روبرت فلاهرتي والتقليد الواقعي
الأمريكي روبرت فلاهرتي يعتبر عموماً أباً للحركة التسجيلية. رغم أن العناصر الواقعية كانت موجودة في السينما منذ بداياتها إلا أن فلم فلاهرتي الأول (نانوك من الشمال) (۱۹۲۲) يعتبر عالمياً أول رائعة في الحركة التسجيلية في الواقع بدأ فلاهرتي عمله كمكتشف وباحث حضاري هاو ويمكن اعتبار أفلامه من بعض الأوجه أعمالاً أنتجتها استكشافاته المستمرة للثقافات السحيقة في الأصل اصطحب فلاهرتي آلة تصوير سينمائية لتسجيل بعض المشاهد عن حياة الأسكيموا فيما وراء الدائرة القطبية . كان لا يكاد يعرف شيئاً عن صناعة الأفلام وكان يفضل من خلال عمله الطريقة المباشرة البسيطة .
هي الفضائل قبل تصوير (نانوك) عاش فلاهرتي عدة سنوات في المناطق القطبية في كندا وتكون لديه إعجاب عميق بحياة الأسكيمو وحضارتهم. فلاهرتي الرومانسي في جوهره من القرن التاسع عشر كان يحتقر طرز الحياة الدافئة «المثقفة» للمجتمعات الحديثة التكنولوجية (٦ - ١٠ ) . حركت مخيلته الحضارات البدائية» التي يعيش فيها الناس باستمرار على حافة الفناء وحيث التضحية والبأس والشجاعة المجردة هي متطلبات البقاء. كانت هذه العليا بالنسبة لفلاهرتي فضائل ملحمية لا تتوفر في المجتمعات المدنية المعاصرة. لقد قدمت له المنطقة القطبية والأسكيمو الصراع على مستوى ملحمي حيث يقاتل البطل الشجاع في معركة حياة أو موت مع البيئة الشرسة التي لا تلين.
إن (نانوك) يقع في ثلاثة أجزاء فضفاضة البناء الثلث الأول يجري في الفصل الدافىء حيث يقوم نانوك بإصلاح أدواته البدائية الثلث الثاني يرينا الحياة القاسية للأسكيمو خلال الشتاء الطويل الثلث الثالث من الفلم يحتوي على حدث واحد يجري خلال عواصف الجليد الشرسة البحث المستمر عن الطعام هو الهيكل الأساسي للموضوع الفلمي . كل فصل يشتمل على مشاكله الخاصة ونشاهد نحن نانوك المتعدد المصادر وهو يواجه هذه المشاكل بأصالة لا تصدق. لقد صور هو وعائلته بشكل طبيعي تام فهم يستخدمون بيئتهم ويمتزجون معها في مهارة مذهلة مشهد العاصفة الثلجية تم التعبير عنه بشكل مثير. الريح تمر بلا توقف وبسرعة ١٠٠ ميل في الساعة والحرارة ٩٠ درجة تحت الصفر. نرى العائلة تسير على الزحافات الامتدادات الشاسعة للمنطقة القطبية بحثاً عن المأوى. وأخيراً بضربة من الحظ الجيد تجد العائلة بيتاً ثلجياً مهجوراً تتكور داخله لقضاء مستسلمة عبر الليلة .
حتى عند عرض الفلم للمرة الأولى وجه إليه النقد على أنه مشوه من الناحية الواقعية وغير مهم بالنسبة للجماهير المدنية. إلا أن الفلم كان بعيداً عن الشوق للمغامرة العاطفية التي زعمها بعض النقاد. بعد عامين من إنهاء الفلم مات نانوك الشجاع واللطيف بسبب الجوع وهو يحاول اصطياد غزال ليطعم عائلته .
إن طريقة فلاهرتي في صناعة الفلم كادت أن تكون صوفية. وذلك ما ضايق أصحابه الذين ضاقوا ذرعاً بطرقه التي تستغرق وقتاً ومالاً كثيرين. كان يصور بدون نص معد سابقاً آلاف الأقدام من الفلم قبل أن يقرر كيفية استخدامه للمادة هذا إذا ما قرر أن يستخدمها أساساً. إن نسب تصويره كانت عالية على الأقل بالنسبة لزمنه فلمه رجل من آران) الذي يبلغ طوله ۷۰۰۰ قدم مثلاً تمت منتجته من أصل ۲۰۰/۰۰۰ قدم من الفلم .
كان فلاهرتي يعتقد بأنه فقط بتصوير كميات ضخمة من الأقدام ينبع موضوع فلمه كان يعادي فكرة فرض بناء على مادته وكان يصر على أن إيقاع المقطع الفلمي يجب أن يكون شبيهاً لما عليه في الحياة (٦ - ١١)؛ الفنان يكتشف فقط ما هو موجود أصلاً هناك في الحياة وفي الفلم الخام.
بول روثا المخرج التسجيلي الإنكليزي والناقد السينمائي كان يقترح قائلاً إن فلاهرتي ربما أخذ هذه الأفكار من حضارة الأسكيمو. نحاتو العاج من الأسكيمو مثلاً لا يفكرون بأنهم يخلقون مواداً فنية وإنما يقومون باكتشافها. إن قطعة العاج الخام بنظرهم هي كتلة عديمة الشكل يختفي فيها شكل معين النحات يطلق» أو «يحرر» هذا الشكل وحسب مما يحيط به. عملية النحت ينظر إليها على أنها استكشافية حتى يبدأ الموضوع المختفي بالظهور وهنا يقوم الفنان بإزالة المواد الباقية الزائدة حتى يمكن النظر إلى الشكل بدون معوقات الفن بالنسبة للأسكيمو هو عملية تكشف لا «خلق» بالمعنى الاعتيادي للمصطلح.
نظرية فلاهرتي عن فن الفلم التسجيلي قريبة من هذه النظرة من المتناقضات أنه كان يتهم كثيراً بالصلف لأن طرقه لم تكن اقتصادية في صناعة الفلم، في حين كان موقفه في الواقع يعكس الكثير من التواضع . كانت نزاهة المادة الفلمية ذاتها بالنسبة لفلاهرتي هي الأولى وكان يتجشم كثير العناء لكي يتجنب إلباس شكل عشوائي لمضمون ليس امتداداً عضوياً له. وإذا كان عميق التشكيك بتشويهات المونتاج كان فلاهرتي يحاول اظهار موضوعه في آلة التصوير. كان يعتقد بأن أفضل خدمة للحقيقة هي في الميزانسين وليس في رصف اللقطات إلى جوار بعضها حيث تجزأ الحقيقة إلى سلسلة من القطع المنفصلة . في فلم نانوك يستخدم فلاهرتي أشكالاً مفتوحة تدل على وجود .
الأمريكي روبرت فلاهرتي يعتبر عموماً أباً للحركة التسجيلية. رغم أن العناصر الواقعية كانت موجودة في السينما منذ بداياتها إلا أن فلم فلاهرتي الأول (نانوك من الشمال) (۱۹۲۲) يعتبر عالمياً أول رائعة في الحركة التسجيلية في الواقع بدأ فلاهرتي عمله كمكتشف وباحث حضاري هاو ويمكن اعتبار أفلامه من بعض الأوجه أعمالاً أنتجتها استكشافاته المستمرة للثقافات السحيقة في الأصل اصطحب فلاهرتي آلة تصوير سينمائية لتسجيل بعض المشاهد عن حياة الأسكيموا فيما وراء الدائرة القطبية . كان لا يكاد يعرف شيئاً عن صناعة الأفلام وكان يفضل من خلال عمله الطريقة المباشرة البسيطة .
هي الفضائل قبل تصوير (نانوك) عاش فلاهرتي عدة سنوات في المناطق القطبية في كندا وتكون لديه إعجاب عميق بحياة الأسكيمو وحضارتهم. فلاهرتي الرومانسي في جوهره من القرن التاسع عشر كان يحتقر طرز الحياة الدافئة «المثقفة» للمجتمعات الحديثة التكنولوجية (٦ - ١٠ ) . حركت مخيلته الحضارات البدائية» التي يعيش فيها الناس باستمرار على حافة الفناء وحيث التضحية والبأس والشجاعة المجردة هي متطلبات البقاء. كانت هذه العليا بالنسبة لفلاهرتي فضائل ملحمية لا تتوفر في المجتمعات المدنية المعاصرة. لقد قدمت له المنطقة القطبية والأسكيمو الصراع على مستوى ملحمي حيث يقاتل البطل الشجاع في معركة حياة أو موت مع البيئة الشرسة التي لا تلين.
إن (نانوك) يقع في ثلاثة أجزاء فضفاضة البناء الثلث الأول يجري في الفصل الدافىء حيث يقوم نانوك بإصلاح أدواته البدائية الثلث الثاني يرينا الحياة القاسية للأسكيمو خلال الشتاء الطويل الثلث الثالث من الفلم يحتوي على حدث واحد يجري خلال عواصف الجليد الشرسة البحث المستمر عن الطعام هو الهيكل الأساسي للموضوع الفلمي . كل فصل يشتمل على مشاكله الخاصة ونشاهد نحن نانوك المتعدد المصادر وهو يواجه هذه المشاكل بأصالة لا تصدق. لقد صور هو وعائلته بشكل طبيعي تام فهم يستخدمون بيئتهم ويمتزجون معها في مهارة مذهلة مشهد العاصفة الثلجية تم التعبير عنه بشكل مثير. الريح تمر بلا توقف وبسرعة ١٠٠ ميل في الساعة والحرارة ٩٠ درجة تحت الصفر. نرى العائلة تسير على الزحافات الامتدادات الشاسعة للمنطقة القطبية بحثاً عن المأوى. وأخيراً بضربة من الحظ الجيد تجد العائلة بيتاً ثلجياً مهجوراً تتكور داخله لقضاء مستسلمة عبر الليلة .
حتى عند عرض الفلم للمرة الأولى وجه إليه النقد على أنه مشوه من الناحية الواقعية وغير مهم بالنسبة للجماهير المدنية. إلا أن الفلم كان بعيداً عن الشوق للمغامرة العاطفية التي زعمها بعض النقاد. بعد عامين من إنهاء الفلم مات نانوك الشجاع واللطيف بسبب الجوع وهو يحاول اصطياد غزال ليطعم عائلته .
إن طريقة فلاهرتي في صناعة الفلم كادت أن تكون صوفية. وذلك ما ضايق أصحابه الذين ضاقوا ذرعاً بطرقه التي تستغرق وقتاً ومالاً كثيرين. كان يصور بدون نص معد سابقاً آلاف الأقدام من الفلم قبل أن يقرر كيفية استخدامه للمادة هذا إذا ما قرر أن يستخدمها أساساً. إن نسب تصويره كانت عالية على الأقل بالنسبة لزمنه فلمه رجل من آران) الذي يبلغ طوله ۷۰۰۰ قدم مثلاً تمت منتجته من أصل ۲۰۰/۰۰۰ قدم من الفلم .
كان فلاهرتي يعتقد بأنه فقط بتصوير كميات ضخمة من الأقدام ينبع موضوع فلمه كان يعادي فكرة فرض بناء على مادته وكان يصر على أن إيقاع المقطع الفلمي يجب أن يكون شبيهاً لما عليه في الحياة (٦ - ١١)؛ الفنان يكتشف فقط ما هو موجود أصلاً هناك في الحياة وفي الفلم الخام.
بول روثا المخرج التسجيلي الإنكليزي والناقد السينمائي كان يقترح قائلاً إن فلاهرتي ربما أخذ هذه الأفكار من حضارة الأسكيمو. نحاتو العاج من الأسكيمو مثلاً لا يفكرون بأنهم يخلقون مواداً فنية وإنما يقومون باكتشافها. إن قطعة العاج الخام بنظرهم هي كتلة عديمة الشكل يختفي فيها شكل معين النحات يطلق» أو «يحرر» هذا الشكل وحسب مما يحيط به. عملية النحت ينظر إليها على أنها استكشافية حتى يبدأ الموضوع المختفي بالظهور وهنا يقوم الفنان بإزالة المواد الباقية الزائدة حتى يمكن النظر إلى الشكل بدون معوقات الفن بالنسبة للأسكيمو هو عملية تكشف لا «خلق» بالمعنى الاعتيادي للمصطلح.
نظرية فلاهرتي عن فن الفلم التسجيلي قريبة من هذه النظرة من المتناقضات أنه كان يتهم كثيراً بالصلف لأن طرقه لم تكن اقتصادية في صناعة الفلم، في حين كان موقفه في الواقع يعكس الكثير من التواضع . كانت نزاهة المادة الفلمية ذاتها بالنسبة لفلاهرتي هي الأولى وكان يتجشم كثير العناء لكي يتجنب إلباس شكل عشوائي لمضمون ليس امتداداً عضوياً له. وإذا كان عميق التشكيك بتشويهات المونتاج كان فلاهرتي يحاول اظهار موضوعه في آلة التصوير. كان يعتقد بأن أفضل خدمة للحقيقة هي في الميزانسين وليس في رصف اللقطات إلى جوار بعضها حيث تجزأ الحقيقة إلى سلسلة من القطع المنفصلة . في فلم نانوك يستخدم فلاهرتي أشكالاً مفتوحة تدل على وجود .
تعليق