة كانت فلا محترماً ولكنه مقيت حيث كانت المرئيات تميل فيه إلى مجرد تصوير اللغة وكانت الصور والحوار غالباً ما تحتوي على نفس المعلومات مما أنتج نوعية جامدة منتفخة كانت في الواقع تناقض الإحساس السريع بالفعل في المسرحية .
معه نسخة زفيريللي السينمائية لهذه المسرحية كانت أكثر نجاحاً (٧-٤). قطع التوضيح اللفظي تماماً تقريباً وحل محله وبنفس التأثير التوضيح الصوري. كانت تقلم السطور المنفردة بعناية فائقة إذا ما أمكن التعبير عن طريق الصورة. تم الاحتفاظ بأغلب السفر العظيم ولكن غالباً بدون مرئيات متزامنه لكي تطيل من وجود اللغة لا أن تكررها كانت اللقطات الكبيرة تشبه سلسلة من لوحات عهد النهضة البديعة. كانت آلة التصوير تسجل أقرب التفاصيل في حياة العشاق ويلتقط المجرى الصوتي أدق الآهات. كانت مشاهد القتال أكثر إثارة من أي تقديم مسرحي طموح إذ إن آلة التصوير كانت تتسابق وتدور مع المتصارعين . باختصار كان فلم زفير للي في الواقع رغم عدم إخلاصه تقنياً للنص المسرحي أكثر شكسبيرية في الروح من النسخة الدقيقة حرفياً لكيوكور.
إذا فإن كلا من السينما والمسرح وسط سمعي بصري إلا إنهما يختلفان في تأكيدهما على تقاليد معينة. المصدران الرئيسيان للمعلومات في الدراما هما الفعل والحوار إننا نلاحظ ما يقوله الناس وما يفعلونه إن فعل المسرحية ليس مجرد تصوير للكلمات حرق هيدا كابلر لنص ليفبورك مثلا يجسم معلومات عاطفية وذهنية لا يمكن تفصيلها باللغة التباين بين ما يقوله الناس ويفعلونه هو مصدر عام للسخرية على المسرح. لقد بني تشيخوف العديد من مسرحياته حول هذا التباين الساخر حتى في مسرحية كلامية مثل (الرجل والرجل الخارق ) لبرناردشو يفرح الجمهور بمراقبته أن وايتفيلد وهي ترقع الملابس الجون تانر بينما هو يتكلم ويتكلم .
الفعل في المسرح يقتصر بالدرجة الأولى على اللقطات البعيدة الموضوعية إذا ما استخدمنا الاستعارة السينمائية. أي أن الأفعال الواسعة جداً وحدها التي تؤثر مثل المبارزة بين هاملت ،ولايرتيس ومساعدة أماندا إلى لورا في ارتداء ملابسها في الحيوانات الزجاجية وهكذا مديات اللقطات البعيدة جداً، إذا ما أردنا الاستمرار في الاستعارة من السينما يجب أن تكون طرازية في المسرح. المعارك الملحمية في مسرحيات شكسبير التاريخية مثلا قد تبدو مضحكة إذا ما صممت على المسرح بأسلوب واقعي بالمثل أفعال اللقطة القريبة قد لا ترى إلا من قبل الجالسين في الصف الأول ما لم يقوم الممثلون بالمبالغة والأداء الطرازي. إن مقت هاملت لكلوديوس يجب أن صورياً إما بتعبير مبالغ فيه للوجه أو بإيماءات الأمير الأكبر من الواقع في حجمها وحركتها باستثناء المسارح الأليفة جداً على أفعال اللقطة القريبة في الدراما أن تكون مسموعة. أي أن أدق أفعال وردود أفعال الممثلين المسرحيين يعبر عنها عادة بواسطة اللغة وليس الوسائل الصورية نحن نعلم عن موقف هاملت من كلوديوس بالدرجة الأولى من خلال مناجاة هاملت وحواره على مستوى اللقطة الكبيرة ما نراه على المسرح هو في الأغلب ليس ما يفعله الناس ولكن ما يقوله الناس عن الفعل أو عما تم فعله .
بسبب هذه المعضلات الصورية تتجنب أغلب المسرحيات الأفعال التي تتطلب أماكن شاسعة أو ضيقة. الفعل المسرحي يتحدد عادة بمدى اللقطة الكاملة والبعيدة. إذا ما دعت الضرورة لمكان صغير جداً أو شاسع جداً فإن المسرح يميل إلى الالتجاء إلى التقاليد غير الواقعية إلى الباليه والتابلوهات الطرازية بالنسبة لأفعال اللقطات البعيدة جداً وتقاليد التوضيح اللفظي لأفعال اللقطة الكبيرة السينما من الناحية الثانية تستطيع الحركة بسهولة بين هذه المديات. لهذا السبب تقوم السينما غالباً بالبناء الدرامي للفعل الذي يدور على المسرح بين ستارتين فقط». إن هذا لا يعني القول بأن السينما لا تملك مجموعة للتقاليد الخاصة بها. آلة التصوير المتحركة والصوت الانطباعي والمونتاج هي أيضاً غير واقعية كتقاليد المسرح الرسمي في كلتا الحالتين يتقبل والمونتاج هي الجمهور هذه التقاليد على أنها قواعد اللعبة.
هذه المشاكل محدد بين هنالك شيء من البديهيات في المسرح بسبب بعض من بالذات أغلب الحبكات الدرامية مثلاً تشتمل على صراع واضح البطل والشخصية المضادة بين انتيغونا وكريون وبين لير وبناته بين ستانلي كوالسكي وبلانشيه ديبوا . تقدم المشكلة الواضحة والصراع في أول المسرحية. يتعمق هذا الصراع متزايداً عبر المشاهد المتتالية، منتهياً بالنتيجة بمصادمة صاعدة ينتصر فيها البطل أو الشخصية المضادة له. لا تلتزم كل المسرحيات بهذا البناء الأرسطوطاليسي الواضح الخطوط للفعل، إلا أن عدداً مدهشاً من المسرحيات يلتزم بهذا البناء حتى مسرحية رقيقة غير مسرحية» مثل «بستان الكرز لتشيخوف حيث الأبطال أعضاء عائلة راينفسكي والأبطال المضادون هم قوى المجتمع المتغير الذي يحرم في النهاية العائلة وعقارها وطريقة حياتها الكاملة .
في السينما وسيلة البناء الدرامية أو الأرسطوطاليسية هي واحدة فقط من عدة وسائل مستخدمة رغم أنها أكثر شيوعاً وخاصة في الولايات المتحدة. بسبب المرونة المكانية والزمانية الأكبر في السينما يستطيع الفلم استخدام عدد من الوسائل والأبنية الأخرى أيضاً منها البناء الملحمي في فلم (مولد أمة) والبناء الغنائي في فلم الراكب السهل وتيار الوعي في فلم (كلب أندلسي) لبونيويل والبناء التسجيلي في فلم المدرسة الثانوية لفريدريك وايزمان والمقال في فلم كودار المذكر والمؤنث وحتى الشكلي البحث في الأفلام التجريدية لإخوان وتني. باختصار تستطيع الأفلام الاستغناء عن الصراعات الواضحة والذرى وحتى الحبكات إذ إن الفعل السينمائي يمكن أن يكون مسرحياً أو غير مسرحي وبنفس السهولة.
المخلوق الإنساني هو مركز جماليات المسرح. الكلمات يجب أن تلقى من قبل أناس، والصراعات يجب أن يجسدها الممثلون السينما لا تعتمد على البشر. جماليات السينما تستند إلى التصوير الفوتوغرافي وأي شيء يمكن تصويره يمكن أن يكون مادة لموضوع الفلم الدراما عموماً تميل إلى التأكيد على علاقات الناس مع بعضهم السينما يمكن أن تتعامل أيضاً مع الأشياء لهذا السبب فإن إعداد مسرحية للشاشة رغم الصعوبة ليس مستحيلاً إذ إن الكثير مما يستطيع المسرح فعله تستطيعه السينما أيضاً. الأفلام ذات مواقع التصوير الخارجية ستكون مستحيلة بالطبع (٧- ٦) كيف يستطيع المرء إعداد أفلام الغرب العظيمة لجون فورد مثل (العربة) و(الباحثون). غير أن أفلاماً ذات مواقع تصوير داخلية ستكون في الأغلب مستحيلة الترجمة إلى المصطلح المسرحي. صحيح أن الكلمات قد لا تكون عائقاً وإن بعض الأفعال قد تكون ممكنة التحويل إلا أنه كيف يستطيع المرء معالجة التجزئة في الزمن لفلم رينيه (السنة الأخيرة في مارينباد)؟ أو التجزئة المرئية للمكان في فلم رتشارد ليستر ليل يوم صعب. الموضوع وبناء الشخصية في فلم جوزيف لوسي (الخادم) يصلان إلينا بالدرجة الأولى من خلال زوايا آلة التصوير ومن المستحيل - تقليده مسرحياً. موضوع بيركمان (الصمت) يصلنا بالدرجة الأولى عن طريق الصور الممرات فارغة وأبواب وشبابيك . كيف نستطيع تحويل هذا الأسلوب إلى المسرح؟
كما أنه ليس من أفضل السبل إعداد المسرحية للشاشة هو «فتحها» بالضرورة، واستبدال المواقع الخارجية بالداخلية. السينما لا تعني دائما اللقطة البعيدة جداً والاستدارات السريعة والمونتاج البارق. لاحظ هتشكوك مرة بأن العديد من الأفلام المصورة عن مسرحيات تخفق لأن البناء المشدود الملموم للأصل يضيع عندما يقوم المخرج بتوسيعه عن طريق تقنيات سينمائية غير مناسبة، وخاصة عندما تؤكد مسرحية على الإحساس بالحصار - وكثير منها تؤكد على هذا إما فيزيائياً أو سايكولوجياً. فإن أفضل المعدين يحترم روح . النص الأصلي لذا يبحث عن معادل فلمي لذلك. (۷) (۷) فلم تونيز رتشاردسون (هاملت) صور بكامله تقريباً بلقطات متوسطة وقريبة المناظر داخلية ضيقة عدا واحد حيث تتحرك آلة التصوير إلى الخلف إلى مسافة أبعد. يخفق المشهد لأنه يرخي كل التوترات التي أنشأت في الأقسام الأولى من الفلم. ولأنه يكسر الإحساس السايكولوجي والروحي بمرض الخوف من الأماكن المغلقة الذي حفظ بعناية في المشاهد الأخرى.
تعليق