بائعة البن
رانية أبوالعينين
مات والدى وحللت محله فى مطحن البن الذي ورثته انا و امى و اخوتى .
مرضت امى على اثر موت والدى ...تردى حال المطحن فغرق فى ديون كثيرة . ....
اخلص لى العمال القدامى أيما إخلاص ، لكنى سرعان ما شعرت أنى فى حاجة إلى الارتقاء بمستوى المطحن و عدم اليأس . هنا تذكرت خالى فذهبت له على الفور و عرضت عليه ان نتحد و نخرج المطحن من كبوته فسخر منى و نصحنى ببيع المطحن ...
نظرت له فى حسرة شديدة و قلت له المطحن ايجار يعنى لو بعت مكن طحن البن اللى فيه مش هيجيبوا كام جنية يادوب يسددوا الديون... تركته و المرارة تملأ حلقى .
قررت ضم صديق لى يفهم فى أمور المطحن ويكون عوناً لى ...بحثت فى قائمة أصدقائى فلم أجد غير صديقى القديم رزق الذى عاش عمره كله محبا لبنت الجيران متفانيا فى الحفاظ عليها لكن مع الأسف لم يستطع أن يكمل احتفاظه بها فهى البنت الشاطرة خريجة الجامعة بينما هو فكان كل ما حصله فى التعليم كافيا له فى عمله ... هل تعلمون من هى ابنه الجيران انها انا ...
لم يستطع رزق الحصول على الثانوية العامة ولا حتى دبلوم التجارة بينما أنا حاصلة على ماجستير فى الأداب ورفضت الالتحاق بعمل منذ حصولى على الليسانس ثم الماجستير .
تجلت ألمعيه رزق فى متابعة العمل من شرائه (البن) أخضر الى تحميصه و طحنه فتعبئته و توزيعه .
فى يوم من الأيام سألتنى أمى عن رزق فأجبتها ...... أنا لا أجد الطمأنينة الا معه (وذلك حق ) . ... لم يتخل عن خدمتى قط ..... فهو يدفع الأذى عنى بكل جوارحه ..... يسارع الى نجدتى كلما احتاج الى نجدة ...... يسعفنى بالرأى و المشورة.
انه الرقيب بين العمال ... الدائب على رعاية المطحن ، و أنشط من قام بتوزيع البن على المحلات وطور المطحن و خصص فيه مكان صغير راقٍ لتناول القهوة بجميع أنواعها . .... يا له من طاقة لا تخمد .....
أصبحت لا أعلم كبيرة أو صغيرة فى المحل الا من خلاله فأنا بالمقارنه به أصبحت لا شىء وهو كل شىء .
كان ارتياحى لذلك أضعاف ضيقى به فلم أرتاب فيه ولو قدر أنملة . ...
تركت له كل شىء حتى أن العملاء باتوا يقصدون رزق لعقد الصفقات و كأنه مالك كل شىء .....
لاحظ خالى ذلك فبات في غاية الاستياء ....
لكنى لم أبال بإستيائه فأنا أريد أن تجرى الأمور على ما تجرى عليه ، و بررت موقفى قائلة :أنا أحب المال و لا أحب العمل ، و رزق أمين ، و هو عطية المولى إلى ..
مضت الأمور فى طريقها المرسوم والغريب أنى فتنت برزق وكنت أراقبه كلما جاء أو راح .... كان قلبى يتركنى ويقبع بين يديه فى الوقت الذى لم يبدو عليه أى بوادر إعجاب بى مثلما كان فى وقت مضى حتى أنى قلت له يوما آن لى أن أفكر بالزواج قبل أن يسرقنا الوقت لكن العجيب والقاهر أنه لم تبدو عليه المفاجأة لكنه سألنى بمنتهى البرود هل فاتحت أحدا فى الموضوع ؟
فأجبته بأسلوب أكثر برودة منه انت أول واحد أفاتحه في كل ما يهمني ....
و سأل هل أسرته طيبة و حسنة السمعة و لا حاجة بنا الى التحريات عنه ؟
دون أن أشعر أمسكت بيديه بين يدى وقلت له لاأريد أن أعرف شىء عن أسرته فكل ما يهمنى هو نفسه وانت تعرف ذلك ..
لكن الأغرب أنه لم يتجاوب معى وكان رده :لا إبن الناس الطيبيين يحافظ على بيته وأولاده طول العمر ... وعلى فكرة إنت لم تقولى لى من هو ؟
لم أيأس وترددت قليلاً ثم نظرت فى عينيه وقلت له ألا تشعر بلمسة يدى من يكون هو ؟
نظر فى عينى نظرة عميقة جداً وإعتصر يدى بين يديه .....فبادرته قائلة تتجوزنى ...
استقرت دمعة على خده كاللؤلؤة وقال : لم أكن أحلم بهذا فى يوم من ألأيام فأنت حلم صعب المنال لكنى لاأستطيع.. هل يجوز ان تتزوج صاحبة المال بكبير العمال **ألقيت برأسى على صدره قائلة ... نعم .
بقلم رانية أبوالعينين
رانية أبوالعينين
مات والدى وحللت محله فى مطحن البن الذي ورثته انا و امى و اخوتى .
مرضت امى على اثر موت والدى ...تردى حال المطحن فغرق فى ديون كثيرة . ....
اخلص لى العمال القدامى أيما إخلاص ، لكنى سرعان ما شعرت أنى فى حاجة إلى الارتقاء بمستوى المطحن و عدم اليأس . هنا تذكرت خالى فذهبت له على الفور و عرضت عليه ان نتحد و نخرج المطحن من كبوته فسخر منى و نصحنى ببيع المطحن ...
نظرت له فى حسرة شديدة و قلت له المطحن ايجار يعنى لو بعت مكن طحن البن اللى فيه مش هيجيبوا كام جنية يادوب يسددوا الديون... تركته و المرارة تملأ حلقى .
قررت ضم صديق لى يفهم فى أمور المطحن ويكون عوناً لى ...بحثت فى قائمة أصدقائى فلم أجد غير صديقى القديم رزق الذى عاش عمره كله محبا لبنت الجيران متفانيا فى الحفاظ عليها لكن مع الأسف لم يستطع أن يكمل احتفاظه بها فهى البنت الشاطرة خريجة الجامعة بينما هو فكان كل ما حصله فى التعليم كافيا له فى عمله ... هل تعلمون من هى ابنه الجيران انها انا ...
لم يستطع رزق الحصول على الثانوية العامة ولا حتى دبلوم التجارة بينما أنا حاصلة على ماجستير فى الأداب ورفضت الالتحاق بعمل منذ حصولى على الليسانس ثم الماجستير .
تجلت ألمعيه رزق فى متابعة العمل من شرائه (البن) أخضر الى تحميصه و طحنه فتعبئته و توزيعه .
فى يوم من الأيام سألتنى أمى عن رزق فأجبتها ...... أنا لا أجد الطمأنينة الا معه (وذلك حق ) . ... لم يتخل عن خدمتى قط ..... فهو يدفع الأذى عنى بكل جوارحه ..... يسارع الى نجدتى كلما احتاج الى نجدة ...... يسعفنى بالرأى و المشورة.
انه الرقيب بين العمال ... الدائب على رعاية المطحن ، و أنشط من قام بتوزيع البن على المحلات وطور المطحن و خصص فيه مكان صغير راقٍ لتناول القهوة بجميع أنواعها . .... يا له من طاقة لا تخمد .....
أصبحت لا أعلم كبيرة أو صغيرة فى المحل الا من خلاله فأنا بالمقارنه به أصبحت لا شىء وهو كل شىء .
كان ارتياحى لذلك أضعاف ضيقى به فلم أرتاب فيه ولو قدر أنملة . ...
تركت له كل شىء حتى أن العملاء باتوا يقصدون رزق لعقد الصفقات و كأنه مالك كل شىء .....
لاحظ خالى ذلك فبات في غاية الاستياء ....
لكنى لم أبال بإستيائه فأنا أريد أن تجرى الأمور على ما تجرى عليه ، و بررت موقفى قائلة :أنا أحب المال و لا أحب العمل ، و رزق أمين ، و هو عطية المولى إلى ..
مضت الأمور فى طريقها المرسوم والغريب أنى فتنت برزق وكنت أراقبه كلما جاء أو راح .... كان قلبى يتركنى ويقبع بين يديه فى الوقت الذى لم يبدو عليه أى بوادر إعجاب بى مثلما كان فى وقت مضى حتى أنى قلت له يوما آن لى أن أفكر بالزواج قبل أن يسرقنا الوقت لكن العجيب والقاهر أنه لم تبدو عليه المفاجأة لكنه سألنى بمنتهى البرود هل فاتحت أحدا فى الموضوع ؟
فأجبته بأسلوب أكثر برودة منه انت أول واحد أفاتحه في كل ما يهمني ....
و سأل هل أسرته طيبة و حسنة السمعة و لا حاجة بنا الى التحريات عنه ؟
دون أن أشعر أمسكت بيديه بين يدى وقلت له لاأريد أن أعرف شىء عن أسرته فكل ما يهمنى هو نفسه وانت تعرف ذلك ..
لكن الأغرب أنه لم يتجاوب معى وكان رده :لا إبن الناس الطيبيين يحافظ على بيته وأولاده طول العمر ... وعلى فكرة إنت لم تقولى لى من هو ؟
لم أيأس وترددت قليلاً ثم نظرت فى عينيه وقلت له ألا تشعر بلمسة يدى من يكون هو ؟
نظر فى عينى نظرة عميقة جداً وإعتصر يدى بين يديه .....فبادرته قائلة تتجوزنى ...
استقرت دمعة على خده كاللؤلؤة وقال : لم أكن أحلم بهذا فى يوم من ألأيام فأنت حلم صعب المنال لكنى لاأستطيع.. هل يجوز ان تتزوج صاحبة المال بكبير العمال **ألقيت برأسى على صدره قائلة ... نعم .
بقلم رانية أبوالعينين