للصبية في التَّخفُّف من وطأة أعبائهم مذاهبُ مختلفة طُبِعَتْ عليها نفوسهم ، فمنهم مَنْ يُسَرِّي عن نفسه بالقراءة، ومنهم من يلهو بالكرة إلى غير ذلك من الوان اللهو .
وفي ميعة صباي لم أكن احفل بهذه او تلك من ضروب التسلية ، وإنما كنت أجد نفسي تنزع إلى الفن وأهله نزوعا كليا.
ثم إني كنت أنفق وقتا كثيرا في ابتياع المجلات الفنية القديمة كالموعد والكواكب ونورا، وكنت بالأولى أشد كَلَفَاً، ، واذكر أنني كنت اتجشم سفرا طويلا في سبيل اكترائها من احد الاكشاك ، حتى إذا قفلتُ عائدا ونضوتُ عني ثياب السفر أوصدتُ باب حجرتي وأخذت اسبح بين سطورها وصورها وقد عصفت بي النشوة واشتد سروري ، ثم لا أبالي بعد ذلك ما ألقاه في اكترائها من وَصَبٍ أو تعب.
وكنت في قراءة هاتيك المجلات ادفع الضجر عن نفسي أول الأمر ، ثم لم تلبث ان اضحت عندي عادة أجد فيها من اللذة العظيمة ما لا تكاد تعدلها لذة، فما زال هذا دأبي في شرخ الصبا ولما قد نيفت على الخامسة عشرة ، ثم تطورت هذه العادة إلى ضرب من الإدمان ، فكنت لا ارتاح لشيء ارتياحي لِتَسَقُّط اخبار الفن وأهله .
~~~~~~~~~
محمد سرحان
وفي ميعة صباي لم أكن احفل بهذه او تلك من ضروب التسلية ، وإنما كنت أجد نفسي تنزع إلى الفن وأهله نزوعا كليا.
ثم إني كنت أنفق وقتا كثيرا في ابتياع المجلات الفنية القديمة كالموعد والكواكب ونورا، وكنت بالأولى أشد كَلَفَاً، ، واذكر أنني كنت اتجشم سفرا طويلا في سبيل اكترائها من احد الاكشاك ، حتى إذا قفلتُ عائدا ونضوتُ عني ثياب السفر أوصدتُ باب حجرتي وأخذت اسبح بين سطورها وصورها وقد عصفت بي النشوة واشتد سروري ، ثم لا أبالي بعد ذلك ما ألقاه في اكترائها من وَصَبٍ أو تعب.
وكنت في قراءة هاتيك المجلات ادفع الضجر عن نفسي أول الأمر ، ثم لم تلبث ان اضحت عندي عادة أجد فيها من اللذة العظيمة ما لا تكاد تعدلها لذة، فما زال هذا دأبي في شرخ الصبا ولما قد نيفت على الخامسة عشرة ، ثم تطورت هذه العادة إلى ضرب من الإدمان ، فكنت لا ارتاح لشيء ارتياحي لِتَسَقُّط اخبار الفن وأهله .
~~~~~~~~~
محمد سرحان