قصة قصيرة i نهاية التاريخ
لم يكن تائهاً ، ولم يكن يبحث عن شيء ضائع ، ولكن بعدما سألني ؛ بان أنه يبحث عن إجابة ضائعة منه ، ربما كانت ضرورية له لتستمر حياته ، وقد أرادها مني أنا ، ولم أكن شخصياً أعرف أنها عندي ، وإنني سوف أعطيها له في سهولة ويسر ، بمجرد أن يطلبها !! .
وقد بدا ليّ لحظة طالعته أول طلة عليه ، وكأنه اصطفاني وكان قد اقترب متودداً وسألني وكأنه يعرفني ويعرف شخصي ويعرف جوهر كونهي ويعرف كيف يجدني ؟! . وحين وجدني كمبتغاه المقصود ، فقد قصد مقصده وسألني :
- " متى ينتهي التاريخ ، يا رفيق ؟ " .
فقلت وكأني أعرفه وأعرف أنه سوف يسألني سؤاله هذا ، والمدهش أنني وكأني قد تحضرت للإجابة فقلت : "في ظني ينتهي التاريخ ، عندما يدعي المخلوق ، كل صفات الخالق ؟! " .
فقال بدهشة بالغة : " أو يحدث ؟! " .
قلت : نعم حدث ، حدث بالفعل ، حدث في الماضي البعيد وحدث في الماضي القريب ويحدث الآن ؛ وسيحدث في القادم حتى تتحقق النهاية والفناء التام للموجودات ، لتبدأ الدورة من جديد في كون جديد ، حتى تحدث النهاية الجديدة للبداية الجديدة ، فهو متلازمة النهاية التي لا يراها أحد ، رغم أنها حدثت منذ بداية البداية ،، لقد انتهى التاريخ في لحظة البداية وبمجرد البداية .
وكأني فاجأته بالإجابة ؛ فقال بتصميم على الفعل ، حتى لو لم أشاركه أنا ، أو لم يشاركه أحد فيما ينتوي :
- " لعل الأنسب الآن أن نقتل كل من فعل ؛ فعل من أفعال النهاية ، ولوث لنا التاريخ ، وفسد في التاريخ وفي الوجود المحفوظ ، لعلنا نستطيع أن نؤجل قليلا تلك النهاية ، وذلك الدمار الذي وكأنك رأيته أنت ووصفته حالاً وفي يقيني أيضاً أنه مؤكد الحدوث " .
ثم شرع يتحدث عن : " تطهير التاريخ" وكنس الفاسدين في التاريخ من وجود البشريين ، وتكوين فرق لإعدامهم ، إذا ما قاوموا عمليات تطهيرهم . فهم لم يموتوا بموتهم في الوجود أو في التاريخ ، ولابد من تصفيتهم تاريخياً ، وبأثر رجعي منذ مبتدا تفكيرهم في فعل أفعالهم التي تبدوا لنا الآن أنها قبيحة " ؟! .
بدا الأمر كله بعد جملته الأخيرة ، أكبر من تخيلي ، وأكبر من قدراتي ، وأكبر مما أحتمل حدوثه أمامي ، أو أكون مشاركاً فيه بأي صورة من الصور ، فانصرفت عنه وتركته يشرع فيما انتوى وعزم ، وكأنه سوف يشعل حرب أهلية في التاريخ ، بطول التاريخ !! .
محمد الصباغ
لم يكن تائهاً ، ولم يكن يبحث عن شيء ضائع ، ولكن بعدما سألني ؛ بان أنه يبحث عن إجابة ضائعة منه ، ربما كانت ضرورية له لتستمر حياته ، وقد أرادها مني أنا ، ولم أكن شخصياً أعرف أنها عندي ، وإنني سوف أعطيها له في سهولة ويسر ، بمجرد أن يطلبها !! .
وقد بدا ليّ لحظة طالعته أول طلة عليه ، وكأنه اصطفاني وكان قد اقترب متودداً وسألني وكأنه يعرفني ويعرف شخصي ويعرف جوهر كونهي ويعرف كيف يجدني ؟! . وحين وجدني كمبتغاه المقصود ، فقد قصد مقصده وسألني :
- " متى ينتهي التاريخ ، يا رفيق ؟ " .
فقلت وكأني أعرفه وأعرف أنه سوف يسألني سؤاله هذا ، والمدهش أنني وكأني قد تحضرت للإجابة فقلت : "في ظني ينتهي التاريخ ، عندما يدعي المخلوق ، كل صفات الخالق ؟! " .
فقال بدهشة بالغة : " أو يحدث ؟! " .
قلت : نعم حدث ، حدث بالفعل ، حدث في الماضي البعيد وحدث في الماضي القريب ويحدث الآن ؛ وسيحدث في القادم حتى تتحقق النهاية والفناء التام للموجودات ، لتبدأ الدورة من جديد في كون جديد ، حتى تحدث النهاية الجديدة للبداية الجديدة ، فهو متلازمة النهاية التي لا يراها أحد ، رغم أنها حدثت منذ بداية البداية ،، لقد انتهى التاريخ في لحظة البداية وبمجرد البداية .
وكأني فاجأته بالإجابة ؛ فقال بتصميم على الفعل ، حتى لو لم أشاركه أنا ، أو لم يشاركه أحد فيما ينتوي :
- " لعل الأنسب الآن أن نقتل كل من فعل ؛ فعل من أفعال النهاية ، ولوث لنا التاريخ ، وفسد في التاريخ وفي الوجود المحفوظ ، لعلنا نستطيع أن نؤجل قليلا تلك النهاية ، وذلك الدمار الذي وكأنك رأيته أنت ووصفته حالاً وفي يقيني أيضاً أنه مؤكد الحدوث " .
ثم شرع يتحدث عن : " تطهير التاريخ" وكنس الفاسدين في التاريخ من وجود البشريين ، وتكوين فرق لإعدامهم ، إذا ما قاوموا عمليات تطهيرهم . فهم لم يموتوا بموتهم في الوجود أو في التاريخ ، ولابد من تصفيتهم تاريخياً ، وبأثر رجعي منذ مبتدا تفكيرهم في فعل أفعالهم التي تبدوا لنا الآن أنها قبيحة " ؟! .
بدا الأمر كله بعد جملته الأخيرة ، أكبر من تخيلي ، وأكبر من قدراتي ، وأكبر مما أحتمل حدوثه أمامي ، أو أكون مشاركاً فيه بأي صورة من الصور ، فانصرفت عنه وتركته يشرع فيما انتوى وعزم ، وكأنه سوف يشعل حرب أهلية في التاريخ ، بطول التاريخ !! .
محمد الصباغ